مظاهرات مصر من الخبز إلى مبارك والجيش ينتشر في شوارع مصر طباعة
الاخبار العربية والدولية - أخبار العرب
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الجمعة, 28 يناير 2011 23:46

 وصلت احتجاجات الغضب في مصر ذروتها الجمعة بخروج عشرات الآلاف في عدة مدن مصرية استجابة لدعوات أطلقتها حركة 6 أبريل للتظاهر منذ الثلاثاء الماضي. ومع غروب شمس اليوم الرابع للمظاهرات، أصدر الحاكم العسكري قرارا بحظر التجول في القاهرة.


 
وميز المظاهرات التي عمت أكبر المدن المصرية أنها لم تكن بدعوة من حزب سياسي، وليس لها قيادة تمثلها أو تحمل مطالب محددة، بل كانت غضبة من الشعب المصري تجاه أوضاعه المعيشية والاقتصادية والاجتماعية.
 
وكان الاحتقان قد بلغ مبلغه في نفوس نشطاء قالوا إن كرامتهم تهان على أعتاب أقسام الشرطة في ظل قانون الطوارئ، مع تفشي البطالة وعدم وجود حد أدنى للأجور، وانعدام مستقبل مشرق يحلم به الشاب في الأفق المنظور.
 
وبدأت المظاهرات وهي ترفع شعار "تغيير، حرية، عدالة اجتماعية"، وردد المظاهرون هتافات تطالب بتحسين مستوى المعيشة وكبح الغلاء، وحملوا شعارات من قبيل "عاوز أشتغل يا كبير"، و"حسني حسني حسني بيه كيلو اللحمة بـ100 جنيه"، و"حد أدنى للأجور قبل ما الشعب يثور".
 
بيد أن الأمر تطور إلى شعارات سياسية شأن الثورة التونسية، وانتشرت هتافات تطالب بخلع الرئيس حسني مبارك والمجاهرة بكرهه وكره نظامه، حيث ردد المحتجون "يا جمال قول لأبوك.. كل الشعب بيكرهوك"، و"حسني مبارك بره بره، قبل ما تقلب تبقى ثورة".
 
كما انتشرت هتافات ترفض توريث الحكم لجمال مبارك نجل الرئيس الذي يقول كثير من المصريين إنه يجري الإعداد له، وصاح المحتجون "حكم الأب باطل.. حكم الأم باطل.. حكم الابن باطل" و"لا للتوريث".
 
وانتهى الأمر بالمتظاهرين إلى المطالبة بإسقاط النظام ورحيل مبارك مرددين "بن علي بيناديك.. فندق جدة مستنيك"، و"ارحل ارحل عنا يا ظالم"، و''حكم 30 سنة في هذا العصر هو إهانة لشعب مصر".
 
كما صب المتظاهرون غضبهم على قانون الطوارئ والحزب الوطني والانتخابات التي يقول المحتجون إنها مزورة، صائحين "خالد سعيد مات مقتول ومبارك هو المسؤول"، و"ثورة ثورة يا مصريين.. على حزب المجرمين"، و"لا لقانون الطوارئ وتزوير الانتخابات".
تفهم المطالب
وقد أغفلت الحكومة مطالب المتظاهرين وفضلت التعامل الأمني، حيث صرح وزير الداخلية قبيل مظاهرة الثلاثاء بأن الأمن سيتعامل مع المظاهرة، وصدرت تحذيرات أمنية باعتقال كل من يشارك لأن المظاهرة لم تحصل على ترخيص.
 
بيد أن عدد المحتجين واستمرار التظاهر دعا قيادات الحزب الحاكم الخميس إلى إصدار بيان قالوا فيه إنهم يتفهمون مطالب الشباب، وأكدوا فيه على احترامهم لحق المواطنين في التعبير عن آرائهم ومطالبهم باعتباره حقا دستوريا وقانونيا.
 
وقد أعربت قيادات من الحزب الوطني الحاكم عن تفهمها لمطالب الشباب وأكدت على مبدأ حرية التعبير، بيد أنها في الوقت نفسه قالت إن المشكلات لا يمكن حلها بضغطة زر.
 
وقال الأمين العام للحزب الوطني صفوت الشريف إن الحزب مستعد للاستماع إلى مطالب الشعب، وأضاف أن الحزب واع بمشكلات البطالة وارتفاع الأجور والأسعار وأن هذه القضايا مدرجة على جدول أعمال الحزب.
 
وأكد الشريف بعدما سرت شائعات بهرب قيادات إلى الخارج، أن قيادات مصر والحزب الوطني لا تعرف الهروب "وليس على رأسنا بطحة"، مضيفا "نحن موجودون وسنظل واقفين شامخين من أجل الوطن".
 
وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط قال في وقت سابق إن تشبيه مصر بتونس "كلام فارغ"، مضيفا أن "لكل مجتمع ظروفه، وإذا ما قرر الشعب التونسي أن ينهج هذا النهج فهذا أمر يتعلق به.. وإرادة الشعب التونسي هي السيدة المتوجة في هذا المجال، ولا أحد يقاوم إرادة الشعب".
قيادة المظاهرات
ولا يعلم على وجه التحديد إلى أين ستفضي الثورة الشعبية في مصر، فالغضبة التي دعت إليها حركة 6 أبريل يحذر نشطاؤها من أن تخطف القوى السياسية نتائجها أو تركب صهوتها لتحقيق مآرب حزبية.
 
ويأخذ هؤلاء على المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي مكوثه في أوروبا أغلب وقته، حيث لم يشارك في المظاهرات التي اندلعت الثلاثاء، لكنه رجع إلى القاهرة ليلة الجمعة للمشاركة في مظاهرات "جمعة الغضب".
 
كما لم تشارك جماعة الإخوان المسلمين رسميا في المظاهرات، لكنها وجهت شبابها بالمشاركة فيها فرديا.
 
ولهذه الأسباب فإن سقف المطالبات في المظاهرات تجاوز ما كانت تنادي به الأحزاب التقليدية من إنهاء حالة الطوارئ وإعطاء دور أكبر للقضاء في الإشراف على العملية الانتخابية وتوفير فرص عمل متكافئة.
المصدر: الجزيرة 

 


قتلى ومئات الجرحى والمعتقلين بالاحتجاجات والجيش ينتشر في شوارع مصر

انتشرت وحدات من الجيش المصري في شوارع عدة مدن بعد سقوط أكثر من 15 قتيلا ومئات الجرحى والمعتقلين في احتجاجات شهدتها أنحاء مصر بعد صلاة الجمعة لليوم الثالث على التوالي، في حين أصدر الرئيس المصري محمد حسني مبارك قرارا بفرض حظر التجول في كل من القاهرة والسويس والإسكندرية.


ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصادر طبية قولها إن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا في احتجاجات الجمعة في القاهرة، مضيفة أن نحو 870 شخصا أصيبوا في هذه الاحتجاجات، التي طالب المشاركون فيها بسقوط النظام المصري ورحيل مبارك.


ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان سماع أصوات إطلاق رصاص قرب البرلمان ومقر رئاسة الوزراء ومقرات حكومية في القاهرة.

انسحاب الأمن
وفي السياق ذاته أكدت مصادر طبية لمراسلة الجزيرة دينا سمك مقتل 11 قتيلا في مظاهرات مماثلة وقعت بمدينة السويس شرق البلاد، إضافة إلى عشرين مصابا في حالة خطرة.


وقالت مراسلة الجزيرة إن المستشفيات أطلقت نداء للمواطنين من أجل التبرع بالدم، مشيرة إلى أن قوات الأمن انسحبت من شوارع المدينة، كما أكدت المصادر الطبية مقتل اثنين من المتظاهرين في مدينة المنصورة شمال شرق القاهرة.


وبدوره قال مراسل الجزيرة سمير عمر إن عشرات الدبابات انتشرت في ميدان التحرير وقرب مبنى التلفزيون ومبنى البرلمان ومبنى مجلس الوزراء في القاهرة، وفي بعض مناطق القاهرة الأخرى التي انسحبت منها قوات الأمن بعد يوم عاصف من مواجهة المتظاهرين.


وفي وقت سابق الجمعة اقتحم متظاهرون الباحة الرئيسية لمبنى الإذاعة والتلفزيون في القاهرة، كما أشارت مصادر إلى سماع دوي طلقات نارية في محيط مبنى البرلمان ومبنى رئاسة الوزراء.


واشتعلت النيران في المقر الرئيسي للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في القاهرة، وتم نهب بعض ممتلكاته، وذكر مراسل الجزيرة أنه تم إشعال النيران أيضا في قسم شرطة الأزبكية في القاهرة، وإحراق عدة سيارات للأمن في المدينة.


أما مراسل الجزيرة نت في الإسكندرية فأكد أن المظاهرات تعم كل أنحاء المدينة من منطقة العامرية في أقصى غرب المدينة إلى منطقة أبو قير في أقصى شرقها، وقوات الأمن تختفي من الشوارع.


وأضاف أن المتظاهرين يسيطرون على أغلب شوارع المدينة، وأن قوات الأمن تتراجع أمامهم، وأشار إلى أن أفرادا من الأمن المركزي استسلموا للمتظاهرين وسلموهم بنادقهم وملابسهم العسكرية.


وأكد المراسل إحراق العديد من السيارات التابعة للأمن في مناطق المنشية ومحرم بيك والمنتزه بمدينة الإسكندرية، كما أحرقوا مبنى المحافظة واقتحموه، وأحرقوا أقسام الشرطة في مناطق المنشية ومحرم بيك وباب شرقي وسيدي جابر والمنتزه والعطارين.

إحراق مقار
ومن جهة أخرى قال شاهد عيان لوكالة رويترز إن محتجين في مدينة دمياط أشعلوا النار الجمعة في مقر الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، وحطموا واجهة المجلس المحلي للمحافظة.


وقال شهود آخرون للوكالة نفسها إن محتجين أشعلوا النار في مقر الحزب نفسه بمدينة كوم أمبو في أقصى جنوبي مصر وفي مدينة الفيوم جنوب غرب القاهرة، كما أن مئات المحتجين في المدينة رشقوا الشرطة بالحجارة بعد أن أطلقت عليهم قنابل الغاز المدمع.


وأفادت مصادر لقناة الجزيرة بأن المتظاهرين حطموا واجهة مقر الحزب الوطني في مدينة المنصورة، بينما تحدثت أنباء عن تظاهر المئات بالقرب من قصر رئاسي بضاحية مصر الجديدة.


وفي مدينة المحلة بدلتا مصر أفادت مراسلة الجزيرة نت بوقوع اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن ومتظاهرين غاضبين بعدما أطلق أحد الضباط النار على أحد الشباب، وردا على ذلك قام متظاهرون بإشعال النار في قسم أول شرطة المدينة ومقر الحزب الوطني الحاكم.


وأضافت المراسلة أن المتظاهرين الغاضبين قاموا أيضا بمهاجمة مركز تكنولوجيا المعلومات وأضرموا فيه النار ودمروا محتوياته. وقد أصيبت إحدى المتظاهرات جراء إطلاق قوات الأمن للقنابل المدمعة على المتظاهرين.


وأوردت رويترز أيضا عن شهود قولهم إن محتجين أشعلوا النار في استراحة محافظة الأقصر ومقر الحزب الوطني فيها ومقر المجلس الشعبي المحلي، كما تم إضرام النار في مبنى محافظة الدقهلية بمدينة المنصورة.

حظر التجول
وبعد تسارع الأحداث قرر الرئيس المصري فرض حظر التجول في القاهرة والسويس والإسكندرية من الساعة السادسة مساء إلى السابعة صباحا بالتوقيت المحلي (من الرابعة مساء إلى الخامسة صباحا بتوقيت غرينتش).


وفور إعلان حظر التجول انتشرت وحدات من الجيش المصري في بعض المدن، وقال شهود عيان إن المتظاهرين استقبلوها بالترحاب، قبل أن يعتلي بعضهم مركبات الجيش وحاول الجنود إبعادهم.

وانتشرت قوات الجيش في ميدان التحرير في العاصمة القاهرة، وبجانب مبنى البرلمان ومبنى التلفزيون ومبنى رئاسة الوزراء ومقار حكومية أخرى.

وفي هذه الظروف أعلنت شركة مصر للطيران توقف حركة السفر على طائراتها من مطار القاهرة لمدة 12 ساعة، ابتداء من الساعة التاسعة مساء الجمعة، وذلك لانخفاض عدد الركاب المغادرين وقت حظر التجول.


وبدورها قالت شركة الخطوط الجوية البريطانية إنها أجلت إلى صباح السبت رحلاتها من لندن إلى القاهرة.


وفي هذه الأثناء دعت الولايات المتحدة وفرنسا مواطنيهما إلى عدم السفر إلى مصر إلا للضرورة، وحثت واشنطن مواطنيها في مصر على تقييد حركتهم هناك.
 
  
 
 
المصدر: الجزيرة + وكالات