عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 07-16-2011, 02:30 AM
عضو محترف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: عدن الجنوب العربي
المشاركات: 484
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

بقلم : فؤاد راشد
الموت حق ، ولا راد لقضاء الله ، وانا لله وانا اليه راجعون .
قتل الأخ الصديق الأديب السياسي الصلب أحمد القمع في حادثة لا زال يكتنفها الغموض .. نحتسبه عند الله شهيدا ، ويعد القمع أحد رجالات التحرير في الجنوب والمنادين له جهرا في وقت كان البعض لا ينطق به همسا .
في وقت مبكر شعر القمع بهذه الحقيقة .. أن ما يجري في الجنوب هو احتلال بين وساطع ، ولا يوجد لدى الشريك أي شعور بالمسؤولية تجاه بناء وطن حقيقي ، وتغليب هذه المصلحة على شهوة النصر في الحرب القذرة التي شنت على الجنوب في يوليو 94م .
أعلن القمع عن استقالته من حزب التجمع الوحدوي اليمني ( حزب الأدباء والمثقفين ) وهو الحزب الذي نادى رئيسه عمر الجاوي رحمه الله بالوحدة اليمنية وناضل نضالا مستميتا من اجلها حتى قتلوه ، ومن الحب ماقتل !! .
أحمد القمع ، ومثله العشرات من أدباء ومثقفي الجنوب كانوا في طليعة المنادين بالوحدة ايمانا بالمبادئ القومية ، ولما أكتشف زيف ذلك ، كان من أوائل الأدباء ، والمثقفين في الجنوب ممن ينفض يده ويبرئ ذمته من وحدة عمدت بسفك الدم الجنوبي .
انخرط القمع في كل الحركات التحررية بالجنوب حتى أستقر به المقام في المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب نائبا لرئيس مجلس الحراك بمحافظة أبين .
تعرفت عليه قبل نحو أربع سنوات حين زار مدينة المكلا مع وفد كبير يتقدمهم الزعيم الجنوبي ناصر النوبة ، ومنذ ذلك الحين لم تنقطع الاتصالات بيننا وتتجدد اللقاءات بين حين واخر ، وأنضممنا معا في المجلس الوطني الذي أنشأه الأب الروحي لثورة الجنوب حسن أحمد باعوم في العام 2009م وهو المجلس الذي رفع وجهر علنا بمشروع التحرير والاستقلال .
عاش القمع بسيطا وفقيرا .. عاش ايضا كريما رافعا رأسه .. مؤمنا بالمبادئ .. عاش لا يملك شيئا سوى ايمانه بقضية تحرير الجنوب ولو كلفه ذلك عمره .. وقطعا ذهب عمره اليوم من أجل ذلك .
-----------------
في اجتماع شوحط بمدينة لودر تم تشكيل لجنة من الأخوة العميد عيدروس حقيس والسفير قاسم عسكر جبران وأحمد القمع وناصر اليزيدي وكاتب السطور وذلك لترجمة المبادرة المقدمة من الاجتماع بقصد رأب الصدع المجلس الاعلى للحراك ، والذي تفجر عقب اقرار البرنامج السياسي .
طلعت من المكلا ومررت على الأخ ناصر اليزيدي بجعار والمعارك بالمدينة حامية الوطيس .. وانتظرنا القمع يلحق بنا ثم نذهب جميعا الى عدن .
تأخر القمع عنا يوما لأنه كان يبحث عن مصاريف الرحلة ، وبالكاد دبر مبلغا ليصل الينا .
واجتمعنا قرابة أربعة أيام نؤدي المهمة ، ولما أنتهينا منها ودع كل منا صاحبه ليعود كل منا الى منطقته .. وكان القمع صامتا .. لم يقل شيئا .. لم يقل أنه لا يملك ثمن رحلة العودة من عدن الى القوز منطقته بابين .
أيه ياقمع ، وانت اليوم حتى الثرى .. درت الجنوب كله ، وأنت لا تملك ثمن وجبة عشاء .. تصارع المتخاذلين .. تجرجر الى السجون .. تقاتل للقضية العادلة بلسانك ،وقلمك ،ومنطقك ،وصمودك .
اذكرك يا أخي وانت تناضل معنا في ردفان من أجل اقرار البرنامج السياسي للمجلس الأعلى وكي نغلق الأبواب ونتثبت مشروع الاستقلال والتحرير .. أذكرك ، وأنت ترفض مقترح تصعيد نواب رؤساء مجالس الحراك الى هيئة الرئاسة العليا رفضا لتصعيدك .. قلت لنا أنك تجد نفسك مواطنا جنوبيا في ميادين النضال اكثر أي منصب قيادي تناله .
كنت في عدن بعيدا عن أهلك ، وأولادك منضما الى شباب التحرير .. تفترش ساحات التحرير بالمنصورة نوما واعتصاما وحراكا .
تغيب عنا اليوم ، ونحن في حاجتك لمواصلة المشوار .. يحززنا ان نواصله دونك .. لقد غيبك القدر ولا مرد من ذلك .
طوبى لمن ماتوا وهم على مبادئهم ومواقفهم ثابتين .
رد مع اقتباس