عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 05-26-2008, 04:34 PM
عضو برونزي
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 535
افتراضي

الحوثيين من رهائن بيد النظام إلى مراهنين على سقوط النظام الإثنين 26-05-2008 05:41 مساء المنبر نت - آراء ومقالات محمد ناصر قائد البخيتي يقف المراقب لحرب صعدة حائرا امام فهم أسبابها وأهدافها وذلك بسبب التعتيم الإعلامي وكثرة وتناقض الاتهامات الموجهة للحوثيين , ولوضع المراقب العربي أمام حقيقة ما يجري في صعدة أقدم هذه الدراسة. بعد ثورة (1962) فرضت الدولة حظرا على تدريس المذهب الزيدي واستمر هذا الحظر حتى قيام الوحدة عام (1990). وبسبب مناخ الحرية الذي أتاحته القطبية الثنائية للحكم بعد قيام الوحدة عام (1990 ) قام ( محمد الحوثي "أخو حسين الحوثي") مع شخصين آخرين باستئجار شقة مكونة من غرفتين في مدينة ضحيان محافظة صعدة وبدأوا بتدريس المذهب الزيدي. وفي العام التالي اطلقوا على هذة الشقة منتدى ( الشباب المؤمن). ومع الوقت انضم آخرين وهكذا بدأ التوسع في تدريس المذهب الزيدي وانتقلت الفكرة إلى مدن وقرى اخرى. وفي عام (2000) انضم (حسين بدر الدين الحوثي) إلى منتدى ( الشباب المؤمن). ولتمتع حسين بدر الدين الحوثي بشخصية كارزمية إلى جانب زهده وتواضعه استطاع ان يكسب قلوب الطلاب ويكون هو المحرك الرئيسي لجماعة ( الشباب المؤمن). وبالتزامن مع زيادة حدة الصراع بين الاحتلال الاسرائيلي والمقاومة الفلسطينية بالإضافة إلى احتلال العراق طغى موقف حسين الحوثي المناهض لأمريكا وإسرائيل على جماعة ( الشباب المؤمن). وهكذا اصبح لجماعة ( الشباب المؤمن) نشاط سياسي تبلور في تنظيم المظاهرات المناهضة لأمريكا وإسرائيل. وهذا هو غاية ما وصل اليه ( الشباب المؤمن) وهو دراسة المذهب الزيدي إلى جانب ترديد الشعارات المناهضة لأمريكا وإسرائيل. ولفهم التطور العسكري الذي وصل اليه الحوثيون لابد للقارء العربي من فهم عقلية النظام. عقلية النظام الحاكم يتعامل الرئيس صالح مع محيطه الداخلي بعقلية الأبوة , لذلك فهو شديد الحساسية تجاه أي شخصية تحقق شعبية وتنشط باستقلالية حتى وان كان نشاطها في المجال الخيري او الإبداعي , فمن اجل ان يرضى عنها الرئيس لابد ان تعترف بأبوته وتنسب له الفضل فيما تنجزه من أعمال وإلا فان أنشتطتها ستتعرض للتخريب كما خربت مشاريع (عبد العزيز السقاف ) ومنها ( معمل خيري للخياطة) لتعليم وتوظيف النساء العاطلات عن العمل. ويتعامل الرئيس مع محيطه الخارجي بعقلية التحالفات حيث يحاول باصرار الدخول في العديد من التحالفات ومنها مجلس التعاون الخليجي ودول الكومنولث (Commonwealth of Nations) والاتحاد الأوربي وغيرها. وبتتبع سيرة حسين الحوثي نجد انه قد تحرك باستقلالية تامة وضد رغبات الرئيس في أحيان كثيرة كما انه تسبب وبدون قصد منه في تبديد أحلام الرئيس في أن يكون حليف أمريكا الأول في الشرق الأوسط . ولأن حسين الحوثي فوق ذلك كله قد اكتسب شعبية كبيرة لذلك فقد أصبح عدو الرئيس رقم واحد. ويمكن لأي مشاهد ملاحظة شدة هذا العداء في انفعال الرئيس كلما تحدث عن الحوثي في خطابته ومقابلاته المتلفزة. اهم القضايا التي اثارت نقمة الرئيس على الحوثي وقبل أن أخوض في تفاصيل هذة القضية لابد من التنويه إلى أن حسين الحوثي لم يكن شخصية صدامية او معادية للرئيس بقدر ماكان شخصية صادقة لا تعرف المجاملة اوالكذب ومخلصة للمبادئ التي تؤمن بها. 1- خلال عمل الحوثي كعضوا في مجلس النواب من عام 1993 الى عام 1997 درج على المطالبة بالكشف عن بيانات الثروة النفطية والغازية واطلاع الشعب عليها. وهذا الملف من اخطر الملفات السرية والحساسة التي ترفض السلطة فتحه أو النقاش حوله بالمطلق , وقد أثار إصرار الحوثي المتكرر على فتح هذا الملف نقمة الرئيس الذي يحتفظ لنفسه بأسرار هذا الملف. 2- في اثناء إعداد السلطة الحاكمة لحرب عام (94) سعى الرئيس لاستثارة العاطفة المذهبية للطائفة الزيدية لدفعها للقتال ضد الجنوبيين الذين ينتمون للمذهب الشافعي , إلا أن حسين الحوثي أفسد على الرئيس جهوده حيث كان أبرز المعارضين للحرب وقد انسحب من جلسة مجلس النواب مع الشيخ عبد الله الرزامي "والذي أصبح ذراعه اليمنى في حرب صعدة " احتجاجا على اعتراف مجلس النواب بشرعية الحرب. 3- بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 ومع تنامي مشاعر الغضب في أمريكا تجاه السعودية بسبب ان المنفذين للعملية يحملون جنسيتها تبلورت لدى الرئيس صالح فكرة ان يكون حليف أمريكا الأول في الشرق الأوسط. فانقلبت الحكومة على السلفيين وتم اعتقال المئات منهم بدون تهم محددة ولا محاكمات, كما سمح للمحققين الأمريكيين ولأول مرة بالتحقيق مع المعتقلين اليمنيين وكانت الحكومة اليمنية على وشك التوقيع على اتفاقية يتم بموجبها تسليم المتهمين اليمنيين لأمريكا. هذه الخطوة أثارت حفيظة الحوثي الذي انتقد سياسة التنكيل بالسلفيين وأعلن رفضه السماح للمحققين الامريكيين بالتحقيق مع اليمنيين أو تسليم أي يمني لأمريكا بمن في ذلك احد اهم رموز السلفية في اليمن عبد المجيد الزنداني. لقد أثار موقف الحوثي غضب الرئيس خصوصا وان مشايخ السلفية قد التزموا الصمت بمن فيهم الزنداني نفسه الذي أعلن الاعتكاف عن الادلاء باي تصريح اعلامي. لقد شعر الرئيس بأن الحوثي يهدد أحلامه ويضيع عليه فرصة تاريخية لا تعوض بان يكون الحليف الأول لأمريكا خصوصاً بعد رفض طلب اليمن بالإنضمام لمجلس التعاون الخليجي ودول الكومنولث والاتحاد الاوربي. كما شعر الرئيس بالعجز عن مواجهة خطاب الحوثي خصوصا وان الرئيس صاحب خطاب قومي وهو الذي طالب ذات يوم الدول المجاورة لفلسطين فتح حدودها للجيش اليمني لقتال إسرائيل. لقد شعر الرئيس بالإحباط وتأكد له أن الحوثي شخصية لايمكن إخضاعها أو توظيفها كما هو الحال مع السلفيين فعقد العزم على تصفيته وتصفية حركته واعتبار ذلك خطوة مهمة في في سبيل توثيق تحالفه مع أمريكا. وبمجرد عودة الرئيس من أمريكا عام (2004) حاملا معه ضوء أخضر بتصفية الحوثي وجماعته بدأ على الفور في الإعداد لحملة عسكرية كبيرة على صعدة. إلا انه لم يكن في إمكان الرئيس إعلان الحرب بذريعة ترديد الحوثيين لشعارات معادية لأمريكا وإسرائيل لأن هذا سيكشف زيف الشعارت القومية والاسلامية التي يتبناها النظام ويكسب الحوثي المزيد من الشعبية. كذلك لم يكن في الإمكان اتهام الحوثي بالإرهاب نظرا لموقف الحوثيين الواضح بتجريم العمليات الإرهابية سواء تلك التي تستهدف المسلمين أو غير المسلمين وسواء داخل اليمن أو خارجها. لذلك أعلنت الحكومة الحرب على الحوثيين بذريعة أن الحوثي أنزل العلم الجمهوري ورفع علم (حزب الله ) , ولم توضح الحكومة الى الان أين وكيف ومتى تم ذلك. ثم لم تلبث الحكومة أن أضافت دفعة جديدة من التهم للحوثي بهدف كسب بعض الأطراف وتخويف البعض الآخر ولإرباك الرأي العام . ومن هذه التهم إدعاء النبوة , إدعاء المهدوية , التشيع الإمامي, العمالة لإيران وحزب الله , العمالة لأمريكا وإسرائيل, وأخيراً اتهمت الحكومة يهود صعدة بالقتال مع الحوثي . وهذا في الحرب الأولى أمَّا في الحرب الرابعة فقد اُتهم الحوثي بتهجير اليهود والتي اتخذت ذريعة لإعلان الحرب. ولكي لا ينكشف بطلان هذه التهم فرضت الحكومة حصاراً محكماً حول صعدة وفرضت تعتيم إعلامي شامل. سير المعارك في الحرب الأولى ( من 6-2004 الى 9-2004 ) كان ميزان التقدم الميداني يميل لصالح الجيش لأن الحوثيين لم يكونوا يملكون إلا الأسلحة الشخصية من بنادق الكلاشنكوف والقنابل اليدوية والتي لا يكاد يخلو منها أي بيت في المناطق القبلية. ورغم طول المعركة إلا أن الجيش تمكن في النهاية من الوصول إلى معقل حسين الحوثي وقام بقتله في فخ نصبه له الجيش وهو في طريقه لمقابلة لجنة الوساطة بعد ان أعطي الأمان. عندها شعر بقية أتباع الحوثي بعدم الجدوى من مواصلة القتال خصوصا مع إعلان الحكومة العفو العام عن كل من شارك في القتال. ولم تمضِ إلا أيام معدودة حتى بدأ سكان صعدة يدركون أن الهدف من الحرب لم يكن القضاء على الحوثي فقط وإنما القضاء على المذهب الزيدي برمته. فقد سيطرت الحكومة على كل الجوامع الزيدية وسلمتها لخطباء سلفيين من جنسيات يمنية وعربية. كما فرضت على السكان حضور صلاة الجمعة التي يؤمها خطباء سلفيين. وقامت قوات الأمن باعتقال العشرات من الحوثيين العائدين من الجبال ولم تفرج إلا على عدد محدود ممن تم اعتقالهم قبل واثناء الحرب رغم تعهدها بتطبيق قرار العفو العام واطلاق الأسرى. وكانت دهشة سكان مدينة ضحيان كبيرة وهم يشاهدون عملية تهديم مبنى أكبر مدرسة زيدية بعد توقف الحرب والتي بناها حسين الحوثي رغم توسط الأهالي لدى الجيش بالابقاء على المبنى وتحويله إلى مستشفى أو حتى ثكنة عسكرية. ونتيجة للصلاحيات الواسعة الممنوحة للجيش فقد قاموا بفرض الاتاوات المالية على الأهالي كما احتفظ ضباط الجيش والمسؤولون بمزارع وبيوت المواطنين التي سيطروا عليها اثناء الحرب. لذلك لم يكن غريبا ان تقع بعض الصدامات المسلحة بين الجيش والأهالي وتتطور إلى حروب متكررة. ومع تجدد المعارك واستمرار الانتهاكات تزايد عدد الحوثيين وتزايدت خبرتهم القتالية وحرصوا على إقتناء الصواريخ المضادة للدروع . وهكذا بدأ ميزان التقدم الميداني يتغير حتى وصل حد التكافئ في الحرب الثانية (من 3-2005 الى 4-2005) والثالثة (من 11-2005 الى 2-2006 ). إلا أن التحول الكبير في سير المعارك كان في الحرب الرابعة بداية (2007) حيث تمكن الحوثيين من السيطرة على عشرات المواقع العسكرية بما فيها من معدات في مقابل فشل الجيش في السيطرة على موقع واحد من بداية الحرب حتى نهايتها. فرغم الحشود العسكرية الضخمة التي أعدتها الحكومة للحرب الرابعة الا ان الذريعة التي أعلنت بموجبها الحرب كانت ذريعة غبية و قاتلة. ففي أثناء استعداد الحكومة للحرب الرابعة استغلت حصول خلاف بسيط بين أهالي ( ال سالم ) و اليهود لتعلن بموجبه الحرب. حيث قام يحيى الخضير "احد المناصرين للحوثي" بتوجيه رسالة لسبعة من اليهود يطلب منهم مغادرة ( ال سالم ) بذريعة نشرهم للرذيلة بين الشباب. فأوعزت الحكومة لكل اليهود مغادرة ( ال سالم ) والانتقال إلى صعدة حيث تم ايوائهم في فندق خمسة نجوم ومن ثم حملت الحوثيين تهجير اليهود وطلبت في المقابل من الحوثيين تسليم أنفسهم واسلحتهم. حينها طالب عبد الملك الحوثي "القائد الميداني للحوثيين" الحكومة بأن تقوم بمعالجة القضية بين اليهود والأهالي في إطار القانون وأن لا تستعدي القوى الخارجية ضد الداخل. إلا أن الحكومة أرسلت طائرتين إحداهما طائرة الرئيس الخاصة ونقلت اليهود إلى صنعاء بذريعة ان حياتهم لم تعد آمنة وتم إيوائهم في مبنى فخم مخصص لاستضافة زوار اليمن من الدبلوماسيين. وبعد أن قامت بإثارة القضية عالميا لكسب الموقف الدولي أعلنت الحرب على الحوثيين بتهمة تهجير اليهود في الوقت الذي لايزال فيه آلاف المهجرين في صعدة خارج قراهم بسبب سيطرة الجيش على بيوتهم ومزارعهم. صحيح ان ( اولمرت ) قد امتدح تصرف الحكومة اليمنية كما فعل غيره من المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين إلا أن هذا لم ينفع الحكومة في شيء وإنما الهبت حماس الحوثيين فتساقطت في ايديهم مواقع الجيش كما تتساقط حجار لعبة الدمنو. السلطة اصبحت رهينة بيد الحوثيين قبل حرب صعدة الأولى عام (2004) كان الحوثيون مجرد طلاب تقل أعمار أغلبيتهم الساحقة عن العشرين عام. وكان أسهل شيء لقوات الأمن على الاطلاق هو اعتقال الحوثيين. حيث يمكن لجندي واحد في الأمن أن يقتاد العشرات من الطلاب الحوثيين من الجوامع والمدارس إلى السجن بإشارة من يده و بدون ان يبدي الحوثيين أي مقاومة. حتى ضاقت بهم سجون صعدة وصنعاء لدرجة أن الحكومة أرسلت العديد منهم إلى سجون المحافظات الأخرى. لقد كان الحوثيون مثل قطيع الحملان الوديعة إلى أن حوَّلتهم الحروب المتكررة إلى قطعان من النمور المفترسة. في الحرب الخامسة التي تدور الآن تغير المزيد من الموازين فقد نفذ الحوثيون تهديدهم بنقل المعركة إلى محافظات أخرى إن لم تلتزم الحكومة باتفاقية وقف اطلاق النار الموقعة في الدوحة فيما أعلنت الحكومة الحرب عليهم بتهمة عدم إلتزامهم بتنفيذ اتفاقية الدوحة. تدور المعركة اليوم في خمس محافظات منها محافظة صنعاء ولازال الحوثيون يهددون بتوسيعها ان لم ترضخ الحكومة لمطالبهم بوقف الحرب. لقد تطورت الحرب وتوسعت بشكل لم يتوقعه احد ولم يبق إلا تطور واحد وهو أن تنتقل المعارك إلى مدينة صنعاء وحول دار الرئاسة. واذا ما أصبحت شوارع صنعاء وأزقتها ساحة للمعارك فإن اليد العليا وبدون أدنى شك ستكون للحوثيين لان التفوق النوعي في الأسلحة من طيران وصواريخ لن ينفع في شوارع صنعاء وأزقتها. أضف إلى ذلك بسالة الحوثيين وخبراتهم القتالية. هناك مثل مشهور في اليمن يردده الناس دائما ويقول للإنسان ثلث ما نطق) بمعنى أن الإنسان الذي يردد أشياء غير صحيحة وفيما يضره ولو من باب المزاح فان ثلثها يتحقق. ومعروف أن الرئيس لم يتوقف عن التحذير من ان الحوثيين يسعون للسيطرة على السلطة رغم ادراك الرئيس عدم صحة ذلك . ولأننا نعرف أن الحوثيين لا يسعون للاستيلاء على السلطة فهل يحققوا ثلث ما نطق به الرئيس وهو إسقاط النظام والمشاركة في السلطة؟ بقلم: محمد ناصر قائد البخيتي ناشط حقوقي كندا
رد مع اقتباس