سجال بين صنعاء والمعارضة حول "تثوير" الشارع الجنوبي > الخليج الإمآرتية

[حضرمي جدآوي]

الحوثيون يسلمون مواقع جديدة تطل على صعدة القديمة
سجال بين صنعاء والمعارضة حول "تثوير" الشارع الجنوبي
آخر تحديث:الثلاثاء ,09/03/2010


صنعاء - صادق ناشر:

1/1






تبادلت السلطات اليمنية والمعارضة، أمس، الاتهامات بشأن المسؤولية عن تصعيد التوتر في المناطق الجنوبية من البلاد، وطالبت المعارضة السلطة بالكف عن عسكرة الحياة المدنية فيما اتهمتها الأخيرة بالعمل على “تثوير” الشارع الجنوبي، عبر التحريض على تصعيد الاحتجاجات، ما يخلق فوضى عارمة في البلاد، في حين فرقت قوات الأمن بمدينة الضالع تظاهرة للعشرات من “الحراك الجنوبي” حاولوا تحدي الإجراءات الأمنية المفروضة منذ أيام .



وفجرت أحداث الجنوب خلافات بين السلطة والمعارضة، وأكد مصدر إعلامي في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم أن موقف المعارضة الداعي للاعتصامات احتجاجاً على ما يحدث في المناطق الجنوبية موقف انتهازي يعكس حالة الفساد السياسي الغارقة فيها أحزاب المعارضة، مشيراً إلى أن “المشترك”(المعارضة المكونة من ستة أحزاب) تخلى للأسف عن المسؤولية الوطنية واستمرأ لعبة إشعال الحرائق والفتن في الوطن، ولم يرق له إيقاف العمليات العسكرية وإحلال السلام في صعدة، وقيام قوات الأمن بأداء واجبها بالحفاظ على الأمن والاستقرار في بعض المناطق في بعض المحافظات الجنوبية الشرقية، وتأمين الطرقات والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة وملاحقة تلك العناصر الخارجة على القانون التي ظلت ترتكب أعمال العنف والتخريب واستهداف الأبرياء على أساس مناطقي وجهوي” .



وردت المعارضة على الحزب الحاكم بالقول إن هذا الموقف ما هو إلا “تعبير عن حالة الإفلاس السياسي والسقوط الأخلاقي وغياب الرشد السياسي الذي أصبح من صفات هذه السلطة وحزبها الذي قاد البلاد إلى أزمة شاملة”، وقال الناطق الرسمي باسم المعارضة محمد النعيمي إن “هذه المواقف غير مستغربة على سلطة اعتادت قلب الحقائق والمسميات بحيث أصبحت جرائم إشعال الحروب وقتل الأبرياء وخطف وإخفاء المعارضين ونشطاء الحراك السلمي ونهب الممتلكات العامة والخاصة أمناً واستقراراً وولاء وطنياً بنظرها” .



من جهته، اتهم نائب الرئيس السابق علي سالم البيض السلطة بإيقاف الحرب في صعدة من أجل التفرغ لقمع الجنوب، وقال في رسالة له “لم يأت انفجار الوضع في الضالع ولحج مصادفة، بل تم في سياق جملة من الاستعدادات والترتيبات التي بدأت صنعاء في تطبيقها منذ بداية العام، وباتت سياسة رسمية تعمل بها الأجهزة العسكرية منذ أعلن الرئيس علي صالح وقف العدوان الذي كان يشنه ضد صعدة” . وأضاف “كان واضحاً أن سبب قرار صنعاء وقف عدوانها على صعدة على سبيل الهدنة، من أجل التفرغ للقضاء على الحراك الجنوبي السلمي” .



وأكد أن “النظام أخذ في التصعيد ضمن خطة تقوم على تجزئة الجنوب إلى مناطق واتباع أسلوب الاستفراد بكل منطقة على حدة” .



وفي الضالع، واصلت قوات الأمن فرض سيطرتها على مدينة الضالع وبقية مديريات المحافظة لليوم الرابع على التوالي، ونشرت العشرات من الآليات على مداخل المدينة، وواصلت حملتها لاعتقال قادة “الحراك”، واعتقلت العشرات منهم، إلا أن القادة البارزين ما زالوا طلقاء .



وفرقت أجهزة الأمن تظاهرة نظمها العشرات من أنصار الحراك وسط الشارع الرئيس للمدينة، في محاولة لكسر قرار حظر التجول، واعتقلت العديد من المتظاهرين . وذكرت مصادر محلية أن الجيش استحدث مواقع عسكرية في بعض المناطق، بخاصة في دار الحيد، فيما كانت تسمع أصوات لتبادل إطلاق النار بين قوات الأمن ومسلحين في أماكن بعيدة .



وكان أعضاء اللجنة التي شكلها الرئيس علي صالح لمعالجة أوضاع الضالع وصلوا إلى المدينة أمس، حيث من المقرر أن تعقد سلسلة لقاءات واجتماعات مع قيادات السلطة المحلية والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني للخروج برؤية لتهدئة الأوضاع .



وترددت معلومات غير مؤكدة تشير إلى نية السلطة في تغيير محافظ الضالع الحالي علي قاسم النقيب وتعيين صالح عبدالله مثنى، وتعيين محافظين لمحافظتي لحج وأبين في إطار سلسلة من الإجراءات الحكومية لتهدئة التوتر .



على صعيد الأوضاع في الشمال، قال الحوثيون إنهم أخلوا 20 موقعاً تطل على مدينة صعدة القديمة بموجب التزامهم بقرار وقف إطلاق النار، وذكر بيان لهم إنه تم بإشراف لجنة محور صعدة إخلاء المواقع العشرين في الجبال المطلة على صعدة من الجهة الجنوبية في وهبان والقفل والمصارية وعددها 20 موقعاً”، مؤكداً أن هذه الخطوات تأتي “لتؤكد حرص أبناء المناطق التي شهدت الحرب ورغبتهم في السلام ورفضهم للحرب” .



وكان عضو لجنة الملاحيظ عبدالوهاب الدرة أكد أن اللجنة سلمت للحوثيين كشوفات بالأسلحة والمعدات التي تم نهبها وأسماء المحتجزين، ونقل عنه قوله إن اللجنة أنجزت 90 % من البند الأول، فيما سلمت كشفا للحوثيين بالبند الثاني، وحددت مهلة زمنية لهم لم يفصح عنها .