الحل لن يأتي اكله في اليمن ... الا بتحجيم وتقزيم الدور السياسي والعسكري للانقلابين في المنطقة |
مقالات - مقالات عامة |
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS |
الأربعاء, 03 أغسطس 2016 07:55 |
لم يعرف اليمن في تاريخه الحديث حكما رشيدا ينال من رضى مواطنيه، فحكم الإمامة غلب علية الطابع الديني الرجعي المتخلف، ونراه اليوم من جديد يتجسد في صورة الحوثيين الاكثر تزمتاً وتشدداً وانحيازاً للمذهب الزيدي الذي اقترب من المذهب الشيعي الاثنى عشري في ايران، واعقب حكم الإمامة انظمة قبلية عسكرية تحت غطاء الجمهورية، عانى فيها اليمنيون واقع مريراً طوال حياتهم. وان الاتفاق الجديد في تشكيل "مجلس سياسي" للانقلابيين من الحوثيين واتباع المخلوع صالح على حساب الشرعية في اليمن، لهو نوع اخر من التبعات والمظالم لليمنيين، حيث لن يحقق ذلك الا مزيدا من الانشقاق والاحتراب والمعاناة لهذا الشعب المغلوب على امره، كون ذلك لا يمثل الواقع اليمني الحالي بحلوة ومرة في الشمال، ولن يحل المشكلة المتفاقمة منذ عقود مع الجنوبيين الذين باتوا اليوم جزء مهماً من المعادلة السياسية في اليمن. وان هذا التوجه الجديد للانقلابين في اليمن قد اظهر الصورة الحقيقية لتحالف صالح والحوثيين سعيا منهم في افشال مشاورات السلام في الكويت، وكسب مزيدا من الوقت، للسيطرة على الحكم في اليمن، وتحقيق مكاسب مادية وسياسية على الارض تمكنهم من شرعنة وجودهم، وتوهم الاخرين بانهم ما زالوا الرقم الصعب واللاعب الرئيسي القادر على إدارة اليمن ومكافحة الارهاب في المنطقة. وبرغم ان هذا الاتفاق يشكل خرقا واضحا لقرارات الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والقرار الدولي 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، الا اننا نجد ان هناك تقاعساً دوليأ في ادانة هذا الاتفاق، وعدم الجدية في فرض الحلول المتفق عليها اقليمياً ودولياً.
وللخروج من المأزق اليمني على دول التحالف العربي ان تغير من استراتيجيتها في التعامل مع الازمة اليمنية بالبحث عن الحلول الممكنة التي تضمن مستقبل امن ومستقر على المدى البعيد، وذلك بعدم الانجرار والاتكال على الحل الاممي الذي تحركه سياسات الدول الغربية وفقا لمصالحها في المنطقة. والبحث عن الحل الممكن من خلال دعم بناء المناطق الجنوبية المحررة، حيث أن اي تسوية قادمة تستثني القضية الجنوبي لن تجدي نفعا ولن تحل المشكلة في اليمن بل ستزيد الامور تعقيدا على المستوى المحلي والاقليمي والدولي. وربما يتفهم الاقليم والعالم بعد فشل المفاوضات اليمنية رغبة أبناء المحافظات الجنوبية في النأي بمجتمعهم عن الصراعات اللامنتهية، لاسيما بعد إعلان الإنقلابيين عن تشكيل "مجلس سياسي" في صنعاء، وبعدما اختلف المشهد السياسي والعسكري لصالح الجنوب، واصبح الجنوبيون حكاماً على انفسهم، ويتلقون الدعم العسكري والإنساني لدول التحلف العربي، وبالذات من دولة الامارات العربية المتحدة التي يكنون لها كل التقدير والاحترام والعرفان على كل ما قدمته لهم، راجين ان يتوج هذا الدعم والانتصار بتحقيق استقلال دولة الجنوب. ومن هنا نرى أن مفتاح الحل في مواجهة الانقلابيين في اليمن وهزيمتهم، يكمن في تحجيم وتقزيم دورهم السياسي والعسكري في المنطقة، وذلك من خلال: وبما اننا ندرك قلق دول المنطقة والمجتمع الدولي حيال الخطر المتنامي للإرهاب والتهديدات التي يشكلها على الاستقرار في المنطقة والأمن الدولي، نود أن نؤكد للجميع أن شعب جنوب اليمن سيكون متحداً معهم في محاربة الإرهاب بكل صوره واشكاله، وسوف يكون شريكاً مؤتمناً وموثوق به في إرساء الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة بأسرها. وأن ما تحقق في الجنوب من انتصارات ضد الغزاة الانقلابيين في اليمن، بفضل الدعم العسكري للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، واستبسال رجال الجنوب، لهو مكسب كبير بحد ذاته لدول التحالف في تحجيم وتقزيم دور المليشيات الحوثية والنفوذ الايراني في المنطقة. د. افندي المرقشي
|
آخر تحديث الأربعاء, 03 أغسطس 2016 09:12 |