عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 11-04-2010, 06:09 AM
عضو نشط
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
المشاركات: 56
افتراضي

بقلم : عاشق الدار

من 67 وحتى 94
حقائق للتاريخ...



الجزء الأول



اليمن والحقيقة التاريخية



اليمن هو اسم جهوي يطلقه العرب على جهة الجنوب كما يطلق اسم شام على جهة الشمال في أي منطقة كانت وليس في منطقة محددة بذاتها فماليزيا على سبيل المثال تسمى يمن للشخص الذي في تايلاند وهكذا ولم يكن ( اليمن ) أسم لدولة، ويقال في بعض كتب التاريخ أن الأحباش أطلقوه على تلك البقعة في جنوب الجزيرة العربية
ليتخلصوا من اسمها السبئي الذي كان يوصف بأرض سبأ وشعب سبأ كما جاء في القرآن الكريم، ولا ننسى إن في اليمن نفسها ارض أسمها شام وينسب إليها قاتهم الشامي
ومنذ الاحتلال الحبشي لتلك البقعة فقد استمرت ارض سبأ تحمل ذلك المسمى الجهوي الذي تناسب مع رغبات المحتلين من أحباش وفرس.
وبهذا فهو لم يكن اسما تاريخيا عرفته الممالك الأصيلة الحاكمة في شبة الجزيرة العربية وليس اسما تاريخيا ذكرته النقوش التاريخية لذا لم يجرأ اليمنيين على كشف تاريخ التسمية وأصلها أو الدخول في نقاش حول ذلك لعلمهم علم اليقين أن ذلك سيفضح المؤامرة و سيجرهم إلى الكذبة التاريخية التي سوقوا وروجوا لها ولا يزالون.
كان الحكم بعد الإسلام للأمة الزيديه الفارسية وهو امتداد لحكم دولة الفرس التي حكمت( اليمن ) بعد خروج الأحباش والى أن جاء الإسلام وتغير وجه الدولة.
وعند تفتت الدولة الإسلامية عاد فرس اليمن إلى الواجهة ليتربعوا على عرش سلطة اليمن ويستعيدوا عرش وهرز الديلمي وبأذان الفارسي وتسلموا زمام الحكم الذي يعتبرونه حقاً مكتسباً لهم ( عمدته دمائهم التي سالت لإخراج الأحباش ) وهذا المبدأ الفارسي لم يتغير حتى اليوم ونسمعه يردد على السنة الأحفاد وعلى رأسهم علي عبد الله صالح وعبد الله بن حسين الأحمر والزنداني وغيرهم
لم يتغير الوضع الجغرافي في اليمن ولم تتغير العقلية ولم تتغير الجينات الفارسية في الأحفاد رغم مر السنين ورغم ما تم من تهجين، وما تغير فقط على مر العصور هو الأنظمة السياسية فمن والٍ لكسرى انوشروان إلى حكم ملكي ديني إلى (جمهوراثي) ليبرالي إلى ( ديموقراطي) وذلك حسب المتغيرات والظروف ومتطلبات المراحل والسياسات الإقليمية والدولية أما العقلية والأهداف والأطماع فهي واحدة لن تتغير ابدآ،
فقد تغير نظام الولاية الفارسية المباشرة بظهور الإسلام لتعود ولاية فارس ولكن بحكم إمامي بعد انهيار الدولة الإسلامية ثم تحول نظام الحكم عبر انقلاب 26 سبتمبر الذي غير نظام الحكم (المعلن) في اليمن بدعم مِمَّن لهم أطماع في المنطقة كجمال عبد الناصر الذي قاد خدم القصر ألإمامي و أشرف على تربيتهم وتدريبهم في مصر ليكونوا عيونا وجواسيس داخل القصر ومن ثم أرسل لهم الجيوش المصرية لتعينهم على الانقلاب وتسليمهم زمام الحكم وهذا ما حصل بالفعل.
بعد الإطاحة بالإمام نصب عبد الناصر السلال كرئيساً للجمهورية العربية اليمنية وكان يتلقى تعليماته مباشرة من رئيس الاستخبارات المصري في صنعاء ومن خالف أوامره يتم إرساله إلى مصر وهناك يتم سجنه وتأديبه وهذه الحقائق يعلمها الجميع وقد بثت على قناة الجزيرة من أفواه (الثوار ) أنفسهم الذي ذكر احدهم انه في مرة من المرات تم حبس أكثر من 10 من وزراء حكومة السلال في سجن خاص داخل قصر عابدين بمصر. وكذلك من خلال قيادات مصرية شاركت في الانقلاب.
وبحكم أن هؤلاء الفرس اليمنيين توارثوا الأساطير والقصص التي أرخَّها لهم أجدادهم سواً كان جدهم الأكبر كسرى أنوشروان أو وهرز الديلمي قائدهم الذي ساقهم إلى ارض جزيرة العرب هذه الأساطير التي تقول أن حدود اليمن تمتد شمالاً إلى الطائف وشرقاً إلى الخليج العربي ولو كان يحدهم البر الإفريقي مباشرةً من جهة الغرب لأدخلوا في حدودهم الأسطورية ارض الحبشة وليس بعيد أجزاء من السودان و تشاد لو لم يجعل الله بينهم بحراً.



ثورات الجنوب العربي ضد الإنجليز



كانت بريطانيا في تلك الفترة تحتل الجنوب العربي ومنها حضرموت التي تشكل قرابة أل 85 % من مساحة المنطقة.
وكانت بريطانيا تعاني معاناة شديدة في كل مناطق الجنوب من قبل القبائل حيث لم تكن هناك ثورات مسلحة منظمة فعلياَ, فعلى سبيل المثال في عدن كان بعض الثوار يحاربون الإنجليز حرب عصابات بعمليات الكر والفر كذلك في الضالع وأبين كما كانت قبائل حضرموت تخوض حروبا أيضا مع الإنجليز في عدة مناطق قبلية مما أدى إلى قصف مناطق قبلية كثيرة بالطيران حتى أن بريطانيا شرعت في بناء مطار حربي في المنطقة الواقعة بين المكلا ودوعن ولا تزال أثار التجهيز لذلك المطار ظاهرة حتى يومنا هذا وذلك في أكوام الحجارة الذي يمتد لمساحات كبيرة في طريق دوعن المكلا القِبلية
لذا وبعد كل هذه المعاناة مع كل مناطق الجنوب العربي وتزايد خسائر البريطانيين في كل مناطق الجنوب
وعلى ضوء كل تلك الأحداث بدأ السياسيين في مناطق الجنوب في توحيد الصفوف وتشكيل إتحاد الجنوب العربي رضخت بريطانيا مجبرة وجلست مع ممثلي الإتحاد ووقعت اتفاقية خروج البريطانيين من أراضي الجنوب العربي في الأمم المتحدة والتي وقعها عن إتحاد الجنوب العربي المغفور له إنشاء الله المرحوم شيخان الحِبشي والتي تنص على تسليم السلطة لقيادات إتحاد الجنوب العربي ودفع تعويضات عن سنوات الاستعمار ولو قدر لتلك الدولة رؤية النار لكانت بإذن الله أقوى دول الجزيرة العربية بل والعالم العربي على الإطلاق اقتصاديا وعسكريا وثقافيا وغير ذلك.
كانت بريطانيا مجبره على ذلك بعد أن فشلت في استمالة بعض قيادات إتحاد الجنوب لتنفرد بهم وتوقع معهم اتفاق الاستقلال بطريقتها وبدون دفع تعويضات. ولكن جهودها ومحاولاتها لم تفلح.
لذا وجدوا ضالتهم في الأطماع والأساطير اليمنية والناصرية رغم العداء بينهم وبين عبد الناصر فكونوا ثلاثياً ضد إتحاد الجنوب العربي.
ليتملصوا من اتفاقاتهم الأممية.
وبدأوا بتشكيل جبهة جمعوا أشخاصها من عدة أطياف سياسية ضائعة وقبلية جائعة وجاهلة لحقوقها وقد كانت اليمن تجهز لذلك من قبل بتوظيفها لجنوبيين وعلى رأسهم قحطان الشعبي الذي تم تعيينه سكرتيرا ثم مستشاراً في مكتب السلال في الجمهورية العربية اليمنية بصنعاء وقام هو ومجموعته بجمع مجموعة كافية من نفس الطينة لتنفيذ المخطط.
فقام البريطانيين بتوقيع اتفاقية مع أولئك العملاء في سويسرا على أن تقوم بتسليمهم حكم الجنوب كحكام شرعيين بدلاً من إتحاد الجنوب الممثل الشرعي الحقيقي للجنوب العربي وبدون أي تعويضات.
ولكن لن تستطيع بريطانيا التملص من اتفاقها الدولي الرسمي الذي وقعته مع اتحاد الجنوب العربي في الأمم المتحدة إلا بخلق واقع جديد على الأرض
لذا قامت بتسليحهم ودعمهم بالاتفاق مع الجمهورية العربية اليمنية
التي لديها أيضا اتفاق أخر مع حركة قحطان وأول شروط ذلك الاتفاق كان تسمية الجنوب العربي ( بالجنوب اليمني ) واعتباره شطراً وضمه مباشرة إلى الجمهورية العربية اليمنية بعد استلام السلطة من الإنجليز.
تم فعلاً دعم تلك الجبهة الملفقة وأقحمت ظاهرياً في حرب مع قوات إتحاد الجنوب العربي وانتصرت عن طريق الدعم الذي حظيت به من الإنجليز واليمنيين وعبد الناصر وحتى الاتحاد السوفيتي أيضا كان له مخططه في ذلك
استلم هؤلاء السلطة من الانجليز وتخلت بريطانيا عن اتفاقيتها في الأمم المتحدة بعد خلق هذا الواقع الجديد على الأرض
وعلى قحطان وشلته البدء في تنفيذ اتفاقياتهم مع اليمنيين وفعلاً تم ذلك ولأول مرة في التاريخ سمي الجنوب العربي (اليمن الجنوبي ) ولأول مرة في التاريخ أطلق على الجنوب العربي مسمى ( الشطر) وكان المفترض وحسب المخطط والاتفاق اليمني أن يتم ضم الشطر الجنوبي كما أطلقوا عليه إلى اليمن الشمالي الذي سمي كذلك بعد أن أصبح له جنوباَ !!
وذلك بعد شهرين على الأقل من تنصيب حكومة قحطان.



فشل خطة اليمنيين في ضم الجنوب العربي بعد تسليم الانجليز السلطة لعملائهم


كان في عدن مجموعة من الشباب اليمني من مناطق الحجرية بالذات
وعلى رأسهم عبد الفتاح إسماعيل ومحسن الشر جبي وسعيد نعمان وغيرهم وكان هؤلاء يعملون من الجنوب العربي ومن عدن بالذات لدعم عناصر حجريه بداخل اليمن للانقلاب على الحكم ألإمامي الزيدي في اليمن
ولكن بعد انقلاب سبتمبر لم تعد لديهم منطقية في قضيتهم المعلنة !!! حيث أن قضيتهم الأساسية ليس إسقاط الحكم ألإمامي فحسب بل إسقاط السيطرة الزيديه لذا أعادوا حساباتهم، فالحكم قد تحول إلى جمهوري وكان مدعوماً بشعارات عربيه قومية ولا منطقية في استمرار حركتهم بصورتها السابقة.
لذا تغيرت الإستراتيجية لديهم وانضموا لما يسمى الجبهة القومية تحت عباءة القومجيه خصوصا إنهم وجدوا ضالتهم في تبني هذه الجبهة لنظرية يمننة الجنوب العربي، رغم رفضهم الغير معلن لضم الجنوب العربي مباشرة لليمن بعد انتصار الجبهة لحكومة السلال، لأن في ذلك استمرارية لحكم الزيود والسيطرة المطلقة على الحجريين حتى ولو بشكل حكم جمهوري
ولكن ليس لديهم إلا السير مع ذلك الركب وتلك الموجة والتخطيط للانقلاب عليها في الوقت المناسب حيث سيكونوا حينها شرعيين طالما وهم في ( يمن جنوبي ) بعد إقرار التسمية وليس في دولة إتحاد الجنوب العربي الذي لو تم له رؤية النور لكانوا مواطنين عرب يقيمون في هذه الدولة الوليدة
وبالفعل جهزوا خططهم لذلك وتحالفوا مع بعض القوى في الجبهة القومية لرفض عملية تسليم الجنوب بتلك الصورة السلالية القحطانية
وقبل البدء في ضم الشطر الجنوبي إلى الشمالي حسب المؤامرة وتسليمه للزيود الذي يعتبر نهاية قضية الحركة الحجرية.
قام جناح عبد الفتاح ومناصريه من الجنوبيين
بالانقلاب على قحطان ومناصريه وذلك عبر شحن أنصار قحطان المهمين من العسكريين خصوصا في طائره وتفجيرهم في الجو وتمت الإطاحة بقحطان وإيداعه السجن في منطقة قولد مور حتى الموت .
لا لعدم الرغبة في ضم الجنوب العربي لليمن فهذا حلم كل يمني ( زيدي كان أم حجري) بل لفرض شروط حجريه على نظام الحكم الزيدي حيث يعتبر الحجريين أنهم هم أصحاب الحق في استلام السلطة واستمرار السلطة بيد القبيلة الزيديه يعني أنهم سيظلون كما هم مواطنين من الدرجة الثانية والثالثة كما هو الحال مستمر حتى الآن
لذلك حولوا الإستراتيجية من ضم إلى ( وحدة ) بين الحجريين والزيود مقابل تسليم الجنوب العربي وضمه لليمن.


بقلم
عاشق الدار
رد مع اقتباس