[العبد لله بو صالح]

لتحرير الجنوب وأحد أبرز الشخصيات السياسية والعسكرية والقبلية بمنطقة باكازم خاصة بمديرية المحفد بمحافظة أبين وفي الجنوب عامة.



وهو أول عسكري جنوبي أعلن الكفاح المسلح ضد الإحتلال اليمني البغيض لاستعادة دولة الجنوب كما كان أول من وصف دولة الجمهورية العربية اليمنية ونظام صنعاء بالمحتل.
قاد حركة احتجاجات مسلحة ضد نظام الإحتلال اليمني في الجنوب في العام 2005 . ودعا الضباط والعسكريين الجنوبيين للإنضمام إلى حركته المسلحة وعلى إثر ذلك قامت قوات من الجيش والأمن المركزي للإحتلال اليمني بمطاردة العقيد الشحتور ولكنها عجزت عن إلقاء القبض علية وظل يتنقل هو وأنصاره بين الجبال والشعاب الواقعة بين محافظتي أبين وشبوة وكان يمارس حرب عصابات ضد القوات اليمنية الغاصبة المتمركزة في منطقة المحفد وكبدها خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.
وهو أيضا أول من كسر حاجز الخوف وكان من بين أوائل من أشعل شرارة النضال التي وضعت اللبنات الاولى ومهدت لظهور الحراك السلمي الجنوبي في الساحة الجنوبية.

قامت قوات الإحتلال اليمني بمطاردته في الجبال في منطقة المحفد وحدثت بينه وبينهم مناوشات عديدة أدت في نهاية الأمر بنظام الإحتلال اليمني البربري إلى إرسال وفد للتفاوض معه وعرضت عليه ملايين الريالات مقابل تخليه عن قضية أرضه وعدم مجابهة المحتلين الذين دمروا الحرث والنسل.
إلا أن قائدنا البطل المقدام العقيد سعيد الشحتور رفض عرضهم المغري رغم ظروفه المادية الصعبة واستمر في نضاله الدؤوب وأعلن عن المقاومة الشعبية المسلحة لتحرير الجنوب العربي المحتل وأصدر بيانه التاريخي الذي نشر في صحفية الأيام الجنوبية آنذاك وكذا في جميع الجرائد المحلية للإحتلال اليمني البغيض حتى انسحبت كافة القوات من منطقة المحفد وأصبحت محررة تماما منذ سنوات .
لقد أبلى المناضل القائد الجسور البطل العقيد سعيد الشحتور بلاء حسنا في الدفاع عن الجنوب وإذكاء روح الفداء والتضحية والشجاعة والإقدام والعزة والكرامة في قلوب الجنوبيين فقضى فقيدنا البطل العقيد سعيد الشحتور حياته مدافعا عن الأرض والإنسان الجنوبي وظل على عهده للشهداء حتى آخر يوم في حياته ولم يفرط في قضيته برغم كل الصعاب.

كما ترك انطباعا خاصا واحتراما كبيرا في نفوس أزلام ونظام الإحتلال اليمني لأنهم عرفوا حقيقة هذا المناضل الفذ عن قرب بحكم المواجهات الدائمة والمباشرة بينه وبينهم ... وبالتالي عرفوا من هو المناضل الصلب سعيد الشحتور .
ولم يترك المناضل البطل سعيد الشحتور انطباعا خاصا عن شخصيته لدى حكومة الإحتلال اليمني فقط... بل ترك بصمته العميقة في نفوس أبناء الجمهورية العربية اليمنية أيضا حتى قال عنه أحد الصحفيين ويدعى عابد المهذري والذي أجرى معه مقابلة صحفية أثناء وجود الفقيد البطل سعيد الشحتور في الجبال بتاريخ الثامن والعشرين من يونيو عام ألفين وسبعة أي قبل انطلاق الثورة السلمية الجنوبية بعشرة أيام فقط...
قال ذلك الصحفي عنه بعد انتهاء المقابلة:

"يخبرني بان الدنيا في تلك اللحظة منتصف الليل.. قبل اسبوعين ظلام حالك والامطار غزيرة على الجبال التي يتمترس فيها.. ليتركني ارسم عنه صورة خيالية.. تشبه ملامح المحاربين القداما.. ورجال الثورة بشاربين مفتولين .. ووجه صارم بحاجبين مقطبين من شرارة.. ينظر الى البعيد في يقظة وتركيز وهو متكىء على صخور (جرف) جبلي والى جواره رفاقه الاشداء.. وبين يديه سلاحه الجيتري.. وجعبة الرصاص وكأنما سعيد شحتور جيفارا الابيض."


ترجل الفارس الشجاع بعد أن ملأ الأسماع والآفاق ببطولاته النادرة ... وتوقف عن رحلته الدنيوية ليرحل إلى عالم الديمومة والدينونة الأبدية هذا اليوم الأربعاء الرابع من أغسطس من عام ألفين وثلاثة عشر للميلاد ...حيث أسلم الروح لبارئها فجر هذا اليوم وتم الإعلان عن وفاته بمستشفى " قلب يسوع" بعد رحلة علاجية في العاصمة اللبنانية بيروت متاثرآ بمرض عضال ألم به .