قائمة الشرف



العودة   منتديات مركز صوت الجنوب العربي (صبر) للحوار > قسم المنتديات الأخبارية و السياسية > المنتدى السياسي

القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن

عاجل



آخر المواضيع

آخر 10 مواضيع : الرئيس الزبيدي يلتقي دول مجلس الأمن الخمس في الرياض (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 12053 - الوقت: 03:28 PM - التاريخ: 11-22-2021)           »          لقاء الرئيس الزبيدي بالمبعوث الامريكي بالرياض ١٨ نوفمبر٢٠٢١م (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 4436 - الوقت: 09:12 PM - التاريخ: 11-18-2021)           »          الحرب القادمة ام المعارك (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 9051 - الوقت: 04:32 AM - التاريخ: 11-05-2021)           »          اتجاة الاخوان لمواجهة النخبة الشبوانية في معسكر العلم نهاية لاتفاق الرياض (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 4251 - الوقت: 05:20 AM - التاريخ: 11-02-2021)           »          اقترح تعيين اللواء الركن /صالح علي زنقل محافظ لمحافظة شبوة (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 4103 - الوقت: 02:35 AM - التاريخ: 11-02-2021)           »          ندعو لتقديم الدعم النوعي للقوات الجنوبية لمواجهة قوى الإرهاب (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 4079 - الوقت: 08:52 AM - التاريخ: 10-31-2021)           »          التأهيل والتدريب (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 4031 - الوقت: 04:49 AM - التاريخ: 10-29-2021)           »          الرئيس الزبيدي يجري محادثات مع وفد رفيع المستوى من الاتحاد الأوروبي (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 4630 - الوقت: 12:56 PM - التاريخ: 10-27-2021)           »          تحرير ماتبقى من اراضي الجنوب العربي (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 4197 - الوقت: 02:53 AM - التاريخ: 10-15-2021)           »          الجنوب العربي (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 4152 - الوقت: 12:16 AM - التاريخ: 10-15-2021)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-02-2009, 09:35 AM
الصورة الرمزية %الوحيد%
مـشـرف عـام +مستشار أداري
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
الدولة: الجنوب العربي
المشاركات: 3,316
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي يوم اجتياح وسقوطمدينة السلام ومدينة العرب الاولى عدع 7/7

--------------------------------------------------------------------------------

غدا يمر على عدن ذكرى يوم اسود انه يوم اجتياح وسقوط
مدينة السلام ومدينة العرب الاولى في العصر الحديث.يوم يشبه
يوم سقوط بغداد على يد التتار المغول عندما استبيح كل شيء
من زرع وضرع قتل الناس ونهبت الاموال وعاث الرعاع فسادا
في ارجاء مديتة السلام التي احتضنت الكثيرين يوما ممن داسوها بتعالهم
بعد حصارها اشهرا وقطع الماء عنها والكهرباء والادوية والمؤن.
يوم اسود توج اياما قبله من القصف العشوائي قتل النساء والاطفال
والشيوخ وبتر اعضاءهم ونثر اشلاءهم.يوم اسود يشبه يوم سقوط بغداد على يد
الامريكييين يوم سجلت الكمرات صورا فيه للنهب والسلب والقتل
وانتهاك الاعراض يوما تشدق به علي صالح كما تشدق بوش بنهب
واجتياح بغداد.
يمر هذا اليوم وهذه الذكرى الاليمة والفاجعة العظيمة وشعب الجنوب
يتاهب لنيل حقوقه كاملة من المحتلين الهمج الجاثمين على صدور الجنوبيين
بكل جحافل جيوشهم في عدن وكل مدن الجنوب الاخرى. ان افضل الاطياف التي
تمر بنا هذه الذكرى اطياف اؤلئك الشهداء الذين قضوا برصاص جنود
الاحتلال في مظاهرات سلمية بصدور عارية رحمة الله تغشاهم وتنزلهم منازل
الشهداء.انهم مشاعل اناروا طريقا لن مخذلهم بالتوقف او التخاذل عن المضي فيه قدما.
تمر الذكرى والامل في الاستقلال اكبر ممامضى والحرية امل لا ياتي
الا بتضحيات جسام واحرار الجنوب لها.في الذكر اليوم الف تحية لاؤلئك الاحرار
القابعين خلف القضبان في سجون احتلال الظلم والتخلف.



> كنيدي ترافيسكس: 20 يونيو كان المسمار الأخير في نعش الامبراطورية البريطانية في مستعمرة عدن
> الوثائق البريطانية:
في الشيخ عثمان والمنصورة جرت حرب مكشوفة تستخدم فيها كافة الاسلحة
> أحد المراسلين الأجانب أثناء معارك جبهة عدن:
لم أشهد مثل تلك المعارك الضارية حتى في قلب معارك «سايجون» بفيتنام
> الثوار شلوا حركة أجهزة المخابرات البريطانية بسبب اغتيالهم العديد من كبار ضباطها
< الزمان: العشرون من يونيو سنة 1967 ميلادية.
< المكان: القصر البيضوي في التواهي مقر المندوب السامي لمستعمرة عدن.
عدن قطعة من العذاب
في السادسة والنصف صباحاً، استيقظ المندوب السامي «همفري تريفليان» لعدن من نومه على رنين تليفون يدق بقوة وبصورة مستمرة، كان بجانب سريره، تسمرت عيناه على التليفون، وملامح وجهه تشي بغضب شديد، ولكنه شعر بينه وبين نفسه أن أمراً غاية في الخطورة قد وقع في مستعمرة عدن التي كانت في يوم من الأيام أهدأ المستعمرات البريطانية وكان يطلق عليها لقب «سندريلا» الامبراطورية البريطانية، وصارت اليوم قطعة من العذاب للقوات البريطانية، فقد تعرض أفرادها الى القتل والاصابات بصورة يومية من جراء مقاومة الفدائيين الذين نقلوا القتال من مسرح الريف الى مستعمرة عدن وبصورة مكثفة وموجعة، وتحديداً في السادس من يونيو سنة 1964م.

محمد زكريا

قوات المظلات البريطانية
وفي أثناء رنين التليفون، ترامت الى مسامعه أصوات مبهمة خارج باب غرفته، تبين منها، صوت الميجر وليم سميث قائد كتيبة المظلات المشهورة المعروفة بقوة وقسوة جنودها، وتدريبهم المكثف في فنون القتال، والتي نقلت جواً من العاصمة البريطانية لندن الى مستعمرة عدن مباشرة لإخماد جذوة الكفاح المسلح فيها والقضاء على الثوار.
رفع المندوب السامي سماعة التليفون، وقد تصبب العرق من جبينه، أرهف السمع، وبعد الانتهاء من المكالمة، وضع السماعة، وهو في حالة ذهول غير مصدق عما قيل له قبل لحظات من التليفون، تلفت يمنة ويسرة في الغرفة، حملق في سقفها، قفز من سريره، اتجه صوب باب الشرفة الواسع، وفتحه بعصبية شديدة، دخل الشرفة المطلة على البحر، واستنشق بعمق الهواء، لعله يخرجه من الكابوس الذي ظن أنه يحلم به. جاءت منه التفاتة على منظر أمواج البحر العالية العاتية وهي تضرب بقسوة الصخور الضخمة الصلبة المقابلة لقصره البيضوي الشكل المصبوغ بلونه الابيض ولكنها تعود ادراجها منكسرة وهي تجر أذيال الخيبة.
الأمر جد خطير
طرق على باب غرفته في بداية الأمر، طرقات خفيفة، نظر المندوب السامي الى الباب، بغير اكتراث، عاودت الطرقات على الباب مرة اخرى، ولكنها كانت طرقات قوية، فلم يجد (تريفليان) بداً من فتح الباب، ويستقبل وليم سميث قائد كتيبة المظلات.
وعند الباب استقبله وقد أطلت على وجه الابيض المشرب بلون الاحمر علامات الغضب والاستياء، وجلس وليم سميث في مقابل المندوب السامي تريفليان، وقد خيم السكون عليهما، أومأ لقائد المظلات ان يتكلم، وعلى الفور قال:
- الامر جد خطير، فعند بزوغ فجر ذلك اليوم (العشرين من يونيو) اقتحم عدد كبير من الفدائيين من فدائيي الجبهة القومية (NLF) وجبهة التحرير flosy مدينة عدن، وقد حدث تمرد كبير في معسكر البوليس المسلح، والأخطر من ذلك لقد أنضم اليهم عدد غير قليل من جنود وصف ضباط وضباط كبار من جيش الاتحاد والبوليس المدني والمسلح.
همفري تريفليان: لك الصلاحية المطلقة في التعامل مع هؤلاء (المتمردين)، والعمل السريع في إخماد ذلك التمرد الخطير بشتى الوسائل المشروعة وغير المشروعة، وفك حصار عدن، واعادتها الى قبضة السلطة البريطانية في الحال.
كارثة لسمعتنا العسكرية
المندوب السامي:
- لقد كان ينبغي علينا أن نأخذ حذرنا من أن شيئاً (ما) خطير قد يحدث في عدن بسبب هزيمة (ناصر) من الاسرائيليين.. مرة أخرى أقول لك ايها القائد (سميث) الشجاع أضرب بقوة وقسوة لإعادة مدينة عدن الى قبضتنا وان تلك الانباء السيئة بالتأكيد ستحدث هزة عنيفة لسمعتنا العسكرية ولكن علينا ان نمسك اعصابنا في تلك الاوضاع الصعبة التي تحدث لنا في مستعمرة عدن.
ووقف قائد كتيبة المظلات البريطانية وليم سميث منتصباً، وأدى التحية العسكرية للمندوب السامي همفري تريفليان، وبعد ان غيب الباب قائد المظلات قال (تريفليان) لنفسه أن سيطرة (المتمردين) على عدن تعتبر كارثة لسمعتنا العسكرية.
المسمار الأخير
والحقيقة لقد استمرت عدن في يد الثوار قرابة اسبوعين، لم يستطع قائد قوات المظلات البريطانية اقتحامها إلاّ بعد ان تكبد خسائر جسيمة في القتلي والجرحى بين صفوف قواته والتي قيل عنها انها مدربة تدريباً قتالياً راقياً وعنيفاً.
والحقيقة لقد وصف المندوب السامي البريطاني السابق السر (كيندي ترافيسكس) استيلاء الثوار على عدن لمدة اسبوعين في كتابة «ظلال الكهرمان» بما معناه: «بانه كاان بمثابة المسمار الاخير في بقاء بريطانيا العظمى في مستعمرة عدن او سندريلا الامبراطورية البريطانية، وان حكومة الاتحاد التي أنشأتها لتكون صديقة وعوناً لها في سياستها بعدن، صارت ريشة في مهب الريح». ويضيف قائلاً: «وانها تخلت بصورة مخزية عن اصدقائها من الأمراء والحكام».
جبهة عدن العنيفة
والحقيقة ان سقوط عدن بيد الثوار وانضمام الجيش الاتحادي والبوليس المدني والمسلح إلى جانب الثوار ضد الاحتلال البريطاني كان يمثل ذروة الكفاح المسلح للثوار في جبهة عدن، ولقد اجمعت الوثائق السرية البريطانية العسكرية (unpublished documents) ان جبهة عدن كانت من أعنف جبهات القتال التي واجهتها قوات الامبراطورية البريطانية.
الدعاية المسلحة
ولقدوصل احد الضباط البريطانيين السياسيين المعاصرين لمعارك عدن حول الاسباب الحقيقية وراء نقل فدائيي الجبهة (NLF) القتال من الريف الى عدن بما معناه: «بالذكاء الكبير، فالقتال في عدن يعطي صدىً اعلامياً كبيراً في الخارج، بخلاف القتال في ميادين الريف او المناطق الداخلية من محمية عدن». ويضيف الضابط البريطاني، فيقول: «ربما حدثت في الريف معارك ضارية خسر فيها الجيش البريطاني الكثير من المعدات والجنود ما بين قتلى وجرحى، فيمكن للاعلام العسكري البريطاني تعتيمها بسهولة لكونها مناطق او جبهات قتالية بعيدة ومنعزلة، ولكن في عدن من الصعوبة بمكان تعتيم الانباء والاخبار عن القتال فيها، وهذا دليل بأن فدائيي الجبهة القومية ان شئت فقل ان تنظيم الجبهة القومية امتلك حساً اعلامياً مسلحاً كبيراً مع مرور الوقت، وتسمى الدعاية المسلحة في المصطلح العسكري».
وهذا ما اكده احد ابرز قادة تنظيم الجبهة القومية علي ناصر محمد في حديثه مع احدى الصحف المحلية بمناسبة قيام ثورة 14 اكتوبر حول اسلوب وتكتيك الجبهة (NLF) في الدعاية المسلحة، فيقول بما معناه: «لقد كان انتقال الجبهة القومية المسلح في جبهة عدن ضرورة قصوى حيث ان عدن كانت تمثل للامبراطورية البريطانية -وقتئذ- اكبر قاعدة عسكرية في الشرق الاوسط وذلك بعد انسحابها من السويس في مصر، فكان التاج البريطاني حريصاً عليها الى أبعد الحدود ومتشبثاً بها بكلتا يديه، ويعمل جاهداً وبشتى الوسائل على ان تظل مستعمرة هادئة، وبعيدة عن الاضطرابات والقلاقل، ودوي الانفجارات، ولعلعة الرصاص التي قد تعكر صفاء جوها».
ويضيف قائلاً: «ان مستعمرة عدن مدينة مفتوحة ان شئت فقل انها كانت تحتوي على وكالات انباء عالمية مختلفة ومن اهمها الوكالات الغربية، وان شيئاً خطير، ومثير قد يحدث في تلك المستعمرة سرعان ما يذاع في مختلف الاذاعات العالمية كسرعة البرق مثل الاذاعة البريطانية (BBC) التي تصل اخبارها الى كل مكان تقريباً في العالم».
ويمضي في حديثه فيقول: «ولذلك كان على الجبهة القومية (NLF) ان تدير كفاحها المسلح في جبهة عدن، وان يكون سمات الكفاح الضرب بقوة وضرب المواقع الحساسة للقوات البريطانية فيها، واغتيال كبار المسؤولين البريطانيين والعملاء معها، وخصوصاً في الاستخبارات البريطانية».
عدن.. سايجون أخرى
والحقيقة ان الجبهة القومية تمكنت ان تحول مستعمرة عدن «سندريلا» الامبراطورية البريطانية الى «سايجون» أخرى -على حد تعبير احد المراسلين الاجانب- ويبدو ان قادة تنظيم الجبهة درسوا طبيعة مدينة عدن دراسة عميقة، بأن القتال الذي سيدور على مسرحها، يغاير حرب المناطق المكشوفة في المناطق الداخلية في الريف، كجبهات القتال في ردفان او في مناطق الريف الاخرى، حيث يكون القتال فيها وجهاً لوجه بين الفدائيين والقوات البريطانية في الجبال والهضاب والاودية والسهول، وان الحركة في تلك المناطق سهلة نظراً لاتساع المنطقة من ناحية اخرى ووعورة التضاريس.
التخطيط الدقيق للعمليات العسكرية
ومن يطلع على التقارير السرية للقادة البريطانيين في عدن -وأيضاً- على اهم المراجع والمصادر الاساسية (Primary Sources) التي كتبت بيد ضباط سياسيين بريطانيين عاصروا معارك جبهة عدن، سيلفت نظرنا اجماعهم على مسألة واحدة وهي التخطيط الدقيق للعمليات العسكرية لفدائيي الجبهة القومية في جبهة عدن، وغالبية العمليات القتالية التي دارت في مدينة عدن، وان لم يكن أغلبها كانت ناجحة على نحو يثير الاعجاب والتقدير الكبيرين لتخطيط الجبهة القومية، ان شئت فقل ان الجناح العسكري للجبهة خطط تخطيطاً عالياً وبدراية واسعة وعميقة. ولقد وصلت ذروتها عندما وقعت عدن في قبضة الثوار في العشرين من يونيو سنة 1967م، واستمرت في ايديهم قرابة اسبوعين على الرغم من محاولات قوات المظلات البريطانية العديدة في اختراق حصار عدن ونزعها من الثوار من خلال اقتحامها من العقبة وصيرة، ولكنها كلها باءت بالفشل الذريع.
الموت في كل مكان
وعلق أحد القادة الكبار البريطانيين على اعمال الفدائيين على مسرح العمليات العسكرية في جبهة عدن، ان فدائيي الجبهة القومية نضجوا نضوجاً كبيراً في ادارة العمليات العسكرية في جبهة عدن، وصارت لهم القوة والمقدرة القتالية الكبيرتين في السيطرة على مدينة عدن ومدن اخرى لا تقل اهميتها عنها مثل مدينتي الشيخ عثمان والمنصورة، وعلق أحد مراسلي الاذاعة البريطانية (BBC) «بأن الثوار كانوا في الليل يسيطرون سيطرة شبه كاملة على مدينة عدن، وفي الصباح تصير المدينة بيد القوات البريطانية». ويضيف المراسل قائلاً: «الى أن جاء الوقت حتى صارت عدن في يد الفدائيين في الليل والصباح، بعد ان فقد البريطانيون السيطرة الكاملة على العمليات العسكرية في جبهة عدن، بل وصل الامر الى ان الدوريات البريطانية كانت تتحاشى الدخول الى شوارع الشيخ عثمان، وكذلك شوارع المنصورة وشوارع (كريتر) عدن القديمة تحاشياً من كمائن الفدائيين، الموت المتربص بها في كل مكان من عدن».
السيطرة على الشيخ عثمان
قلنا سابقاً: انا ثوار الجبهة القومية تطورت اساليبهم القتالية بصورة تدعو الى الاعجاب، ولقد ظهر ذلك جلياً في محاولتهم السيطرة الكاملة على الشيخ عثمان، ونزعها من قبضة القوات البريطانية من جهة وإحداث صدى اعلامي كبير ان شئت فقل دعاية مسلحة ضد البريطانيين أمام الرأي العام العالمي بصفة عامة والرأي العام البريطاني بصفة خاصة من ناحية ثالثة.. فنحاول ان نقرأ ما كتبه المراسلون الاجانب -وايضاً- ما كتبه بعض القادة البريطانيين في مذكراتهم عن المعارك التي اشتعلت في مدينة الشيخ عثمان والذي نقلها المؤرخ الكبير سلطان ناجي عنهم بالنص في كتابه القيم «التاريخ العسكري لليمن»، فيقول: «وفي الشيخ عثمان قامت الجماهير بمحاصرة مركز البوليس هنا، ولم تستطع فك الحصار الاّ نجدة من السيارات المصفحة لفرقة (كوينس دراجن جاردس)، وجنود (ثري أر. انجين). وفي اثناء العملية استطاع الثوار ان ينسفوا احدى مصفحات صلاح الدين ويحطموها». ولقد اجمعت الرسائل السرية البريطانية المتبادلة بين قادة الكتائب البريطانية والقاعدة البريطانية في عدن حول الاسباب الرئيسة من تلك العملية القتالية في مدينة الشيخ عثمان، حيث قالت بعبارة مختصرة وموجزة ولكنها تعطي دلالات واضحة وخطيرةان كفة الميزان العسكري صارت تميل لصالح الثوار في جبهةعدن كالآتي: «لقد كان هدف الثوار هو السيطرة على الشيخ عثمان»، «ولقد ابرق احد المراسلين الاجانب قائلاً انه لم يشهد مثل ذلك القتال حتى في قلب معارك (سايجون) بفتنام».
واستخدمت كافة الاسلحة
وتتواصل الوثائق السرية البريطانية في الكشف عن القتال بين الفدائيين والقوات البريطانية والذي صار وجهاً لوجه، وهذا ان دل على شيء فانه يدل على ان التكتيك القتالي للثوار -كما مر بنا سابقاً- فقد صار قتالاً مكشوفاً وموجعاً، وتطورت اساليبهم القتالية تطوراً كبيراً. ويبدو ان الثوار استغلوا مدينة الشيخ عثمان لكونها مدينة شبه مفتوحة، وانه وبمقدرتهم المناورة والحركة فيها بسهولة. وكيفما كان الامر، فقد دارت معركة حامية الوطيس في اليوم السادس من ابريل سنة 1967م بين الثوار والقوات البريطانية التي استمرت ساعات طويلة، وكاد الثوار ان يسيطروا على المدينة الى درجة ان الفدائيين كانوا يشاهدون في شوارعها، وهم يحملون القنابل اليدوية والاسلحة الاوتوماتيكية السريعة الطلقات الى جانب المسدسات، وتشاهد -ايضاً- مدافع (الهاون) وتشاهدهم -ايضاً- وهو يرفعون اصابعهم بعلامات النصر. وفي هذا الصدد تقول الوثائق البريطانية العسكرية حول اسلوب المعارك بين الفدائيين والقوات البريطانية كالآتي: «وفي الشيخ عثمان، والمنصورة اصبحت المسألة الآن عبارة عن حرب مكشوفة (Open war) تستخدم فيها كافة الاسلحة من مسدسات وبنادق وصواريخ ومورترز وقنابل والغام على نطاق لم يعهد مثله من قبل في عدن».
المخابرات البريطانية
عندما اتخذت الخطوات العملية من قبل الجبهة القومية ( NLF) في نقل الكفاح المسلح إلى عدن، كان تفكير قادة الجبهة الجناح العسكري هو ضرب المواقع الحساسة في السلطة البريطانية، ولم تر أفضل وسيلة وهو اغتيال كبار ضباط أجهزة المخابرات البريطانية، وكذلك اغتيال عملائها المتعاونين معها.
اغتيال كبار ضباط المخابرات
والحقيقة لقد أدركت الجبهة القومية إن اغتيال كبار ضباط المخابرات البريطانية، سيكون لها نتائج هامة تكون لصالح الثورة والثوار، وهي أنه، سيشل من حركة تفكير القوات البريطانية أو بالأحرى سيعمل على عدم قدرة القوات البريطانية على متابعة الثوار في عدن أثناء المعارك وبعدها، لآن اغتيال قادة المخابرات البريطانية، سيعمل على إحداث الفوضى في عقلية أجهزتها المختلفة، ومن ثم فإن المعلومات عن الفدائيين ستكون حتماً مضطربة، وغير واضحة، وهذا سيكون له أثر إيجابي على تحركات الثوار في مواجهة، البريقة، وأيضاً في داخل (كريتر) عدن القديمة نفسها في الوقت والمكان الذي يختارهما الثوار ومن ناحية أخرى سيحدث اغتيال المسؤولين الكبار في أجهزة المخابرات البريطانية صدى إعلامياً كبيراً في الرأي العام الدولي بصورة عامة وعلى الرأي البريطاني بصفة خاصة، وسيعمل كذلك على الهاب حماس أبناء عدن في الوقوف ضد البريطانيين، وسيتردد ألف مرة من يحاول التعاون مع المخابرات البريطانية بصفة خاصة، والقوات البريطانية بصفة عامة، وهذا ماحدث بالفعل.
اغتيال العملاء
ونقتبس من المؤرخ سلطان ناجي ما أورده عن العمليات القتالية للجبهة القومية ضد المخابرات البريطانية والذي نزعها من صفحات الملفات السرية البريطانية (SEIF TERCES), فيقول:" وقد ركز الثوار في البداية على اغتيال رجال المخابرات البريطانية بالذات. فمن أصل (22حادثة) اغتيال تمت بنجاح في عام 1965م، كانت (10) منها موجهة ضد ضباط المخابرات". وهذا ما حدث بالفعل عندما قام فدائيو الجبهة القومية باغتيال احد العملاء للمخابرات البريطانية في مدينة الشيخ عثمان، حيث كتبت فوق جثته ما يلي:" هذا العميل نفذت فيه الحكم الجبهة القومية!!
عملية بارعة
"وفي التاسع والعشرين من أغسطس 1965م، قام فدائيون من الجبهة القومية في وضح النهار في حوالي الساعة الثامنة صباحاً بعملية بارعة حيث اغتالوا فيها ضابط المخابرات البريطانية (هاري باري) irap iraH " المعروف بقسوته تجاه الثوار والوطنيين، فقد كان يتفنن في تعذيبهم.
رئيس المجلس التشريعي، صريعاً
وبعد أيام قليلة من مقتل ضابط المخابرات البريطانية (باري) لقى (ارثر شارلس) رئيس المجلس التشريعي مصرعه على يد الثوار في حقات بمدينة عدن. وكان لذلك الاغتيال وقع الصاعقة على صناع القرار وكبار الساسة في عاصمة الضباب والبرودة لندن مما دفع بالسلطة البريطانية اتخاذ قرارات عسكرية أو بالأحرى أن تزيد من قبضتها الحديدية على مستعمرة عدن وهو بفرض منع التجول في مدينة عدن، وتوحيد أجهزة الأمن سواء من البوليس المدني أو المسلح وأن يكون تحت إشرافها المباشر. وكيفما كان الأمر، فلقد استمرت عملية الاغتيال لكبار القادة والمسؤولين في المخابرات البريطانية.
شهود عيان يتحدثون
لقد مر بنا سابقاً، كيف أن المندوب السامي همفري تريفليان، قد استيقظ مبكراً لسماع أخبار وأنباء سيطرة الفدائيين على مدينة عدن بالتعاون مع جنود، وصف ضباط، وضباط (البوليس المدني، والبوليس المسلح، والجيش الفيدرالي) صحيح أن إعلان استيلاء الثوار على عدن كان في الساعة التاسعة صباحاً، ولكن كانت هناك تحركات من قبل الثوار لدخول مدينة عدن قبل ذلك الوقت الذي ذكرناه، فقد كان يتسرب أعداد كبيرة منهم سواء من الجبهة القومية والتحرير عند بزوغ الفجر، وكانوا يأخذون مواقعهم حسب الخطة المرسومة لهم ـــ وهذا ما تحدث إلي شهود عيان من البوليس المدني والمسلح، والذين شاركوا في أحداث (20) يونيو، وتلك المعلومات لم تذكرها المراجع الأجنبية. ويبدو أن السلطة البريطانية، قد عملت من مصادر أو من مصدر (ما) ان الفدائيين قد سيطروا على عدن بصورة تكاد تكون شبه كاملة في صباح ذلك اليوم المبكر.
مواقع أحداث 20 يونيو
وكيفما كان الأمر، فقد وقعت حوادث 02 يونيو في أربعة مواقع في عدن وهي معسكر ليك (الشهيد عبد القوي حالياً)، ومدينة الاتحاد (الشعب)، ومعسكر شامبيون (النصر)، ومعسكر البوليس المسلح (02يوينو بكريتر ( عدن).
خسائر البريطانيين في عدن
ولقد وصف مؤرخنا الكبير سلطان ناجي بقيام الثوار في (20يونيو) في الاستيلاء على عدن، بقوله:" إن 20 يونيو يعتبر يوماً مشؤوماً في تاريخ الجيش البريطاني في عدن. فقد بلغت خسائرهم في ذلك اليوم (23) قتيلاً و(31) جريحاً. وقد استشهد أربعة فدائيين في اليوم الثاني بعد مقاومة متواصلة، استمرت سبع ساعات كاملة، وهم متمركزون فوق عقبة عدن. ولم يستشهد أولئك الأبطال إلا بعد أن استخدم الإنجليز مدافع عيار 76 لضربهم.
الهوامش
14 .oN tropeR . esnefeD fo yttsiniM .0156 . feR terceS
,yraunaJ 10 1965 , remeceD tsi 3 gnidnE retauQ 1966
< سلطان ناجي؛ التاريخ العسكري لليمن 1839م ـــــ ــــ 1967م، تاريخ الطبعة غير معروف، ودار النشر غير معروف.
.1958, eIpatsnoL ,nodnoL , nedA,,(riT)#
< ولمزيد من الإطلاع على عدن منذ سنة 1937م وحتى سنة الاستقلال سنة 1967م، أقرأ كتاب اليمن الجنوبي لمؤلفه الدكتور محمد عمر الحبيشي ــــ الكتاب في الأصل رسالة دكتوراه من فرنسا، وقد كتبت باللغة الفرنسية، وقام بترجمتها الدكتور الياس فرح، والدكتور خليل أحمد خليل، ونشرته دار الطليعة للطباعة والنشر ـــ بيروت ـــ. الطبعة الاولى آذار (مارس) 1968م. ويُعد من أفضل المؤلفات التي تناولت عدن في تلك الفترة التاريخية. (المحرر).
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:10 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
الحقوق محفوظة لدى منتديات مركز صوت الجنوب العربي (صبر) للحوار 2004-2012م

ما ينشر يعبر عن وجهة نظر الكاتب أو المصدر و لا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة