عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 11-16-2014, 03:58 PM
عضو نشيط جدا
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 164
افتراضي




في ذكرى ميلاده (12 مايو 1928)
الشاعر لطفي جعفر أمان صرخة وطن في كلمة شعرية

صورة الكاتب وشقيقته مع خاله لطفي جعفر أمان


م . عصمت خليل
يصادف الثاني عشر من مايو ذكرى ميلاد شاعرنا اليمني الكبير لطفي جعفر أمان الذي ولد في حارة القاضي بكريتر - مدينة عدن ونشأ في أسرة عريقة مثقفة ومتعلمة “أسرة أمان” وفي تربة فنية خصبة ساعدته على كتابة الشعر، حيث كتب في منتصف الخمسينيات قصيدة “سأنتقم” التي كانت صرخته الحقيقية الأولى التي تحمل في مضامينها الوطنية الواضحة شعوراً صادقاً وهو يطالب بحق الإنسان اليمني في وطنه واحترام إنسانيته وهو في ريعان شبابه لم يتجاوز العشرين من العمر حيث قال فيها:

أخي كبلوني

وغل لساني .. واتهموني

باني تعاليت في عفتي

ووزعت روحي على تربتي

فتخنق أنفاسهم قبضتي

لأني أفرس حريتي

لذا كبلوني

وغل لساني واتهموني

.... ألخ

ارتبطت قصائد لطفي جعفر أمان الوطنية والرومانسية بوجدان كل مستمع يمني في جنوب أو شمال الوطن آنذاك، وصدر له عدة دواوين “بقايا نغم - 1948”، “الدرب الأخضر/ وكانت لنا أيام - 1962”، “ليل إلى متى 1964” و “إليكم يا إخوتي - 1969” وقد كشف لنا لطفي أمان في كل عمل منها عن زاوية محددة من قصائده الوطنية والرومانسية وغيرها في تجربته الإبداعية المتعددة الاتجاهات.

إلا أنني في هذه المناسبة “ذكرى ميلاد لطفي أمان” يسرني أن أتناول الجانب الرومانسي في شاعرنا خصوصاً في ديوانه “ليالي” الذي أصدره دون أن يتمكن من إعادة طباعته منذ صدوره عام 1960، حيث كان أول تجربة إبداعية متعددة الاتجاهات تتضمن كلمات أغان عدنية ثم تلحينها وغناؤها من قبل العديد من فنانينا الكبار أمثال “محمد مرشد ناجي” حفظه الله وأطال بعمره “أبوبكر سالم بلفقيه” و”سالم أحمد بامدهف” و “فتحية الصغيرة” و “محمد صالح همشري” و “أبوبكر فارع” و “ياسين فارع” و” عبدالكريم توفيق” وغيرهم من الفنانين في مدينة عدن.

في ديوان لطفي جعفر أمان “ليالي” قال لأعزائه القراء جميعاً...

“هذه “ليالي” بين يديك .. كلمات غمست في بركة من أنغام .. فاح حوضها من رصف “شمسان” الأصيل ... وسقيها المعطر من أوتار طالما حركت قلب هذا “الجنوب” الحبيب!

هذه “ليالي” بين يديك .. كل حرف منها إما دمعة من نار تاهت في واد من ليل الحرمان! .. أو بسمة من ورود خطرت على شفة أمل ريان!.. وأنت وأنا إما أن نبكي أو نبتهج. وصدى مشاعرنا في قلوب الآخرين هو يقظة الوجدان الإنساني الذي يعيش في أحضان الحب!. والذين يسخرون من الحب يتنكرون لواقعهم .. لوجودهم .. لآدميتهم .. بل ولنوعهم .. ذلك لأنه حتى الحيوان لا يستغني عن الحب!! ... ألخ”

وقد أشار لطفي في كلمته في افتتاحية ديوانه “ليالي” إلى بعض أصدقائه الذين ساهموا في إخراج هذا الديوان مثل الشاعر الغنائي الفنان “علي أمان” محرر مجلة “أنغام” الفنية حفظه الله وأطال في عمره والفنان “محمد شفيق” رحمه الله وغيرهم.

ومن الأغاني العدنية التي كتبها لطفي جعفر أمان في ديوانه “ليالي”:



“في جفونك

مرود السحر استوى

يا مكحل بالهوى

شوف ما سويت بالقلب التوى

وهوى

من عيونك .. ألخ



وأغنية “قالت لي”



قالت لي ليش في الهوى *** تبكي وتتألم

قلت اللي حب أنكوى *** بالنار وأتوسم

....الخ



وأغنية “في الليل”:

في الليل والدنيـــا *** نايمة بلا أحــلام *** إلا انشغـال قلبي

قلبي اللي بك يحيا *** *** ويصورك أنغــام *** تنساب مـن حبي

....الخ



وأخيراً أغنية “قلبه سأل قلبي”



قلبه ســـأل قلبي *** وعيونه تلعب بي

من علمــك تهوى *** وتكثر الشكــــوى

علشان يزيد حبي!

بعيونه يسألنا *** يزيد في أشجاني

والنظرة تقلنا *** وتحيينا من ثاني

وعاده يسألنا

من علمك تهوى *** وتكثر الشكوى

علشان يزيد حبي!

….. الخ

جميع كلمات الأغاني العدنية أعلاه لشاعرنا لطفي جعفر أمان لحنها وغناها الفنان الكبير المرحوم “أحمد بن أحمد قاسم”.

أما الفنان الكبير “سالم أحمد بامدهف” لحن وغنى بعض كلمات أغاني لطفي جعفر أمان منها:



* “نجوى الليل”



ياليـل نجومـك عيون *** في كل عين دمعة

يشهد علينا السكون *** السهد واللـــوعـــة

وتمد نورها الحنـون *** العطف والسلـوى

حتى النجوم تهــوى *** ياليــــل وتتذكــــر

مثلي أنا وتسهر

ياليل!

…الخ



* “ما شي كماك”



من جمالك من دلالك من بهاك

كل من شافك يقول ما شي كماك

كل ما في السحر من فتنة حواك

ورمى كل القلوب صرعى هواك

وأنا ما حب حد شريكي في هواك

..الخ



* وأخيراً كلمات أغنية “ألومك واعاتبك”



ألومك وأعاتبك *** لأني أحبك

أحبك

وليش بس تزعل *** تقول لي خدعتـــك

وحلفاني يبطـــل *** وعمري ما خنتـك

وأحلــف بحبــــي *** وقلبي يصونـــك

وبرضـــه تقول لي *** بأني أخـــونــــك

بأني خدعتـــــك *** وعمري ما خنتك

وأرجع أعاتبــــك *** لأني أحبـــــــــك

أحبك

..الخ



لم يكتب شاعرنا لطفي جعفر أمان أغاني عدنية فقط بل أيضاً لحن بعض كلمات أغانيه لبعض الفنانين المشهورين في عدن .. مثل “فين حلفانك” التي غناها الفنان “أحمد ناجي قاسم” رحمه الله وأسكنه جناته الوسيعة وأغنية للفنانة “فتحية الصغيرة حفظها الله وأطال في عمرها والتي تقول كلماتها:



“ما كانش ظني”

ما كـــــــانش ظنـــي *** تغــــــدر وتخوننـــــــــي

بعد اللي كـان *** بينـــــــــك وبينـــــــــــي

ما كانش ظني

دمعي عليك مشغـــول *** وأنت نــــاسينــــــــــــي

والليل علي يطــــــول *** ولا طيف يواسينـــــــــــي

وكان خيالك يسعدني *** لو حتى لحظة تغيب عني

مــــا كـــــــانش ظني *** تغــــــدر وتخوننـــــــــي

بعد اللي كـــــــــــــان *** بينـــــــــك وبينـــــــــــي

ما كانش ظني

وعلينا ألا ننسى أن الشاعر والأديب الراحل لطفي جعفر أمان كان ولا يزال من أبرز الشعراء والأدباء في اليمن وله عدة مواقف وطنية في القصيدة الوطنية التي ظلت معه تصاحبه ويصاحبها منذ خطواته الأولى في الإبداع الشعري الوطني والرومانسي.





رد مع اقتباس