22
و الإيمانُ الصَّحيحُ هو بشَاشَةُ الرُّوح، و إعطاءُ اللهِ الرِّضى مِنَ القلب، ثقةً بوعدِهِ و رَجَاةً لِمَا عندَه، و مِن هذين يكونُ الاطمئنان.
و بالبشاشةِ و الرِّضى و الثقةِ و الرَّجاء، يُصبِحُ الإيمانُ عقلًا ثانيًا مَعَ العقل؛ فإذا ابتُليَ المؤمنُ بِما يذهبُ معهُ الصَّبرُ و يطيشُ لهُ العقل، و صارَ مِن أمرِهِ في مثل الجنون، برَزَ في هذه الحالةِ عقلُهُ الرُّوحانيُّ و تولَّى سياسةَ جسمِهِ حتى يفيق العقلُ الأول.
و يجيءَ الخوفُ مِن عذابِ اللهِ و نقمتِهِ في الآخرة، فيَغمرُ به خوفَ النَّفسِ مِن الفقرِ أو المرضِ أو غيرِهِما فيقتلُ أقواهما الأضعف، و يُخرِجُ الأعزُّ منهما الأذلّ.
|