قائمة الشرف



العودة   منتديات مركز صوت الجنوب العربي (صبر) للحوار > قسم المنتديات الأخبارية و السياسية > المنتدى السياسي

القرآن الكريم - الرئيسية - الناشر - دستور المنتدى - صبر للدراسات - صبر نيوز - صبرالقديم - صبرفي اليوتيوب - سجل الزوار - من نحن - الاتصال بنا - دليل المواقع - قناة عدن

عاجل



آخر المواضيع

آخر 10 مواضيع : الرئيس الزبيدي يلتقي دول مجلس الأمن الخمس في الرياض (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 12942 - الوقت: 03:28 PM - التاريخ: 11-22-2021)           »          لقاء الرئيس الزبيدي بالمبعوث الامريكي بالرياض ١٨ نوفمبر٢٠٢١م (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 4814 - الوقت: 09:12 PM - التاريخ: 11-18-2021)           »          الحرب القادمة ام المعارك (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 9849 - الوقت: 04:32 AM - التاريخ: 11-05-2021)           »          اتجاة الاخوان لمواجهة النخبة الشبوانية في معسكر العلم نهاية لاتفاق الرياض (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 4569 - الوقت: 05:20 AM - التاريخ: 11-02-2021)           »          اقترح تعيين اللواء الركن /صالح علي زنقل محافظ لمحافظة شبوة (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 4407 - الوقت: 02:35 AM - التاريخ: 11-02-2021)           »          ندعو لتقديم الدعم النوعي للقوات الجنوبية لمواجهة قوى الإرهاب (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 4415 - الوقت: 08:52 AM - التاريخ: 10-31-2021)           »          التأهيل والتدريب (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 4362 - الوقت: 04:49 AM - التاريخ: 10-29-2021)           »          الرئيس الزبيدي يجري محادثات مع وفد رفيع المستوى من الاتحاد الأوروبي (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 4980 - الوقت: 12:56 PM - التاريخ: 10-27-2021)           »          تحرير ماتبقى من اراضي الجنوب العربي (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 4507 - الوقت: 02:53 AM - التاريخ: 10-15-2021)           »          الجنوب العربي (الكاتـب : د/عبدالله أحمد بن أحمد - مشاركات : 0 - المشاهدات : 4469 - الوقت: 12:16 AM - التاريخ: 10-15-2021)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع طريقة عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-07-2011, 02:35 PM
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 3,150
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي الخلط بين أهمية وضوح القضية و التكتيك يجعل التضحية بلا قيمة

الخلط بين أهمية وضوح القضية و التكتيك يجعل التضحية بلا قيمة

06 March, 2011 07:11:00 الهيئة الإعلامية تاج- خاص




احمد سالم ابو سلطان
ما نراه الآن في عدن من رفع لشعار " التغيير " هو خلط فادح بين القضية والتكتيكات الجانبية او الاهداف المرحلية . إن القضية الجنوبية هي قضية احتلال ومحتل، قضية تحرير لا تغيير لنظام الاحتلال. إن الذى يحتلنا هو ( ج ع ى ) باسمها الجديد ( ج ى ) وليس نظامها السياسي ، فلو تغير النظام لن يتغير الاحتلال . واذا ما أيدنا مطالب التغيير في ( ج ع ى ) الجاري الان يجب ان يكون تأييدنا على أساس أن النظام الجديد سوف يعترف بالقضية الجنوبية .
إن رفع شعار " التغيير " يفوت على القضية الجنوبية فرصة مهمة جدا كنا ننتظرها ونتمناها وهى أن تصبح محط اهتمام إعلامي . ان الدم الجنوبي الطاهر الذى يسيل تحت " يافطة التغيير " يذهب هدرا دون ان تستفيد منه القضة الجنوبية بل يذهب دعما مجانيا لقوى اللقاء المشترك الوجه الاخر للاحتلال التي لا تمثل الشعب الجنوبي بأدنى قدر من التمثيل وبالتالي سوف يستفيد منه الوجه الآخر من العملة وهو النظام بشكل غير مباشر .
تغيير النظام لا يعنى تغيير جوهر الاحتلال:
لنكن صرحين تماما مع انفسنا ، إن عملية الحاق الجنوب العربي ( او سمه ما شئت) باليمن او بالجمهورية العربية اليمنية ليس اختراع رئيس نظام الاحتلال على عبدالله صالح ، انها عقلية يمنية راسخة ولن تجد احدا من قيادات اللقاء المشترك او غيره من القوى يقل تعصبا من رئيس نظام الاحتلال في هذا الامر . واذا ما رأينا أي تجاوب بسيطا او كبيرا فهو من باب التكتيك ليس الا لكسر حدة الرفض الجنوبي لوجود الاحتلال في الجنوب العربي ولكسب اصوات جنوبية وشق الصف الجنوبي .
ان أي تنازل عن حقيقة القضية الجنوبية وجوهرها يصب مباشرة في كفة النظام اليمنى بوجهيه سلطة ومعارضة . واذا ما ارتقت مطالب المعارضة الى اسقاط النظام والاتيان بنظام جديد يحكم اليمن ، واذا قام نظام جديد فعلا ، فإن تنازلنا عن هدف التحرير ولو تكتيكيا لن يعدو الا أن يكون منحة لدولة ( ج ع ى ) باستخدام الجنوب العربي في حل قضيته الشائكة ، سواء تم تغيير النظام فعلا ام لا ، واذا ما نجح التغيير لن يكون هناك حل حقيقي للقضية الجنوبية ، ولن يكون الجنوب ابدا شريكا الند للند في النظام الجديد ، وذلك للأسباب الثلاثة التالية التي تمثل نقاط الحد الادنى :
اولا : بقاء عقلية الضم والالحاق . فلو كان اللقاء المشترك جادا فعلا في اسقاط النظام لإقامة نظام جديد تتحقق فيه المشاركة الحقيقة لأبناء الجنوب لاعترف اولا بأن حرب 1994 هي حرب عدوان كان هدفها اجتياح الجنوب واقصاء الشعب الجنوبي عن المشاركة و احالته على الهامش ، ولكنه - أي اللقاء المشترك - لا يرى مطلقا ان حرب 1994 اسقطت الوحدة السلمية فعلا ولا يعترف ان الحرب هي عملية ضم والحاق - على اقل تقدير - معمدة بالدم ، أي تحويل الوحدة السلمية الى وحدة بالقوة. وهذه في حقيقتها ليست وحدة، بل احتلال. وهذا هو الواقع فعلا من وجهة النظر الجنوبية.
ثانيا : يستتبع ذلك ، الاعتراف بالشعب الجنوبي كشعب اصيل او على اقل تقدير اعادة الاعتبار للشعب الجنوبي وتاريخه وهويته ، واقل ، وأول ، عملية لإعادة الاعتبار هي إدانة فتوى التكفير واهدار دم الشعب الجنوبي.
ثالثا: اختلال موازين القوى. إن ميل الثقل السكاني لصالح اليمن سوف يخل بأي ترتيبات لتحقيق التوازن الذى يمنع سيطرة اليمن على النظام الجديد ، أي يخل بمنع عملية انتاج الضم والالحاق ( الاحتلال ) بثوب جديد مرة اخرى . والنقطة الاخيرة تعنى ان دخول الوحدة من اساسه كان خاطئا . وهذا يعنى : لو ان اللقاء المشترك كان جادا فعلا في التغيير واشراك الشعب الجنوبي في النظام الجديد لطرح اعادة صياغة الوحدة ، صياغة تكفل ان يكون الشعب الجنوبي ممثلا فعلا في الدولة (( أي بناء دولة جديدة وليست دولة القبيلة دولة ج . ع . ى ... وفى رأيي أن هذا مستحيل )) ، و صياغة تمنع الاضرار بمصالحه واول هذ المصالح منع تغيير التركيبة السكانية . ان أي صيغة لوحدة تغير التركيبة السكانية هي صيغة غير شرعية اطلاقا . ان عملية تغيير التركيبة السكانية هي عملية ترقى الى جرائم ضد الانسانية . فهل هذه هي نظرة اللقاء المشترك ؟
ان ما سبق هو اقل ما يمكن ان يقدمه اللقاء المشترك لإثبات حسن النوايا . فهل باستطاعته ذلك؟ بل بالأحرى ، هل لديه النية لذلك ام هو جزء لا يتجزأ من دولة القبيلة ولا يستطيع الا ان يكون كذلك ؟ ان اللقاء المشترك لن يفرط اطلاقا بالجنوب كلقمة سائغة ، لن يفرط بارض الميعاد .. إن العملية ليست ضما والحاقا بل هي فيد واكتساب و احتلال .
إن اللقاء المشترك يعمل عكس ما ينبغي ان يقوم به من خطوات كحد ادنى لو كان صادقا فعلا .
وجهة النظر الجنوبية:
إن القضية الجنوبية من وجهة النظر الجنوبية ، من وجهة نظر الشعب الجنوبي صاحب الحق ، ان القضية الجنوبية تنبع من كون الشعب الجنوبي شعب حر مستقل ليس ذيلا لاحد ولا ملحقا به ولا جزءا منه ، له هويته المستقلة وارضه المستقلة ، وهو كباقي الشعوب العربية شعب مستقل جزء من الامة العربية وليس جزءا من شعب عربي اخر. لا يمنيا ولا عمانيا ولا سعوديا ولا غيره . وبناءً على شعور الشعب الجنوبي باستقلاله فانه ينظر الى ما جرى في حرب 1994 وما تلاها أنها عملية اسقاط واجهاض لمشروع دولة وحدة تكفل حقوق ومصالح جميع اطرافها كرست تلك الحرب دولة " ج ع ى " باسم جديد هو " الجمهورية اليمنية " التي احتلت شعب وارض " ج ى د ش " ووجد الشعب الجنوبي نفسه تحت نظام دولة غريبة عليه لا تمثله أدنى تمثيل ، أي وجد نفسه تحت احتلال صريح تم تكريسه بشكل تدريجي خلال 13 عاما من الاحتلال من 1994 الى 2007 . ووجد شعب اخر يشاركه في ارضه ، وهذه المشاركة تختلف تماما عن اشتراك سكان في دولتهم ، فاشتراك السكان ضمن دولة واحدة هو اشتراكهم في نظام واحد يمثلهم جميعا وان كان وجد هناك عدم تساوى ، ولا تعنى المشاركة ان ينهال سكان جزء من دولة على سكان جزئها الاخر ، انه هذه المشاركة ليست اشتراكا بل هي تغيير ديمغرافي بحماية من دولتهم ، ان الوافد الجديد الى ( أي المشاركة في ) ارض الشعب الجنوبي ليس مجرد وافد بل مسيطر ومهيمن . فيجب ان نفرق بين ان يشاركك احد في ارضك بالقوة وبين الشراكة في دولة واحدة ، ان الشراكة لا تعنى تغيير التركيبة السكانية ، وهذا ما يتبين ضمن ارض ( ج ع ى ) فلن يقبل اهل عمران ان يزحف عليهم اهل تعز . ولن يقبل اهل الشرقية في المملكة العربية السعودية ان يزحف عليهم اهل عسير ونجران وجيزان .
إن النقاط الثلاث اعلاه ، نقاط الحد الادنى ، التي سوف تبين ان اللقاء المشترك جاد فعلا في عملية التغيير ، ينبغي ان تكون من وجهة نظر الشعب الجنوبي خطوة للاعتراف بالقضية الجنوبية كما هي ، دون ان يعنى ذلك حتى محاولة حل فعلى للقضية ، بل مؤشر لإثبات حسن النية . اما الخطوة الكاملة الصحيحة هي الاعتراف بالشعب الجنوبي كشعب شريك في وحدة أجهضت ، وان مشروع الوحدة الذى سقط لم يكن بين شعب واحد بل بين شعبين وبين دولتين .
بناء على ما سبق يعتبر رفع شعار " التغيير " الذى يرفعه الشعب اليمنى لتغيير نظامه لا لتغيير احتلاله للجنوب ، ليس هو التكتيك الصحيح ، وليس فقط غير صحيح بل هو خطأ فادح. ان التكتيك الصحيح هو تكتيك ضمن القضية وفى سياقها ، و في خدمة الهدف الواضح وابرازه وليس لطمسه واخفائه . يجب ان يستثمر الدم ( واسف جدا على هذا التعبير لان البعض لا يفهم الا بهذه اللغة ) لخدمة الهدف الأساس لا من اجل خدمة أهداف الاخرين . اذا كان " في النضال السلمى " رأسمالنا هي ارواحنا ، وقوتنا هي دمائنا ، فكيف نضعها في خدمة الاخرين ؟ . وبعبارة اخرى : عندما تكون التضحية غالية فيجب ان تكون من اجل الهدف الأساس ، فما الذى نخشاه بعد ارواحنا ؟ عندما ندفع ارواحنا ثمنا لقضيتنا وهدفنا الأساس فسوف يُكبر العالم قضيتنا وسوف يقتنعون بهدفنا . لن يضح احد بروحه ويضرج ارضه بدمه الا من اجل هدف سام . إن التضحية سوف تفرض القضية ، فهل من احد عاقل يضحى من اجل قضايا الاخرين ؟ لم نكد نصدق بأن انظار العالم تلتفت الينا لنضعها في الصورة الصحيحة حتى تصبح قضيتنا مسألة رأى عام ليس فقط عربي بل دولي ، واذا بنا في اللحظة الحرجة نغير العنوان لنهدي تضحياتنا الغالية لمن لم يعترف بقطمير لنا .
هل هذا هو التفكير الاستراتيجي ؟ هل هذا هو التكتيك البارع ؟
ان تغيير الشعار وبالتالي تغيير جوهر القضية الجنوبية ، وهو أمر خطير ، لا يدل الا على ثلاثة احتمالات :
الاول : ان الذين رفعوا شعار " اسقاط النظام " هم مؤمنون بالتغيير فعلا لا بالتحرير ومع بقاء " الوحدة " التي كانت خطئا من الاساس كما ذكرنا اعلاه . ولذلك لا نحتاج في الرد على هذا الاحتمال من اضافة جديدة الا ان نضيف فقط الحقيقة التالية وهى ان غالبية الشعب الجنوبي ليست مع هذا الهدف ولذلك سوف يبقى من يرفعه اقلية في عدن لن يكون لهم تأثير يذكر في تغيير النظام ، ولن يكون تأثيرهم سوى التشويش على القضية الجنوبية ، وهذا ما تستثمره قنوات عربية بعينها لتهدى تضحيات الشعب الجنوبي من اجل مشروع التغيير وتخلط بين القضية الجنوبية وهدف تغيير النظام الذى لا يمت اليها بصلة .
ثانيا: هم فعلوا ذلك تكتيكا لمساعدة " الشعب اليمنى " في تغيير نظامه لأنه سوف تتوفر من وجهة نظرهم فرصة اكبر للتحرير. وكما ذكرنا اعلاه من نقاط الحد الادنى انه لم تبدو هناك اية بادرة حسن نية ان دولة القبيلة مستعدة عن التنازل عن نظامها من جهة وسيطرتها على الجنوب من جهة اخرى . وبالتالي فالذين يتعشمون في ان يُحدث اسقاط النظام نتيجة مهمة للقضية الجنوبية انما هو عشم ابليس في الجنة . لن يتم اسقاط النظام من اجل " انفصال " الجنوب . نتمنى لهم نظاما افضل لكن يجب الا يكون على حساب قضيتنا. ومن زاوية اخرى فإن رفع شعار " اسقاط النظام " من اجل احتمال كسب تعاطف الشعب اليمنى وتنحية قضيتنا الاساسية في لحظة خطيرة انما هو استجداء ظاهر لا ينطل على الاحتلال ، وهو من جهة اخرى يبدو استسلاما وتراجعا وهو ما تم قراءته فعلا من بعض وسائل الاعلام ، وعلى اقل تقدير يقرأ على انه انقسام في صفوف الشعب الجنوبي وانه لا توجد قضية واحدة مجمع عليها او يقرأ على انه تردد في احسن الاحوال وانه لا يوجد هناك تصميم اكيد. فكيف يستطيع احد الوقوف معنا في هذه الحالة اذا ظهرنا منقسمين او مترددين ؟ والاسوأ ان نظهر منقسمين ومترددين . ان القضية الجنوبية في هذه الحال خاسرة لا محالة ونكون كالمنبت الذى لا ارضا قطع ولا ظهرا ابقى .
انهم لن يسقطوا نظامهم من اجل التنازل عن احتلالهم. انهم لم يقدروا وحدة 1990 وبدأوا التخطيط للسيطرة على الجنوب عشية الوحدة. فكيف يتنازلون عن مكاسب عمدوها بالدم ؟ ان الطرف المسيطر لن يتنازل عن وضعه المسيطر بمجرد الطلب او استرضاءه برفع نفس شعاراته. و الاحداث العربية الجارية الان والتي جرت قريبا خير شاهد على ما نقول. ان الفئة المنتفعة المسيطرة تستميت في الدفاع عن وضعها ولو اقتضى الامر حرق البلاد ، فكيف نتصور ان تتنازل بلد عن السيطرة على بلد اخرى واراض شاسعة ضعف اراضيها بمجرد تكتيك معين في صورة تنازل .
ثالثا : تم رفع " شعار اسقاط النظام " كخدعة من اجل إسقاط النظام الذى قد يتسبب في حرب اهلية او ربما نزاعا في اليمن مما يعطى فرصة للشعب الجنوبي إنجاز التحرير باقل كلفة .

هل سيسقط النظام فعلا ؟
ان ما ذكرناه في النقطة الأخيرة ليس بخاف على نظام الاحتلال بشقيه سلطة ومعارضة بل هو في اول احتمالاتهم وهذا ما يفسر - في رأيي - تردد قوى اللقاء المشترك في بادئ الامر من دعم مطالب اسقاط النظام من جهة ، ويفسر تصرف السلطة بوحشية مع ابناء الجنوب الذين رفعوا نفس المطالب التي ترفع في صنعاء من جهة اخرى. والسلطة لها هدفها واللقاء المشترك الوجه الاخر للنظام يستفيد من هذا القمع بتجيير هذه الدماء بلا مقابل لصالحه. ان اللقاء المشترك لن يختلف مع السلطة الى حد الدخول في حرب اهلية ، وتأييد اللقاء المشترك لمطالب اسقاط النظام لها احتمالان جوهرهما منع الانزلاق الى حرب اهلية . الاحتمال الاول : ان التأييد لمطلب اسقاط النظام انما هو من اجل السيطرة على الوضع. الاحتمال الثاني: ان اللقاء المشترك فعلا مع التغيير وأبدى تأييده من اجل استثمار الوضع سياسيا من جهة ، والمشاركة في إدارة المرحلة من جهة اخرى حتى لا تقع البلاد في المحذور . ولكن الظاهر ان المشترك يتأرجح بين الاحتمالين لدقتهما. إن السؤال المهم هل هناك اجماع شعبي في اليمن على هذا التغيير ؟ قد نرى النظام ضعيفا ولكنه قوى من حيث أن قوة النظام في ضعفه الذى يتمثل في احتمال سقوط الدولة مما يجعل القوى الخارجية والقوى السياسة الداخلية تحجم عن الضغط وتحاول ان تجد سيناريو افضل للتغيير . وقد نراه ضعيفا من حيث بنية الدولة وضعف سيطرتها وتحكمها بزمام الامور ولكنه قوى من حيث غياب الوعى السياسي لغياب معنى الدولة وثقافة القانون لدى الغالبية العظمى من الشعب وان المحرك الاساس ليس الوعى السياسي بل المال. فمن يملك يغير. وبالتالي فان ضعف الدولة من جهة وضعف الوعى السياسي من جهة اخرى وسطوة المال من جهة ثالثة هي عوامل قد تجعل النظام في موقف قوة خفى غير مدرك ولكنه في نفس الوقت في خطر محدق لو مال ميزان القوى الخارجي في غير صالحه ولو بالحياد وبمجرد توقف الدعم . ان الشعرة التي تمسك النظام هي شعرة الخارج .

السيناريو الواقعي للحل :
بناء على ما سبق وفى ظل الوضع المعقد لنظام ( ج. ع . ى ) فما الجدوى من رفع شعار " اسقاط النظام " الذى لا يخدم القضية الجنوبية ويجعلها تتوارى خلف الاحداث ، وليس هذا فقط بل يجعل الحراك الجنوبي يُتهم بأنه دخيل على المظاهرات في عدن . اننا نسير خلف احتمالات قد تحدث وقد لا تحدث ، واذا حدثت فليس من المؤكد حصول ما تأملناه . نتنازل عن قضيتنا وبالتالي نتنازل عن تأثيرنا الحقيقي ونضيع فرصة نادرة لنجعل قضيتنا مسألة رأى عام. لو امعنا النظر ومدينا البصر فإننا بإصرارنا على قضيتنا سوف نوجد حلا دوليا عادلا يعطى الجنوب العربي حقه كما يتيح لليمن تغييرا سليما . ان تدخل العالم لحل القضية الجنوبية معناه سقوط رئيس نظام الاحتلال ، لكنه سوف يكون سقوطا مقبولا لديه، فما دام سيسقط على اية حال، فالسقوط بتدخل دولي حلا للقضية الجنوبية سوف يكون تنحى او تنازل عن السلطة اكثر منه سقوطا وسوف يكون السبب الظاهر هو فشل الوحدة ، ومن السهل ان يبحث عن شماعة يعلق " فشل " الوحدة عليها .
ان هذا السيناريو رغم انه قد يبدو صعبا لكنه هو الحل الجذري للازمة وهو الخيار الاكثر واقعية. ان الاحتلال لن يُفرض على الشعب الجنوبي، والقوة لن تكون الخيار الواقعي لحل القضية حلا جذريا وعادلا . ان الشعب الجنوبي سوف يستمر في نضاله ولن يخضع ، ومعنى هذا الاستعداد لدفع المزيد من التضحيات . فالحرية والكرامة لا تقدر بثمن . وعندها ستفرض القضية الجنوبية نفسها دوليا واذا ما تم ذلك ، ولا شك انه سيتم بإذن الله ، سوف تكون بداية النهاية للازمة . ولذلك علينا الاصرار والوضوح ، لان القضايا الكبرى لا ينفع معها الا الوضوح التام لا التكتيك الذى يفقدها مضمونها وبالتالي يفقدها تأثيرها وقدرتها على تكوين رأى عالمي. عندما يعرف العالم قضيتنا ويقف على حقيقتها فان ذلك يفتح امامنا خيارات متعددة ومن ضمنها اللجوء للسلاح ، فاذا قمع النضال السلمى بقوة السلاح سوف يكون مبررا الرد بالمثل ، اما عندما نرفع شعار التغيير واسقاط النظام فان أي لجوء لخيارات من نفس خيارات النظام لن تكون سوى تمردا . فهل نعى ؟ لماذا نحصر انفسنا في قواقع ونتخندق في خندق قضية اخرى خندق لا يسمح لنا بالانتقال الى موقع ملائم او رفع مطلب مغاير ؟ لماذا لا نتمسك برحابة قضيتنا التي تجعل العالم يتعامل معنا باننا اصحاب قضية وان يكون لنا خندقنا الخاص بنا الذى يتح لنا كافة الخيارات ؟
ان نضالنا هو من اجل فرض قضيتنا وان نفرض بأنفسنا حلها وليس نضالنا في التنازل عن قضيتنا ولو مرحليا ليتصدق علينا من يحتلنا ويعتبرنا تابع له بحلها ولن يكون الحل كما نريد لنعود الى نفس المربع .
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:26 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd
الحقوق محفوظة لدى منتديات مركز صوت الجنوب العربي (صبر) للحوار 2004-2012م

ما ينشر يعبر عن وجهة نظر الكاتب أو المصدر و لا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر الإدارة