لنحلق رؤوسنا قبل أن يحلقها لنا الآخرين طباعة
مقالات - صفحة د/عبدالله أحمد بن أ حمد
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
السبت, 12 أغسطس 2006 16:04
مقولة تاريخية مهمة للرئيس اليمني علي عبد الله صالح سوف يسجلها له المؤرخون في سجلات التاريخ بأحرف من نور كونها مقولة حكيمة وحكمة مستنبطة من دروس العصر وسطور صفحات التاريخ المعاصر للبشرية جمعاء لو تم العمل بها على الواقع لتغيرت معالم التاريخ والتطور التاريخي لشعوب ومجتمعات عديدة إذا لم يكن العالم بأجمعه.
إن فخامة الرئيس علي عبد الله صالح قد وضع الدواء على مصدر الداء والألم والضماد على الجراح والعمل بهذا سوف تندمل الجراح لا محالة وسوف ينتهي الغبن إذا استوعب الحكام متغيرات العصر وعملوا بالرأي والرأي الآخر والتبادل السلمي للسلطة وضمنوا حقوق الإنسان وعملوا بالديمقراطية كسلوك ومنهج وأصبح الحاكم مرغوباً لأنه مختاراً ومنتخباً ولفترة محددة وليس لفترة دائمة ومكروهاً لأنه مفروضاً بقوة النفوذ وأدوات القوة فعندما يواجه الحاكم المفروضة سلطته أي مخاطر تجده لوحدة يواجه مصير تسلطه فلا يقف معه أبناء شعبه ويتبرى منه في أحلك الظروف أفراد أجهزة حكمه القمعية وحتى أقرب الأقرباء له وهذه نهاية حتمية لكل ظالم ومتسلط ومتعال على شعبه والأمثلة على ذلك كثيرة .

إذا كان الحاكم ملتصق بشعبه ووصل إلى السلطة ليس بفوهات المدافع  واز  ير  الطائرات واستخدام العصا الغليظة والانقلابات العسكرية بل وصل بقوة الديمقراطية ومن أفواه أبناء شعبه عبر صناديق الانتخابات الحقيقية وليس المزورة بنسبة 96-99% سيجد شعبه لا محالة معه جنباً إلى جنب في خندق واحد يشكلون معاً سياجاً منيعاً وقوياً حتماً عليه تتحطم كافة أشكال وأساليب المخاطر وبه تحدث نهضة تنموية شاملة في مختلف مجالات الحياة .

إن القول يجب أن ينعكس على الواقع بأفعال ملموسة ومحسوسة وليس أقوال بهدف الدعاية الإعلامية وهي للواقع لا تمت له بصلة بل هناك فجوة كبيرة بين ما يقوله المسؤولون والمستفيدون من دهاليز النفوذ والسلطة ووسائل إدارة شعوبهم وبين ما يدار ويعاش ويمارس على الواقع من قبل فئات الشعب كما هو الحال في شعوب عديدة ومن بينها الشعبين في اليمن الجنوبي واليمن الشمالي .

فشعب اليمن في ضل النظام الحاكم اليوم يعيش على هامش مؤسسات الدولة وسيادة النظام والقانون نتيجة لسيطرة أصحاب النفوذ العسكري , القبلي والطائفي على مقاليد الحكم وإدارة البلد بنظام العرف القبلي وتجسيد الفساد والإفساد والقهر السياسي والطائفي والقمع والإرهاب.

والرئيس أصبح الرئيس الدائم للبلاد وهاهو يهيئ أبنائه للخلافة من بعده في وقت ما والبلاد يقودها مجموعه النفوذ والمصالح من التيار العسكري والقبلي والطائفي من خارج نطاق شعبهم ومن خارج نطاق سيادة القانون

وهاهو اليمن الجنوبي قد شنًّ عليه نظام اليمن الشمالي حرباً ظالمة وشاملة خلال الفترة 27 أبريل – 7 يوليو 1994م واحتلاله وفرض على أبنائه وحدة قسرية الحاقية بالقوة والحرب والاحتلال .

ويمارس نظام دولة اليمن الشمالي سلطته في اليمن الجنوبي كدولة احتلال تمارس أبشع أساليب القهر والقمع والإرهاب ضد أبناء اليمن الجنوبي وتحويل بلادهم إلى ثكنة عسكرية وإلى موقع نفوذ لأقطاب دولة الاحتلال ولنهب الثروة والأرض والسلطة رغم أنف أبناء اليمن الجنوبي الذي أصبحوا مشردون إلى لاجئين في العديد من دول العالم ومنفيون في وطنهم .

إنًّ من يقع على قمة هرم السلطة هو الرئيس علي عبد الله صالح فلماذا يحتل اليمن الجنوبي ويفرض على أبنائه وحدة قسرية الحاقية بالقوة والحرب والاحتلال ؟

هل من الأجدر به أن يبدي حسن النية ويصحح ما ارتكبه ضد أبناء اليمن الجنوبي في حرب صيف 1994م وخلال سنوات الاحتلال المريرة ويستفيد من متغيرات العصر استجابةً لمقولته التاريخية " لنحلق رؤوسنا قبل أن يحلقها لنا الآخرين " ويعطي لأبناء اليمن الجنوبي حق تقرير المصير وبناء دولتهم المستقلة .

إننا نطالب الرئيس علي عبد الله صالح إلى تنفيذ فكرته لأنًّ بيده وحده الحل وقادر على أن يعمل على تنفيذ مطالب أبناء اليمن الجنوبي وينهي احتلاله واغتصابه لبلادنا اليمن الجنوبي ويسحب جيوشه منها ويبادر إلى إنهاء الوحدة الالحاقية القسرية المفروضة من طرف واحد بالقوة والحرب والاحتلال ويتيح لأبناء اليمن الجنوبي حق تقرير المصير وبذلك سوف يكون قد ربط بين القول والفعل وأصبح بطلاً وطنياً وقومياً وقدوة لأمثاله من قادت العالم .

الدكتور/ عبد الله أحمد بن أحمد

13 / 5 / 2004م

آخر تحديث السبت, 12 أغسطس 2006 16:04