الرئيس صالح كان يتوقع رد فعل شعبي سريع وعفوي يتمثل في مسيرات مؤيدة له وتدعوه للبقاء

[صوت الجنوب]

الرئيس صالح كان يتوقع رد فعل شعبي سريع وعفوي يتمثل في مسيرات مؤيدة له وتدعوه للبقاء

الكاتب عبد الله مسعد عبد الله
القدس العربي

في 17 يوليو 2005 كان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يحتفل بالذكري السابعة والعشرين لتوليه مقاليد الحكم اي في 17 يوليو 1978 وفي حفل الاستقبال بقصر الرئاسة ارتجل الرئيس خطابا سياسيا شاملا دعم وجود الخطاب مكتوبا علي الورق التي كان يحملها في يده.. الخطاب كان مفاجئا للشارع اليمني وقواه السياسية بما فيها حزب الرئيس وحمل اكثر من رسالة يمنية وعربية ودولية.تمثلت المفاجأة ان الرأي العام اليمني لم يكن متوقعا مثل هذا الاعلان لانهم لم يتعودوا قط علي التداول السلمي للسلطة منذ قيام الثورة اليمنية (26 سبتمبر 1962 و14 اكتوبر 1963) ولهذا سيكون صعبا علي الناس ان يصدقوا مثل هذا الاعلان.كما ان الفعاليات السياسية اليمنية تلقت اعلان الرئيس المفاجيء بحيث لم يسعفها الوقت للرد السياسي كونها تفتقر الي الآلية السياسية الاعلامية المتطورة علي الرغم من التصريحات الهامشية لبعض من عناصرها، فتلك الفعاليات تفتقر الي شخصيات سياسية مقبولة جماهيريا وقادرة علي المنافسة الانتخابية الرئاسية ومع كل هذا نقول بأن عملية الحراك السياسي اليمني قد توجد شخصيات سياسية قوية وقادرة علي المنافسة سواء في ظل علي عبد الله صالح او غيره.وللعلم ان الرأي العام اليمني بكل طوائفه اصبح متعودا علي مفاجآت الرئيس صالح ومن هنا ينبع الخوف من ان تكون تلك المفاجأة تهدف الي تحقيق لعبة سياسية انتخابية تؤدي بالتالي الي خروج مسيرات شعبية تطالب الرئيس بالعدول عن اعلانه فيفاجئنا الرئيس بخطاب حماسي يعلن فيه تراجعه عن عدم الترشيح نزولا عند رغبة الجماهير، وبالطبع الذي سينظم المسيرة الحزب الحاكم واجهزة ومؤسسات النظام المدنية والعسكرية.. كما ان هناك الكثير من المراقبين للشأن اليمني يشككون في صدق الاعلان الرئاسي اليمني وهم ايضا لا يستطيعون الوثوق بالاعلان لشعورهم بأن السلطة في العالم العربي مغنم وتشريف، وصاحبها لا يستطيع رؤية نفسه خارج مربع المغنم والجاه والسلطان.. وربما ان الرئيس صالح كان يتوقع رد فعل شعبي سريع وعفوي يتمثل في مسيرات مؤيدة له وتدعوه للبقاء شبيهة بتلك المسيرات العفوية التي خرجت في مصر اثناء القاء الزعيم الخالد جمال عبد الناصر لخطاب الاعتراف بمسؤوليته الكاملة عن هزيمة يونيو 1967 واعلانه للتنازل وبتسليم مقاليد الحكم لاحد مساعديه فاعلنت الجماهير رفضها لتنحيه ومساندتها الكاملة له.. بالتأكيد هناك فرق بين الحالتين وشخوصها.. فعبد الناصر ما زال يمثل فلتة من فلتات التاريخ العربي السياسي المعاصر.. ولا يمكننا بأي حال اجراء مقارنة بين مرحلة عبد الناصر وشخصه ومرحلة اي رئيس عربي اخر وشخصه.. فيبدو ان توقعات صالح خيبت ظنه ساعة الاعلان او بعدها بساعات ولكنه ـ اي صالح ـ لن يخيب توقعات ومطالب اعضاء حزبه وانصاره والمستفيدين من وجوده في الحكم في البقاء ومنحه الرئاسة الابدية، ولكننا هنا نتمني ان يكون عند قراره ولا يتراجع تحت اي ظرف كان حتي يثبت للعالم ان العرب قادرون علي التغيير وها هو التغيير اتاكم من اليمن المهد الاول للعرب.. فهل نكون قادرين علي تحمل مسؤولية كلماتنا واحترام شعوبنا؟ وهل نكون صادقين في الايفاء بوعودنا انطلاقا من قيمنا وتقاليدنا العربية والاسلامية التي تقول ان الرجل بكلمته وموقفه.. ويقولون ان تقاليدنا وقيمنا تلك تقول ان الرجال تحبل من السنتها.. فنقول بقلوب مخلصة للوطن: نرجوك لا تسمع لتوسلات ومخاوف بطانتك.. اعملها وارسم لوحة جديدة للوطن.. لوحة الديمقراطية والتداول السلمي.. لوحة تخلد اسمك في التاريخ اليمني والعربي والاسلامي.. اعملها وتوكل وستجد الشعب حولك داعما وراعيا ومشاركا في رسم اللوحة الجديدة.. وبالتأكيد سيصبح من واجب الشعب ان يسميها لوحة علي عبد الله صالح من دون اكراه او تزييف او شراء الذمم.. اعملها يا علي ولا تخاف..واما الرسائل التي حملها اعلان الرئيس علي فيمكن تحديدها بالاتي:1 ـ رسالة للداخل:هذه الرسالة لها اكثر من عنوان ومعني، وموجهة لاكثر من جهة، ويمكن شرح ذلك في ما يلي:أ ـ رسالة للدائرة المقربة منه اي لافراد العائلة التي تتعارض مع صالح في بعض التوجهات السياسية، ومفاد تلك الرسالة تقول لهم ان عليهم الخضوع لارادته والضغوط المحلية والاقليمية والدولية التي يعاني منها لانه بخروجه من مربع الحكم لن يعود بالخير عليهم.. ولكن عناوين تلك الرسالة ان المتغيرات الاقليمية والدولية لن تستثني اليمن فالشارع اليمني بدأ يتحرك ويوجه سهامه النقدية اللاذعة صوبه وصوبهم.ب ـ رسالة موجهة لمساعديه ومرؤوسيه في كل مكان تحمل المعاني التالية:ـ اصلحوا انفسكم وتصالحوا مع الشعب.ـ اسرعوا بترتيب اوضاعكم للفترة المتبقية ـ 14 شهرا ـ من رئاسته الحالية.جـ ـ رسالة موجهة لحزبه ـ قيادة وقواعد ـ بان يعيدوا تأهيل الحزب وجعله قوة سياسية حقيقية قادرة علي التنافس والعمل من دونه.د ـ رسالة موجهة للقوي السياسية اليمنية تتحدد معانيها وعناوينها بالاتي:ـ ها هو الميدان فأين فرسانكم وخيولهم؟ـ انتم تطالبون بالتغيير ولكنكم لم تغيروا انفسكم وها نحن في الهوي سوي؟ـ لنجرب من منكم يملك المبادرة في الترشيح والفوز؟ـ لن يسامحكم الشعب لو انكم عاندتموني وتشددتم بمواقفكم وجاء خليفتي اكثر تشددا مني ومنكم؟ واقل تسامحا ومرونة مني؟ـ دعونا نري ما سيكون رد فعلكم ورد فعل الشعب؟وبالتأكيد ان تلك الرسالة ستقود الي بلبلة في صفوف القوي السياسية المعارضة وقد تؤدي الي تشتيتها ومن ثم الي عزوف الجماهير عنها لحساب حزب الرئيس ـ المؤتمر الشعبي العام، اي ان الرسالة ستغربل من تباينات احزاب المعارضة وتزيدها حدة مما يقود في الاخير الي عدم اتفاقها علي تسمية مرشح منافس لانتخابات الرئاسة المقبلة سواء صدق الرئيس بوعده او لم يصدق.. المهم ان الهدف هو المزيد من اضعاف فعالية تلك الاحزاب والاعتراف بالافكار القائلة بان البديل عن صالح غير موجود وان وجد غير مؤهل.وهي افكار تنكر احقية بقية الشعب اليمني او ان نساء اليمن قد عقمت من انجاب الرجال.. وتلك الافكار تتناقض مع اعترافات الرئيس بوجود قيادات شابة ومؤهلة وقادرة علي تحمل مسؤوليتها في قيادة الوطن والشعب.. انها افكار البطانة الرئاسية الفاسدة.كما ان الرسالة تحمل نفس المعني والعنوان للرأي العام اليمني وثم يصبح لا مفر امامهم الا بالبيعة والطاعة والولاء لرئيسهم.2 ـ رسالة للنظام العربي:بالطبع لن يكون الرئيس صالح بعيدا عن توجيه اشارات لبعض الاطراف العربية في رسائله تقول:ـ لقد سبق وحذرتكم من مغبة عدم الاستفادة من تجارب سقوط نظام صدام حسين وطالبتكم بان نحلق رؤوسنا قبل ان يحلقها لنا الاخرون، ان شعوبنا تتطلع الي التغيير ونحن لا نهتم بتطلعاتها.ـ انه يمكنني ان ازلزل عروشكم من خلال اشغال شعوبكم في مناقشة مبادرتي وبالتالي مطالبتها لكم بالاقتداء بنا. وانتم بلا شك تستحقون ذلك كونكم لم تكونوا معنا كرماء واسخياء في دعمكم المادي لشعبكم الشقيق في اليمن.ـ لقد صبرنا اكثر من اللازم علي مواقفكم الشخصية والرسمية تجاه شخصنا واسلوبنا في الحكم ولتقاليد شعبنا والمعبرة عن النظرة الدونية لشخصنا وشعبنا وبلدنا، وهذا مالا نقبله لانفسنا وشعبنا العريق والكريم والمسالم وصاحب الحكمة علي وصف حبيبنا ورسولنا خاتم الانبياء (محمد) صلي الله عليه وسلم.لعل الرئيس صالح ناقم علي بعض او معظم القادة العرب سواء لاسباب سياسية او شخصية او فكرية.. كما انه واخذ خاطره من بعضهم لعدم تفاعلهم مع اوضاع الشعب اليمني الاقتصادية من خلال زيادة مساعداتهم او اعادة مساعداتهم المالية للشعب.وربما يكون الرئيس حانقا من بعض الزعماء العرب لعدم الاعتراف بقيادته وقدرته علي قيادة الشارع العربي رغم كونه الزعيم الثاني الاطول عمرا في الحكم بعد العقيد القذافي.وربما ان الرئيس صالح ـ ان هو صدق بقراره ـ يريد ان يقول لاقرانه من الزعماء العرب دعوني اري ما انتم فاعلون من بعد دعوتي او قراري، وايضا سامحوني لو تحولت الي كابوس مزعج لكم ولانظمتكم ولكم ان تتحملوا نتائج تعاملكم المتخلف معي ومع الامة العربية.هكذا تناول المراقبين والمهتمين بالشأن اليمني وكلهم من العرب، ومع ذلك لا نستطيع الوثوق بصدقية قرار الرئيس صالح وان عملها ووفي فلن يكون امامنا سوي الانحناء من قبلنا له والاعتذار له مع حرارة تعظيم سلام. ياليته يفعلها ويقول صادقا.. كفاني 27 سنة! فيكون قدوة للنظام العربي الرسمي وقياداته.وهنا يتوقع الشارع العربي بزيادة حدة الخلافات بين زعمائهم كما انهم يتوجسون من نتائج الاختلافات واثرها السلبي عليهم وعلي قضية فلسطين والعراق.3 ـ رسالة للنظام العالمي:وهي رسالة مهمة اكثر من بقية الرسائل كونها موجهة لقيادة العالم الجديد وخصوصا امريكا.. فالرئيس صالح يعتبر من الرؤساء العرب والمسلمين المقربين لامريكا كما ان امريكا تشعر بان حليفها صالح اثبت قدرته علي التفاهم معهم ومن ثم التوافق مع مصالحهم وان كانوا يلومونه ويعتبرونه مقصرا في بعض الجوانب مثل:أ ـ الوفاء بالتزاماته الدولية بمكافحة الارهاب وخصوصا في عدم تمكنه من الوصول لبعض المطلوبين امريكيا والمتهمين بدعم ورعاية الارهاب.ب ـ عدم الالتزام بحقوق الانسان والحريات الصحافية والسياسية والفكرية في اليمن والتي تشهد تراجعا وانتهاكات جسيمة تضعف من مصداقية اليمن الدولية.جـ ـ فشل الرئيس وحكومته في مكافحة الفساد الذي قاد الاقتصاد اليمني الي الوراء وزيادة نسبة الفقر والامية بين اوساط الشعب.. فعملية مكافحة الفساد الفاشلة كانت سببا رئيسيا في عدم الاستخدام الامثل للقروض والمنح والمساعدات المالية المقدمة لليمن من مؤسسات النظام الدولي واعضائه.د ـ فشل خطة الاصلاحات الاقتصادية والادارية رغم المساعدات العديدة له ـ للرئيس صالح ـ ونظامه.وغيرها من السياسات حتي التخاذل في التطبيع مع اسرائيل رغم عدم اهمية وجدوي ذلك لليمن او لفلسطين وان كان مهما لاسرائيل ومع ذلك لا نستطيع تجاوز بعض المصادر العربية والدولية التي تؤكد علي وجود علاقات سرية بين اليمن واسرائيل.. وهنا نقول الوقت لم يحن بعد لتلك العلاقات بالنسبة لليمن.واما معاني وعناوين الرسالة الصالحية للنظام العالمي الجديد فيمكن ابرازها بالاتي:ـ اليمن ونظامه هما الاكثر قربا لكم ـ لاركان النظام العالمي الجديد.ـ اليمن ونظامه مؤهلان لقيادة التغييرات السياسية الحقيقية فقط لو انكم اكثرتم من دعمكم المالي والسياسي.ـ اليمن ونظامه قادران علي استيعاب مصالحكم الاستراتيجية وهذا ما اثبتنا معكم في الفترة الماضية حتي ان اليمن لم ينس فرنسا فقد منحناهم احدي جزرنا وطبعا بالتشاور معكم ورضاكم.ـ انتم ـ اركان النظام العالمي ـ لو فتشتم اليمن كله فلن تجدوا صديقا مخلصا لكم مثلنا، فانتم تطالبون بالتغيير ونحن ايضا مثلكم نسعي الي التغيير ولكنه التغيير الذي يناسب واقعنا وتقاليدنا وبما يحفظ مصالحنا ومصالحكم، كما انكم لن تجدو زعيما عربيا مخلصا ووفيا في علاقاته معكم يتوازي مع اخلاصنا ووفائنا.ہانتم لا تعرفون معاناتنا في مواجهة ضغوطاتكم بل ولا تدركون بأننا لا نألوا جهدا في جعلكم راضين كل الرضي عنا، وكل هذا من دون تقدير يذكر من قبلكم يستحق معاناتنا.ہ نحن البلد العربي الوحيد القادر علي ممارسة شعائر الديمقراطية حتي وان كانت مؤلمة بالنسبة لنا نتيجة لما نتعرض له من اساءات لا حدود لها لشخوصنا وانجازاتنا، وبفضل الديمقراطية فاننا نخاف معاقبة المسيئين لنا التي تغضبكم وتجعلنا بالتالي ضحايا لخوفنا وغضبكم.ہ ها نحن نبادر الي دعوات الاصلاح والتغيير ونريد ان تبادروا الي التفكير العقلاني بالاثار السلبية والايجابية لدعواتنا والتي تتعارض مع مصالحنا ومصالحكم المشتركة ومن ثم اعادة ترتيب سياساتكم الخاصة بمنطقة الشرق الاوسط.وماذا بعد؟ليس هناك من القول غير: كفي.. كفي 27 سنة.. وندعو الرئيس صالح بأن يصدق مع شعبي في تنفيذ قراره..

[صوت الجنوب]

القسم الثاني
وكما ندعوه بأن لا تكون دعوته او قراره مجرد لعبة سياسية تهدف الي التهويل والدعاية السياسية علي طريق الاعداد لتوريث ابنه الحكم، ونضيف دعواتنا للرئيس بأن يسعي الي تعديل دستوري يحدد فترة الرئاسة الواحدة بخمس سنوات وليس سبع سنوات وكذلك حظر الترشيح علي منتسبي القوات المسلحة لمنصب الرئاسة ما لم يقدموا استقالاتهم ومرور فترة خمس سنوات علي الاستقالة، وايضا حظر الترشيح لمنصب الرئاسة علي ابناء الرئيس او اقاربه ـ اي رئيس يمني ـ وندعوه ايضا الي بناء دولة المؤسسات من خلال تكليف حكومة وحدة وطنية تتحمل مسؤولية بناء تلك الدولة والتهيئة لانتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية باشراف مستقل وعربي ودولي.. وندعو كذلك لعدم الاصغاء لمواكب التطبيل والتزييف والفساد والاكتفاء بسبعة وعشرين عاما.لا نريد الرئيس ان يستمر في ترديد وعوده ولعلنا نذكره بوعده بالزهد في الرئاسة قبل وحدة اليمن 1990 واثناء الازمة قبل حرب 1994 ومن ثم قبل انتخابات رئاسية عام 1999.. ولذا نقول له: جربنا وعودكم الصادقة فهل توفون هذه المرة؟انتفاضة الجياع بدلا من مسيرات المباخر والمزاميريبدو ان الرئيس صالح لم يستمتع بمتابعة ردود الافعال العربية والدولية وايضا اليمنية تجاه قراره المفاجيء بعدم الترشح مجددا لدورة انتخابية رئاسية قادمة بعد 14 شهرا، بل ولم تسعفه بطانته وقياداته وكوارد حزبه باستيعاب المفاجأة نتيجة لانتفاضة الجياع وليس الغوغاء والموتورين كما وصفتهم اجهزة الاعلام الرسمية والموالون.. فهؤلاء الجياع لم يستوعبوا قرار حكومة صالح برفع اسعار المحروقات ما بين 80 الي 120% كآخر الجرعات الاقتصادية المؤلمة.. فكان يوم الاربعاء 2005/7/20 هو يوم تعبيرهم عن رأيهم في سياسة حكومتهم.. خرجوا دفاعا عن لقمة عيشهم كونهم المتضررين من قرار الحكومة.. خرجوا عفويا ولم يكن هناك حزب سياسي او نقابة او.. او.. وراءهم كان حزبهم الوحيد هو الوطن ومبتغاهم لقمة العيش السهلة والآمنة.. وكان يفترض من الرئيس ان يقف وقفة صادقة امام متطلبات خروجهم العفوي والذي شمل معظم المدن اليمنية حيث امتدت شرارتها عفويا الي كل مدينة وتواصلت تفاعلاتها وما زالت، وتناقلت وسائل الاعلام المختلفة الاثار الناجمة عن تلك الانتفاضة وخلال يومين حيث بلغت 38 قتيلا واكثر من 70 جريحا نتيجة مواجهة كل اجهزة الامن والمؤسسة العسكرية لانتفاضات الجياع ويشير الخبراء الاقتصاديون الي انه من المحتمل ان تصل حجم الخسائر المالية بفعل تلك الانتفاضة الي ما يقارب 3 مليارات دولار، كما يردد المراقبون للشأن اليمني احتمال استمرار الانتفاضة لايام.ان اللجوء للعنف مرفوض وخصوصا عنف السلطة واجهزتها ضد مواطنيها، وهنا تبرز التساؤلات عن اسباب استخدام العنف الرسمي ضد المواطنين، واستخدام المتظاهرين للتدمير، هل يمكن اعتبار تصرف المواطنين تجاه العبث والتدمير للممتلكات العامة كجزء من اعتراضاتهم علي ساسة حكومتهم؟ ومن هو المستفيد من سقوط القتلي والجرحي؟ وهل هؤلاء القتلي والجرحي هم مواطنون يجب علي الحكومة الحفاظ علي حياتهم وارواحهم ام انهم لا يساوون شيئا بالنسبة للامور المادية؟اين هي الحكمة والحنكة الادارية والسياسية للسيد الرئيس؟ وكيف لم يستطع قراءة الوقائع قراءة وطنية صادقة اساسها مسؤوليته المباشرة عن الوطن وابنائه؟ وكيف سمحت له نفسه برؤية دماء ابنائه وناخبيه مسالة ومسفوكة علي يد اشقائهم وابنائهم وابائهم؟ولكي لا نتسرع في احكامنا فسوف يكون لنا لقاء اخر ومفصل بشأن الاحداث الاخيرة ومتابعة اخر تطوراتها.ہ باحث من اليمن يقيم في بريطانيا8
هذه المقاله نشرت في القدس العربي ليوم الخميس