أمريكا والخليج في مهمة دعم هادي خلال المرحلة الراهنة ( تقرير) طباعة
الاخبار العربية والدولية - أخبار العرب
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الخميس, 12 أبريل 2012 09:48

التغيير – خاص - عدنان الراجحي :
 
أمريكا ودول مجلس التعاون الخليجي في مهمة دعم الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في مرحلة عصيبة بعد قرارات مؤشرة على القيام بمهام كبيرة منوطة بشخص هادي ،الذي يعلق عليه الجميع الآمال لإخراج اليمن من أوضاعه الراهنة وإعادة الأمن والاستقرار في مدن ومناطق اليمن خاصة بعد الانفلات الأمني الذي تعاني منه محافظات يمنية عدة .
 
أمريكا والخليج أعلنوا دعمهم الكبير للرئيس هادي، هذا الإعلان جعله يستند وبقوة إلى كل ما يتخذه من قرارات حتى وان كانت تزعج الرئيس السابق علي عبدالله صالح ومناصريه ،فجعلته يغير الصورة السلبية عنه انه رجل لا يمتلك حنكة سياسية واتخاذ قرارات تاريخية وجدية ،خاصة بعد المطالبات الواسعة من الشباب في ساحات الاعتصام .
 
الدعم للنظام الانتقالي في اليمن بدأ منذ أن تم التوقيع على المبادرة التي تقدمت بها  دول الخليج عارضها طرف وقبل بها الطرف الآخر،على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الدول الخليجية وبذل أموال طائلة من اجل إنجاح مبادرتهم حتى تعود عليهم بالنفع وإضافة كبيرة إلى رصيدهم السياسي حتى يتمكنوا من لعب ادوار سياسية أخرى على مستوى المنطقة .
 
الجهود التي تبذلها جميع الأطراف الإقليمية والدولية خاصة جهود واشنطن والرياض كبيرة وهو موقف كبير وايجابي إلى جانب هادي وتجعله بمركز قوة أمام الآخرين من النظام السابق ورموزه، الذين عبروا أكثر من مرة من عدم ارتياحهم لكل قراراته خاصة الأخيرة التي وصفوها بأنها غير منصفة لهم وترضي الأطراف الأخرى.

التوجه الإقليمي والدولي نحو هادي كثيراً ما اغضب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح ويعتبره تدخلا مع أن الجهود التي بذلت كانت لصالحه،فقد منحته حصانة من عدم الملاحقة الجنائية وضمنت له نصف مشاركة في العمل السياسي بالنسبة لحزبه المؤتمر الشعبي العام وعدداً من أقاربه .
 
إلا أن الرئيس هادي ما يزال مستمر في اتخاذ قراراته التي ربما تقطع مسافات من المهام التي أوكلت له كرئيس للبلاد وتجعل الجميع يلتزم بها ،ويعمل بها منذ أن يُعلن عنها عبر وسائل الإعلام الرسمي ،وتجعل الجميع يقبلون بذلك كشيء حتمي باعتبار هادي رئيس استمد شرعيته من الشعب من خلال صناديق الاقتراع .
 
الدعم الدولي لهادي ما يزال مستمر وهادي ما يزال مستمر في اتخاذ قراراته لإحداث عملية تغيير شاملة تلبية لرغبة من انتفضوا ضد النظام السابق والمطالبين برحيله من البلاد ،حيث أصبح هادي لدى الشباب في الواجهة وعرضة للانتقادات لعدم الإسراع بقراراته التي يرونها متأخرة .
 
في ظل استمرار إعلان دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي دعمهم لليمن ربما يجعل الرئيس هادي يوسع من صلاحياته التي يحاول الكثير من أصحاب النفوذ داخل اليمن وضح حداً لها وتجاوزها ،وهو ما يثير الاستياء لدى الكثير من اليمنيين كونه تدخل بصلاحيات رئيس يمثل البلد لدى الخارج .
 
تلك الممارسات التي تسعى للحد من صلاحيات الرئيس هادي وعدم الالتزام بها جعلت الكثير من الذين كانوا يعارضونه في السابق أن يكون رئيساً للبلاد خلال العامين الانتقاليين أصبحوا من اشد الناس دعماً له ،مؤكدين على ضرورة تنفيذ كل ما يصدر عنه من قرارات جمهورية ،الأمر الذي زاد سقف الدعم الدولي إلى جانب هادي خلال المرحلة الراهنة ،خاصة بعد أن رحبت كثير من الدول بالقرارات التي أصدرها هادي مؤخراً وشملت تغييرات كبيرة على مستوى الجيش الذي أصبح نقط فاصلة ونقطة خلاف بين المعارضين والمؤيدين .
 
ويرى الكثير من المهتمين بالشأن اليمني والمتابعين عن كثب إن استمرار الدعم الدولي للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي سيُخضع جميع الأطراف المعارضة والمؤيدة لكل توجيهات وقراراته حتى تمكنه من ترتيب أوراقه وترتب الوضع للدخول في الحوار الذي سيضم جميع الأطراف السياسية في الداخل والخارج .
 
الكثير يأمل من الرئيس هادي أن يستغل ذلك الدعم الدولي بشكل صحيح لاتخاذ الكثير من القرارات الجمهورية التي يمكن لها أن تحقق مطالب وأهداف الشباب في الساحات والميادين وتثبت للجميع أن الرجل قادر على أن يقود البلاد إلى بر الأمان كما يريد غالبية اليمنيين.

آخر تحديث الخميس, 12 أبريل 2012 09:56