عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 01-04-2010, 03:27 PM
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 627
Arrow جوانب من النضال الوطني منقوشة في ذاكرة الجنوب العربي 6

إن غياب قيم الحق والعدالة وسلوكيات ثقافة الديمقراطية ، وسيادة الغوغائية والديكتاتورية والمناطقية والممارسات الاستبدادية ، جر الجنوب العربي إلى صراعات أدت إلى الخراب والتخلف وتجميد تطوره السياسي والواقع الكارثي الراهن
أسد الشرق الخليفي

********************

إلى أجيال الجنوب العربي الواعدة وللتاريخ وللحقيقة نروي لهم جوانب من ملاحم نضالية

وطنية مشرقة سطورها رجالا أحرار صدقوا الله على ما عاهدوا علية

نظرة إلى صفحات من تاريخنا المعاصر

***************

من كتاب الجنوب العربي في هيئة الأمم المتحدة
1963
*************

الفصل الأول

هذه هي القصة


(الجزء السادس )

كلمة المندوب البريطاني

إن انزعاج الدوائر الاستعمارية البريطانية من النجاح الذي أحرزته الرابطة بإبراز قضية الجنوب العربي إلى هذا المجال الدولي قد تجلى بوضوح في حادثتين :

الحادث الأول :

في سفر المندوب البريطاني في اللجنة من أمريكا إلى لندن قبيل بحث القضية لدراستها وتلقي التعليمات .

الحادث الثاني :

في سفر كينيدي ترافسكس من عدن إلى لندن ثم إلى هيئة الأمم المتحدة مصطحبا معه محمد فريد وزير خارجية الاتحاد حيث استمرا في متابعة سير القضية في اللجنة حتى انتهائها من بحثها .

ومستر كينيدي ترلفسكس هو المعتمد والمستشار البريطاني في الاتحاد الفدرالي حينذاك وهو المندوب السامي البريطاني للاتحاد اليوم وحاكم عدن العام , وهو في مركزه السابق واللاحق
المتصرف الحاكم بأمره في الجنوب .

ولقد تحدث المندوب البريطاني أمام اللجنة حديثا طويلا شرح فيه ما تصنعه بريطانيا من
التقدم في المنطقة ( حسب اعتقاده واعتقاد حكومته ) وبين الصعوبات التي تقف أمام التقدم ، وحاول محاولات مضحكة تبرير تصرفات حكومته والتنصل من أعمال العدوان التي انتهجتها .

مناورات يحبطها مندوبنا :

وبعد الانتهاء من الكلمات من قبل طالبيها جرت اجتماعات ومشاورات حول الخطوة التي سوف تتخذها اللجنة .
ولقد قامت أكثر من جهة بمناورات ومداورات ، الدول الصديقة لبريطانيا تريد أن تجنبها الملامة ، وبريطانيا تريد تمييع الخطوات وتفويت الفرصة على الحركة الوطنية وجهات أخرى تحاول العبث بالمطالب العادلة في سبيل الأوهام .

وبدت فكرة إرسال لجنة فرعية لتقصي الحقائق وللبحث عن اسلم السبل لتنفيذ إعلان تصفية الاستعمار بالنسبة للجنوب ، وإجراءات تنفيذ هذا الإعلان .
وقامت مناورات حينذاك تستهدف تأخير إصدار القرارات والاكتفاء بقرار إرسال اللجنة الفرعية إلى الجنوب العربي والى المناطق المجاورة التي يتواجد فيها أبناء الجنوب .
وهنا قام مندوب الرابطة بدور حاسم إذ رفض تأجيل القرارات المتعلقة بتصفية الاستعمار انتظارا لانتهاء اللجنة الفرعية من مهمتها ، وطالب لجنة تصفية الاستعمار بإصدار قراراتها أولا طبقا للإعلان الصادر عام 1960 والإعلان المؤكد له عام 1960 . على إن تشمل هذه القرارات إرسال اللجنة الفرعية ومهمتها .
وبالفعل نجح مندوب الرابطة فيما استهدفه وصدرت قرارات لجنة التصفية المشهورة ونصها
مسجل في موضعه من هذا الكتاب .

قرارات حاسمة للجنة تصفية الاستعمار:

ناقشت اللجنة الخاصة ( لجنة تصفية الاستعمار ) قضية بلادنا ( الجنوب العربي ) في اجتماعها 149 ، 164 ، 169 ، وهي الاجتماعات التي عقدت في 17 ابريل إلى 3 مايو سنة 1963 و10 مايو 1963 وفقا للقرار الخاص بإعلان استقلال البلاد المستعمرة .

وتحدث من ذكرناهم سابقا إلى اللجنة . وخلال هذه المناقشات العامة اقترح أنه من الأفضل أن تقوم اللجنة الخاصة بإرسال بعثة لزيارة عدن والمحميات للاتصال بممثلي الشعب والاطلاع على ما يدور في ارض الجنوب العربي ووضع تقرير وتوصيات عن أسرع الوسائل لتنفيذ القرار الخاص بمنح الاستقلال للمستعمرات .

وكان من رأي بعض أعضاء اللجنة أن يكتفي بقرار إرسال اللجنة ، ولكن مندوب حزب الرابطة الزميل شيخان الحبشي بذل جهودا كبيرة تستهدف عدم الاكتفاء بقرار إرسال اللجنة حيث ذكر لأعضاء اللجنة ضرورة إصدار قرارات بخصوص هذه القضية وفقا للقرار الخاص بإعلان الاستقلال للبلاد المستعمرة وعدم إرجاء ذلك حتى انتهاء اللجنة من مهمتها لأن نتائج زيارة اللجنة لن تؤثر على قرار إعلان الاستقلال بل إن مهمتها هي اختيار أسرع الوسائل لتنفيذ هذا القرار .

وقد كللت هذه الجهود بالنجاح حيث صدرت قرارات اللجنة الخاصة في 3 مايو سنة 1963 التي ستنشر في هذا الكتاب بنصها . وقد صدرت هذه القرارات بأغلبية ثمانية عشر صوتا ضد خمسة وغياب عضو واحد وقد احتوت هذه القرارات على :

1- دمغ السلطة الإدارية البريطانية في الجنوب بأنها لم تتخذ التدابير اللازمة لتنفيذ القرار الخاص إعلان منح الاستقلال للمستعمرات في هذه المنطقة .
2- إن السلام والأمن مهدد في الجنوب العربي نتيجة للتصرفات البريطانية .
3- أن من حق شعب الجنوب العربي أن يقرر مصيره وينال استقلاله .
4- مطالبة بريطانيا بإلغاء قرارات النفي والإبعاد وإطلاق سراح المسجونين السياسيين وإطلاق الحريات العامة .
5- إرسال لجنة فرعية إلى هذه المقاطعات والبلاد المجاورة التي يتواجد فيها أبناء الجنوب العربي ويختار رئيس اللجنة الخاصة ( لجنة تصفية الاستعمار ) أعضاء اللجنة الفرعية .







اللجنة الفرعية :

وفي 10 مايو سنة 1963 أعلن رئيس اللجنة انتخاب أعضاء اللجنة الفرعية كالأتي :

1- فويناي سون كمبوديا رئيسا

2- عدنان الباجهجي العراق عضوا

3- ريمي ادرياماهارو مدغشقر عضوا

4- ليونارد ودياز جونزالز فنزويلا عضوا

5- ميسو بامييسفك يوغسلافيا عضوا



المملكة المتحدة ترفض زيارة اللجنة للجنوب العربي :

ولقد وقفت المملكة المتحدة موقفا مؤسفا من هذه اللجنة حيث رفض المندوب البريطاني في لجنة تصفية الاستعمار بناء على تعليمات حكومته القرار الذي يقضي بزيارة اللجنة الفرعية لعدن والمحميات لاستطلاع آراء الشعب وممثليه والتباحث مع السلطات الإدارية في المنطقة . وقد كانت حجة المملكة المتحدة في رفضها كما جاء في كلام ممثلها أمام لجنة تصفية الاستعمار وقبل إصدار القرار :

"" أن مسئولية إدارة المناطق غير المتمتعة بالحكم الذاتي تقع على عاتق ممثل الإدارة المحلية وليست على عاتق الأمم المتحدة وأن حكومته لا تنوي التخلي أو السماح بالمشاركة في هذه المسئولية لأحد وان حكومته تؤمن بأن تقسيم المسئولية يؤدي إلى التأخير والارتباك ، كما أضاف قائلا أن حضور البعثة إلى أقاليم المملكة المتحدة سيؤدي بصراحة إلى تدخل في الشئون الداخلية في هذا الإقليم وانه خول من قبل حكومته للإعلان بأن اقتراحا كهذا لا يمكن قبوله "".

وقد رد غالبية الأعضاء على الممثل البريطاني وهدموا وجهة نظره وكان منطقهم واضحا وحاسما
: انه عملا بإعلان منح الاستقلال للشعوب المستعمرة فان الجمعية العامة قد باشرت مسئولية خاصة بمساعدة البلدان المستقلة للتأكد من سرعة منح الاستقلال للمستعمرات وذلك بموجب القرارات رقم 1514 الدورة الخامسة عشر بتاريخ 14 ديسمبر 1960 ، ورقم 1654 الدورة
السادسة عشر بتاريخ 27 نوفمبر سنة 1961 ، ورقم 1810 الدورة السابعة عشر بتاريخ 17
ديسمبر 1962 ، لهذا فقد خولت الجمعية العامة اللجنة الخاصة إرسال بعثة الى هذه الأقاليم
لاستطلاع الأحوال السائدة هناك .

وإرسال بعثة الى عدن يسهل للجنة الخاصة دراسة واقع الحقائق ويمدها بالتفاصيل الصحيحة
للحالة هناك . والأهمية التي تعلقها اللجنة الفرعية على المهمة المسندة إليها ، وشعورها نتيجة
لذلك بضرورة زيارة المنطقة نفسها فقد بذلت جهودا أخرى لإقناع المملكة المتحدة بإعادة التفكير ثانية في الوضع الذي اتخذته في اللجنة الخاصة بشأن هذه الزيارة .


وقد اتصل رئيس اللجنة الفرعية بممثل بريطانيا في اللجنة الخاصة ( لجنة تصفية الاستعمار )
وذلك يوم 15 مايو سنة 1963 بهذا الخصوص . غير أن الممثل البريطاني عاد وابلغ نائب
رئيس اللجنة الخاصة بواسطة خطاب بتاريخ 20 مايو سنة 1963 بأن طلبه الخاص بزيارة
اللجنة الفرعية الى عدن غير مقبول لنفس الأسباب التي أبديت في اللجنة الخاصة . وتقول
اللجنة الفرعية في تقريرها الذي قدمته الى اللجنة الخاصة ( لجنة تصفية الاستعمار ) بخصوص هذا الموضوع مايأتي بالنص :

(أن اللجنة الفرعية اهتمت بالحجج التي قدمتها ممثل المملكة المتحدة في اللجنة الخاصة لشرح وجهة نظرها ، ولكنها لم توافق عليها ، وفي نظرها أن الأمم المتحدة مسئولة بالنسبة للمناطق غير المتمتعة بالحكم الذاتي مسئولية مستمدة من مبادئ الميثاق المتعلقة بهذه المناطق ، ومن الإعلان الخاص بمنح الاستقلال للمستعمرات الذي أقرته الجمعية العامة .
واللجنة الفرعية لا تستطيع قبول الزعم البريطاني بأن ذهاب لجنة الى الجنوب يؤدي الى البلبلة والتأخير ، وأن الجهاز الذي أنشأته الأمم المتحدة لمساعدة هذه المناطق للحصول على
استقلالها ثبتت فائدته كليا ، وأن من واجب السلطات الإدارية هناك أن تبدي تعاونا كاملا مع
الأمم المتحدة .
بيد أنه وجدت اللجنة الفرعية مع الأسف أن المملكة المتحدة تعتبر زيارة البعثة الى عدن
والمحميات العدنية تدخلا في الشئون الداخلية لتلك المناطق . وهذا كله يتعارض مع الاقتراح
بشأن زيارة عدن لاستطلاع وجهات نظر الشعب تنفيذا للقرار الخاص بالاستقلال .
واللجنة الفرعية تبدي أسفها الشديد وشعورها بخيبة الأمل بسبب الموقف الذي اتخذته المملكة المتحدة ، وهذا القرار لم يمنع اللجنة الفرعية من القيام بواجبات موكولة إليها ولكنه أنكر عليها أهم وسيلة للقيام بأعبائها )


زيارة اللجنة الفرعية للبلاد المجاورة للجنوب العربي

نظرا لهذا الإصرار من قبل الحكومة البريطانية على عدم السماح للجنة الفرعية بزيارة
الجنوب العربي ، هذا الإصرار الذي دفع حكومة عدن البريطانية الى إصدار منشور
سري موقع من مراقب الهجرة في عدن الى جميع شركات الطيران والبواخر ينذرهم
فيه بعدم السماح لأعضاء اللجنة الفرعية ( وذكرت في المنشور أسماؤهم ) بالدخول الى
عدن ولو عن طريق الترانزيت ( المنشور بتاريخ 23 مايو سنة 1963 )
نظرا لهذا الإصرار من قبل الحكومة البريطانية على رفض تنفيذ قرار لجنة تصفية
الاستعمار والحيلولة دون اللجنة الفرعية ومزاولة مهمتها لم يكن أمام اللجنة طريق
سوى زيارة البلدان المجاورة للجنوب العربي وهي البلدان التي يوجد فيها أعداد من
أبناء الجنوب .
فقامت بزيارة كل من الجمهورية العربية المتحدة (مصر) ، واليمن ، والمملكة العربية
السعودية ، والعراق . أمضت اللجنة الفرعية في القاهرة أيام 25 ، 26 و27 مايو .
ومكثت في صنعاء ونعز أيام 28 ، 29 ، 30 مايو . وأمضت في جدة يومي 2 ، 3 يونيو
وأمضت يوما في بغداد هو يوم 5 يونيو .

واستطاعت اللجنة في هذه المدة مقابلة 56 شخصا في المدن الخمس كما تلقت عددا كبيرا
من الوثائق التي تحتوي على بيانات مفصلة عن الحالة في الجنوب حررها الوطنيون ،
كما تلقت عددا كبيرا من البيانات والخطابات والبرقيات بعث بها أشخاص لم تستطع
اللجنة مقابلتهم أو لم يتمكنوا من الحضور أمامها .
وتقول اللجنة الفرعية في تقريرها عقب هذه الزيارات :

( لقد علمت اللجنة بأن الأهالي وممثلي الهيئات كانوا ينتظرون هذه الزيارة بلهفة وترقب
ولهذا قررت اللجنة أن يحضر كل جلساتها رجال الصحافة كما قررت حضور الأهالي بقدر
ما تسمح الظروف )

ثم تقول اللجنة :

( وفي بداية كل اجتماع كان رئيس اللجنة الفرعية يعلن للحاضرين الصلاحية المخولة
له من قبل اللجنة الخاصة ( لجنة تصفية الاستعمار ) ومضمون القرار الصادر بتاريخ
3 مايو سنة 1963 بشأن منح الاستقلال للمستعمرات ، وحق تقرير مصيرها بنفسها طبقا
للقرار ( 1514 الدورة 15 بتاريخ 14 ديسمبر سنة 1963 ) الذي أوصى بحق هذه
المناطق في تقرير مصيرها بحرية وديمقراطية ، وأن اللجنة الفرعية مكلفة بالتأكد من
وجهات نظر مختلف الطوائف خاصة ممثلي الشعب وقادة الأحزاب السياسية ، وأن اللجنة
الفرعية قد أرسلت الى هذه المناطق وخول لها حق زيارة البلاد المجاورة أيضا وأنها
ستقدم تقريرها الى اللجنة الخاصة موضحة فيه رغبات الأهالي وتوصياتها اللازمة بشأن
منح الاستقلال للبلاد المستعمرة )



الى اللقاء في الجزء السابع من هذه هي القصة
رد مع اقتباس