[المقاوم الجنوبي]

" بركات حدور ! "

علي ثابت القضيبي


1- سبحان الله ! بمجرد صدور قرار تعيين الأخ ناصر مانع حدور مديرا عاما لشركة النفط الوطنية ، وما أن جرى ضخ المحروقات كالعادة ، ويمكن بنفس الكمية إلى خزانات النفط ومنها إلى محطات الكهرباء حتى اشتغلت الكهرباء في منازلنا ولسبع ساعات متواصلة في المرة الواحدة ! وهذا شيء لافت بحق .. فقد اختفت مبررات عطب المولدات والشبكات ونقص التوليد .. الخ ! هنا الشيء المحوري في هذا الأمر الجلل ، ولا تعليق هنا .



2-عندما جلس حدور على مقعد شركة النفط لم تصل معه قطع غيار لمحطات الكهرباء ، ولم تجر صيانة للشبكات ، بل لم تجر اي إصلاحات في منظومة الكهرباء في عدن مطلقا .. إذا ماهو الرابط بين استمرار الكهرباء لأكثر من سبع ساعات وبين جلوس حدور على مقعد مدير عام النفط ؟! وهذا السؤال العجيب هو لسان حال الشارع العدني وحديث البيوت والمجالس ، حتى أفضل المثقفين العدنيين والجنوبيين عموما هم في حيرة مطلقة إمام مثل هذه الواقعة المذهلة .



3- أثق مطلق الثقة ان الشارع الجنوبي يدرك ألان جيدا خفايا اللعبة الجهنمية التي عبثت به طوال المدة المنصرمة ، ويدرك ألان وبوضوح تام ان هوامير العبث والفساد والفساد السياسي يتحكمون وبدقة بريموت كنترول خدمات وإمكانيات عدن ومرافقها الحيوية ، وكل ذلك لفرض أجندات تختلف كلية عن تطلعات الشارع الجنوبي المعروفة وأمانيه .. وإن كانت مصالح هؤلاء تتداخل وتتضاد أحيانا مابين تحقيق مصالح ومكاسب مالية بحتة ، إلى فرض ربط الجنوب وشعبه بباب اليمن ، أو إلى الاستفادة والنهب لخيرات الجنوب وإمكانياته وبترخيص ومهادنة من أباطرة صنعاء لهذا الفساد نظير إعادة الجنوب صاغرا إلى حظيرة صنعاء وذئابها .



4- واقعة شركة النفط الوطنية ، وإن بدت في ظاهرها كواقعة عادية لاستبدال مدير بآخر ، إلا أنها كشفت المستور والمخبأ في صراع الحيتان الكبار ، ولا نغفل هنا أن هذه الواقعة قد جاءت وتسارعت بعد تنفيذ محافظ عدن لخطوة إعادة خزانات نفط حجيف من الحوت توفيق عبدالرحيم إلى الدولة ، وهذا يعني تنشيط دور شركة النفط في الخزن وتوسيع أنشطتها ومجال أداءها ، ما يعني في الوقت نفسه تقليص دور بعض الحيتان المهيمنة على سوق النفط هنا - والنفط اكبر سلعة استهلاكية ومدرة للدخل - ولذلك قفز القرار السياسي الممزوج بالفساد وعلانية ، بل وتسارعت خطوات التنفيذ لهذا القرار المفاجئ إلى تدخل الأطقم المسلحة لتنفيذه.



5- بصراحة .. وهذا واقعي ، وليس بناء على التوقعات او التخمينات التي قد تصيب وقد تخطيء ، أن هذه الخطوة هي بذرة خبيثة لصراعات قد تقود إلى مالا يحمد عقباه في رقعتنا ، ولأن المسألة هي مسألة حفاظ على مكاسب الجنوب وعلى دماء شهدائه الذين سقطوا دفاعا عن أرضه مؤخرا ، الى جانب التطلعات المشروعة للجنوبيين للعيش برخاء ولو بحدوده الدنيا ، وكذلك بين مشاريع نهب منظم وظاهر وشره لمقدرات الجنوب وتقاسم خيراته والهيمنة عليها وعلى أساس المحاصصه القذرة التي سئمها شعبنا الجنوبي وتعب من تبعاتها الجهنمية ، وهذا مايجب ان نعرفه جيدا وبعيدا عن أي تأويلات.



6- اليوم ، ومع الأسف الشديد تقفز خطابات متضاربة في غاياتها من الشارع الجنوبي حول هذه الواقعة - البذرة الخبيثة في الجسد الجنوبي - وهي تتفاوت مابين مؤيد وعلى خلفيات منا طقية جهوية بحتة ، ومعظم هذه الأصوات تتسم بالغباء والاندفاع غالبا ، ومابين أصوات متململة رافضة لمثل هكذا إجراءات لانصب بالمطلق في مصلحة عدن وشعب الجنوب عموما ، إلى أصوات تدعوا للاتزان والحكمة وتفويت فرصة اي تصعيد قد يقود الى مالا تحمد عقباه وخصوصا في الظروف الراهنة لجنوبنا.



7- لكن الأهم يبقى في مدى التعاطي الجنوبي مع مثل هكذا سلطة شرعية وأدواتها وهي تشرعن مثل هكذا ممارسات لا تصب مطلقا في خدمة الشعب الجنوبي ، بل وتتقاسم إمكانياته وخيراته كقيد لبعض الحيتان والفاسدين .. أو إلى متى سيصبر الشارع الجنوبي ويظل صامتا إزاء مثل هكذا ممارسات غير مقبولة مطلقا ، وخصوصا ان الشارع الجنوبي ورغم تحرره ماانفك يُطحن في دوامة الأزمات المفتعلة والمتلاحقة وعلى كافة الصعد والمجالات ، ويمكن أن تكون خدمات الكهرباء قد تحسنت قليلا ببركات الإصلاحي حدور كما يبدو ..