جواز مرور الجنوب إلى المستقبل طباعة
مقالات - صفحة/ علي المصفري
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الاثنين, 03 مارس 2008 11:04
صوت الجنوب/2008-03-03
المهندس: علي نعمان المصفري
ما يدور رحاه في واقع الفعل من أحداث الانتفاضة في الجنوب, تعطي مدلولات ذات معنى غزير في الحيوية الثورية السلمية وديناميكيتها, التي جاءت نتيجة طبيعية لمعاناة شعب الجنوب خلال أربعه عشر سنه من التهميش والطمس للهوية والتاريخ الجنوبي العربي
.
.
الدرس الجنوبي تمثل في محتوى الرسالة التي حملها إلى العالم عبر انتفاضته السلمية ومقاومته الظلم والقهر لاستعاده حقوقه المسلوبة وكرامته وحريته عبر الهوية الوطنية حامل نهضته وصمام أمان تطوره, لكي يدرك العالم الحر ويستوعب الحقائق على الأرض لمحنه الجنوب ويؤازره لينهض ويلحق بركب التطور الإنساني الجارية حوله, بعد إن عمدت قوى التخلف والانانيه على وضع العراقيل في طريق هذا الشعب المغلوب على أمره, معتقدين أنهم بذلك استطاعوا تجميد حركه التاريخ وإلغاءه من خارطة الأرض وللأبد, متناسيين من إن الشعوب الحية, تظل تحفر في جوف التاريخ مكانتها وتصنع لها مجدا بين الأمم, وهاهو الجنوب اليوم قد سمي فوق جراحات الماضي.
 تصالح وتسامح مع ذاته دون وصية احد إلا صوت ضميره الحي وليد قناعه وصدق عقيدة الممتدة عبر تاريخه, والمسكونة في هويته الجنوبية العربية الإسلامية .
 كيف لا وهو بوابه ألامه الجنوبية ومفتاح رئس لها للشرق والغرب, كما تثبت وقائع التاريخ احدا ثها في دور أبناء الجنوب الحضاري في مختلف أصقاع العالم, ومانشرهم الدعوة الاسلاميه في شرق أفريقيا وشرق أسيا, إلا خير دليل على ذلك, بعدما تناست مشائخ الموت والتكفير حقائق إن أول اكتشاف لجوهر الإسلام من قبل الغرب الحديث كان في الجنوب وهو ما ذهب إليه الكاتب الأمريكي بول فيدلي, في التأكيد عليه, في كتابه, لا صمت بعد اليوم.
شعب دون استثناء, أدرك وفهم واستوعب, خيار واحد لاغير, عبر انتفاضته السلمية في كل ربوع الوطن, إن الخلاص من واقع الحال, وتصحيح كل أخطاء وأعوجاجات الماضي يبقى مستحيل, دون العودة إلى الهوية والتاريخ.
هنا تقاطعت كل أطياف الفعل الوطني عند أبجديه واحده لا غير, استوطنت في مفردات:
لا وصاية , ولا تمثيل ولا إملاء لأحد على شعب الجنوب, غير صوت واحد,  انه صوت الضمير الحر المتمثل في الإجماع الوطني الجنوبي المجسد في الهيئة الوطنية العليا لقياده الأنتفاضة الجنوبية لأبناء الجنوب, منها يشق الجنوب الحاضر مجدا ليعود إلى حاضره البشرية لبناء مجتمع ليبرالي ديمقراطي, ينعم فيه الكل دون استثناء.. وعامل استقرار للمنطقة والعالم برمته ، يحفظ ويؤمن مصالحه ضمن عمليات تكافلية مع العالم معتمدا على هويته, مصدر ثروته الروحية والفكريه...وجواز مروره إلى المستقبل السعيد.

باحث ومحلل سياسي أكاديمي

لندن مارس 2008
آخر تحديث الاثنين, 03 مارس 2008 11:04