عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 08-03-2010, 12:51 PM
مشرف و شاعر و أديب منتديات صوت الجنوب العربي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
المشاركات: 1,223
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

اقتباس
 مشاهدة المشاركة المشاركة الأصلية كتبت بواسطة %الوحيد%
مسدوس: الهامة المرفوعة في عنفوان العواصف

شبكة الطيف

بقلم/ محمد عباس ناجي

قلة هم قادة الجنوب الذين ظلوا أوفياء لقضية وطنهم وشعبهم ولم يغفلوا عنها طرفة عين. وظلوا حاملين لها رافضين المساومة عليها بكل مغريات الدنيا من مال وجاه ومناصب وتحملوا من أجلها كثير من المتاعب والمشاق بما فيها المخاطرة بحياتهم.

يأتي في طليعة هؤلاء القلة المناضل الكبير الدكتور والمفكر الجنوبي/ محمد حيدرة مسدوس أطال الله في عمره وأمده بالصحة . إنه سمع مجيب. هذا الرجل الناكر للذات كان أول من امتشق القلم ورفع صوته عاليا مدافعا عن قضية شعبه عندما طالب سلطات صنعاء بإزالة أثار حرب صيف عام 1994م ثم إصلاح مسار الوحدة. باعتبار ممارساتها بعد الحرب ضد شعب الجنوب لم تعد تمت بصلة إلى الوحدة السلمية التي تحققت بين الدولتين والشعبين في 22مايو 1990م على أساس الشراكة. لكن هذه السلطات لم تستجب لصوت العقل. بل جندت وسائل إعلامها المرئية والمقروءة والمسموعة وكذا كتابها المأجورين ليس للرد على أقوال وكتابات هذا الرجل الحكيم وإنما لشتمه بأبشع الأوصاف واتهامه بأقذر الجرائم. ومع ذلك ظل هذا الرجل صامدا يقارع الحجة بالحجة. ويرد على الأكاذيب بالوقائع والدلائل الملموسة والتاريخية. ويفضح كل الدسائس التي تحاك ضد قضية شعبه. يستنبط فكرة وقوله من معاناة وأنين شعبه. ولهذا انتصرت حجته.

كانت سلطات صنعاء توصف أقواله بالكلام الفارغ. لكنها اليوم استوعبته ولكن بعد فوات الأوان, وليس غريبا أن نجد اليوم كثير من الكتاب في الشمال يسترشدون بأقواله في أبحاثهم وكتاباتهم عن القضية الجنوبية وينتقدون السلطات بأنها لم تعمل بها في حينها.

هذا الرجل دفع ثمنا باهظا ثمنا لقضية شعب الجنوب. ليس في وضعه المادي فقط, وإنما في وضعه الصحي الذي لا يخفى على احد. فقد وصل وضعه الصحي إلى إجراء عملية القلب المفتوح. ومنعه الأطباء من الخوض في القضايا السياسية خوفا على صحته التي بالفعل هي في تدهور مستمر نتيجة لعدم قدرته على السفر للعلاج في الخارج. فالسلطات في صنعاء أحرمته من ابسط حقوقه كشخص كان نائبا لرئيس الوزراء, فهي تعتبره عدوها اللدود.

مثل هذه الهامة الجنوبية العملاقة لا نستطيع أن نفيها حقها من التقدير والاحترام. وإن كان هناك من دين على شعب الجنوب تجاه واحد من أبنائه بعد الشهداء والجرحى فإنه أكثر دينا لهذا الشخص العظيم وندعو كل من يقرءا كلماتنا هذه من أبناء شعب الجنوب أن يرفع يديه ابتهالا إلى العلي القدير أن يمن على حبيبنا ووالدنا ومعلمنا الدكتور محمد حيدرة مسدوس بالصحة والسعادة.

ما أحوج مناضلي شعبنا وقادته في الداخل والخارج أن يتعلموا من هذا الإنسان قيم البساطة والعطاء والإصرار والإيمان بقضيته ورفض هالة الزعامة.

في الأخير إنني اكتب هذه الأسطر المتواضعة وأنا على يقين أنها سوف تجعل هذا الإنسان يغضب مني فهو يعمل من اجل قضية شعبه ويرفض أن ينال مقابل علمه جزاء أو شكورا. لكني أقول له أنني فقط عبرت عن مكانتك لدى شعبك وأنت ملزم بقبول قول شعب.


هزتني العبارة التي ذيلت المقال ، ولأني واحدٌ من أبناء هذا الشعب ، ومن تلاميذ ذلك المعلم الكبير ، أقول لكاتب تلك السطور لا خير في شعبٍ إن لم يبجل رموزه ، ويمنحهم حقهم من التوقير ، أولئك الذين يمنحون بسخاء من عقولهم ووجدانهم ، ويحتسبون أجر ذلك عند الله تعالى ، في زمنٍ كل شيء فيه بمقابل مادي ، أولئك الشرفاء الباقون على العهد ، لم يستميلوا لبريق الذهب المغري ، ولا كراسي الحكم الدوراة ، وبقي إيمانهم بقضايا الأمة مؤشراً على أصالتهم ، وشاهداً على نبلهم ووطنيتهم ، فما أحوجنا إلى كلمة شكر وحسبي أنها القيمة التي يستحقونها ويتشرفون بها . وأختم بالدعاء لهذه الهامة العملاقة بالشفاء العاجل ، وديمومة العطاء الفكري فنحن نفتقر إليها من أحد أبرز قادة الجنوب المناضلين دوماً .

تحياتي
طائر الاشجان
رد مع اقتباس