تصاعد الاحتجاجات على اثر الاعتقالات وسط انتشار عسكري كثيف طباعة
سياسة - سياسة
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأربعاء, 02 أبريل 2008 05:31
صوت الجنوب نيوز/ الايام الجنوبية/2008-04-02
عاشت مدينة الضالع ساعات من يوم أمس الثلاثاء في حالة طوارئ غير معلنة استمرت منذ منتصف ليل أمس الأول وحتى ظهر أمس عندما بدأت قوات الأمن تعود لثكناتها بعد نصف يوم من انتشارها الكثيف في أسواق المدينة وعند مداخلها الرئيسة إلى صنعاء وعدن وكذا مديريات الأزارق وجحاف والشعيب والحصين،
متظاهرون في المكلا يطالبون بالإفراج عن المعتقلين مساء أمس

وقيام هذه القوات المعززة بحماية المدرعات والمركبات العسكرية بإحكام سيطرتها على المدينة ومواجهة كل التجمعات أو الاحتجاجات الناشبة التي تمَّ تفريقها باستخدام القوة وإطلاق الرصاص الحي و القذائف المسيلة للدموع والاعتقالات إلى الحجز.

متظاهرون يقطعون الشوارع في الحبيلين

وكانت حصيلة الضحايا الناجمة عن منع أية تظاهرات شعبية على حملة المداهمة والاعتقال لقادة في الحراك السلمي الجنوبي مساء الإثنين وفجر أمس الثلاثاء قد وصل عددها إلى عشرة جرحى فيما وصل عدد المعتقلين 32 معتقلا منهم ثلاثة من قيادات الأحزاب وجمعية المتقاعدين، الذين تم اقتيادهم فجر أمس بعد محاصرة ومداهمة منازلهم في الساعات الأولى، حيث اقتيد د.عبد المعطري من منزله بعد منتصف الليل، وكذا المحامي محمد مسعد ناجي، عضو المجلس المحلي للمحافظة وأمين عام التصالح والتسامح في المحافظة والأخ عبدالحميد طالب مثنى، سكرتير أول منظمة الإشتراكي في مديرية الضالع الذي اقتحم منزله عند صلاة الفجر.

أحد المصابين في المستشفى بالضالع أمس

وأفادت المعلومات بأن عملية المداهمة لنشطاء الحراك الجنوبي كانت قد استهدفت آخرين في القرى الواقعة خارج إطار مدينة الضالع إلا أن عملية البحث عن النائب صلاح قائد الشنفرة وشلال علي شائع وأمين صالح محمد لم تؤد الى القبض عليهم.

أما أسماء الجرحى الذي أصيبوا يوم أمس فهم: محسن صالح مثنى وعلي محسن حمدي من منطقة بني خلف في مديرية جحاف، وسيف محسن أحمد قريشي وولده علي سيف محسن من قرية الشيمة في جحاف وعبدالله هادي ونشوان صالح ناصر المعكر ومحمد صالح الزبيدي من مديرية الضالع والاثنان الأخيران أسعفا إلى عدن جراء إصابتهما البالغة.

انتشار أمني كثيف في تقاطع الطرقات بالحبيلين أمس

وفيما أفرج عن المحامي محمد مسعد ناجي، عصر أمس اعتبرت نقابة المحامين اعتقال المحامي يحيى غالب أحمد عضو النقابة انتهاكا صريحا للحصانة القضائية التي يتمتع بها ولا يجوز لأية جهة المساس بها دونما الرجوع للنقابة، وقال المسئول عن الحريات والحقوق في فرع النقابة المحامي عصام أحمد حسن «إن عملية الحجز للمواطن العادي وهو في منزله وبتلك الطريقة يعد أمرا يجرمه القانون فكيف بمحام يحمل الحصانة القضائية؟».

ردفان

من جهة أخرى كانت منطقة سناح قد شهدت احتجاجا عفويا في السوق قبل ظهر أمس على الرغم من إحكام الأمن قبضته على المداخل المؤدية للسوق من جهتي قعطبة وحبيل السوق وحجر، حيث كانت ألسنة اللهب والأدخنة والحجارة قد شوهدت في المكان بعد قيام جموع من الشباب بالتظاهر وتصدت لها أطقم وجنود الأمن الذين كان لانتشارهم ووجودهم غير المسبوق قد أحبط كل المحاولات للتعبير عن ردة الفعل تجاه حملة المداهمة والاعتقال، كما أن استخدام الأمن للرصاص الحي وأعمال القمع والاعتقال لكل من يقف في وجهه أو يحاول التجمع أو السير بشكل جماعي في الشارع العام قد أدى إلى تفريق المحتجين وإحالة المدينة إلى شوارع شبه خالية من أية نشاط تجاري أو حركة للمواصلات أو المارة باستثناء حركة الأطقم الكثيفة التي ضرب أفرادها حصارا على المدينة وانتشروا فوق المباني والطرقات والأحياء والأسواق، فيما كانت طلقات الرصاص تسمع هنا و هناك، وظهرت مشاهد الشباب وهم ينقلون إلى الحجز على متن الأطقم أو في قبضة الجنود وعصيهم وعيون العامة وهي تراقب تلك المشاهد.

الضالع

إلى ذلك كانت قوات الأمن المنتشرة في مداخل المديريات قد منعت ركاب سيارات الأجرة من الوصول للمدينة، إذ أفاد قادمون على متن سيارات بأن النقاط الأمنية حالت دون وصولهم إلى المدينة، رغم أن أكثرهم قاصدها إما للتسوق أو العلاج أو السفر لمكان آخر ومع ذلك أوقفوا ومنعوا في الطريق.

وحلقت في سماء مديريتي الحشاء والأزارق طائرة مقاتلة، وأفاد الأهالي في عمارة العليا في الحشاء وكذا قرية الذيل الواقعة بين تورصة في الأزارق والمسيمير بأن الطائرة الحربية كانت قد فتحت حاجز الصوت فوق المنطقتين قبل ظهر أمس مثيرة الرعب والهلع.

الضالع

وسمع عند الثامنة والنصف من مساء أمس الثلاثاء إطلاق نار كثيف في مدخل مدينة الضالع من ناحية الطريق المؤدية إلى عدن، وعلمت «الأيام» أن سيارة الشيخ مسعد ناصر المعكر وهي نوع جيب قد تعرضت لوابل من الرصاص بعد مرورها من نقطة مستحدثة من جنود النجدة بجوار محطة للبترول.

وفي اتصال هاتفي أجرته «الأيام» مع الشيخ المعكر أكد وقوع الحادثة التي نجا منها بأعجوبة، حيث كانت طلقات الرصاص قد طالت السيارة بكمية كبيرة، وأحدثت فيها أضرارا عدة أثناء عودته من زيارة الجريحين نشوان المعكر ومحمد الزبيدي في عدن، وعند وصوله ومرافقيه من أصحاب معرض سيارات تم إنزال المجموعة المرافقة له في الزيارة ليفاجأ بطلقات من الخلف فور تحركه، ورغم ما لحق بالسيارة واصل المسير بثلاثة إطارات.

المعلومات الواردة من الناحية الأخرى أرجعت الحادثة لقيام من كان في سيارة الشيخ بإطلاق النار صوب النجدة الذين باشروا بإطلاق الرصاص على سيارة الشيخ بعد أن تبينت لهم صعوبة معرفة الجناة أو الطريق الذي سلكوه.

وعلى صعيد حادثة إطلاق قذائف الطيران أفاد الأهالي بمديرتي الحشاء والأزارق بأن ما وقع في المنطقتين لم يكن نتيجة لفتح حاجز الصوت مثلما تردد على ألسن الكثير بقدر ما هو نتيجة قذائف صاروخية روعت السكان من الأطفال والنساء.

وأكدوا حدوث ضرب بالطيران في عمارة العليا وتورصة من المديريتين، حيث كانت القذائف الصاروخية قد أحدثت ضررا في منزل المواطن قائد حسن المشرقي في الحشاء إضافة إلى إحداث حفر في المكان الساقطة فيه.

كرش تشهد تظاهرة شبابية وقطع خط عدن - تعز ونصب البراميل

خرج مئات الشباب العاطلين صباح أمس بمديرية كرش محافظة لحج في تظاهرة شبابية غاضبة بعد عودتهم يوم أمس الأول من معسكر الاستقبال بالجند تعز وتم رفض تسجيلهم في السلك العسكري وظلوا مرابطين لمدة ثلاثة أيام تعرضوا خلالها للضرب بالهراوات والأسلاك الكهربائية، حيث قام المتظاهرون بقطع الخط العام عدن- تعز وإحراق الإطارات وجمع الصخور الكبيرة من الخط العام، وارتفع دخان الحريق إلى عنان السماء كما أحرقوا أعلام المؤتمر الشعبي العام وبطائق الانتساب للمؤتمر الشعبي التي وصلت إلى أربعمائة بطاقة بسبب عدم الوفاء بالوعود الانتخابية بتوفير فرص عمل وأراض للشباب، كما هتف المتظاهرون (ياحكومة الفساد أين وظائف الشباب) و(ثورة ثورة ياشباب) و(لا مؤتمر بعد اليوم) وقاموا بتكسير اللوحات الخاصة بالمشاريع.

ردفان

وقد عادت بعض السيارات إلى تعز وأخرى إلى عدن جراء قطع الخط، وتجمع الشباب أيضا بالطريق المؤدي إلى المجمع الحكومي، وقاموا بطرد الأمين العام للمجلس المحلي للمديرية ورمي سيارته بالحجارة.

واتجه جموع من شباب الصبيحة وقاموا باعتراض موكب محافظ المحافظة عبدالوهاب الدرة وعدم السماح له بالدخول إلى كرش، ونصبوا البراميل في الخط العام، فيما توزعت القوات الأمنية على المكاتب الإدارية.

وقد نزل مدير أمن القبيطة العقيد صالح حسين بنفسه إلى التظاهرة مطالبا بفتح الخط، مبديا التزامه بمعالجة قضايا الملتحقين بالسلك العسكري فرفض الشباب أي التزامات التي تهدف فقط لتهدئة الوضع، وأصيب بعض الإدارات الحكومية بالشلل التام.

واستمر المتظاهرون في حالة غضب ورفضوا توسلات وتدخلات الشخصيات الاجتماعية لتهدئتهم، وقال الشباب:«إن بداية التلاعب بحصص التجنيد كانت من قبل أمين عام محلي المديرية مختار الحربي الذي قام بقطع بطائق هوية باسم أبناء كرش لآخرين من مديريات ومحافظات أخرى، ورفع كشف تمييز عنصري استثنى فيه أبناء كرش».

الضالع

وقالوا لـ «الأيام»: «لقد حرمنا من القبول في كليات الشرطة ومعهد القضاء وأخيرا يحرموننا من التجنيد العسكري».

وأبدى مالكو المتاجر والبسطات تخوفهم من التظاهرة الشبابية وقاموا بإغلاق المحلات التجارية ورفع البسطات.

وقد انضم إلى المسيرة المواطنون الذين طالبوا بفصل كرش كمديرية مستقلة عن القبيطة التي تأخذ كل شيء على حساب كرش بما فيها حصص التجنيد بالسلك العسكري، واستمر انقطاع الخط العام منذ الصباح إلى ما بعد الظهر، حيث وصلت قوات عسكرية مكثفة قادمة من معسكر العند معززة بالدبابات والعربات المجنزرة، وقامت الطائرات الحربية بقصف جبال القرش الواقعة بين كرش والمسيمير، وسمع دوي انفجارات قوية، وتوزعت القوات العسكرية على محاذاة هضاب وجبال كرش، فيما قام أحد الأطقم العسكرية بدهس أحد الشباب يدعى عمير بطاش ناصر تم إسعافه إلى مستوصف كرش متأثرا بإصابات بليغة في ساقه اليسرى، كما قام أحد ضباط الأمن السياسي بملاحقة الزميل أنيس منصور لأخذ الكاميرا، فتجمع حوله المتظاهرون وانتزعوها منه بالقوة وأعادوها لمراسل «الأيام».

الضالع

كما وصل إلى المنطقة العميد محسن جزيلان أركان لواء العند بعد ظهر أمس لمحاورة المتظاهرين متعهدا بإعطائهم منه خمسين استمارة للالتحاق بالسلك العسكري مقابل فتح الخط والسماح بمرور السيارات.

وقد أعلن العميد علي جازم سعيد عضو المجلس المحلي كرش عن تعليق عضويته في المجلس المحلي حتى تحل مشاكلهم وهموم الشباب في كرش فيما يخص الوظائف العسكرية، محملا السلطة المحلية بالمديرية أي تداعيات تفرزها الأساليب العنصرية والمناطقية ضد أبناء وشباب كرش.

وتم فتح الطريق بعد ظهر أمس بتعهدات ووساطات من قبل مدير أمن العقيد صالح حسين وأركان لواء العند محسن جزيلان وبعض الشخصيات الاجتماعية، فيما هدد المتظاهرون بمعاودة احتجاجهم بشكل أكبر وأطول إذا لم تستجب السلطة لمطالبهم.

الضالع

إجرءات أمنية مشددة في الحبيلين ووصول تعزيزات عسكرية

وشهدت مدينة الحبيلين بردفان محافظة لحج منذ الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء إجراءات أمنية مشددة ووصول تعزيزات عسكرية مكثفة من قوات الجيش والأمن المركزي المرابطة في منطقة العند مسنودة بالدبابات والمدفعية والأطقم العسكرية التي انتشرت على المداخل والمنافذ والهضاب والجبال المطلة على مدينة الحبيلين. وقامت القوات الأمنية والعسكرية عقب ذلك بحملة اعتقالات واسعة طالت العديد من النشطاء السياسيين وقيادات الحراك السلمي والفعاليات السياسية بمديريات ردفان الأربع.

ردفان

وعلمت «الأيام» أن حملة الاعتقالات قد أسفرت عن احتجاز عشرة أشخاص من قائمة النشطاء المطلوبين جرى ترحيلهم إلى سجن صبر المركزي وهم: عيدروس صالح حسين، ناجي محمد ناجي العربي، حسين أحمد البكري، محمد هادي المنصب، عبدربه راجح حسن، مهدي صالح شائف، قاسم عثمان الداعري، أنور الداعري، رمزي غانم البكري وعبدالمجيد محمد عامر.

وأثارت حملة الاعتقالات والانتشار الأمني الكثيف موجة غضب واستنكار شديدين بين أوساط المواطنين والشباب الذين خرجوا في مسيرة غاضبة شارك فيها الآلاف من أبناء مديريات ردفان الأربع جابت شوارع مدينة الحبيلين، رغم التعزيزات العسكرية والانتشار الأمني الكثيف.

كرش

واتجهت التظاهرة في بدايتها إلى خارج المدينة حيث تتمركز قوات الجيش التي نصبت عددا من نقاط التفتيش، وأجبر المتظاهرون الجنود على الانسحاب من الطريق ورفع النقاط العسكرية وسط هتافات تطالب برحيل قوات الجيش.

ثم اتجهت التظاهرة صوب مبنى الأمن، وتعالت هتافات المتظاهرين بالمطالبة بإطلاق سراح كافة من اعتقلوا في ردفان وباقي المحافظات الجنوبية يومي أمس وأمس الأول، وحاول المتظاهرون الغاضبون اقتحام مبنى الأمن لأكثر من ثلاث مرات، وقاموا برشق الجنود ومبنى الأمن بالحجارة، وإثر ذلك قامت قوات الأمن بإطلاق الرصاص الحي في الهواء لتفريق المتظاهرين الذين اشتد غضبهم وقاموا بمهاجمة الجنود بالحجارة.

ردفان

واشتدت حدة المواجهات حينما قامت قوات الجيش بإطلاق الرصاص والقنابل المسيلة للدموع باتجاه المتظاهرين بكثافة، مما أدى إلى إصابة شخصين هما عزيز سالم عبدالله (40 عاما) الذي أصيب بطلق ناري في رجله، وصبي يدعى رأفت عبدالسلام الزوقري (14 عاما) أصيب في ذراعه الأيمن، ونقل المصابان إلى مستشفى ردفان العام للعلاج.. كما أصيب فضل عقيل (25 عاما) في الساعد الأيسر بشظية.

وهرعت بعد ذلك قوات كبيرة من الأمن المركزي والجيش وقامت بإطلاق القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين، واستمرت المواجهات بين الطرفين لأكثر من ساعتين جرى خلالها إطلاق عدد كبير من القنابل المسيلة للدموع على جموع المحتشدين في مستشفى ردفان العام وكذا على منازل المواطنين، مما تسبب في حدوث حالات اختناق وخصوصا عند الأطفال ونشر حالة من الخوف والهلع لدى طلاب المدارس الذين اضطروا إلى مغادرتها والعودة إلى منازلهم.

واستمرت المظاهرات الغاضبة تجوب شوارع مدينة الحبيلين حتى الساعة الواحدة ظهرا، في حين كانت الأطقم العسكرية للجيش والأمن المركزي تواصل تجوالها في المدينة.

كرش

وما يزال الانتشار العسكري متمركزا في الجبال، كما شوهد انتشار لقبائل ردفان في الجهات المقابلة للطرف الآخر.

آخر تحديث الأربعاء, 02 أبريل 2008 05:31