عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 05-04-2010, 12:28 AM
عضو برونزي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2007
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 818
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

في الماضي القريب، أدى انهيار النموذج السوفياتي وشيوع الأفكار الديمقراطية وقيم الحريات وحقوق الإنسان، إلى تنامي حس إنساني عام راغب في محاكمة أساليب الصراع السياسي ومعايرتها أخلاقياً، ولم يعد مقبولاً اللجوء إلى وسائل غير مشروعة إنسانياً أو لا ديمقراطية من أجل تحقيق هدف أو غرض سياسي ما، الأمر الذي ساعد على حضور موقف عالمي مؤثر يأنف العنف، ويضع حياة الإنسان وحريته في مركز كل اهتمام.

إن طريق القتل والعنف التي تسلكها جحافل صنعاء ضد أهلنا في الجنوب مسدودة، وهي عار انساني وسياسي واخلاقي عليهم ،لأنها مليئة بالآلام والنكبات،وهذا ما سوف يدفع ثمنه محترفي الجريمة في صنعاء حين تدق ساعة الحساب،ويوم يساقون أمام العدالة لينالوا جزاءهم على كل ما اقترفوه من جرائم وانتهاكات وتعديات على شعب الجنوب وثرواته.


الوحدة الوطنية

برهن الحراك الوطني الجنوبي على ان مصدر قوته الاساسية هي وحدته من وراء هدف وحيد،ولذلك باءت محاولات اختراقه او شقه او حرفه عن خطه العام.ولقد عبر شعبنا عن وعي كبير بأهمية هذه القضية،ومدى خطورة المحاولات الرامية لاجهاضها،ولذا فإن مطلب تعزيز الوحدة الوطنية يبقى على رأس اهداف الحراك الوطني السلمي.

ليس من المسموح للجنوبيين ان يختلفوا على تحقيق هدف تقرير المصير،ومن غير المقبول ان يتحرك أحد إلا تحت هذا السقف ، فاستعادة حقوق شعب الجنوب كاملة وغير منقوصة،تبقى الهدف الأسمى .
نعم للتعدد والاجتهاد وتنوع اساليب العمل،ولا للاختلاف،والميدان هو الذي سيحكم على الجميع،ولذا لا يجوز الخروج عن هذا الخط،وإلا فإن القضية الجنوبية سوف تتعرض للتصفية،وما يحميها ويصونها اليوم ويجعلها امل كل جنوبي هو ان كلمة ابناء الجنوب واحدة وصفهم واحد،وهذا الصف ليس من لون واحد ،بل هو يتضمن كافة الوان الطيف بلا استثناء لأحد،وكل من يجد لديه القدرة على الاسهام في معركة شعب الجنوب من اجل تقرير مصيره هو صاحب حق شرعي مثل بقية الاطراف.

لا لاقصاء أحد،ولا لتفضيل أحد على أحد،فانتصار قضية ابناء الجنوب مسؤوليتهم جميعا،وهم لن يصلوا الى تحقيق هدفهم إلا على اساس توحيد صفوفهم وتعزيزها،وحشد كافة الطاقات ضمن هارموني شامل،تتعدد فيه الأصوات وتتحد لتصبح صوتا واحدا.
إن الحراك الجنوبي برهن خلال السنوات الثلاث الماضية على مسألة في غاية الاهمية، وهي ان شعب الجنوب يعيش مرحلة الارادة العامة،وهو من الآن فصاعدا محكوم بقانون الوحدة الوطنية.ومن دواعي اعتزاز اهل الجنوب انهم عبروا خلال هذه التجربة الفريدة في الحراك السلمي عن وعي مدني اصيل،وهذا دليل قوة وعلامة من علامات حيوية هذا الشعب،وبرهان أكيد على انه سوف ينتزع حقوقه كاملة، ولن تثنيه عن ذلك سياسات القوة والقتل والمجازر والحصار والتجويع.

لكن النضج السياسي الذي لا تدعمه إرادة جماهيرية واعية، يبقى فجاً ناقصاً يفتقر لأدني درجات القبول والأبعد عن تحقيق الأهداف ، فالوحدة الوطنية ليست شعاراً يرفع بقدر ما هي ممارسة وسلوك بشكل شامل ،وهنا تجدر الاشارة إلى نقطة هامة وهي حالة الهارموني العام لمكونات الحراك الوطني،التي تعد مؤشراً واضحاً لنضج سياسي ساعدت على تكامله إرادة جماهيرية صلبة، كخطوة أساسية على درب تحقيق أهدافنا الوطنية، ولعل ذلك يتطلب منا جميعا أن نضع في اعتبارنا جملة من الخطوات التي لابد من دراستها، والعمل على تطبيقها ميدانياً للوصول إلى أهدافنا،لكي لا يضيع الجهد، أو يكون الفشل مصير هذه الخطوة الرائدة، وكي لا تصاب الجماهير بانتكاسة تؤدي إلى هدم كل ما حاولنا بناءه حتى الآن.


من هذه الاعتبارات أن يكون هناك وعي وإدراك لمخططات الاحتلال، الذي سيبذل كل ما في وسعه لإفشال هذه الوحدة، وعلينا أن نضع في حساباتنا قدرات الاحتلال وإمكاناته .إضافة إلى ترسيخ مفهوم الوحدة الوطنية كهدف استراتيجي في أذهان الجميع، والابتعاد لا بل إلغاء أسلوب المراوغة والتكتيك، من أجل الوصول إلى أهداف ذاتية قصيرة المدى آنية المكاسب .فالعمل على غرس مفهوم الوحدة الوطنية بمعناه الشامل في أذهان الجماهير، وعمل القادة على تحقيق ذلك ميدانياً أمر لابد منه، لأن الوحدة السياسية بحاجة إلى منظومة متكاملة من أشكال الوحدة تردفها، وتعمل على شد أزرها فوحدة المجتمع بتشعباته نحو هدف واحد عامل أساسي ووحدة الاقتصاد المدروس المنتج رادف آخر ، ووحدة التوجه الإعلامي والثقافي أساس لابد من حصوله .

كل ذلك سيؤدي إلى ترسيخ مفهوم الوحدة، خاصة إذا تلمست الجماهير أثر ذلك على شؤون حياتها اليومية .إن الوحدة تعني صدق الانتماء والعمل المخلص ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب وبذلك تذوب الأحقاد وتقل الظغونات وتختفي مظاهر التبعية والفساد وينفرط عقد المحسوبية . كما أنها تعني الارتقاء بمستوى الإنسان وكرامته وشعوره بالفخر والاعتزاز لدى ذكر اسم وطنه، معتبراً نفسه وحدة بناء مهما كان اتجاهه ومهما كان ميدان عمله .

إن الوحدة الوطنية تعني الأمن الموحد الحامي للجميع ، والقانون السيد المطبّق على الجميع ، فالأمم لا تبني مهابتها ولا تحقق أهدافها وكرامتها بحنكة قادتها فقط، وإنما بما تمتلكه من مخزون إيماني بوجودها وقدراتها على البقاء والتنمية .
إن الشراكة السياسية جانب مهم من جوانب الوحدة الوطنية، ولكن الأهم أن تبنى هذه الشراكة وفقاً برنامج هادف، قادر على تحقيق الآمال مهما اختلفت الأساليب، فالإبداع لا يتأتى بانسياق الجميع خلف فكرة واحدة أو رأي واحد، بقدر ما يتولد نتيجة تلاقح الأفكار واختلاف الرؤى باتجاه الهدف الواحد.
إن خيمة الوحدة الوطنية الجنوبية تجمع تحت سقفها كل الجنوبيين، في ظل راية الجنوب من أجل تحقيق المصير،وهو الهدف السامي الذي يجب أن يظل فوق أي خلاف أو تحزب، في ظل ولاء أسمى يدين به كل فرد من أفراد الجنوب لوطنهم.


الحقوق الوطنية

إن من الامور الجوهرية بالنسبة للحراك الوطني الجنوبي، ان يتزامن التعبير عن الوعي المدني مع المطالبة بالحقوق الوطنية المشروعة لهذا الشعب.وبما ان الفكرة الحاضرة للعالم الحر هي الحرية،فإن من هذا المنطلق يأتي رفض الاحتلال،لأن التحرر من الاحتلال شرط الحرية.

من هنا فإن حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم امر سابق لأي مشاريع أخرى، تريد ان تصرف الحراك الجنوبي عن هدفه العام من خلال تحويل القضية الجنوبية الى حقوق دستورية.ولابد من التنبه هنا إلى ان البعض يحاول ان يغري الناس بمشاريع وهمية مثل الفيدرالية والكونفيدرالية من خلال تسويات دستورية،لكنه من الواضح في كلتا الحالتين ان مفهوم الخلاص من الاحتلال لا يتم اطلاقا عبر تسويات من هذا القبيل.

ليكن واضحا بالنسبة للجنوبيين ان الخلاص من الاحتلال هو نهاية ومرحلة،والبداية بالنسبة لنا كجنوبيين لا يمكن ان تتأسس فوق هذا البناء المهترئ، بل على ارضية تمكيننا من ممارسة حقنا في تقرير مصيرنا بصورة مشروعة كحق غير منقوص،فنحن لا نطلب شيئا ليس لنا،ومن هنا جاء قرار "فك الارتباط"،لأنه يعني في العمق حق أهل الجنوب في تقرير مصيرهم.

ولا يغيب عن ذهننا ابدا ان تسويات منقوصة من نمط الفيدرالية والكونفيدرالية، لا يمكن ان تقود سوى إلا تمديد أمد الاحتلال،وتطيل في عمر المحتل،وهي من الخطورة بمكان انها مطروحة كأوراق للمناورة، وليست مشاريع جدية لتسوية القضية الجنوبية من منظور عادل،ونحن على قناعة تامة انها مشاريع مفبركة في مطابخ صنعاء السرية،وهدفها امتصاص قوة الحراك،والقضاء عليه من خلال ترقيعات للوضع القائم،وادخال تحسينات عليه لكي يصبح الاحتلال امرا مشروعا،بعد أن برهن شعبنا في الميدان عن رفضه الكامل للاحتلال.

هناك محاولة لاعادة الوضع الجنوبي الى ما تحت نقطة الصفر، لكي يتم تجميده في صورة دائمة،من خلال مشاريع تسووية مشبوهه يلعب فيها المال السياسي المحلي والخارجي دورا مشبوها،لأنه مستفيد في صورة اساسية من استمرار الفئات التي تتحكم وتنهب ثروات الجنوب واراضيه.
رد مع اقتباس