مؤامرة جينيف و"الداهوفة" الامريكية - بقلم - عبده النقيب طباعة
مقالات - صفحة /عبده النقيب
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأربعاء, 10 يونيو 2015 06:35

عجبت اليوم من تصريح رئيس وزراء اليمن خالد بحاح بان الحكومة تتبع المقاومة وليس العكس .. تصريح له دلالات كبيرة اولها ان حكومة المنفى تعيش حالة اضطراب وغياب كلي فلا رأينا جيشها الشرعي

ولا المقاومة الجنوبية تعترف بهذه الحكومة اساسا لأنها لا تعبر عنها وهي ايضا لم تعترف بالمقاومة  سوآءا في المبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار  اليمني او في مؤتمر الرياض .. في تلك الفعاليتين الفاشلتين بكل

وقاحة تم استنساخ ممثلين للحراك الجنوبي بأشخاص لا تربطهم أي علاقة بالحراك لامن قريب ولا من بعيد.

 

الواقع يتشكل بفعل معادلات طبيعية حقيقة وليست مصطنعة فالجنوب له مقاومته الشرعية الباسلة التي تعبر عنه وجدت بوجود الاحتلال اليمني الذي يمتد لعشرون عاما فهي اليوم تخوض غمار المعركة وتحقق

الانتصارات رغم حصار الحكومة الشرعية لها وتآمرها عليها بفعل الهيمنة اليمنية وقيادات حزب الإصلاح التي تقود كل شيء بدءا من وسائل الإعلام وأعمال الإغاثة وانتهاء بتوزيع الأسلحة وحصار المقاومة

الجنوبية واقصائها وانتهاء بإعطاء إحداثيات ومعلومات خاطئة لعاصفة الحزم.  على الطرف الاخر ايضا تتكشف الحقائق بخصوص الجبهات الوهمية المصطنعة في مارب والجوف وتعز وبقي  الإعلام  الحكومي

الشرعي يراوح ويغرد بعيدا عن الواقع مما مني بفشل ذريع, وما اعتراف خالد بحاج بقيادة المقاومة الا خير دليلا على ذلك.

 

ليس لنا من عتب على عاصفة الحزم والمملكة السعودية التي قامت بالواجب على اكمل وجه في تدمير اسلحة الموت والدمار التي استولت عليها المليشيات الفاشية الدينية الحوثية التابعة لولاية الفقيه والتي تحالفت

مع جيش اكبر زعيم عصابة عرفته المنطقة العربية, ولم يتأخر جلالة الملك سلمان في تخصيص نصف مليار دولار لإغاثة المنكوبين والذي استفادت من الآلة العسكرية لجماعة الحوثي وقوات الرئيس المخلوع

صالح ولم يصل منها شيء يذكر الى الجنوب المقاوم, ولكن  العتب هو في اعتمادها على قيادات يمنية اثبتت فشلها بشكل كامل في المرحلة الانتقالية وفي مؤتمر الحوار اليمني, فلن تنجح اليوم ايضا لأنها بكل

بساطة تقاد من قبل اللوبي اليمني الذي يدار من قبل مجلس قبيلة حاشد بمختلف اطيافه حوثيين وعصابة صالح وارهابيي الاصلاح  ومتنفذين جميعهم تربوا  في مدرسة صالح,  فمن العار ان توكل لها اليوم ادارة

معركة مصيرية كهذه. 

 

ربما وضعت الاقدار هؤلاء الاشخاص في هذه المواقع فلا توجد خيارات كثيرة لدى التحالف العربي والمملكة السعودية سوى بالتعامل معهم تماهيا مع القرارات والشرعية الدولية المزعومة  بما تكون حجة الى

حد ما  لكن التمسك بها يعد خطا قاتل سيؤدي الى نكبة تاريخية بدأت ملامحها تلوح في الافق.

من هي الشرعية الدولية ومن الذي طبق قراراتها.. اين هو القرار 2216  وقبلها عدد من القرارات ذات الصلة بالوضع في اليمن. لا الامم المتحدة ولا الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن وفي مقدمتها

الولايات المتحدة وروسيا احترمت تلك القرارات, على العكس تماما لم تعد شرعية هادي هي ديدن المؤسسات الدولية بل  انه التفاوض مع المليشيات الحوثية التي تم تجريمها دوليا. هذه المليشيات التي منحت اليوم

الشرعية بدعم امريكي روسي واضح فلم يفرض على الحوثيين تنفيذ قرارات مجلس الامن بل فرض على رئيس اليمن هادي الجلوس مع المليشيات الإرهابية دون قيد او شرط وهذه نتيجة طبيعية للفشل السياسي

والدبلوماسي لهادي وحكومته بالإضافة إلى الفشل العسكري والإخفاق الكامل حتى في الاستفادة مما حققته عاصفة الحزم عسكريا بشكل جزئي عبر الضربات الجوية.

 

من الواضح ان مؤتمر جنيف هو ثقب اسود ستتوه فيه الدبلوماسية السعودية تكرار لما حصل في سوريا الغرض منه جر المملكة ودول الخليج الأخرى الى معركة استنزاف تأتي على الاخضر واليابس وتنتهي

بطوفان يؤدي الى إعادة تقسيم دول المنطقة وفقا للسيناريو الأمريكي المعروف للقاصي والداني والذي دخلت ايران اليوم طرفا فيه.

 

الاعتماد على الرئاسة والحكومة الشرعية  اليمنية في ادارة هذه المعركة سياسيا وعسكريا سيؤدي الى الفشل الذريع لامحالة  لذا لابد من اعادة القراءة للأوضاع والمعطيات الراهنة بشكل جدي. من استفاد من

عاصفة الحزم بشكل حقيقي هي المقاومة الجنوبية  التي اصبحت الرقم الصعب الذي لا يمكن تجاوزه لافي جنيف ولا في الرياض ولا في مجلس الأمن ايضا. الجنوب اليوم يتشكل عسكريا وسياسيا بعيدا عن

الشرعية اليمنية,  والجنوب هو الرقم الاهم الذي يمكن للتحالف العربي والمملكة السعودية الاستفادة منه في حسم المعركة لسد الثغرة الخطيرة التي تتسرب منها المؤامرة الدولية, لان الشرعية الدولية وهم مثلها

مثل الشرعية اليمنية.

 الشرعية الحقيقة هي معركة مفتوحة لمن يحسمها فمن ينتصر على الارض هو الطرف الشرعي داخليا وخارجيا وقد حان الوقت للاستفادة من هذا عنصر المقاومة الجنوبية القوي قبل فوات الاوان.