كلمة أبن الجنوب العربي / طارق بن ناصر الفضلي في أبين

[fsa]

كلمة أبن الجنوب العربي / طارق بن ناصر الفضلي في أبين

الحمدلله والصلاة والســــــلام على سيد المرسلــــين وخاتم الأنبياء محمد ابن عبداللاه و على آله وصحبه واجمعين .
يا أبناء الجنوب الأحرار :
كم هي هذه اللحظات مهيبة ، وكم هي غالية علينا ، وكم هي عزيزة على التاريخ الجنوبي ونحن نقف اليوم صفاً واحداً في مسيرة النضال الجنوبي لطرد غزاة الأرض والثروة ، ومن أجل إعادة أللحمه الجنوبية من المهرة إلى باب المندب التي تشرذمت وضعفت لأسباب خارجه عن إرادتنا جميعاً ، وليس للإنسان الجنوبي ان يكون حراً أن لم يكن مع نسيجه الاجتماعي المترع بإحساس الواقع وعبق التاريخ ، ونحن سنظل أصفارا إن لم تكن لنا في الأرض جـــذور متصلة بحياة الناس والوطن الجنوبي ، نعم سنظل أصفارا أن لم ندافع عن وطننا الجنوبي الجريح. المفعم برائحة التراب والأرض الجنوبية وتاريخ المناضلين الأبطال المنغرسين في تاريخ الوطن والشعب الجنوبي الحر الأبي .

يا أبناء الجنوب الابطال :
انه وبعد التصالح والتسامح هذا المبدأ العظيم والسقف الأعلى والواحد لكل الشعب الجنوبي بكل طيفه الاجتماعي والسياسي والقبلي والثقافي هذا المبدأ الذي يرفضه نظام الاحتلال رفضا قاطعا. لان نظام الاحتلال لا يريد لنا ان نتصالح ونتسامح لا يريد لنا ان نوحد صفنا لانه يرى نجاحه ودوام احتلاله لشعبنا الجنوبي يكمن في تشرذمنا وتناحرنا.ونحن نقول لهذا الاحتلال الهمجي المتخلف انه لم تعد اليوم أي حدود تفصل بين أبناء الجنوب فقد تصالحنا وتسامحنا الى الابد ، فجميع ابناء الجنوب في السلطة وخارجها وفي الشتات يجمعنا بهم جرح واحد وقضية واحدة ومصير واحد ، وأعاهدكم الله بأنني سأحمل معكم هذه القضية الجنوبية حتى نسترد وطننا العزيز ونحرره ونستعيد سيادته وكرامته – بكل اخلاص ووفاء . وأريد ان أقول شيئاً : أن الظلم والاضطهاد اللذان يتعرضا لهما شعبنا الجنوبي جعلاني أتصور مصيرنا جميعاً بوضوح كامل ، فما هي الفائدة أن أعيش وابن وطني مقتول وما هي الفائدة أن آكل وابن وطني جائع ، وما هي الفائدة أن اشغل منصب حكوميا او حزبيا والآخريـــن من أبناء جلدتي بـــدون خـــبز ولا دواء ، والاحتلال كل يوم يصعد عدوانه الإجرامي على شعبنا الجنوبي يبطش ويقتل ويسجن بدون أي رادع أو وازع من ضمير .
على نظام الاحتلال أن يدرك إننا نحن أبناء الجنوب الذين حققنا له النصر عام 1994م لأسباب نسأل الله تعالى ألا يعيدها ، ولكن اليوم غير الأمس ، وغداً بإذن الله تعالى سيكون أفضل من اليوم ، فكل وقتنا اليوم هو للنضال جنبا إلى جنب حتى يرحل الاحتلال من أرضنا الجنوبية وينفض الجنوب غبار الاحتلال الهمجي المتخلف ويطرد لصوص الأرض والثروة الدخلاء وكل جهودنا اليوم يجب أن تكرس لمعركة الصمود السلمية التي نخوضها في مواجهة الليل المطبق على ارض الجنوب إذا فلا وقت إلا للتألف والتسامح ووحدة الصف الجنوبي لان الأوطان لا تخضع لحسابات الربح والخسارة ، فالجنوب كياننا الروحي والمادي الذي بدونه نموت .
يا أبناء الجنوب الأحرار
لماذا تتحركون باحتجاجاتكم في كل ربوع الجنوب ، ومن محافظة إلى أخرى ومن مكان إلى آخر وتقدمون الشهداء والجرحى ، هذا الأمر بسيط وواضح ولا يحتاج إلى تفسير يعني أنكم جسد واحد وصوت واحد وأصحاب مصير واحد . ونحن حينما نرفض الاستعمار المتخلف وبالطرق السلمية أنما نرفض ذلك لنمنع تدميرنا وإبادتنا ونهب وطننا بالكامل ؟ وحتما ستمتد متاريس النضال السلمي على امتداد الجنوب كله .



يا أبناء الجنوب الأحرار :
إننا نسير معاً ، وعلينا أن نسير معاً ، وأن نتوحد في كيان جنوبي واحد ، لأن الزمن الذي نعيشه قاس جدا ، ولا يقبل تعدد الكيانات ، بل أن الأصل في نضالنا وتضحياتنا هو الهدف الواحد وهو تحرير الجنوب من اسواء احتلال همجي ولأجل ذلك يجب ان نتحد لكي نكون قادرين على تقرير مصيرنا ، ولنأخذ من توحيد مكونات يافع الخطوة الأولى نحو توحيد الحراك الجنوبي السلمي من المهرة إلى باب المندب ، وعلينا ان نخلق ثقافة التنوع في أطار النضال الواحد ، فنحن الآن سائرون معاً في الاتجاه الصحيح وللمرة الأولى يتوارى الطغاة ونتقدم نحن نحو دائرة الضوء ، وها قد استطعنا ان نضع العالم والمجتمع الدولي والجامعة العربية وبجلاء أمام ما يحدث في الجنوب ، ولم تعد الوحدة الكاذبة تنطلي على احد ، ومهما بلغت وقاحة نظام الاحتلال من الاستهزاء حينما يقول اشربوا من ماء البحر او ان شعب الجنوب مجرد فقاقيع ، فأن حقنا في الدفاع عن أرضنا وكرامتنا وعن أنفسنا هو الحق الأقوى وهو السلاح الذي نواجه به الكلمات البذيئة والألفاظ الغير الأخلاقية ، لأننا ندرك أن المحتل يقع اليوم في مأزق سياسي وميداني رغم ما يستعرضه من قوة في الجنوب وهي قوة لاتدين له بالولاء فالجندي العادي يدرك أنها دولة ظلم واحتلال ، ورغم هذا ولكي يستمر محتلا فان ليس من المستبعد عليه أن يقدم على أي من المغامرات ، خصوصاً ذات الطابع الإجرامي ، بما فيها إطلاق الرصاص الحي على المواطنين العزل كما حصل لإخواننا أحفاد الذئاب الحمر في ردفان وما حدث أيضا في الضالع وحضرموت وكل مدن الجنوب.
حيث ارتكبت قوات الاحتلال مجازر لا تسقط بالتقادم ، أما بالنسبة لشعب الجنوب الذين يراد لهم ان يشربون من ماء البحر ، فأننا لا نملك سوى أن نقول لكل من يقول هذا البحر هو بحرنا ونحن اعلم بمياهه من الدخلاء عليه ولن نترك بحرنا العربي أسير لمن ينهبون خيراته والتاريخ يشهد كيف حميناه بأرواحنا ، ولابد اليوم ان يعيد التاريخ الجنوبي نفسه و لمن حولوا وطننا الى وطن محتل ، نقول لهم حاصروا الجنوب كما تريدون ولكنه سيظل وطننا أقوى من كل حصار وابعثوا بمزيد من الدبابات وتفننوا في صنوف القتل والتدمير لشعبنا الجنوبي ، فلن يزيد كل هذا التنكيل شعبنا إلا إصرار على نيل حريته فلدى هذا الشعب ألقدره على مقارعة الغزاة ما جعله يضرب المثل في الصبر وفي التشبت بالأرض وبالوطن وبالكرامة الوطنية الجنوبية افعلوا ما شئتم فالحقيقة هي أن الوطن سيعود إلى أصحابه الأصليين مهما تكن أسلحتكم ومهما تكن الوسائل المتاحة لكم ، ومهما تحولت ثرواتنا النفطيه الغازيه والسمكيه وغيرها إلى وقود تغذي جيشكم وأمنكم لكي يقوم بقتلنا فالحق لابد أن يعود إلى أهله ، أن ما يصدر عن قيادات الاحتلال أنما يدل دلالات صارخة على أن المطلوب ليس (رأس) الحراك الجنوبي وحدة وإنما أيضا ( رأس) كل جنوبي ، أن الاحتلال قضى على ثقافة بما يسمى بالوحدة تلك الوحدة التي أشادوا بها من فوق منابرهم ودفنوها بممارساتهم فثقافة الاحتلال لا تعرف مسمى الوحدة ، والوحدة بالنسبة لهم تعني الموت لنا والاستقرار في ثقافتهم لا يعني إلا الخضوع والخنوع لمخطط احتلال الجنوب ودفن تاريخه وزرع الفتن بين أبنائه وتصدير الثأر إليه 0 ونقول نعم أن الجنوبي يبحث عن الأمن والاستقرار ، وهو لذلك يناضل ضد الاحتلال ، وبالتالي لن تخدع الجنوبي أوهام ووعود وكلمات هي السم المغلف بالعسل 0 فالجنوب هو القضية وسيبقى لأهله ،

يا أبناء الجنوب الأحرار :
إننا نشكر كل من ساندنا ووقف معنا عندما أعلنا انضمامنا للحراك الجنوبي السلمي ، سواءً من قبل مكونات الحراك الجنوبي أو المشايخ او الأحزاب الجنوبية أو المواطنين من كل ربوع الجنوب او إخواننا المنفيين في الخارج ، ونحن بدرونا نعاهدهم على السير معاً ونقول للجميع أن التصالح والتسامح والحراك الجنوبي جب ما قبله على الرغم من معرفتنا أن أخطاء الماضي هي أخطاء إنسانية يمكن أن تقع في أي زمان ، وحتماً أن كل جيل يجب ان يكون أعلى وعياً من الجيل الذي سبقه ، بل إننا نتعلم من أخطاءنا ، واليوم نحن ارتفعنا وبلغنا مكاناً إنسانيا أكثر فهماً ووعياً لقضيتنا شعبنا الجنوبي ولبعضنا البعض .
كما نناشد البلدان العربية والجامعة العربية والمجتمع الدولي أن يقف أمام ما يتعرض له وطننا الجنوبي من أساليب قمعيه وانتقاميه وأباده مباشره وغير مباشره ، خاصة وان المجتمع الدولي لم يعترف بنتائج حرب 94م التي أدت إلى احتلال دولة أخرى بعد الدخول معها بشراكه ومعاهدات قانونية ، ونطالب بفتح ملف قضية الجنوب على ضوء قراري الأمم المتحدة رقم 924 ، 931 لسنة 1994م ، وكذلك على ضوء الجرائم والمجازر البشعة التي ارتكبها الاحتلال ضد الجنوبيين ، فقتل أبناء الجنوب بلغ درجة لم يبلغها أي عدوان او احتلال إلا في فلسطين المحتلة ، ونطالب محكمة العدل الدولية ومنظمة حقوق الإنسان الأوربية التحقيق في المجازر التي يرتكبها قيادات سلطة الاحتلال وإعادة فتح ملف الحرب على الجنوب التي صارت الآن أكثر وحشية .