عبدالله عبدالمجيد الأصنج - الفارس السياسي العظيم الذي لم يترجل - بقلم المهندس علي نعمان المصفري طباعة
عام - تعازي
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأربعاء, 17 سبتمبر 2014 18:54

الأصنج كما عرفتة:

رحم الله القامة السامقة عبدالله عبدالمجيد الأصنج وأسكنه فسيح جناتة والهم أهلة وذوية الصبر والسلوان. أنا لله وأنا اليه راجعون.
تعازينا القلبية الحارة الى الفقيد وأبنه محمد وأخوتة جميعا بالفقيد.

تمتد معرفتي به الى العام 1966 في مدينة تعز والتي كان له فيها نشاط سياسي متميز أثرى به الحياة السياسية وكان واحد من أعمدتها الرئيسة في أطار جبهة تحرير الجنوب.


تعددت لقاءآتي به هناك ومن أهم محطاتها حضوري المهرجان والمسيرة الضخمة في تعز والتي نظمناها نحن أبناء الجنوب العربي في عام 1967 عندما بلغ النضال الوطني أوجة وصعد المناضل عبدالله الأصنج المنبر ليلقي خطابة التاريخي العظيم بقولة:
اليوم هنا نتأهب نحن أبناء الجنوب هنا في تعز لنلتقي غدا في عدن.

لما أحاط الأستقلال وأحداثة من لغط وألتفاف بعد الحرب الأهلية في أكتوبر نوفمبر 1967 وأصرار بريطانيا على تسليم الجبهة القومية البلد دون مرجعيات الأستقلال وأدواتة السياسية الفاعلة ومنها جبهة التحرير، غادرنا تعز قهرا وقسرا الى الجنوب ومنها لم ألتقية حتى العام 2005 في لندن.
ظل المناضل الأصنج سياسيا محنكا وتنقل في وظائف عامة متعددة منها وزير خارجية اليمن الشقيق في فترة عصيبة كان قد دفع ضريبتها بحياتة في ظل حكم القبيلة والعسكر تحت سلطة علي صالح كأول وزير خارجية من الجنوب يحكم في صنعاء.
ولأنه يحكم أغاض القبيلة والعسكر وحكم علية بالأعدام ولولا القدر لكان في خبر كان كسابقية وماتلاه.

لم يقتصر نشاطه على بعد سياسي واحد بل متعدد خلق منه مركزا ضخما وقويا في توسطة العمل السياسي بنكتتة المعروفة والمعهودة في تصويب الفكرة والدقة في التحليل والتعامل مع الموقف سيدا له وليس مقتادا.

وعندما كنت واحد مع زملاء عدة ومنهم د. عبدالله الحالمي وعبدة النقيب وكرامة الحضرمي وصبري بارباع .أحمد سعيد الجحافي والجعري سالم وحزام الدبيس وفضل الجحافي وآخرون التحقوا بنا ومنهم وليس الحصر أحمد الحسني والصحفي  لطفي شطارة وكثر لايتسع الحيز لذكرهم بهذة العجالة، قد أسسنا أول قاعدة سياسية

للعمل الوطني لتحرير الجنوب في 2003 في قاعة مخفية في مدينة شفيلد البريطانية وخرجنا الى ساحات الحمام اللندنية في 7 يوليو 2004 للأعلان رسميا عن ولادة تاج أول شرارة ورافعة لأنطلاقة ثورة التحرير السلمية في الجنوب المحتل.
كان عملنا هذا قد لاقى أستحسانا كبيرا لدى لفقيد المناضل الأصنج. دلله بحضورة مع مجموعة من السفراء ورؤوساء حكومات وشخصيات دبلوماسية وسياسية متعددة ومن بلدان عديدة لها شأن في القرار السياسي بمصير الجنوب.
حضر الندوة الأولى في أول جامعة بريطانية في يوم 5 مايو 2007 في جامة ويست مينيستر في لندن البريطانية.
حيث ألقيت محاضرة أنا شخصيا في أول عمل بحثي سياسي حول ماضي وحاضر ومستقبل الجنوب برؤية أستقلالية واضحة، والذي وضعت فيه معالجات متعددة للخروج من واقع الحال المتأزم بضرورة أستقلال الجنوب وبأشرف دولي وأقليمي كحل نهائي للأستقرار والأمن للمنطقة والعالم ودون ذلك ستبقى المنطقة على صفيحة

ملتهبة ولم ولن ترى العافية  أبدا وهو الأمر الذي طرحته بقوة وصلابة الموقف الفكري الناضج بعيدا عن المزايدة والألتواء والتمييع والبيع والشراء.
كما قدم الأخ عبدة النقيب مداخلة أسهم فيها بذات الأتجاة.
لاقى عملنا هذا أستحسانا هائلا لدى كافة الأوساط السياسية والدبلوماسية والأجتماعية وبلغ مدى صداة قطاعات واسعة من شعبنا في الداخل والخارج، بل وساهم في أنضاج صورة الواقع في الجنوب العربي المحتل وتقديمه الى الأقليم والعالم رغم التعتيم الأعلامي والسياسي المفروض على شعبنا منذ أحتلالة في 7 يوليو1994.
وأتذكر جيدا كلمة قالها الأصنج لي شخصيا بعد أنتهائي من المحاضرة لتقديم الرؤية الصائبة لشعب الجنوب لبلورة وشرح قضيتة، قال:
يامصفري بارك الله فيكم لقد أحسنتم وقصيتم شريط التحرير اليوم.
لهذا اليوم سيكون أثرا بالغا في العمل السياسي القادم وسترى بعينيك أنكم اليوم وضعتم نهاية مسرحية صنعاء في الجنوب وسجلتم الفصل التاريخي الأول في تاريخ الجنوب الجديد..
تواصلت لقاءآتنا مع أطراف سياسية أجنبية وبريطانية وعقدت أول لقاءآت التسامح والتصالح في جمعية ردفان بتنسيق تاجي وكذا خروج المدنيين والمتقاعدين يوم 7 يوليو 2007 برؤية تاجية تجلت نتائجها بالغة في تتويج العمل السياس ولتتوالى المسيرة عبر محطات مختلفة سنتحدث خولها في وقت آخر.
كان الأصنج في كل زياراتة اللندنية يحرص على الألتقاء معي شخصيا وكذا الزملاء.
نتجاذب في لقاءآتنا أطراف متعددة للعمل السياسي في المشهد وتقييم نتائج تطوراتة وفق مقاييس النتائج بشفافية وصدق برهن الفقيد فيها نوعية خاصة متميزة للسياسي الجنوبي في تقبلة وأستيعابة للآخر رغم أختلافنا في وجهات النظر معه وتباين أفكارنا حول بعض المسائل التكتيكية بعض الأحيان الأ أنه كان محطة تجمع ولاتفرق

يغرف من خبرتة مايمكن الآخر من تجاوز عرقلة الوسط ويشد من الوزر أفضل مالديه من صور النضال السياسي بحكمة وأتقاد المشاعر والأحاسيس الوطنية.
لهيب الماضي يختفي عند سفح الأفق الجديد بأتزان الرؤية وصلابتها وحاجة الناس وعوزهم و معاناتهم تكون فيصلا للتفريق بين الجيد النافع والضار المهزوم.

الأصنج كما عرفته في مراحل مختلفة مدرسة سياسية مستقلة بحالها أسميتها أنا بمزاحي معة الحالة الأصنجية أو مدرسة الأصنج.
كان يعتز بتلك التسمية لخلوها من شوائب الماضي وبقايا نظرية المؤامرة تصعد عند الحدث مخرج عملي للأنقاذ لا للتسويف والأستحواذ.
كان في السياسة الأصنج يجولها برجولة وثقة يكسر الحاجز وجليد العقد ولايقف عند باب مغلق أبدا.
يشعرك وأنته معه أنه يمتلك قوة الحجة والموقف والصلابة في الأداء وليونة الأسلوب مفاتيح النجاح.
لايتردد الا عندما يأخذ نفسا للتفكير بعمق السياسي المحنك ويضرب الطلقة المناسبة لأصابة الهدف بعلمية وبمدلولات منطقية واقعية تأخذ العمل السياسي أبعادا عالية الى المجد والخلود.
كان يحرص على مواعيد ندوات ومؤتمرات لندن ومعا نتخذ منها مكان للقاء والنقاش والحوار.
في آخرمؤتمر حول اليمن الذي نظمتة جامعة لندن يومي 11 و12 يناير 2013 قبل مؤتمر حوار موفنبيك صنعاء قدمت مداخلة قوية جدا استعرضت فيها كل ما يخطر على بال المناضل الجسور من تحديات القضية الجنوبية وبدائل الحلول الممكنة المتجذرة عند الثوالت الجنولية الراسخة بعمق تربة الجنو، وبمشاركتي ومع الزميلين

د. السقاف محمد والنقيب عبدة حولنا المؤتمر الى مؤتمر جنوبي بأمتياز لاقت مداخلاتنا رضاء وأستحسان الجميع وفي مقدمتهم الفقيد الأصنج.
الأصنج برحيلة خسرنا قامة وطنية سامقة ما أحوجنا للأستئناس بها في هذة الأيام العصيبة ونحن على أعتاب مرحلة المخاض لولادة الجنوب الجديد في ظل زحمة الأحداث في هذة الأزمنة المعقدة.
سيظل الأصنج وديعة أستمراريتنا في الصمود نحو التحرير والثبات عرى الأرض لانخاف أبدا لومة لائم مهما كانت التحديات.
وأن رحل الأصنج وهي مشئية الباري، لكن عشمنا في الوطن الجنوب أن يعوضنا الله بفقدانة النصر المؤزر بأستقلال الجنوب وأستعادة هويتة وبناء دولتة الوطنية الحديثة وعاء وحامل نهضة الجنوب الى القادم الأجمل.
الأحداث السياسية في سرعة متناهية تفرض علينا ضرورة الأرتفاع الى مستوى تحدياتها بألتقاطها وأقتناصها بعناية فائقة تبرينا الى الأمساك بناصية الحدث والحضور في قلبة للنهوض بقضيتنا وجعلها حقائق على الأرض في توحيد الهم والجهد كفريق عمل متكامل نقول للعالم أننا هنا على أرضنا ونلملم شملنا وأستعادة أرضنا ودولتنا

والتنسيق بيننا بعقلانية ومنطق الواقع ومواجهة التحديات بفرض أجندتنا السياسية وعدم أنتظارنا للآخر الغائب عنا والذي همشنا وأقصانا خلال كل مراحل محنة الوطن.

وهنا دعوة أوجهها الى كل مكونات الحراك بضرورة توحيد الجهد والعمل على قيام أصطفاف جنوبي كحامل للقضية بتوحيد الصوت والرؤية وتطليق زمن التشرذم والأنانية والأبتعاد عن الذاتية لأن الجنوب فوق الكل وبحاجة للكل اليوم قبل الغد لأنقاذة.
اليوم نكون أو لانكون. اللهم أني بلغت وهو الشهيد السميع.

كاتب وباحث أكاديمي*

لندن المملكة المتحدة في 16 سبتمبر 2014.