اشنقوا أخر جنوبي - بقلم:مرفت فوزي طباعة
مقالات - مقالات عامة
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الخميس, 07 يونيو 2012 19:17

 مع احتدام المعارك التي استعر أوارها صيف 94 ظهر إلى الساحة وبقوة مصطلح قوات الشرعية وهي التسمية التي أطلقها نظام صنعاء على قواته واخذ الإعلام الرسمي والحزبي الداعم لهذه الحرب يردد هذا المصطلح ليل نهار ساعيا لترسيخه وغرسه لدى

جموع الشعب وهدفهم الرئيسي الشعب في الجنوب فلو قبل هذا المصطلح فانه بتالي سيقبل أن النظام الذي تتبعه قوات الشرعية هو النظام الشرعي فالشرعية مفهوم سياسي محوري تتحدد بة صحة وضعية نظام الحكم وقانونيته وتفسير وجودة وبعد أن

 

وضعت الحرب أوزارها ساد منطق ومفهوم المنتصر وتقبل الناس  الأمر على مضض صدق النظام مقولته وأمن بها فهو النظام الشرعي الذي عمد الوحدة بالدم .
 
 نظرا لبنية النظام العسكرية القبلية  اخذ يتصرف بأسلوب اقيال و تبابعة الزمن القدم واعتبر نفسه ليس احدهم بل أعظمهم ومن هذا المنطلق تعامل مع الطرف المهزوم حيث اعتبر أرضة وممتلكاته غنيمة يتصرف بها كيفما يشاء وضرب بالاتفاقيات التي بنيت

عليها الوحدة عرض الحائط وغير وبدل في مواد دستور الوحدة بما يعزز ويقوي تسلطه .
 
 تبارت النخب الحزبية ومثقفي السلطة في مدح وتأييد كل الإجراءات التي اقترفها النظام وصورت له الأمر انه ليس أبدع ولا أروع مما كان  تم تجاهل وتهميش الطرف الأخر شريك الوحدة وبدأت الترتيبات والإجراءات لتزييف تاريخه ووصل الأمر ببعض دهاقنة

النظام  أن أنكروا الجنسية اليمنية لسكان كثير من مناطق الجنوب واعتبروهم صومال أو هنود بدلا من أن يتجه الطرف المنتصر لترميم أركان البيت الواحد وتقوية وتعضيد أواصر الإخوة على قاعدة لا غالب ولا مغلوب كلنا للوطن زادت وثيرة إذلال المنهزم

واتخذ الاحتفال بذكرى 7/7 (يوم دخول عدن ) شكل مبالغ فيه  لتمجيد القوات المنتصرة وتباعا لذلك تواصلت إجراءات الإلغاء والتهميش وزادت وتيرتها حدة ووصل الأمر ببعض قادة الحزب الذي كفر الجنوبيين واستحل دمائهم أثناء الحرب التكفير في تغيير

التركيبة الديموجرافية لسكان الجنوب بل إن بعض مثقفي السلطة عندما بدأت الأصوات الجنوبية تتصاعد منادية بالانفصال لم يجد حرجا من القول بان الوحدة التي بذلنا في سبيلها قافلة من الشهداء لن نسمح لقلة ناعقة من بقايا الماركسيين بزحزحتها حتى لو

اضطررنا للقضاء عليهم كلهم .
 
 لقد تضافرت جهود حاشية البلاط مع جهود متسلقي السلطة والمتزلفين  لتمجيد أقوال وأفعال رأس النظام ووصل الأمر يبعضهم لتحريف سورة من القران الكريم لتمجيد النظام  وذم الانفصاليين الكفرة ، إن هؤلاء وأمثالهم  لا تهمهم الوحدة و لا يسعون إليها

لان جوهر الوحدة هم البشر الذي أوصلتهم التصرفات النزقة للتنافر و التباعد عكس ما كان سائدا أيام التشطير و في غمار كل  ذلك  تجاهل النظام العدالة  بل انه لم يكن مهتما بتطبيقها في الجزء الذي تعامل معه كغنيمة حرب  والعدالة جوهر الشرعية ومؤشر

القياس عليها وبالتالي فان غياب عدل النظام يلغي شرعيته ويعطي الخارجين علية شرعيتهم  سبقت ثورة الجنوب السلمية  (الذي يعد الحراك الجنوبي الحامل السياسي لها  )أخواتها  التي قامت في دول ما اصطلح علي تسميتها دول ثورات الربيع العربي

.
 
استبشر الجنوبيين خيرا عندما قام شباب اليمن بملحمتهم السلمية البطولية وأيدوها وباركوها وشاركوا فيها وانقسموا حولها فمنهم من اعتبرها ثورة أشقائه بالشمال ومنهم من اعتبرها امتداد لثورة الجنوب السلمية ضد النظام الذي أذاق الشطرين الأمرين

لكن الجنوبيين جمعا صدموا لمواقف من اسموا أنفسهم قادة وطليعة ثورة التغيير حين وجدوهم يتبنون نفس مقولات النظام القديم بل إن بعض خطباء الجمعة بساحة التغيير اخذوا يحرضون المصليين على الجنوبيين بسبب مطالبتهم بالانفصال وصوروهم بصورة

الخطر الذي يهدد البلاد ويجب التصدي له ما أشبة الليلة بالبارحة !!!!!!

فكيف يراد من الجنوبيين تغيير مواقفهم بسبب ثورة التغيير بينما لم تتغير المواقف والنظرة إليهم ومازالت تتطابق مع أطروحات نظام صالح إن لم تفوقها  فإذا كان من يطالب بالانفصال قلة فلتخرسوا هذه القلة وتكشفوهم وتعروهم أمام جماهير الجنوب

بموافقتكم على إجراء استفتاء عام بالجنوب لتقرير مصيره ، إننا نبدل جل جهدنا وطاقتنا لنقوم الظل بدلا من قيامنا بتقويم العصا فكيف نفهم طرح بعض من سموا أنفسهم مثقفي الثورة وحاملي مشاعل التنوير بها عندما ينعتون الجنوبيين باحط النعوت ولا

نجد من يتصدى لهم بينما قامت الدنيا ولم تقعد عندما وصف احد المسئولين الجنوبيين بجامعة صنعاء أبناء منطقة واحدة من الشمال بصفات لا نقرها وتبارت الأقلام واشتدت المعارك للرد عليه والمطالبة بمحاسبته وهذا حقهم الذي نؤيده لكننا كنا نريد موقف

اقل من هذا من دعاة الوحدة الأشاوس ضد كل من يتطاول على جماهير الجنوب .
 
  قد نجد مبررا للشتم والسباب الفاحش الصريح الذي تحويه بعض الكتابات ضد الجنوبيين فهي بالأخير دلاله على المستوى الأخلاقي للكاتب  ولكن ما لا أجد له مبررا أو قبولا هو الأفكار والمفاهيم التي يحملها بعضهم عن الوحدة ويسعى لنشرها والتي في

مجملها لا تخرج عن مفهوم  نظام صالح  الوحدة أو الموت .
 
  تبقى معي في دولة موحدة حسبما أريد أنا أو أقتلتك .  منطق غريب لأناس لا يتعدى مفهومهم للوحدة المنفعة الاقتصادية لهم الذي يجسدها المثل الشعبي الشهير  " قطع الرأس ولا قطع المعاش" .  إنها عقلية التاجر المرابي الذي لا يهتم  لشيء إلا إذا

كان سيعود علية بالمنفعة أما إذا انقطعت هذه المنفعة فليذهب ذلك الشيء إلى الجحيم وهم على استعداد دائم لتجييش الآلف البسطاء الذين لا يهمونهم في شيء سوى تحقيق مصالحهم وحمايتها رغم محاولاتهم تنميق ألفاظهم وتغليفها بمسوح وطنية ودينية

.
 
 أنا لا أتجنى على احد ولكني ارصد ما جاء بكتابات وتصريحات  بعضهم الذي صدمتني وأنا في حل عن ذكر أية أسماء لأنها ستبعدني عن غرضي الرئيسي لأنني أناقش أفكار ولا تهمني الأسماء ، الم يتردد في الآونة  الأخيرة كثير من مثل هذا الطرح

وان اختلفت الألفاظ والصياغات ولكنها تحمل نفس المضمون التالي " الوحدة اليمنية مصير وقدر الناس ولا يمكن بأي حال من الأحوال التخلي عنها لذلك نقولها وبكل وضوح لكل من يريد أن ينعم بخيرات الجنوب لوحده لماذا هذه الأنانية والجشع والطمع؟   الم

تسألوا أنفسكم أين سيذهب جوعي الشمال في حال انفصال الجنوب" .
 
أناس هذا مفهومهم للوحدة حري بهم أن يرفعوا شعار" اشنقوا أخر جنوبي بأمعاء أخر حراكي" ، لتبقى الوحدة مع ارض وخيرات الجنوب.