المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عدن التاريخ والحضارة..تاْليف: علي ناصر محمد


راجع ياوطني
04-29-2013, 08:47 AM
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]

04-26-2013 11:24
الجنوب الحر - عدن

استعراض/ صلاح السقلدي
(عدن التاريخ والحضارة) هذا هو عنوان الكتاب الذي ألّـفه الرئيس علي ناصر محمد بطبعتين, كانت الطبعة الثانية عام 2010م من 550 ورقة من الحجم الكبير، قدم لهذا الكتاب وزير الثقافة اليمني السابق د. محمد أبوبكر المفلحي. قراءة هذا الكتاب الذي يشبه الموسوعة هي رحلة على ضفاف نهر التاريخ بل قل هي عملية غوص في أعماق الزمن العدني, نلتمس منها الفائدة والإمتاع. سنستعرض (بتصرف) أبرز ما ورد في أبوابه( الكتاب) وفصوله وذلك تعميماً للفائدة عن تاريخ عدن القديم والحديث والمعاصر. أكرر لفت الانتباه الى اننا سنستعرض هذا الكتاب بتصرف تام.

-مدخل تأريخي:
عدن كمنطقة استيطان قديم ترجع بعض الروايات أنها أقدم موطن للبشر حباها الله بموقع جغرافي متميز كقبله للوافدين من الشرق والغرب جعلها أن تكون منطقة نشاط تجاري وملتقى التيارات الإنسانية. فمنذ منتصف القرن الـ 19 هيأت الإدارة البريطانية التي كانت احتلت عدن عام 1839م عدن لتصبح موقعاً عصرياً في المنطقة وتركت التوجهات البريطانية في الجوانب السياسية والاقتصادية آثاراً اجتماعية واضحة(إنشاء المدارس والأندية والجمعيات والأسواق والصحف والمستشفيات وتخطيط المدن وغيرها..).

بعد هذه التوطئة السريعة يعرج المؤلف على المصادر التاريخية التي أجمعت على أهمية عدن كموقع تجاري هام وملتقى ملاحي دولي يربط الشرق بالغرب حيث يذكر المؤلف عدة مصادر منها ما ذكره الهمداني في صفة جزيرة العرب بقوله: (أن عدن مدينة تهامية جنوبية وهي أقدم أسواق العرب) ويذهب الروائي الفرنسي (بول نيزان) إلى وصف عدن [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات]بأنها شقيقة جبل طارق)، وحول تسمية عدن بهذا الاسم فإن كثيراً من المصادر رجحت بأن التسمية مأخوذة من (العدون) أي الإقامة والاستقرار والسكن في الأرض، وهذا ما أكده المؤرخ المرحوم عبدالله محيرز حيث ذكر ما أوردته كثير من المعاجم اللغوية من معنى كلمة (عدن) منها ( عـدنَ في الأرض) أي دخلها وأقام فيها و(عدن البلد) أي سكنها, غير أن ثمة مصادر تقول بأن اسم عدن منسوب لعدن بن عدنان كما ذكره الطبري_ربما يقصد المؤلف كتاب (تفسير الطبري)_.

-تأثير الدول الإسلامية القديمة على عدن:
تأثرت عدن بأحداث الدول اليمنية الإسلامية القديمة بدءاً بالدولة الزيادية -818م 1012م- التي عهدت بإدارة عدن الى ولاة من بني معين الذين كانوا يؤدون خراج عدن إلى أمراء دولتهم (الزيادية) ونسب لهذه الدولة أنها جددت جامع المنارة في كريتر الذي بناه الخليفة الخامس عمر بن عبدالعزيز، حتى الدولة الطاهرية التي انتعشت عدن في عهدها انتعاشاً ملحوظا وأهتم ولاتها بالعلم والعمران مثل القلاع والحصون وبناء صهاريج خارج صهاريج الطويلة ومد قنوات للشرب في المدينة حتى سقطت هذه الدولة بيد الأتراك بحادثة السفينة التي شنق فيها والى هذه الدولة الطاهرية في عام 1538م واستمرت دولة الأتراك حتى طردهم الأئمة عام 1645م ثم خضعت عدن للسلطنة العبدلية من عام 732م حتى 1839م يوم دخول بريطانيا المدينة وتحديداً في 19 يناير.

عدن والاحتلال:
كانت عدن محل أطماع القوى الاستعمارية من أول محاولة للبرتغاليين عام 1513م الفاشلة مروراً بالاحتلال العثماني الأول عام 1538م ومحاولات الهولنديين والفرنسيين وصولاً إلى الاحتلال البريطاني عام 1839م والذي مر عبر مراحل من أول ممثل سياسي له الكابتن (هينس) حتى آخر مندوب هو فوري (همفوري تريفيليا) .شهدت هذه الحقبة من عام 1839م ـ 1967م تراكماً نوعيا في مسيرة التطور التدريجي لعدن، حيث كانت قوى المجتمع من خلال ممارستها لحقها المدني والديني تأسس للنظام والاستقرار والقانون والتسامح الديني بين كل الأديان. ففي عام 1932م تأسس المجلس التنفيذي كأول حكومة في عدن وإن كان حاكم هذه الحكومة معين من التاج البريطاني حتى إنشاء المجلس التشريعي عام 1947م الذي بقي يمارس مهامه حتى عام 1966م. ومن أهم القضايا التي مرت على هذا المجلس في نقاشاته: أنه من حق شعب جنوب الجزيرة العربية أن يزاول حقه في تقرير مصيره على أن يتم مناقشة هذا الحق بين جميع السكان.

عدد سكان عدن: بلغ عدن سكان عدن وفقاً لإحصائية عام 1955م 144114 شخص موزعون على التركيبة السكانية للمدينة أكثرهم عرب يمنيون ـ عرب عدنيون ـ عرب المحميات على التوالي، وأقلهم الجالية اليهودية (474) التي أفرد لها الكتاب حيزاً للتعريف بتاريخها بالمدينة حيث يشير إلى أن هذه الجالية كانت تتواجد في عدن قبل الاحتلال البريطاني على شكل شركات وبيوت تجارية. وزادها التعاطف البريطاني في عدن نفوذاً أكثر,حيث بلغ نفوذ هذه الجالية ذروته مطلع القرن العشرين على يد الحاخام (بنيامين ميس)ا مؤسس شركة الأسهم اليهودية بالوطن العربي حيث انشأت هذه الجالية لها في عدن مقار معاملاتها التجارية والمالية فضلاً عن دور العبادة اليهودية. أستمر نشاط الجالية بوتيرة عالية حتى أواخر عام 1947م حين أحرقت مدرسة الملك جورج الخامس التابعة للجالية بحادث يعتقد أنه مدبر للضغط على الجالية للهجرة إلى فلسطين عبر رحلات الهجرة المسماة (بساط الريح).

الحرف في عدن:
توزعت الحرف في عدن وخاصة بعد الاحتلال البريطاني على النحو الآتي:
- الحضارم: الحوانيت والتجارة والمواد الغذائية والوكالات التجارية._الأعروق الحديد والخشب.
- دبع: تجارة - حجارة._ بني شيبان :مخابيز.
العزاعزة في المقاهي. أما الخضروات فمعظم من يعمل بها هم من الوازعية .والتصوير من مهنة أهل الحجرية.أما الصيدلة وبيع الخمور فكانت من نصيب الفرس.وعصارة السليط من نصيب أهل لحج. والجيش والأمن من نصيب شبوة والضالع. العدنيون في الصحة والتربية والجمارك. ولأهمية التحرك التجاري كانت قد تأسست لهذا الغرض عام 1866م غرفة تجارية في المدينة هي أقدم الغرف التجارية بالمنطقة.!

-العملات في عدن:
منذ دخول بريطانيا عدن كانت العملة المستخدمة فيها هي (الروبية والعانة) إلى عام 1951م حين استبدلت بعملة (الشلن شرق أفريقي) إلى عام 1964م حين أصدر إتحاد الجنوب العربي عملته الجديدة " الدينار والفلس" وظلت هذه العملة هي عملة دولة الجنوب بعد الاستقلال إلى عام 1990م.

-النوادي والمخيمات في عدن:
يشير الكتاب في هذا الفصل أن هذه النوادي والمخيمات التي ظهرت في عدن بعد الحرب العالمية الأولى لعبت الدور الإيجابي الفاعل في رفع الوعي الاجتماعي العام بالمدينة، ومن هذه النوادي حسب ما ورد في الكتاب: نادي الأدب العربي الذي أسسه الأمير القمندان عام 1925م بمعية السيد محمد علي لقمان، ونادي الإصلاح العربي في الشيخ عثمان أسسه أحمد الأصنج، ومخيم أبي الطيب الذي عني بالشعر والأدب ومن مؤسسيه محمد عبده غانم وعلي لقمان والصافي والحازمي والسعيدي، فضلاً عن النوادي الآتية: كرمة المعري وحلقة شروقي ونادي الشباب بالشيخ عثمان الذي أسسه جرادة وحنبلة والشبوطي. نادي الشباب الأدبي في كريتر أسسه باصديق ومحمد عبدالباري وعلي لقمان ـ والرابطة القومية العربية من مؤسسيها محمد سالم باسندوة والأصنج ومسواط والصباغ وعبدالملك إسماعيل وطه مقبل....

-الماسونية في عدن:
يوثق كتاب عدن التاريخ والحضارة للماسونية في عدن بذكره أن محفل الماسونية الذي كان في عدن بمدينة المعلا والذي أقيمت على انقضاه مبنى وزارة التجارة " مقر المحافظ اليوم كأقدم المحافل الماسونية بالعالم، ومن حين تأسيس هذا المحفل ظلت تنسج حوله القصص الخيالية التي تدخل الخوف في قلوب السكان بسبب السرية التي أحيط بها هذا المحفل ورواده.!

- المطابع والمكتبات في عدن:
زخرت عدن عبر تأريخها المعاصر بعدد كبير من المطابع والمكتبات التي تعتبر بحق الينبوع الذي ظل يغذي فكر ومعرفة ووعي الناس بعدن منذ تأسست شركة قهوجي اولى هذه المطابع عام 1954م.

ومن هذه المكتبات والمطابع التي لا تزال معظمها موجودة حتى اليوم:
مكتبة فتاة الجزيرة التي أسسها المرحوم/ محمد علي لقمان عام 1938م ومطبعة (بالنجي دنشو) التي أنشأت لغرض تجاري عام 1940م ـ ومطبعة النهضة بشارع حسين علي بكريتر عام 1946م، ومطبعة الهلال لمواطن هندي أسمه سمار، ومطبعة اليقظة لعبدالرحمن جرجرة، ومطبعة دار الحرية لمالكها عبدالشكور خالد ثم لشخص آخر أسمه مقبل صالح الضالعي ومطبعة أنغام لصاحبها علي أمان، ومطبعة الأيام التي أسسها الراحل محمد علي باشراحيل عام 1958م لطباعة صحف( الأيام والريكورد) والغد وفتاة شمسان والرقيب. ومطبعة الحظ لصاحبها الحاج عبدالكريم لالجي في كريتر عام 1948.

-وسائل الإعلام في عدن:
كانت عدن منارة إشعاع ثقافي وفكري وإعلامي, وخصوصاً في مجال الصحافة كدائرة في وسائل الإعلام المتعددة بالمنطقة حيث مثلت بحق آية كل الأزمان في هذه المدينة, ساهم بإرساء قواعدها كثير من الكتاب والأدباء والشعراء مثل: لقمان - باشراحيل - لطفي أمان ـ-باخبيرة - الجاوي - مسواط - الحريري –عوزر-عبدالله فاضل - الدحان -كتبي -جرادة -محمد عبده غانم وآخرون كثر ,حيث جعل هؤلاء من صفحات الصحف ساحات للنقاشات الفكرية الحوارية الأدبية التي طورت النقد وخلقت جواً ملائماً لتقبله, نشير هنا إشارات عابرة إلى بعض هذه الصحف: فتاة الجزيرة التي أسسها محمد علي لقمان عام 1940م_ صوت اليمن التي أسسها الزبيري-ـ صحيفة الفضول عام 1940م -ـ صحيفة الفضول عام 1948م لصاحبها عبدالله عبدالوهاب نعمان -صحيفة النهضة التي أسسها المرحوم جرجرة ـ-وصحيفة الجنوب العربي أسبوعية آسية أسسها أحمد بافقيه وصحيفة الأيام تأسست عام 1958م لصاحبها الراحل محمد علي باشراحيل إلى جانب صحيفة الرقيب التي سبقتها بعامين تقريباً- صحيفة صوت الجنوب التي أسسها الكاتب أحمد شريف الرفاعي - صحيفة الطريق أسسها الشهيد محمد ناصر وهي صحيفة مستلقة لسان حال اليسار صدرت عام 1966م ولا تزال حتى اليوم تصدر برئاسة نجل أيمن -صحيفة القات وهي صحيفة سياسية مستقلة أسسها عام 1956م علي ناجي محسن -صحيفة الحلة- صحيفة العمال للأستاذ محمد سعيد باشرين -صحيفة الحقيقة لباسندوة - صحيفة الصباح للجريك، -صحيفة الثوري وصحيفة 14 أكتوبر هاتين الأخيرتين أسستا نهاية الستينات من القرن الماضي مع مرحلة الاستقلال الوطني كناطقتين باسم الجهة القومية ودولة الجنوب حتى عام 1990م.

-الإذاعة والتلفزيون:
تأسيس الإذاعة والتلفزيون شكّـل إضافة قوية لوسائل الإعلام بالمدينة حيث تأسست الإذاعة عام 1947م كواحدة من أقدم الإذاعات بالمنطقة ومن ثم طورت إمكانيات الإذاعة بعد الاستقلال عام 1967م مع ترافق إنشاء إذاعات محلية بكل المحافظات، ومن أبرز رواد هذه الوسيلة: أحمد زوقري - حسين الصافي -عمر مدي -أبوبكر العطاس -محمد بلجون –باجنيد- خالد محيرز ـ ومن النساء الأوائل بهذا المجال: صفية لقمان -ماهية نجيب- سعيدة باشراحيل -عديلة بيومي ـ-فوزية جبواني ونوال خدابخش. وكانت وكالة أبناء عدن قد تأسست بعد الاستقلال الوطني عام 1970م كوكالة رسمية لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، شغل الراحل محمد ناصر أول رئاستها عام 1972م حتى تعيينه رئيسا للبعثة الدبلوماسية في بيروت وأصدر من هناك مجلة شهرية باسم اليمن الديمقراطي.
التلفزيون: تأسس تلفزيون عدن عام 1964م بآلات قديمة كانت تنقل بثها من إحدى القواعد البريطانية في قبرص، إلى ان بدأ البث التلفزيوني الملون عام 1981م وتحديداً بشهر مارس.

-عدن والتعددية السياسية:
كانت عدن منذ مطلع العقد الرابع من القرن العشرين ساحة للعمل السياسي تموج فيها مختلف التيارات السياسية، وكانت الصحف هي منابر للتنظيمات السياسية، في طليعة هذه الصحف كانت فتاة الجزيرة والنهضة التي اسسها (عائد باسنيد) ، وكانت الجمعية العربية هي باكورة تلك التنظيمات السياسية تأسست عام 1949م برئاسة على بيومي قبل أن تتحول إلى المؤتمر الشعبي العام عام 1954م، تلى ذلك تأسيس الحزب الوطني الاتحادي والجمعية الإسلامية التي من رموزها:الشيخ البيحاني ـ الشيخ محمد عبدالله كما ظهرت رابطة أبناء الجنوب العربي عام 1951م ومن مؤسسي هذه الرابطة محمد الجفري والحبشي ثم تأسس حزب الشعب الاشتراكي الديمقراطي برعاية عبد الله بأذيب عام 1961م .وحزب البعث وحركة القومين العرب عام 1959م بقيادة فيصل عبد اللطيف وسيف الضالعي والسلامي وسلطان أحمد عمر. وقبل هذا كانت الجبهة الوطنية المتحدة قد أعلنت عن قيامها عام 1955م لغرض إفشال انتخابات ديسمبر 1955م الفيدرالي الذي منع أبناء الشمال من خوضها باعتبارهم وفق القوانين البريطانية أجانب.

وفي التنظيم القانوني والإداري للمدينة فقد كانت كثير من القوانين فيها من قانون الشركات الهندية لعام 1913م إلى أن شهدت عدن انعطافا تشريعيا عام 1937م وهو العام الذي أصبحت تتبع وزارة المستعمرات بدلاً من الارتباط إرادتها من الهند وتم من حينها تعديلات مستمرة لدستور عدن أخرها تعديل عام 1955م ليكتمل حينها البنية القانونية لعدن بصدور (قوانين عدن) في خمسة مجلدات وبقيت كثير من هذه القوانين سارية المفعول من بعد الاستقلال مع تعديلات تواكب المرحلة .

- الخدمات الصحية بعدن:ـ
الخدمات الصحية في عاصمة الجنوب العربي عدن أخذت عدة أشكال يقدمها المستشفيات والمستوصفات . حيث كان عام 1885م هو العام الذي تأسس فيه أو مستشفى بمدينة الشيخ عثمان على هيئة (كمب) أعيد ترميمه عدة مرات إلى أن أتى عام 1958م الذي تم فيه افتتاح مستشفى الملكة فيكتوريا (مستشفى الجمهورية ) بخور مكسر بسعة 500 سرير حينها . ومستشفى عبود الذي بنى على شكل هناجر لخدمة الجنود البريطانيين وبقي بعد الاستقلال وحتى عام94م يعمل بشكل طبيعي قبل أن تعبث فيه الأيادي العابثة بعد هذا التاريخ. وفي جبل هيل بالتواهي تم إنشاء مستشفى القوات الجوية البريطانية تحول بعد الاستقلال إلى مستشفى القوات المسلحة لدولة الجنوب وآخذ مطلع السبعينات أسم الشهيد باصهيب حتى اليوم.

- متشفى البريقا التابع لشركة المصافي تأسس عام 1956م ولا زال حتى اليوم يعمل بصورة جيدة.
مستشفى الشعب في كريتر هذا المستشفى الذي عرف باسم مستشفى (الصين) بقي بحالة جيدة حتى عام 92م وقد تم إنشاءه لخدمات النساء والولادة . فضلاً عن مستشفيات أخرى كمستشفى الليوي (مستشفى النصر) لاحقاً وهو المستشفى الذي تم انشائه لخدمة قوات المحميات في معسكر (شامبليون)(النصر) خورمكسر عام 1940م.

-النقابات في عدن:
قبل إصدار الإدارة البريطانية قانون النقابات عام 1942م كانت قد سبقت ذلك تشكيل جماعات عمالية دشنتها شركة الملح البريطانية عام 1889م. وفي عام 1939م شُـكّـلت أول جمعية عمالية بواسطة العمال المشتغلين بالتجارة وبناء السفن الشراعية .

تطور العمل النقابي بعد ذلك بشكل ملحوظ حتى عام 1956م وهو العام الذي أرخ لميلاد الطبقة العاملة في النقابات بانعقاد(مؤتمر عدن للنقابات) ، حيث تـكّـون هذا المؤتمر من عشرون نقابة ، وحتى بعد اندلع ثورة الجنوب عام 1963م لم تتأثر هذه النقابات بالصراع بين الجبهة القومية وجبهة التحرير بل استمرت هذه النقابات بمواقفها لمقاومة للاستعمار وبرز فيها رموز نقابية عديدة منها: زين الأهدل -عبد الله الأصنج -مسوط - الزليخي - على جرجرة -عبده خليل –السلفي- عبد القادر أمين -منصور الصراري ـ-سلطان الدوش...!

-الحركة النسائية بعدن:
تأسست الجمعية العربية للنساء برئاسة زوجة المندوب السامي البريطاني وعضوية كل من : رقية على محمد ناصر وسعيدة عمر جرجرة وغيرهن ، ثم تأسست بعد ذلك جمعية المرأة العربية برئاسة رضية احسان وعضوية صفية لقمان وليلى جبلي وأخريات, وكانت هذه الجمعية تأخذ البعد السياسي بعملها : ومن رموز الحركة النسائية الجنوبية نذكر أمثلة وليس للحصر:
فطوم يابلي- نور حيدر-لولة باحميش - فوزية جعفر- أنيسة أحمد سالم -أمنة يافعي- أنيسة الصايغ -ثريا منقوش -عايدة يافعي -الشهيدة نجوى مكاوي -نجلاء شمسان - نفيسة منذوق -والشهيدة عيشة كرامة و فتحية باسنيد ,حيث ساهمت المرأة بدور بارز في عملية التحرير.

-الحركة الرياضية في عدن:
شكلت عدن مركزاً رياضياً متقدما بالمنطقة من حيث قدم ممارسة كثير من الألعاب الرياضية فيها، حيث كان عام 1905م هو العام الذي تأسس فيه نادي الاتحاد المحمدي (التلال) كون الرياضة في هذه المدينة كانت قد استفادت من النشاط الرياضي للفرق الرياضية البريطانية حتى أن عدد من الفرق العربية فرضت على السلطات البريطانية سن قانون الجمعيات الرياضية لكرة القدم برزت أسماء منها:
في كريتر: المحمدي - القعيطي- الحسيني -الأحرار -الأهالي – الشباب_ في الشيخ عثمان: نادي الهلال ونادي الشبيبة (الواي) ,في المعلا :نادي الجزيرة -نادي الروضة . في التواهي: نادي شباب التواهي ـ الشعب. في البريقا: نادي شباب البريقا ـ وبعد الاستقلال ثم دمج العديد من حضره الأندية يبغضها البعض وعقد عام 1973م المؤتمر الرياضي العام في الجنوب بمبادرة من رئيس الوزراء حينها علي ناصر محمد كإعادة إنطلاقه الحركة الرياضية التي بقيت في تطور دائم حتى غداة 22 مايو 1990م لتصاب بعد هذا التاريخ الحركة الرياضية بعدن والجنوب عموماً بشتات وإهمال متعمدين.

-أحياء عدن ومعالمها:
تزخر عدن بالعديد من المعالم والمآثر المختلفة من مساجد وقباب وصهاريج وسدود وأسواق وقلاع وحصون ودور وأسواق تساير أزمنتها ومراحلها القديمة والإسلامية الحديثة لا تزال معظمها باقية إلى يومنا هذا برغم مما طال بعضها من عبث لمساجدها ومواقعها الأثرية وعملاتها القديمة خصوصاً بالعقدين الأخيرين.

*باب عدن: وهي عقبة عدن التي كانت تسمى بباب الزيارة وتقع على مقربة من باب عدن الرئيس (البغده) قام الرسوليون ومن بعدهم الأتراك بتوسعة هذا الباب ليغدو ممرا للمركبات الثقيلة.
*الصهاريج: وهي من أهم معالم المدينة الضاربة جذورها بعمق التأريخ بحاجة عدن للمياه كونها في منطقة لا زرع فيها ولا ماء استدعت الحاجة لإقامتها حيث تؤكد عدة مصادر بأن الحميريين هم أول من أنشأ هذه الصهاريج، وجاء ذكر الصهاريج في صفة جزيرة العرب للهمداني ,وكذلك فعل ابن بطوطة بأن أشار إلى عدة صهاريج في عدن وذلك أثناء مروره بعدن عام 1329م. وللغرض ذاته في تخزين المياه توجد بعدن عدة آبار جوفية منها: بئر علي بركات ـ بئر أحمد بن المسيب ـ بئر المقدم ـ بجوار جامع أبان بكريتر ـ بئر مور بحقات ـ بئر السلامي ـ بئر الزنوج..

*منارة عدن: تنتصب منارة عدن في كريتر بجوار البريد العام للمدينة ويعتقد أنها كانت فنار لهدي السفن المارة بعدن، ولكن ثمة مصادر ترجح بأنها عبارة عن مأذنة لمسجد بناه الحسن بن سلامة وسمي مسجد عمر بن العاص بأيام الخليفة الخامس عمر بن عبدالعزيز، وتتكون من ستة طوابق.

فضلاً عن المعالم المهمة الآتية: سور عدن ـ قلعة صيرة التي أنشأت في القرن الخامس عشر الميلادي كأداة فعالة لحماية المدينة من الغزوات مثلما حدث عام 1513م حين هاجم المدينة البرتغاليين وتصدى لهم جند القلعة.

*ميناء عدن:
يعتبر ميناء عدن معلم تأريخي للمدينة اكتسب شهرته العالمية والتاريخية من موقعة الجغرافي الفريد وخصوصاً بعد افتتاح قناة السويس وإنشاء خزانات الوقود وإنشاء الرصيف السياحي والأحواض القائمة وإنشاء البنوك فضلاً عن تأسيس المركز الحر لعدن ,أعلنت عدن ميناءً حراً عام 1850م.!

-قطار عدن:
في عام 1915م تأسس قطار عدن الذي ما لبث أن تم الاستغناء عنه بعد مرور أقل من خمسة عشر عاماً، حيث كان هذا القطار مكون من عشر عربات بخط سكة حديد تمتد من مدينة المعلا (حي الريل) حتى منطقة الخداد بمحافظة لحج ويقال حتى منطقة الحبيلين، ومن بين أسباب توقف هذا القطار الذي أسسته شركة سلك حديد البنجاب الهندية هي كثرت الاختلاسات المالية.!

*مطار عدن:
بالإضافة إلى موقع مدينة عدن الهام اكتسب مطار المدينة أهمية كبرى من حيث محاذاته للبحر من جهتي الإقلاع والهبوط ليشكل أحد أهم المطارات بالمنطقة خصوصاً بعد إنشاء أول طيران مدني من أربع طائرات 3DC ,وفي عام 1952م تأسست شركة خطوط عدن الجوية المملوكة للخطوط البريطانية وكان مكتبها في (أسمره) مطلع الستينات من القرن الماضي كانت شركة (باسكو) قد أشترت أسهم طيران عدن وأصبحت المشغل الرسمي لطيران الجنوب حتى بعد الاستقلال الوطني وتحديداً مطلع السبعينات حين صدر قانون التأميم لتؤول هذه الشركة لملكية الدولة وتحولت إلى شركة (اليمدا) تم بعد ذلك شراء العديد من الطيران الحديث من طراز بوينخ وغيرها.

بعد إنشاء منشآت تزويد البواخر بالوقود والزيوت قامت شركة بي بي البريطانية ببناء مصفاة عدن عام 1954م بتكلفة 45 مليون جنيه استرليني بطاقم أمريكي انجليزي وعدداً من العرب والهنود، حتى عام 1977م حين آلت ملكية هذه المنشأة إلى دولة جمهورية اليمن الديمقراطي ليعين حينها الراحل فيصل بن شملان كأول مسئول يمني حينها وأرتفع حينها انتاج المصفاة إلى 4,5طن سنوياً باعتمادها على تكرير نفط مستورد حتى اكتشاف النفط بالجنوب عام 1982م بمنطقة شرمة وبترول شبوة عام 87م.

ثم يذكر المؤلف في كتابه عدداً كبيرا من معالم المدينة يطول التطرق لها بالتفصيل، منها أسماء مباني لا تزال قائمة وأن تغيرت أسمائها منها: معسكر طارق الذي كان يسمى معسكرات سنغافورة ـ ومعسكر النصر بخورمكسر الذي كان يحمل اسم شامبيون ـ ثانوية لطفي بكريتر كانت ثكنة للفرقة الهندية ـ معسكر عبدالقوي بالشيخ عثمان الذي كان اسمه معسكر (ليك) تابع لجيش الليوي.
منزل علي سالم البيض بجبل كريتر كان مسكن لمدير البنك الشرقي.

-غاندي في عدن:
لفت المؤلف الى في كتابه الى لزيارة التاريخية التي قام بها الزعيم الهندي الاسطورة المهاتما غاندي الى عدن حين حل ضيفا على المدينة 1931م عبر مينائها وكان الراحل محمد علي لقمان في استقباله ومرافقته الى المناطق التي زارها في عدن- بالشيخ عثمان والتواهي- ولقائه بالجالية الهندية واهالي عدن, وتحدث عن الاوضاع في بلاده الواقعة تحت الاحتلال البريطاني حينها. وكان يناضل بطريقته السلمية المعروفة لنيل الاستقلال.!

-أتحاد إمارات الجنوب العربي:
على الرغم من سلسلة الفشل الذي منيت به السلطات البريطانية لإنشاء اتحاد بالجنوب بضم إماراته ومشيخاته وسلطناته منذ أن رعت عام 1930م مؤتمراً لأمراء وسلاطين وقبائل الجنوب بالضالع وحتى فبراير 1959م حين تكللت جهودها برغم المقاومة الرافضة لهذا الاتحاد بإقامة (إتحاد إمارات الجنوب العربي) من ست ولايات هي: الضالع ومشيخة العوالق العليا وإمارات بيحان و سلطنة العواذل وسلطنة الفضلي و سلطنة يافع السفلى ـ شكل هذا الاتحاد حكومة اتحادية أو ما سمي بالمجلس الأعلى الاتحادي, كانت رئاسته تتداول بين الأعضاء، ولم تنضم عدن بشكل فعلي إلى هذا المجلس وإن كانت انضمت بوقت متأخر إلى الاتحاد نفسه وبقيت محتفظة باستقلاليتها وتدار برئاسة رئيس وزرائها الذين تناوب عليهم وهم على التوالي: حسين بيومي ـ زين باهرون ـ عبدالقوي مكاوي، ومن أشهر وزرائها: عبدالله باسندوة عبدالرحمن جرجرة -عبده الأهدل -محمد سالم علي-عبدالله صعيدي -حسن خرابخش - سعيد مدي -أبوبكر كعدل,حتى يوم الاستقلال لتقام على أنقاض هذا الاتحاد جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية.

جيوش محمية عدن:
شكلت محمية عدن جيش (جيوش) لحمايتها الداخلية منذ الحرب العالمية الأولى حين شكل ما سمي حينها بالكتيبة الاولى أو (فص يمن ) وما قبل ذلك حين حدثت احتكاكات مسلحة بين القوات البريطانية والقوات التركية التي كانت تحتل الشمال في منقطة الضالع، حتى عام 1928م حين انشأت بريطانيا جيش الليوي الذي تكون من قبائل العوالق بقوام 200 فرد وزود بستين جملاً ومن أشهر الضباط في تلك الفترة مبارك السحم - سالم العزاني -على العولقي -عوض العولقي -محمد سهيل العوذلي، ومن بعدهم محمد سعيد يافعي - عبدالقوي المفلحي ـ-محمد بن موقع -سالم العبدلي, ثم تطورت تشكيلة الجيش في عدن والجنوب عموماً بعد الاستقلال الوطني من حيث التدريب والتأهيل والتسليح وقد شغل وزراء دفاع جيش الجنوب منذ الاستقلال حتى عام 1990م كل من :علي سالم البيض -محمد صالح عولقي - علي ناصر محمد -على عنتر -صالح مصلح قاسم ـوصالح عبيد أحمد.

-عدن والثورة:
وفي هذا الفصل يفرد المؤلف حيزاً واسعاً لدور عدن الريادي بمسيرة تحرير الجنوب من الاحتلال البريطاني بانطلاقتها يوم 14 أكتوبر 1963م من جبال ردفان, ومن قبل ذلك التاريخ كانت عدن تشهد أشكال مختلفة لمقاومة الاحتلال, حيث كانت عدن ومعها قبائل العبدلي والفضلي قد هاجمت قوات الاحتلال في 8 أكتوبر 1893م بأربعة آلاف مقاتل. بقيت عدن في قلب المقاومة حتى اشتعال الثورة المسلحة عام 1963م بعموم الجنوب لتكون أهم الجبهات بالجنوب وخصوصا بعد تشكيل الجبهة القومية في اغسطس 1963م من عدة تشكيلات مقاومة، وتمكنت هذه الجبهة في عدن وبقية جبهات القتال بالجنوب بعد اربعة أعوام من الكفاح المسلح إلى جانب جبهة التحرير التنظيم الشعبي ومختلف القوى السياسية لتتويج يوم النصر الكبير في 30 نوفمبر 1967م يوم استقلال الجنوب.
ويذكر المؤلف الدور المصري بدعم الثورة بالجنوب وما رافق ذلك من نجاحات واخفاقات.

-عدن والاستقلال:
في هذا الفصل يتحدث المؤلف عن دور دولة الاستقلال بالجنوب في عام1967م وما حدث فيها من نجاحات شملت المجالات المختلفة برغم ما أعترت هذه الفترة من أحداث وخلافات بين شركاء الدولة منذ يوم الاستقلال الذي أعلنه وفد الجبهة القومية العائد من مفاوضات جنيف، ويسبر المؤلف أغوار هذه الفترة بشرح تفاصيل مجرياتها على مستوى الدول والجبهة القومية بمؤتمراتها المتلاحقة حتى تأسيس الحزب الاشتراكي في أكتوبر 1978م (الذي قاد عملية التحولات بالجنوب حتى أقدم على قرار إعلان الوحدة بطريقة مرتجلة أطاحت بالحكم الوحدوي مثلما أطاحت هذه الطريقة بحلم الجنوب في إقامة دولة موحدة يسودها العدل والمساواة والندية)، طعّـم المؤلف هذا الفصل بكثير من الصور والوثائق الهامة لفترة تعد من أهم وأبرز محطات تأريخ عدن والجنوب. ثم ينتقل المؤلف إلى دور عدن بالوحدة اليمنية من أول اتفاقية وحدودية عام 1972م التي وقعها رئيس وزراء دولة الجنوب علي ناصر ورئيس وزراء الشمال محسن العيني بالقاهرة إلى اتفاقية 30 نوفمبر 1989م التي عمل بها رسمياً يوم 22 مايو 1990م.
خاص صدى عدن