عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 12-30-2009, 10:55 PM
عضو ذهبي
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 627
Arrow جوانب من النضال الوطني منقوشة في ذاكرة الجنوب العربي 4- 5

إن غياب قيم الحق والعدالة وسلوكيات ثقافة الديمقراطية ، وسيادة الغوغائية والديكتاتورية والمناطقية والممارسات الاستبدادية ، جر الجنوب العربي إلى صراعات أدت إلى الخراب والتخلف وتجميد تطوره السياسي والواقع الكارثي الراهن والمتمثل في احتلال اليمن له

أسد الشرق الخليفي


*******************

إلى أجيال الجنوب العربي الواعدة وللتاريخ وللحقيقة نروي لهم جوانب من ملاحم نضالية وطنية مشرقة سطورها رجالا أحرار صدقوا الله على ما عاهدوا علية

نظرة إلى صفحات من تاريخنا المعاصر
***************

من كتاب الجنوب العربي في هيئة الأمم المتحدة
1963
*************

الفصل الأول

هذه هي القصة

(الجزء الرابع )


اتصال جديد بالجامعة العربية

وكما بذلت الرابطة جهودا مثمرة في الداخل تستهدف توحيد المطالب السياسية بذلت جهودا جديدة في المجال العربي , وقررت تكوين وفد للسفر الى الرياض حيث تقرر اجتماع الجامعة
العربية هناك في ابريل سنة 1962 , وتكون الوفد من محمد علي الجفري رئيس الرابطة واحمد عمر بافقيه مدير الدعاية والنشر والشهيد علوي علي الجفري مدير مكتب الجنوب العربي بجدة .

وقد قام الوفد بنشاط مضني واتصالات واسعة بين الوفود العربية والأمانة العامة للجامعة
ووصلت الى الأمانة العامة أكثر من ستين برقية من داخل الجنوب العربي ومن المهاجر
تأييدا للوفد ولمهمته .
وكان الهدف من ذلك إقناع الجامعة بتبني هذه المطالب السياسية التي سوف تقدم للجنة تصفية
الاستعمار , ومساندة الحركة الوطنية في الجنوب في محاولتها الجديدة , ولكن الجامعة كانت في شغل شاغل بمشاكلها عن الاهتمام بقضية شعبنا العربي في الجنوب ضد الاستعمار وعن
العدوان الاستعماري الذي يجابهه وفي شغل شاغل بمجاملة وزير خارجية اليمن حينذاك الذي
استنكر مجرد وجودنا بجانب الجامعة .

ولقد دهشنا ونحن نتحدث مع السيد صادق المقدم رئيس وفد تونس ورئيس مجلس الجامعة في
تلك الدورة , دهشنا عندما ذكر أن موضوع الجنوب لم يعرض وأن مذكرتنا لم تعرض وأن
البرقيات العديدة والعريضة الممضاة من عشرات من زعماء الجنوب وقادته لم تعرض .

ولما سألنا عن ذلك مسئولا كبيرا في الجامعة العربية أجاب بأن السيد وزير الخارجية اعترض
على تقديم هذه الوثائق لمجلس الجامعة , فعدنا وسألناه عمن هو وزير الخارجية هذا المتصرف
بأمره ؟ أجاب انه وزير خارجية اليمن , وهنا حدث نقاش عنيف بيننا وبينه رددته جنبات الصالون الكبير في فندق اليمامة بالرياض وعلى مرأى ومسمع من أكثر الوفود العربية , على
الرغم من الاحترام والتقدير اللذين نكنهما لهذا المسئول ولكن قضية النضال والتحرر فوق الاحترام والتقدير الشخصي .
أيقنا إذن بعد هذا ألا جدوى من الجامعة , وان علينا أن نسير في الطريق الذي رسمناه معتمدين على الله وعل شعبنا البائس المضطهد المعزول في الجنوب .


بريطانيا تعمل على تشويه معالم القضية


ومنذ أن تبلورت الحركة الوطنية في الجنوب من بداية 48, 49 , 1950 كانت قضية الجنوب
ولا تزال هي قضية التحرر من الاستعمار والقضاء على التجزئة , وضمان الحريات العامة كانت القضية ولا تزال في هذه المرحلة من النضال تستهدف تحقيق هذه الأهداف .

وكان التيار الانفصالي في أوج قوته عام 1950 , ثم تقهقرت الدعوة الانفصالية حتى كادت
تنمحي عام 1956 أمام التيار الوطني القومي الجارف , واستمرت أهداف النضال متبلورة
في الاستقلال , ووحدة الجنوب , وانتقال السيادة وسلطات الحكم الى الشعب .
لم تكن هناك بلبلة او خلاف بين الوطنيين المناضلين حول هذه الأهداف , ولم يفتح باب النقاش
البيزنطي حول معارك الغد او أهداف الغد , ولم يظهر بعد من يجادل حول البيضة والدجاجة
وأيهما أصل للآخر !!!

ولكن عندما شعر الانجليز بخطورة الحركة الوطنية على مصالحهم , ولمسوا مدى عمقها وتجاوب الجماهير معها أوزعوا وشجعوا من يرفع شعار ( جنوب يمني لا جنوب عربي )
ووحدة اليمن أولا , نحن يمنيون قبل أن نكون عربا , وكان ذلك أواخر عام 59 وأوائل عام
1960 .
ووجد الانجليز مجالا في الداخل لتفريخ هذه البلبلة في ( مستعمرة عدن ) التي يتواجد فيها
آلاف من إخواننا اليمنيين القادمين لكسب العيش من صغار التجار وعمال اليومية , ووجدوا
مجالا لدسيستهم هذه لدى الحكومة اليمنية السابقة حيث صادفت لديها هذه الدعوة هوى في
النفس إذ جنبها رفع هذا الشعار خوض معركة مع الانجليز لا ترغب هي في خوضها , وتلقفت
الانتهازية الحزبية والفردية هذا العامل الجديد تستغله الى ابعد حدود غير عابئة بجوهر المعركة ولا حقيقة أهداف الشعب .
وفي الوقت الذي كبلت فيه الإدارة البريطانية الحركة الوطنية ( حركة الرابطة ) بكافة القيود
التي يمكن لمستعمر أن يفرضها على حركة وطنية ، سمحت بحرية واسعة لأصحاب هذه الدعوة الجديدة المفتعلة ، واستهدفت بريطانيا من دعوتها هذه ما يأتي :

1- أيجاد البلبلة في أذهان الشعب ونفوس المناضلين بتعدد الاتجاهات والمطالب .
2- إدخال اليأس في قلوب جمهرة الشعب الغالبة عندما ترى أهدافا ترسم لها لا ترغب
في تحقيقها ولا تؤمن بها .
3- ينتج عن ذلك ارتماء الكثيرين من أفراد الشعب في أحضان عملاؤها الذين ظهروا
بمظهر الحماة للبلاد من الوقوع في براثن المملكة اليمنية .
4- تلغيم الطريق في المجال العربي وبالتالي في المجال الدولي أمام الحركة الوطنية في
الجنوب حيث كفت الحكومة اليمنية بريطانيا مؤنه تحطيم الحركة الوطنية وعرقلة خططها في هذين المجالين .

ولقد نجحت بريطانيا في ذلك الى ابعد الحدود لولا أن رجال الحركة الوطنية في الجنوب لم ييأسوا ، وقاوموا هذا المخطط بمخطط جديد يعتمد على :

1- إعادة تنظيم الحركة الوطنية على أساس جديد ، وتقدير الموقف في كل من الداخل
والمجال العربي سواء بالنسبة للجامعة العربية او بالنسبة للدول العربية على أسس
علمية ودراسة دقيقة .
2- الدعوة التي وجهتها الرابطة الى كافة الهيئات والشخصيات في الجنوب ، وذلك في
مايو سنة 1962 بترك خلافات الغد للغد إن كانت هناك خلافات جوهرية ، وتركيز
أهداف نضالنا اليوم في المرحلة الحالية من النضال في :

(أ‌) إنهاء الوجود الاستعماري
(ب‌) تحقيق وحدة الجنوب العربي ( عدن والمحميات )
(ج) انتقال السيادة وسلطات الحكم الى الشعب

2- كان قرار هيئة الأمم المتحدة في دورتها السادسة عشر بتكوين لجنة تصفية الاستعمار
المنفذ الذي اغتنمته الرابطة وبحذق ووعي للزج بالقضية في هيئة الأمم المتحدة .
ورغم هذه الخطوات الثلاث التي حققتها الحركة الوطنية في الجنوب إلا أن الاستعمار
والانتهازية لم يقفا مكتوفي الأيدي أمام الموقف الجديد الذي تسببت فيه رابطة الجنوب
العربي ووضعت به الحكومة البريطانية من جهة والحكومة اليمنية السابقة من جهة أخرى في حرج دولي بالغ .


عودة الانفصالية التقليدية

في هذا الجو الجديد وفي صيف سنة 62 قررت بريطانيا إدخال مستعمرة عدن في
الاتحاد ألسلاطيني الذي أقامته في الجنوب , وفي هذا الجو المحموم وجهت أجهزة الدعاية الاستعمارية كل جهودها لتحويل المعركة من تحرر الجنوب بكامل أجزائه وتحقيق وحدته
وسيادة شعبه الى معركة حول دخول عدن في الاتحاد او عدم دخولها الاتحاد , وبهذا تكون بريطانيا قد رسمت وخططت لتحقيق هذا الاتجاه وانضمام عدن إليه , وفي نفس الوقت رسمت خط المعارضة لهذا المشروع .

فبدلا من أن يكون خط المعارضة هو الخط الذي رسمته الحركة الوطنية في الجنوب بعلاج القضية من أساسها أي بزوال الاستعمار من المنطقة كلها وتحقيق وحدتها وانتقال السيادة وسلطات الحكم الى شعبها العربي ، إذا بالمعركة تبدو أنها معركة دخول عدن في الاتحاد او عدم دخولها مع أن دخول عدن في الاتحاد او عدم دخولها في الاتحاد بشكله الاستعماري ألسلاطيني الحالي لا يغير شيئا من جوهر القضية , قضية الاستعمار في الجنوب كله وقضية وحدته وقضية السيطرة البريطانية السلاطينية .

ومما يؤسف له أن أجهزة الدعاية في سائر البلاد العربية كانت أسيرة هذا المخطط البريطاني لمعارضة مشروع بريطانيا نفسها ، حتى بدا في وقت من الأوقات خلال العام الماضي أن المعركة التي يخوضها الشعب العربي في الجنوب ، وأن القضية الوطنية في الجنوب او النضال الوطني فيه يتركز حول هل تدخل عدن الاتحاد او لا تدخله .


الانفصالية الجديدة

ومع الانفصالية القديمة التقليدية جنبا الى جنب سارت الانفصالية الجديدة ، مع الجمعية العدنية التي تحولت الى حزب هزيل هو ( حزب المؤتمر الشعبي الدستوري ) .....
سار ( حزب الشعب الاشتراكي ) الذي تأسس صيف سنة 1962 وجر وراءه المؤتمر
العمالي المجني عليه .

وقامت المظاهرات ضد المشروع ، الشعب يتظاهر بكل كتله ضد الاستعمار وفي سبيل
الوحدة والديمقراطية , والحزبان المشار إليهما يستغلان ذلك لترسيخ المعني الانفصالي
ذاك بفلسفة الانفصالية التقليدية وهذا بفلسفته الانفصالية الجديدة رافعا شعار يمنية المنطقة وهو يعلم علم اليقين استحالة ذلك نظريا وعقائديا وعمليا ، وهو يعلم علم اليقين أن نتيجة نشاطه إبقاء الانجليز في عدن وسائر مناطق الجنوب ، وإبقاء التجزئة القائمة وتدعيم نفوذ السلاطين ، ولا أدل على ذلك من تلك اللافتة التي رفعها حزب الشعب الاشتراكي في ساحة
المؤتمر العمالي ونصها ( لقد باعتنا بريطانيا بثمن بخس ) ، هذا اللافتة التي نذكرها هنا دون تعليق .

وجاء عند ذلك دور أجهزة الإعلام الاستعمارية فنقلت صورة المعارضة والمظاهرات
الى الرأي العام العربي والعالمي على أنها معارضة ضد دخول عدن في الاتحاد , وأن
فريقا كبيرا من أبناء عدن يرغبون في بقاء عدن كما هي تحت الحكم الاستعماري المباشر .



(الجزء الخامس )

السنة الحاسمة

كان عام 1962 هو العام الذي استطاعت فيه الحركة الوطنية في الجنوب – حركة الرابطة – أن تشق لقضية الجنوب العربي الطريق الى هيئة الأمم المتحدة .

كان تقديم المذكرة الشهيرة في شهر مارس 1962 الى لجنة تصفية الاستعمار ، ومطالبة الرابطة لهذه اللجنة بالاستماع الى شكوى الشعب العربي في الجنوب ، ومناشدة دول العالم المتحرر الوقوف بجانب نضاله في سبيل حريته ووحدته وتقدمه ، كان ذلك مفاجأة مذهلة للاستعمار البريطاني ورجاله سواء في عدن ام في لندن .

كما كان ذلك مفاجأة مذهلة للقوى المتآمرة على قضية الجنوب واستقلاله ولقد توجه الأمين العام للحزب الى هيئة الأمم في أكتوبر سنة 1962 ولجنة تصفية الاستعمار المنعقدة ، وبعد اتصالات بسكرتارية اللجنة تقرر انعقاد لجنة تصفية الاستعمار في شهر ابريل سنة 1963لبحث قضية الجنوب العربي ( عدن والمحميات ) والاستماع الى مندوب الرابطة والى من يريد التحدث من المواطنين في الجنوب .

الموقف عند نظر اللجنة للقضية

ووقف مندوبنا الأخ شيخان الحبشي إمام لجنة التصفية يشرح حقائق الوضع في الجنوب
ويندد بأفاعيل الاستعمار ويصدع بمطالب الشعب ، ويرد على أسئلة السائلين واستفسار
المستفسرين .

ولأول مرة في تاريخ الجنوب العربي تطرق أسماع العالم مشاكله وأمانيه بصدق وشجاعة وإخلاص ومسئولية .

وهنا ظهرت أمام اللجنة القضية من كافة وجوهها ، وهنا بزغت الأطراف او وجهة نظر
الأطراف المعنية بالقضية وبصرف النظر عن شرعية هذه الأطراف الأخرى او عدم شرعيتها ، وصدقها او عدم صدقها ، وإيمانها بالقضية وبالشعب في الجنوب ام إيمانها بمصالحها او مصالح من تمثله فإننا نعرض وجهات النظر هذه للحقيقة وللتاريخ وليطلع الرأي العام في الجنوب العربي خاصة ، والرأي العام في الوطن العربي عامة على ماجرى وعلى نظرة كل طرف من هذه الأطراف الى هذه القضية .

إن ماعرض على مسامع هذه اللجنة العالمية تستنتج منه وجهات النظر الأربع :


وجهة النظر الأولى :

محمد فريد العولقي وهو وزير الخارجية في الاتحاد الفدرالي للجنوب طلب الكلمة أمام لجنة تصفية الاستعمار فوافقته اللجنة على أن تكون كلمته ليست بصفته وزير خارجية الاتحاد بل بصفته مواطنا من الجنوب العربي ، وفي نظرتنا بل وفي واقع الأمر كانت كلمة محمد فريد تعبر عن رأي الشخصيات والأحزاب والجماعات الغارقة في التعاون مع المستعمر السائرة في ركابه .

وكانت كلمته واضحة الدلالة على تسلسل تفكير هذه الجماعة . تحدث فيها عن الجنوب وعن صلة بريطانيا بالجنوب ، وعن الخدمات التي تؤديها في سبيل تقدمه ، وبرر الكثير من أعمالها، وأشار الى إنها تهيؤه للاستقلال ، وأن ليس في الإمكان أبدع مما كان ، وألا داعي لان تزج هيئة الأمم المتحدة بنفسها في موضوع ( الجنوب العربي )

وجهة النظر الثانية :

سعيد صحبي المحامي قدم نفسه بصفته ممثل حزب الشعب الاشتراكي في عدن وتحدث حديثا طويلا خارجا عن الموضوع وركز في حديثه على :

1- أن عدن والمحميات جزء من اليمن لا يتجزأ وأن على اللجنة أن تقرر ضم هذه المناطق الى اليمن بعد أن تهدم الاتحاد القائم والمجلس التشريعي في عدن .

2- أن عدن المستعمرة بلد متقدم ومتطور وأن المحميات متخلفة ومتأخرة ولذلك فقد هاجم
موضوع انضمام عدن الى الاتحاد وطالب بإلغاء ذلك .

وفي نظرنا بل في واقع الأمر كانت كلمة سعيد صحبي المحامي من ناحية تعبر عن رأي أخواننا العمال اليمنيين في عدن وأغلبهم من عمال اليومية وهؤلاء جميعا ليسوا بثقل سياسي عملي في عدن ولا في بقية مناطق الجنوب .

ومن ناحية أخرى تعبر كلمته عن رأي الانفصالية الغاربة في عدن وهي الانفصالية التي تؤيدها الجاليات الأجنبية العديدة والتي يهمها حفظا لمصالحها إبقاء عدن مستقلة بذاتها وجزء من أملاك التاج البريطاني .

ولست أتحمل مسئولية اتهام سعيد صحبي او الحزب الذي يمثله بالعمالة للانفصالية في عدن او للاستعمار ولكن أسجل أن نتائج مطالب هذا الحزب وسياسته إنما هي في خدمة هذه الانفصالية وفي خدمة أهداف المستعمر .

وليست العبرة في مثل هذه الأمور الخطيرة بالنوايا – على فرض حسن هذه النوايا – ولكن العبرة بالنتائج الحتمية التي ستترتب على أعمال وسياسة موجهي هذا الحزب وقادته .


وجهة النظر الثالثة :

محمد علي لقمان المحامي قطب الجمعية العدنية المنحلة وقطب الحزب الصغير (حزب المؤتمر الشعبي الدستوري) وصاحب ( فتاة الجزيرة) (وإيدن كرونيكل) .

كان في زيارة للولايات المتحدة الأمريكية في شهر سبتمبر سنة 1962 في أمور تتعلق بالمطابع دبرت الزيارة له القنصلية الأمريكية في عدن ، وكانت لجنة تصفية الاستعمار منعقدة فطلب الكلمة وتحدث حديثا غريبا مشبوها ، تحدث عن عدن وتقدمها من كافة النواحي ، وهاجم أبناء المناطق الأخرى من الجنوب العربي وأبناء اليمن ، واستنكر ربط مدينة عدن بالجنوب للفوارق الكبيرة من الناحية الإدارية والعمرانية والحقوق العامة وغيرها .

وطالب باستقلال عدن ( المستعمرة ) ، ومحمد علي لقمان المحامي ذو رأي معروف في مستقبل عدن فهو صاحب فكرة نيل عدن الحكم الذاتي وضمها الى الكومنولث ، واعتبار أبناء المحميات أجانب فيها ، وحصر الحقوق في عدن على مواليد عدن عرب وغير عرب وحرمان العرب غير المولودين في عدن من كافة الحقوق حتى ولو كانوا مستوطنين بها .

هذه الفكرة هي الفكرة التي كانت تحملها (الجمعية العدنية ) ثم انشقت هذه الجمعية الى قسمين ، الأول بزعامة المرحوم حسن علي بيومي رئيس الجمعية الذي ألف فيما بعد( الحزب الوطني
الاتحادي ) ، والثاني بزعامة علي محمد لقمان الصحفي الذي كون فيما بعد(حزب المؤتمر الشعبي الدستوري ) .
ولقد تخلى الحزب الوطني الاتحادي عن فكرة الانفصالية العدنية ، وان كان قد نهج نهجا تعاونيا مع الإدارة البريطانية .
أما حزب المؤتمر الشعبي فيبدو انه لايزال متمسكا بانفصاليته . وفي نظرتنا بل وفي واقع الأمر فان الجمعية العدنية بقيادة لقمان وحزب المؤتمر الشعبي المتفرع عنها إنما تعبر عن أحاسيس ورغبات ومصالح أبناء الجاليات الأجنبية التي استوطنت عدن وتعرب الكثيرون منهم ، كما إنها تعبر عن المخطط الاستعماري في مراحله الأولى .


وجهة النظر الرابعة :

شيخان عبدا لله الحبشي المحامي ، أمين عام حزب الرابطة ، واحد الدعائم الكبيرة للحركة الوطنية في الجنوب ، رائد من الرواد وهب هو وزملاؤه أنفسهم للقضية ولتحقيق أهداف الشعب العربي في الجنوب .

تحدث أمام اللجنة : كان حديثه هو صوت الجنوب العربي المنبعث من أعماق النفس العربية في هذا الجنوب . حلل الوضع في الجنوب ، صور المأساة التي يعيشها شعبه ، كشف العدوان البريطاني على الجنوب شعبا وأرضا ، أفرادا وجماعات ، غاص في صميم المشكلة واستخلص من أعماق هذه المشكلة الحلول العملية لها .

نبه اللجنة الى أن الموضوع ليس هو هل تضم عدن الى الاتحاد او لا تضم ؟! ولا هل يلغى الاتحاد او ل يلغى ؟! وليس الموضوع هو : هل الجنوب العربي جزء من اليمن او ليس بجزء من ؟! وليس ادخالنا القضية في هذه اللجنة لأمور فرعية ومشاكل جزئية او جانبية ، إن الموضوع أن هيئة الأمم المتحدة قد أصدرت قرارها بإنهاء الاستعمار في دورتها عام 1960 وأكدت هذا الإعلان عام 1961 وكونت بناء على ذلك لجنة تصفية الاستعمار .

وذكر شيخان الحبشي أن مطالبنا السياسية التي نطالب هيئة الأمم المتحدة بتأييدها معتمدين في هذه المطالبة على إعلانات الهيئة وقراراتها و هي :

اولا : إنهاء الاستعمار من الجنوب ونيله لاستقلاله وحريته .

ثانيا : تحقيق وحدة الجنوب العربي .

ثالثا : انتقال السيادة وسلطات الحكم الى الشعب العربي في الجنوب .


كما شرح مندوب الرابطة الخطوات التي تقترحها الرابطة لتحقيق هذه المطالب وهي :

اولا : إطلاق الحريات العامة في سائر الجنوب وضمان هذه الحريات .

ثانيا : إلغاء قرارات النفي والإبعاد التي دأبت بريطانيا على إصدارها ضد رجالات الحركة
الوطنية .

ثالثا : إجراء انتخابات عامة لكل الجنوب ( عدن والمحميات الشرقية والغربية ) تحت إشراف
دولي محايد لتكوين مجلس يمثل الشعب ، وتنبثق عنه حكومة وطنية تقود البلاد نحو أهدافها الوطنية التقدمية .

هكذا تحدث ممثل حزب رابطة الجنوب العربي ، وفي هذا الكتاب نص المذكرة التي قدمتها الرابطة الى لجنة تصفية الاستعمار ، ونص الخطاب الذي ألقاه الأخ الأمين العام والأسئلة والأجوبة التي دارت بينه وبين أعضاء اللجنة المحترمين حول القضية .

وفي تقديرنا بل وفي الواقع كانت كلمة شيخان الحبشي هي كلمة الشعب ، كل الشعب في الجنوب العربي ، المثقفون العمال ، القبائل في كافة المناطق : في عدن وفي حضرموت وفي لحج والعوالق ويافع وغيرها من مناطق الجنوب ، كل هؤلاء يقفون صفا واحدا وراء هذه المطالب ، لا يعارض في ذلك سوى :

1- المتعاونين مع الاستعمار البريطاني الغارقين حتى الأذقان في الأوحال المتآمرين المستغلين للشعب ولخيراته .
2- ممثلي الجاليات الأجنبية في عدن المتسترين وراء الانفصالية العدنية ممثلة في الجمعية العدنية السابقة وفي حزب المؤتمر الشعبي الدستوري حاليا .
3- بعض من إخواننا اليمنيين المغرر بهم في عدن .
إن كلمة الرابطة التي قالتها أمام لجنة تصفية الاستعمار وتقولها دائما هي كلمة الشعب النابعة من ضميره ، المعبرة عن رغبته ، المحققة لمصالحه ، المعالجة لصميم مشاكله
.

الى اللقاء مع الجزء السادس من هذه هي القصة
رد مع اقتباس