خرج صباح اليوم الخميس 11/11/2010م الآلاف من أبناء ردفان في مسيرة جماهيرية ضخمة في يوم الأسير الجنوبي، وطالب المتظاهرون بسرعة الإفراج عن المعتقلين وعلى رأسهم باعوم

 ورددوا الشعارات المطالبة بسرعة الإفراج عن باعوم وبقية المعتقلين، وجددوا العهد للشهداء والجرحى والمعتقلين بأنهم على دربهم سائرون "عاهدنا كل الشهداء والجرحى والمعتقلين لن نتراجع لن نرتاح حتى طرد المحتلين".
وطافت المسيرة شوارع المدينة ذهاباً وإياباً، واستقرت المسيرة في منصة الشهداء وألقيت هناك عدد من القصائد الشعرية الحماسية التي ألهبت حماس الجماهير، وعدد من الكلمات.
وفي نهاية المسيرة صدر البيان الذي حصلنا على نسخة منه والذي أكد على إدانته لعملية الاختطاف للمناضل الجسور حسن باعوم التي قامت بها سلطات الاحتلال في الضالع قبل يومين، وأكد البيان رفضه وإدانته لعسكرة الحياة المدنية، وأدان البيان الإرهاب والعنف ومن يقف ورائه، وأكد أن القصر الجمهوري هو المهندس والمخطط لكل العمليات الإرهابية.
وإليكم نص البيان

بسم الله الرحمن الرحيم

الجنوب لنا وعدن عاصمتنا، والثورة السلمية هي خيارنا لاستعادة دولتنا.

بيان صادر عن الفعالية المطالبة بفك الارتباط واستعادة الدولة والمنددة

بعسكرة الحياة المدنية وجميع أعمال سلطة صنعاء المحتلة

أيها الحشد الكريم يا أبناء ردفان الشرفاء لا شك بأن الجميع يدرك جميع المؤامرات والدسائس والأفعال التي تحاك هنا وهناك ضد حراكنا السلمي الجنوبي التحرري المطرد والمتصاعد، الماضي قدماً وبخطى ثابتة وواضحة لتلبية تطلعات وآمال شعبنا باستعادة كرامته وانتزاع الدولة المغتصبة منذ احتلالها في 7/7/1994م الذي قدم شعبنا قوافل من الشهداء والجرحى، والأسرى من خيرة الرجال المخلصين فداءً للحرية والكرامة والعزة والهوية المغتصبة. وبوضوح هذا الهدف الكبير وحجم التضحيات الجسام غالي الثمن وبما قدمه شعبنا لها من الصبر على المحن وبما ذاق في سبيلها من الآلام والتضحيات والذي يبذل من دمه وأعصابه ومن راحته واطمئنانه ومن رغباته ولذاته يشعر ولا شك بقيمة الأمانة التي بذل فيها ما بذل فلا يسلمها رخيصة بعد كل هذه التضحيات والآلام أو يقف في منتصف الطريق، وهذا هو مفترق الطريق وبعد الصبر الطويل وتمادي السلطة وملأها أرض الجنوب ظلماً وجوراً وسفك دماء الأبرياء المسالمين العزل من السلاح وإزهاق للأرواح داخل السجون وعلى الطرقات وقصف المدن وهدم المنازل وعسكرة الحياة المدنية وتغييب العدل ونشر الفساد والإفساد وتخليها عن التزاماتها القانونية والإنسانية والأخلاقية والدينية وتعمد الانفلات الأمني لخلق الفوضى والإضرار بمصالح المواطنين في ردفان وفي الجنوب عموماً والسلب والنهب وسفك الدماء للسكان من نساء وأطفال وتعطيل مصالح الناس وتغذية عناصرها بقطع الطرقات وتقديم لهم الدعم والرعاية والأمان واستشعاراً بروح المسئولية الملقاة علينا جميعاً. 

ندعو ومن هذه اللحظة جميع أبناء ردفان دون استثناء إلى الوقوف وبحزم لمحاربة وردع وكشف العناصر المأجورة التي تقوم بمثل هكذا أعمال. ونشد بأيدي الجميع للتفاعل والتواصل لإنجاح هذا العمل.

ونقول لكل من يحاول تشويه سمعة ردفان كفى الأعمال الصبيانية التي تسيء لسمعة وتاريخ ردفان العريق الضارب في جذور التاريخ ومن سطر صفحاته من السلف الأولين، فلا يرضى الخلف بتشويه هذا التاريخ مهما كُلف من ثمن باعتبار هذه الأعمال من صنع السلطة المحتلة ومن يدور حولها. ونحملها المسئولية الكاملة عن ما جرى ويجري في ردفان والجنوب عموماً.

أيها الأحباء جميعاً

ونؤكد في هذا البيان على الآتي:

1.  إدانة ما أقدمت عليه سلطة صنعاء مساء الأربعاء في الضالع بتاريخ 9/11/2010م من اختطاف المناضل الجسور حسن باعوم ومرافقيه حسن زيد بن يحيى وفواز باعوم وعبدالله راجح  اليهري وأحمد مبارك واعتقال الناشطات من النساء، والزج بهم في سجون القتل والتعذيب، وكذا المداهمات الليلية لنشطاء الحراك في جميع محافظات الجنوب وبالذات عدن الباسلة.

2.  إدانة ورفض عسكرة الحياة المدنية في المحافظات الجنوبية والحشود العسكرية الغير مألوفة وشن حرب غير معلنة تحت مسميات عدة حماية خليجي عشرين والقاعدة والخارجين عن النظام والقانون وقطاع الطرق وجميع هذه الأعمال من صنع السلطة تعملها وتتحجج بها لوأد الحراك السلمي الجنوبي وقمع الحريات بالآلة العسكرية المدمرة وتزرع التناقضات وتغذيتها في الداخل وعكسها على مستوى الخارج واللعب على جماجم الأبرياء من أبناء شعب الجنوب.

3.  إدانة الإرهاب والعنف ومن يقف ورائه وقطع الطرقات والتفجيرات الإرهابية التي حصلت في المحافظات الجنوبية راح ضحيتها الأبرياء المسالمين وإرهاب شعب الجنوب وشعوب العالم بإرسال الطرود المفخخة ونتسائل هل هذا الإرهاب الحاصل في المحافظات الجنوبية أم إرهاب آخر باعتبار الإرهاب هنا من صنع القصر الجمهوري ونراه توسع إلى إرهاب العالم أجمع.

4.  ندعو الشعب الجنوبي إلى التمسك بالنضال السلمي الحضاري وعدم إعطاء السلطة الفرصة التي تريد والتصعيد المستمر للنضال والخروج للتعبير عن الرفض الشعبي الجنوبي لاحتلال الجنوب والسلب والنهب وممارسة أبشع الأعمال بحق هذا الشعب باستخدام مختلف أنواع الأسلحة من مدفعية ودبابات وراجمات صواريخ وطيران وفرض القوة بدلاً عن الحرية.

والالتفاف خلف القيادة التاريخية برئاسة المناضل علي سالم البيض وتجسيد مبدأ التصالح والتسامح والتعاضد والتكافل ونبذ الفرقة وتعزيز أواصر الصداقة والتعايش مع شعوب العالم قاطبة.

5.  التضامن المطلق واللامحدود مع أسر الشهداء والجرحى والأسرى والمشردين والمحاصرين والقابعون في زنازين الموت والتعذيب. ومع أخواننا في الضالع الذين يحاكمون بتهم كيدية.

ونعاهدهم بأن تضحياتهم لنا لن تذهب هدراً وسنواصل السير على نفس الدرب الذي خطو فيه. وندعو المجتمع العربي والدولي للضغط على سلطة صنعاء للإفراج عنهم وفك الحصار القائم على شعب الجنوب. 

6.  التضامن مع صحيفة الأيام وناشريها وحارسها المرقشي لما تعرضوا له من اعتداءات ومحاكمات صورية عنصرية باطلة. ومعاودة صدورها بحرية ومحاسبة المعتدين عليها وبطلان الحكم العنصري بحق المرقشي وجميع الصحفيين والمراسلين الأحرار.

7.  إدانة الهجمات العسكرية المتواصلة والمتكررة على المدن الجنوبية كافة أبين وعدن ولحج والضالع وشبوة وحضرموت والمهرة وما خلفته من ضحايا وأضرار وآلام وأن شعبنا متمسك بحقه الشرعي والقانوني الذي لا يسقط بالتقادم لمقاضاة مخططي وآمرين ومنفذي هذه السياسة الممنهجة وبطريقة عنصرية ضد شعب الجنوب.

8.  ندعو المجتمع العربي والدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية والقانونية والقنوات الإخبارية والصحف والصحفيين المحلية والعربية والعالمية للإطلاع بدورهم الإنساني تجاه ما يعانيه شعب الجنوب من حرب إبادة جماعية عنصرية وتفعيل قرارات الشرعية الدولية 924 ـ 930، وتقرير مصير شعب الجنوب على أرضه واستعادة دولته المغتصبة، وندعو مجموعة أصدقاء اليمن بعدم الاغترار بما تبديه سلطة صنعاء ظاهرياً لأن باطنه سوء وأن أي دعم لها هو دعم للإرهاب والفساد.

وفي الأخير نسأل لشهدائنا الفردوس الأعلى من الجنة.

والشفاء لجرحانا .. والحرية للأسرى والمخطوفين والمشردين والمحاصرين.

وإنها ثورة حتى النصر.

والحمد لله رب العالمين.

صادر عن مجلس الحراك السلمي

لتحرير الجنوب فرع ردفان     

بتاريخ 11/11/2010م