في المعا شيق أقامه إجبارية ؟ طباعة
مقالات - صفحة/ علي المصفري
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الخميس, 15 نوفمبر 2007 21:48
صوت الجنوب/ عدن برس/2007-11-16
الوطن أصبح اليوم في منعطف خطير بل ومأساوي بفعل تعنت القوى المتنفذه وعجزها تماما على إيجاد مخرج لمعالجه ألازمه القائمة في جنوب اليمن مما يفتح المجال واسعا أمام القوى الحية الجنوبية على معالجه الوضع القائم بمفردات التكتيك المناسب الذي يستمد شرعيته من الشعب ذاته دون استئذان لأحد خصوصا إذا أدركنا من إن تصريحات النظام لم تعد للتصديق شعبيا لعدم تماسها في أي معالجه تفضي إلى نتائج ايجابية منزو الإعلان عن البدء بوضع قضيه الجنوب ضمن أجنده معالجه شامله وعد بها رئس النظام أكثر من مره والدليل على ما ذهبنا إليه هو إن وضع الجنوب لازال محلك سر؟؟
المواطن أصبح يتنقل بين أوهام السلطة واحتياجات الحياة ولم يعد لديه أي متنفس لمعالجه وضعه سوى الاعتصامات التي باتت بالفعل تمثل على الأقل مسلك حقوقي وقانوني, بل وفي ذات الوقت  أضحت مطرقة على رأس النظام ضجيجها تمثل في مثلث فرمودا عدن أبين لحج وصارت كاقامه اجباريه لقياده النظام جعلته غير قادر هذه المره على إحداث على أي تقدم يذكر نحو إيجاد معالجات عمليه لواقع القضايا الرئسيه,  مما رشح الوضع القائم إلى مزيد من التصدع والانفجار وزيادة وتيرة الحصد لمزيد من النتائج على الأرض لصالح الوطن,  وامتثاله إلى اعتماد أدوات الفعل الوطني المتماثلة لطبيعة الأحداث بعفويه بعيدا عن إمساك أي قوه لها وخروجها عن سيطرة النظام على نحو تستقر فيه الأحداث وفق ما يعتبره المراقب خلق نوعيه جديدة من النضال الوطني الشعبي تجعل النظام مضطرا للرضوخ عنده والقبول به وإما فان للشعب حينه رصيد آخر يعرف متى يستثمره وتحريكه لتجاوز محنته.

هنا, نوعيه الأحداث تجاوزت حتى تلك القوى التي غامرت لركب الموجه لتصعيد الموقف السياسي دونما تجد لها موقعا في الميزان السياسي, وهو الأمر الذي يعد انتخابا طبيعيا للقوى الفاعلة, ومن كان يعمل للشعب ومن تآمر ضده, وبالتالي يصبح لأحزاب تحالف سلطه 7 يوليو 1994 موقعا متخلفا عن بقيه القوى وولد قناعه شعبيه لدى الناس في الجنوب من عدم ثقتها بهذه القوى التي تعد دخيلة للنسيج الاجتماعي الجنوبي وجسم غريبا يصعب التعامل معه.

 مهما زايدت أية قوى متربصة على حساب القضية الجنوبية ستجد نفسها منتحرة تحت صارية الثقة التي منحتها الجماهير لهذه القوى عندما أقسمت من منصة ردفان.

النوبة من معتقله في سجن الفتح فرض سياجا على النظام وجعلهم تحت الإقامة الإجبارية ليس بعيدا عنه ولا يوجد فرق بينهما, ومابين المعا شيق وسجن الفتح اعتلى النوبة قمة التلال يخاطب شعب بحاله  شامخا كالطود وهرول الآخرون من معا شيق تلك التي منها جاء وغادر كل من رمق  الجنوب عبر التاريخ بعيون خبيثة وقرر مصير رحيله بيده دون غيره .

 إن نتيجة أحداث عسيلان و الضالع وعدن وأبين ولحج وحضرموت خلقت نوعا جديدا من التحدي صار عنوان لمرحله قادمة تجاوزت كل أجندات الأحزاب والسلطة وخلق في خضم هذه الأحداث حزبا جديدا وضع تاجا على رؤوس السواد الأعظم من الشعب وتمثل روح تواقة تجاوزت كل اطروحات النخب واستقر المطاف عند قناعه الشعب كحد نهائي لوضوح الرؤية وتحديد معالم مستقبل الوطن ولم يعد هناك من خيار سوى الاعتراف بالأمر الواقع من هوية وتاريخ وثقافة الجنوب..

اليوم الخامس عشر من نوفمبر الذي حدد من قبل النظام كيوم للانتهاء من القضية الجنوبية فهل انتهت؟ والى أين؟

الأحداث لازالت في تطور متسارع لا يعرف عقباها إلا الله سبحانه وتعالى وعلينا أن ننتظر ما يحمله لنا 30 نوفمبر القادم ؟؟ خصوصا وان النوبة ورفاقه لازالوا يفرضون الاقامه الجبرية على النظام حتى الاعتراف والتسليم لواقع الأمر والنزول عند مطالب الجماهير التي خرجت إلى الحياة بصدور عارية مملؤه بعقيدة الانتصار التي عندها تنتهي الأفراد ويبقى الشعب وقضاياه ولنا في التاريخ دروس وعبر؟

وغدا لناظره قريب والله من وراء القصد.

*كاتب وباحث أكاديمي مقيم في لندن
آخر تحديث الخميس, 15 نوفمبر 2007 21:48