لاسلام إلا بظهور دولة الجنوب العربي ..بقلم / صالح اْحمد البابكري *

[راجع ياوطني]

لا سلام إلآ بظهور دولة الجنوب العربي
بقلم/ صالح اْحمد البابكري *
لقد حرمتنا بريطانيا العظمى اْن نعبر عن ذاتنا الوطنية واْن نضطلع بدورنا الانساني في داخل بلادنا الجنوب العربي وخارج حدودنا الجغرافية طوال مدة استعمارها لبلادنا لزهاء 129 سنة بعد ان اقتطعت عدن من سلطنة لحج العبدلية العربية الجنوبية واتخذت منها مستعمرة لادارة حكمها للجنوب العربي والخليج العربي وسلطنة عمان الشقيقة وشرق افريقيا وجنوبها ’ وقد روى القصة الجنرال هنس وكيف كان الدفاع العربي الجنوبي اْسطوري في الدفاع المستميت عنها اْمام الغزو الاْجنبي تلك المنطقة الجغرافية التي كانت تحكمها سبع سلطنات من جزيرة ميون غربا الى ظفار شرقا ’ ومنذ اْحتلال عدن وتحويلها الى مستعمرة بريطانية وشعب الجنوب العربي يرفض الاستكانة ويخوض انتفاضات متقطعة حسب الظروف والملابسات ’ ان الجنوب العربي ليس حديث النشاْة والتكوين كما يقول بذلك اْدعياء العروبة والثورة من عبيد دعاوي الاْمامة التي ابتدعت تسمية مسمى ,, اليمن كهوية وطنية وسياسية لها ’’ بدافع من اطماعها التوسعية واستشارة مباشرة من ’’ الدونمة ’’ ورئيس الجالية اليهودية في صنعاء المستشار سالم الجمل تلك التسمية التي اعتنقتها ورثيتهم في جمهورية صنعاء
إن الجنوب العربي هي الارض الممتدة التي اْعاد توحيده مجددا في القرن العاشر الهجري السلطان المظفر حامي الثغور بدر بن عبدالله اْبو طويرق الكثيري بدعم سخي من قبل الخلافة العثمانية التي كانت اْنذاك تتعرض لحرب ظروس من قبل الامبراطورية البرتغالية ومن قبل الدولة الصفوية في اْيران والتي كانت تقود حربا ظروسا هي الاْخرى ضد الوجود العثماني في شبه جنوب الجزيرة العربية متحالفة مع الدولة القيصرية في روسيا ومع القوى الاوربية في محاولتهم السيطرة على الممرات المائية التجارية في البحر العربي والمحيط الهندي والبحر الاْحمر
وا اشبه الليلة بالبارحة إلا في اْختلاف الزمن ليس إلا وبفقدان الخلافة العثمانية والسلطنة الكثيرية عالية الهمة ’ ولم ترحل بريطانيا من اْرض الجنوب العربي حتى تضاعف عدد السلطنات والامارات والمشيخيات وعند رحيلها التفت على مطالب شعب الجنوب العربي المتمثلة في التحرير والاستقلال ووحدة اجزاء الجنوب العربي واختارت ’’وهما قوميا ’’ في ظاهره العروبة وفي معاطفة و مفاصلة تختفي الامبريالية بمشروعها الصهيوني والذي تحرسه دولة اسرائيل في المنطقة وتكرسه القوى الدولية الاْمرة بعد الحرب العالمية الثانية وهي منظومتي الشرق والغرب متفقين على استرتيجية شرق وغرب السويس ’ حيث تم تقسيم هذه المنطقة الى مربعات نفوذ إلا فلسطين المحتلة وضعوها في اْيدي اْسرائيل الحليفة للشرق والغرب معا ووضعوا الجنوب العربي في خانة قيد النظر والاْحتوى ووضعوه في مربع واحد مع صنعاء منذ يالطا عام 1952م ’ واْتى الاستقلال في 30نوفمبر 1967م مخالفا تماما لاهداف وتضحيات ثوار 14 اكتوبر لتحرير الجنوب العربي وما قبلها من ثورات وتضحيات وثورات و حيث تعمدت بريطانيا بدهاها المعروف من التنصل عن مسؤلياتها تجاه الجنوب العربي ’ فقالت استقلال الجنوب العربي في البند الاْول من مفاوضات جنيف ’ واْمرت ان يكون اسم الدولة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في البند الثاني من تلك الاتفاقيات ’ وقالت انها سلمت الجنوب العربي للجبهة القومية التي هي الاْخرى قالت إنها بارادتها اسمت الجنوب ج.ي.ج.ش ثم لاحقا ج.ي.د. دون ان يكون لشعب الجنوب العربي اْي خيار في هذا المسمى الدخيل على وطنه وعليه ’ واذا ما امعنا وعدنا بالذاكرة الى الوراء سنجد اْن جناح غامض في الجبهة القومية كان ينفذ توصيات لجنة حل المشاكل الدولية التي بداْ عملها في عام 1921م وهي لجنة اْكثر غموضا من غموض جناح الجبهة القومية الغامض لاغفر لمن مات منهم واعمى الله الباقين منهم , كما انها رغم ضجيجها المعادي للامبريالية العالمية ولدولة اسرائيل لكنها تنفذ بدقة ماتم الاتفاق عليه بين الشرق والغرب في يالطا عام 1952م وبالمشاورة والتنسيق مع دولة اسرائيل ’ كما ان بريطانيا هي الاخرى كانت تتشاور مع دولة اسرائيل في كل محادثتها مع الجنوبيين خطوة بخطوة حتى تكون دولة اسرائيل على بينة اين وصلت الامور .
نرجو إننا قد منا للقارىء الكريم اشارات مهمة في هذه القضية الجنوبية ذات التعقيدات الكبيرة في ابعادها الاستراتيجية التي يتداخل فيها عوامل كثيرة ولاتحل إلا بمؤتمر دولي تشترك فيه القوى الدولية المؤثرة بكل ابعادها نظرا لاْهمية القضية الجنوبية بما قد اْسلفنا اشارة في هذه التناولة العجالية وحتى لاننسى ان نقول ان صنعاء ليس لها ناقة ولاجمل وليست غير شاقي ياْخذ اْجرته من خلال تعاونه واْخلاصه في التفاني لتكبيل الجنوب العربي وشعبه ليكون طوع إرادة ما اْسلفنا من استراتيجيات دولية وهذا هو دور صنعاء على مر الزمان ماخورا من جملة المواخير في بقاع كثيرة من العالم وورم مؤلم في خاصرة الاْمة العربية .
24مارس 2015م
*كاتب سياسي وباحث في التاريخ