إلى متى يظل الاشتراكي مقطوع اللسان ؟

[اسدالجنوب]

بقلم / صلاح السقلدي
لم اعد ألوم بعض القيادات الجنوبية في الحزب الاشتراكي اليمني من استكانتها وصمتها إزاء ما تعرض له الجنوب بعد غزو 94م من نهب وإقصاء وتدمير مؤسسات دولة بكوادرها بعدما انكشف لنا تدريجيا أن تلك القيادات هي الأخرى قد تم اختطافها بكل ما للكلمة من معاني لفظية ومجازية.
فهاهي وسائل إعلامه على قلتها يتم مصادرتها التي يفترض أن تكون لسان حال هؤلاء المساكين وحزبهم لم تعد تمثل سوى جماعة شمالية اسند لها الدور من القصر الجمهوري بأن تقوم بلبس جلباب اشتراكي والتحدث باسم الحزب ونخره تدريجيا من داخله وبأسمه, وهذا ما يتم بالفعل منذ سنوات .
التشهير والتعريض الذي يتعرض تاريخ الحزب الاشتراكي ولا نقول الجنوب كوننا نعرف ان من يسيطر على إعلام الاشتراكي وعلى عقول بعض قادته هم ابعد من ان يفكروا بالجنوب وأهله ,ولكن نقول تاريخ الحزب على الأقل الذي يصفه بعض المتهجمين بكل أوصاف القبح والشتم ولا نر إعلام الاشتراكي وقياداته تنبس ببنت شفة .
إذن فلا غرو إن تذكرنا جيدا كيف كانت تستميت بعض القيادات الشمالية وبعض من الجنوبية بوجه تيار إصلاح مسار الوحدة الذي لو كان وجد أذان صاغية من قبل الحزب أو لنقل إن كان هذا التيار لم يواجه بحرب ونيران صديقة فربما لم يكن قد وصل الحال إلى هذا من التردي داخل الحزب والجنوب على حد سواء .
فحين يأس هذا التيار داخل الحزب من تحقيق هدفه بإعادة ولو جزء بسيط من معادلة ميزان القوى واستعادة وميض بسيط من روح الوحدة السلمية المغدور بها لجأ هذا التيار عوضاً عن ذلك إلى جماهير الجنوب وهو يقول لها ما معناه : لقد فشلنا أن نوصل صوتكم للداخل والخارج عبر هيئات الحزب الذي قادكم إلى هذه المآسي التي تعصف بكم, ولكن هناك من ينظر أليكم باحتقار وانتقاص, فماذا أنتم فاعلون ؟.
ومن حينها تحرك الجنوب من قلب الشارع وراح يتلمس طريقه بيده بعدما خذله الصديق قبل العدو .
واليوم وبنفس العقلية يتم محاربة الجنوب وحراكه السلمي وبأسم هذا الحزب .
فماذا لو كانت تعاطت قيادة هذا الحزب بعقلية أكثر انفتاحاً تجاه الجنوب وشعبه ؟ هل كان وصل الحال إلى ما هو عليه الآن؟ قطعا لا.
فحين رأت السلطة الغازية الناهبة للجنوب ان أصحاب الشأن( الاشتراكي) أو المفترض إن صاحب الشأن متهاون وشيطان اخرس بسكوته عن حقه وحق الشعب الذي قاده إلى وحدة غير متكافئة مع طرف لا يفهم من الوحدة إلا معاني الثروة والأرض والعقار حين رأت تلك السلطة ذلك الوضع زادها غيا وتماديا وهي توسع الجنوب نهباً وسلباً وإقصاء.
فحين تتحول صحيفة الحزب الوحيدة وموقعه الاليكتروني إلى غرفة يسكنها مجموعة محددة من السكان وبدون إيجار, وحين يتعمد هذا الحزب على عدم إصدار صحيفة واحدة باسم منظمته القاعدية بأي محافظة تحت حجة واهية هي الإمكانيات بالرغم من معرفتنا ان أشخاص بإمكانياتهم المحدودة استطاعوا إصدار صحف لها صوتها ووزنها بالساحة ,فهل هؤلاء الأشخاص أكثر قدرة وإمكانية من حزب حكم دولة ربع قرن ؟.نقول حين يكون الوضع بهذا الحال فأن لسان هذا الحزب وقياداته قد تم قطعها بتعمد لحاجة في نفس يعقوب.!
لكم أن تتخيلوا منظمة الحزب بمحافظة عدن تظل طوال أيام الأسبوع تنتظر يوم الجمعة حتى تصل الحافلة لكي يطلعوا على الصحيفة اليتيمة لهم وحتى هذه الصحيفة المسكينة يتم مسخها بصور أشخاص ملهم القراء وأصبحوا صور مقرفة من كثر التكرار والعجين بنفس الدائرة ومواضيع تكتب عن قضايا لا تمت للواقع بصلة فهل عجز هذا الحزب عن إصدار صحيفة باسم منظمته بهذه المحافظة.؟ سيقولون الجانب المالي لا يمكنننا.!
نقول لهم على سبيل المثال وليس للحصر: هل الأخ نايف حسان وصحيفته (الشارع )أكثر إمكانية من منظمة الحزب بعدن فضلا عن الحزب بجلالة قدر لجنته المركزية ؟
وهل هذا الحزب من الفقر إلى درجة لا يستطيع اصدار صحيفة أسبوعية كأسبوعية سمير جبران( المصدر) أو جمال عامر(الوسط)أو علي ألجرادي( الأهالي) أو نبيل غانم( الوطني) ولا نقول صحيفة الأيام كونها مؤسسة أصبح من المستحيل إصدار الحزب صحيفة بمستواها لأسباب معروفة ؟!.
إذن نحن أمام تعمد صريح بأن من يمسك بمفاصل هذا الحزب يتعمد أن ييبس هذه المفاصل وجعلها تعاني الروماتزم السياسي والحزبي لتنفيذ أجندة سلطوية استخبارية أمنية, وهذا ما كشفته لنا سنوات الضياع الجنوبي والاشتراكي على حد سواء.
لقد اُريد لهذا الحزب أن يكُب على وجهه ويسظل على هذا النحو حتى ترضى عنه قيادته أولاً والسلطة في صنعاء ثانياً.
بقي أن نقول :إننا لا نتجنى على احد في هذه التناولة ولكنها الحقيقة التي لا بد أن تقال من منطلق الحرص على هذا الحزب وان كان في هذا الطرح من المرارة ما يجعل البعض يشعر بالغضب .
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]