عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-16-2009, 12:12 PM
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 627
Arrow جوانب من النضال الوطني منقوشة في ذاكرة الجنوب العربي (1-2-3 -4-5-6)

[COLOR="Blue"]

:


نظرة في صفحات مشرقة من تاريخ الجنوب العربي


متابعة بقلم / اسد الشرق
[فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]


تاج عدن / خاص

متابعة بقلم / اسد الشرق

نظرة في صفحات مشرقة من تاريخ الجنوب العربي


إلى أجيال الجنوب العربي الواعدة ، وللتاريخ وللحقيقة نروي لهم جوانب من ملاحم نضالية وطنية مشرقة سطروها رجالا أحرار صدقوا الله على ما عاهدوا علية



منقول من كتاب ( الجنوب العربي في هيئة الأمم المتحدة ) 1963


الفصل الأول


هذه هي القصة


(الجزء الأول )



نقطة الانطلاق


إن الحركة الوطنية في الجنوب العربي نشأت متأخرة نتيجة لعوامل وظروف عديدة .
انبثقت هذه الحركة عام 1948 بولادة ( رابطة الجنوب العربي ) واستمرت الرابطة
في إرساء قواعد النضال في الجنوب منذ ذلك التاريخ حتى عام 1956 , مبشرة بالفكرة
منظمة للمؤمنين بها , ولم تكن ظروف الجنوب والمد الاستعماري حينذاك يسمح للرابطة
بالاقتصار في نشاطها على ذلك بل اضطرت في كثير من الأحيان لخوض معارك محلية
في عدد من المناطق تستهدف عرقلة هذا المد الاستعماري الذي كان يتوغل في الجنوب
في نفس الوقت الذي ينحسر فيه هذا المد في كثير من بقاع العالم .
وكانت الرابطة حتى عام 1956 مشغولة بالعمل في الداخل عن خطة تستهدف ربط هذا
النضال بكفاح شعوب العالم ضد الاستعمار وخاصة كفاح الشعب العربي في الأجزاء الأخرى
من الوطن العربي الكبير .
في منتصف هذا العام بلغ النضال في الجنوب العربي من ناحية , وتخطيطات المستعمر
ومشاريعه وعدوانه على قطاعات الشعب العديدة من ناحية أخرى مستوى يحتم الانتقال
به إلى مرحلة جديدة .
أن الرابطة وهي تؤمن بوحدة النضال العربي وترابطه , وتؤمن بالأثر الكبير للنضال العالمي
ضد الاستعمار قررت عام 1956 ضرورة ربط نضالنا في الجنوب بالنضال العربي العام
في سبيل التحرر والوحدة العربية وتطوير المجتمع العربي إلى مستوى أفضل , كما قررت
الرابطة اختيار الزمن المناسب لنقل القضية بعد ذلك إلى المجالات الدولية رسمية وشعبية .

ماذا حدث عام 1956 ؟

تبلورت في عام 1955 اتجاهات الحركة الوطنية في الجنوب , وتجمع الوطنيون في تيار ذي
أهداف محددة , وتكون المؤتمر الوطني بقيادة رابطة الجنوب العربي ووقف الوطنيون في
الجنوب العربي صفا واحدا برأي موحد ضد المشاريع الاستعمارية ورسموا الخط الذي يجب
ان تسير عليه بلادهم .

ولهذا لم يسعف البريطانيين صبرهم ولا برودهم التقليدي فقاموا بعدد من الإجراءات العنيفة
عام 1956 شملت المحاكمات والغرامات والاعتقال والتفتيش , ثم ختمت ذلك في نفس العام
بنفي كل من رئيس وأمين عام حزب رابطة الجنوب العربي من عدن حيث حظرت عليهما
العودة إليها , واتخذ رئيس الرابطة وأمينها العام القاهرة مقرا لهما وأسسا فيها مكتب الجنوب
العربي حيث افتتح رسميا أواخر عام 1956 , وكان تأسيس مكتب الجنوب العربي بالقاهرة
نقطة انطلاق للمرحلة النضالية الجديدة .

ولم تكن تلك الإجراءات التعسفية التي ارتكبتها بريطانيا ضد حقوق الإنسان وكرامته بمثبطة
للهمم أو عائقة لانطلاق الحركة إلى أهدافها بل كان الأمر على العكس من ذلك إذ لم يلبث
الموقف بين الشعب المناضل ومستعمريه أن عاد إلى التأزم العنيف أواخر عام 1957 وأوائل
عام 1958 وفقدت بريطانيا أعصابها وارتكبت سلسلة من اعنف واقسي الإجراءات العسكرية
البوليسية أهمها :

1- احتلال سلطنة لحج بقوات كبيرة من الجيش البريطاني والقوات الأخرى التابعة له وكذلك
احتلال يافع الساحل والعوالق العليا .

2- محاولة القبض على رئيس الرابطة وأخويه وهما من قادة الرابطة ومطاردته حتى حدود
اليمن .

3- عزل سلطان لحج ( السلطان علي عبدا لكريم العبدلي ) ونفيه عن بلاده وعن سائر الجنوب

4- عملت على إبعاد نائب سلطان يافع ونائب شيخ العوالق العليا من بلادهما .

5- إعلان حالة الطوارئ في عدن وإيقاف صدور صحيفة الجنوب العربي لسان حال الرابطة
وإصدار الأمر باعتقال صاحبها ورئيس تحريرها الذي هو في الوقت احد أقطاب الرابطة .

6- إغلاق فروع حزب الرابطة في لحج ويافع والفضلى والعوالق وإغلاق عدد كبير من
النادية وفي مقدمتها نادي الشباب الثقافي بالمكلا ( حضرموت ) .

7- اعتقال عدد كبير من رجالات الجنوب العربي وفي مقدمتهم مدير المعارف والإشغال
والمالية بالسلطنة الفضلية , مدير المعارف والصحة بسلطنة لحج حيث اعتقلته في
جزيرة سقطرى ستة أشهر أطلقت سراحه بعدها ونغته من الجنوب العربي وحرمت عليه
العودة إليه .

وقد صاحب هذه الإجراءات ضغط وإرهاب عام في سائر مدن المنطقة وفي مقدمتها عدن
كما صاحبتها عمليات قمع مسلحة للقبائل الموالية للرابطة استخدم فيها سلاح الطيران
البريطاني بشكل لا يشرف دولة تدعي التمدن والحفاظ على حقوق الإنسان وكرامته .

وفي هذه الظروف المحتدمة بالنضال والصراع المليئة بالغدر الاستعماري والعدوان على الحقوق والكرامة الإنسانية , كان مكتب الجنوب العربي بالقاهرة يقوم بمهمته في المجال العربي وينهض بدوره في النضال , كما انه يتلمس السبيل إلى المجال الدولي لشرح هذه
القضية واستصراخ ضمير الإنسانية المتحررة , وكان المؤتمر الأسيوي الإفريقي الباب
العريض الذي ولجته قضية الجنوب العربي فاحتلت مكانها وسط قضايا الشعوب الإفريقية
الأسيوية المناضلة وذلك في شهر ديسمبر 1957 , وفي منتصف عام 1958 كان العدوان
البريطاني والغطرسة الاستعمارية قد بلغا أوجهما وأوغلت الحكومة البريطانية في تجاهل
حقوق الشعب العربي في الجنوب تلك الحقوق التي اقرنها المواثيق الدولية ووقعتها بريطانيا
ضمن الدول التي وقعتها وأعلنتها .

وعندئذ قررت الرابطة انه لم يعد هناك مناص من الانتقال بقضية الجنوب العربي الى مرحلة
جديدة أخرى , وهي عرض القضية على هيئة الأمم المتحدة .
وكانت كل الظروف الداخلية والخارجية مهيأة تماما لعرض هذه القضية ... النضال في الداخل
محتدم بين قوى الشعب العاملة وبين المستعمر والقوى المتحالفة معه , نضال في كافة المستويات وبكل الوسائل , نضال سياسي تقوده الطليعة في المدن بشكل منظم وشامل
نضال مسلح تقوده القبائل المتجاوبة مع الحركة الوطنية حيث خاضت سلسلة من المعارك القوية وتعرضت بفداء وتضحية لعمليات قاسية من القصف الجوي والأرضي .

نضال عمالي يخوضه العمال الوطنيون في عدن في تجاوب مخلص مع الحركة السياسية
( الرابطة ) ولم تكن القيادة العمالية الانتهازية قد أطلت برأسها بعد – نضال سياسي في
الخارج يقوده مكتب الجنوب العربي بالقاهرة ورجاله الذين زاروا العواصم العربية تهيئة
للمرحلة الجديدة .

والجو العربي حينذاك كان جوا مهيئا تماما لاتخاذ الخطوة !!
الجمهورية العربية بإقليميها الشمالي والجنوبي في وحدة رائعة رائدة قائدة للنضال العربي
في كل مكان .

الشعب العراقي في نشوة النصر بثورة 14 تموز وفي طريقه لتحقيق الوحدة العربية الشاملة !
الخلافات بين الدول العربية لا يكاد يحس بها

اليمن دخلت عضوا في اتحاد مع الجمهورية العربية المتحدة !!

والجو العالمي كان أيضا مهيئا تماما لعرض هذه القضية !!

كانت بريطانيا قد خرجت من عدوانها الفاشل في السويس ملطخة بالهزيمة والعار ! مدموغة
في هيئة الأمم المتحدة وفي أنظار سائر دول العالم بالعدوان وفرض استعمارها على المنطقة
العربية وتحالفها مع إسرائيل كانت بريطانيا نتيجة لعدوانها هذا تتقهقر عن المنطقة العربية
وتنحسر بغير انتظام .

ومن ناحية أخرى فان الدول المناهضة للاستعمار كانت تتضافر جهودها في هيئة الأمم للقضاء
عليه وتتلقف أية قضية ترفع إلى الأمم المتحدة لتدين الدول الاستعمارية وتفضح أساليبها .
وهكذا فان كل الظروف الداخلية والخارجية حينذاك كانت مهيأة تماما لعرض هذه القضية في
هيئة الأمم المتحدة .
ولهذا قررت الرابطة إبراز قضية الجنوب العربي في المجال الدولي والعمل على عرضها في
هيئة الأمم المتحدة .


(1)

التعديل الأخير تم بواسطة asdashrqalkhalifi ; 01-04-2010 الساعة 11:29 PM
رد مع اقتباس