عرض مشاركة واحدة
  #55  
قديم 01-28-2015, 09:00 PM
الصورة الرمزية روابي الجنوب
المـشـرف الـعـام
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 121,433
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

الشروط الواجب توفرها لنجاح أي تسوية سياسية جديدة في اليمن






ا فائدة من أي اتفاق سيتم توقيعه، وسيكون كباقي الاتفاقات التي تم توقيعها سابقاً، لن يتم تنفيذه أو سيعمل كمسكن للأزمة فقط، ولا أخفي على المواطنين ومن خلال حضوري عمليات تفاوض وتوقيع أن أغلب الأطراف السياسية توقع الاتفاق وهي مضمرة الانقلاب عليه أثناء التوقيع.



تكمن الاشكالية في أن الأطراف السياسية تتجنب الخوض في خلافاتها الحقيقية وغالباً ما تتضمن اتفاقاتهم عبارات عامة وفضفاضة وانشائية قابلة للتأويل والتفسير كلاً على حسب مصلحته، ويتجنبون الخوض في التفاصيل والخلافات الحقيقية وغالباً ما يتهربون منها حتى لا ترهقهم المفاوضات حولها، إضافة الى أن بعض الأطراف توقع وهي غير مقتنعة لكي لا تتهم أنها تعرقل المسار السياسي، وتنتظر أقرب فرصة لتتملص من الاتفاقات.



ومن هنا فشلت أغلب الاتفاقات والتسويات، ولكي تكون أي تسوية جديدة ناجحة ينبغي أن تتوفر شروط موضوعية لإنجاحها:



1- أن تكون هناك رغبة حقيقية وجادة من الأطراف في تسوية خلافاتها.



2- أن يسبق المفاوضات خطوات تُثبت حسن نية كل طرف بقدر ما يمتلكه من قوة على الأرض، وبما أن أنصار الله اليوم هم الفاعل الأساس في العاصمة فإن عليهم –قبل الشروع في المفاوضات- سحب مسلحيهم على الأقل من محيط رئاسة الجمهورية ومنزل الرئيس ووزارة الدفاع والداخلية والأجهزة الأمنية والعسكرية الأخرى ومنازل الوزراء المستقيلين بالتنسيق مع تلك الجهات، لأنه لا يعقل أن تبدأ المفاوضات تحت فوهات البنادق، ولكي لا يشعر رئيس الجمهورية المستقيل وباقي القوى السياسية أنهم يفاوضون تحت التهديد أو الإقامة الجبرية لوزرائهم، كما أن ذلك سيثبت مدى استعداد أنصار الله –الطرف الأقوى- لتقديم تنازلات.



3- أن تكون هناك أطراف وشخصيات وطنية مستقلة حاضرة في المفاوضات تشهد على مختلف الأطراف لتنقل الحقيقة للرأي العام في حال الفشل أو في حال عرقل أحد الأطراف سير تلك العملية.



4- أن يتم طرح القضايا الخلافية الحقيقية على طاولة المفاوضات، وأن يتم تزمين أي اتفاقات وتحديد نسبة وكم وكيف الشراكة بالأرقام والمسميات الوظيفية، إضافة الى تزمين وتحديد كل البنود بشكل لا يقبل اللبس أو التأويل.



5- أن يتم الاتفاق على هيئة تحكيم مستقلة من شخصيات قوية وجريئة وقادرة على اتخاذ القرار وقول كلمة الحق تتابع عملية تنفيذ أي اتفاق وفض أي منازعات حول بعض الفقرات وتحدد من هي الجهة التي قد تعرقل أو تتلكأ أو تماطل في التنفيذ.



6- أن يشمل الاتفاق حلاً لمشكلة مأرب.



7- أن يشمل الاتفاق مصالحة بين الأطراف التي تخوض صراعاً عسكرياً على الأرض، واعلامياً تحريضياً عبر وسائل الإعلام، وتخول هيئة التحكيم كذلك بمراقبة وسائل الاعلام القريبة والمحسوبة على الجهات السياسية، وأي وسائل اعلامية تتمرد على جهاتها وتستمر في التحريض المناطقي والطائفي والمذهبي بما يهدد وحدة الوطن وتماسك نسيجه الاجتماعي يتم الاتفاق على اغلاقها عبر نيابة الصحافة والمطبوعات وتقوم وزارة المواصلات بحظر مواقعها على النت ومنع محركات البحث من نشر أخبارها.



8- أن تكون الأمم المتحدة حاضره ممثلة بمساعد أمينها العام لكي يكون هناك ضمان ودعم دولي لأي اتفاق.



من خلال تجربتي في الحوار والتفاوض لن تنجح أي تسوية جديدة ما لم تتوفر على الأقل تلك الشروط، واعتقد أنها الحد الأدنى الذي قد يضمن النجاح.



وأي مفاوضات تُخاض دون الاتفاق على مثل تلك الشروط الموضوعية سيكون مصيرها الفشل أو عدم التطبيق وقد نقضي على ما يمكن أن نسميه آخر الفرص التي قد تحفظ أمن اليمن ووحدته وسلامة أراضيه.



* علي البخيتي - سياسي يمني وقيادي مستقيل من حركة أنصار الله الحوثيين

اقرأ المزيد من شبوة برس | الشروط الواجب توفرها لنجاح أي تسوية سياسية جديدة في اليمن [فقط الأعضاء المسجلين والمفعلين يمكنهم رؤية الوصلات . إضغط هنا للتسجيل]

__________________
رد مع اقتباس