[شعيفان]

في الواقع كنت أتوقع أن يقوم موقع السياسي برس (التابع لقيادات تاجية) بحذف الخبر ليقيني بعد قرائته أنه مفبرك تماماً, وأنه لم يكن سوى فخ نصب للسياسي برس وأراد من نصب الفخ وهو المصدر المقرب من البيض (وربما البيض نفسه) إدانة العطاس وشركاؤه وتحميلهم مسؤولية عدم انعقاد اللقاء, في حين أنهم هم من سعوا له, وهم من أرادوا إنجاحه, وليس الفريق الآخر بطبيعة الحال, ولهذا تمنيت لو أن السياسي برس لم يقع في هذا الفخ الذي يأتي ضمن سياسة البيض ومصادره المقربة في تطويع تنظيم تاج بقياداته ونشطائه ومواقعه الإخبارية وغير الإخبارية, وهذا الأمر واضح من خلال تقريب الحسني, وتوظيف عوض كرامة راشد في صندوق الإغاثة, ووضع قناة عدن ومن فيها تحت جناحه, ومؤخراً محاولة السيطرة على موقع صوت الجنوب مثلما تم السيطرة على منتديات أخرى معروفة.

برأيي الشخصي أن الخبر يجب أن يوضع في السياق التالي:

- ورد الخبر على لسان مصدر مقرب من البيض (وقد يكون البيض نفسه) وبالتالي فإن من الطبيعي أن لايكون محتوى الخبر في صالح العطاس وشركاؤه ومن الطبيعي أن يكون في صالح البيض وحلفاؤه الجدد, وبالرغم من سلبية هذه الحقيقة, إلا أن الإيجابية الوحيدة فيها هو أن الموقع نسب الخبر إلى مصدر مقرب من البيض وهو بهذا قد أراح نفسه من تهمة اختلاق الخبر, لأن الخبر غير مختلق من الموقع, وإنما من المصدر المقرب.

- تضمن الخبر تصريحاً واضحاً بأن العطاس وشركاؤه هم الذين تهربوا من اللقاء, من خلال التعذر بأعذار الفيزة وما إليها, وهذا الأمر الذي أراد المصدر المقرب إيصاله لايمكن أن يكون مقنعاً لطفل في الثالثة من عمره, لأننا نعلم جميعاً أن العطاس ومن معه هم الذين سعوا للقاء وهم الذين حاولوا عقده منذ مدة, لكن الطرف الذي ينتمي له المصدر المقرب هو من كان يرفض لأسباب لاتخفى على القاريء اللبيب.

- بتصوري الشخصي أن هذا الخبر أراد المصدر المقرب من خلاله تحميل العطاس وشركاؤه مسؤولية عدم انعقاد اللقاء الذي يبدو أن الطرف الذي ينتمي له المصدر المقرب لايريد انعقاده لأسباب معروفة أيضاً, وبالتالي ظهور البيض بريئاً من تهمة عدم انعقاد اللقاء, وظهور العطاس متهماً بالتملص من اللقاء, وهذا الأمر يندرج ضمن الشعار المعروف (السياسة لعبة قذرة).

- يأتي هذا الخبر المسرب من المصدر المقرب من البيض (وربما البيض نفسه) بعد أيام من تحركات العطاس وظهوره إلى الواجهة بقوة ورفعه شعار فك الارتباط وهو نفس شعار البيض مع فارق أن لدى العطاس مشروع من وثيقتين للبناء عليهما فيما لايمتلك البيض سوى ترديد هذا المصطلح منذ أكثر من عام, ولهذا من الطبيعي أن يسعى البيض وحلفاؤه الجديد بدفع منه أو من دون دفع وبقصد من حلفائه أو من دون قصد لإحراق العطاس أو إسقاطه وضمان بقاء زعامة البيض منفرداً في الحراك الجنوبي في الداخل والخارج.

- مما يؤكد أن (السياسة لعبة قذرة) وأن الخبر يندرج ضمن (حرب الديناصورات) هو سعي البيض لعمل لقاء آخر في أكتوبر القادم ينعقد بعد أن يكون العطاس قد احترق هو وشركاؤه فيكون أمامهم أحد أمرين.. إما عدم المشاركة بسبب إقصائهم, وإما المشاركة مع فارق أن اللقاء الذي سعى له فريق العطاس يحضر فيه البيض للمسائلة, فيما يحضر لهم في اللقاء الثاني بصفته رئيس جمهورية.

- إذا كنا نعلم أن العطاس نظيف اليد, وأن اللقاء سيتحدث عن أموال الجنوب في العام 1994, فمن الطبيعي أن لايتهرب العطاس من اللقاء, ومن الطبيعي أن الذي سيكون من مصلحته إفشال اللقاء هو الحلقة الأضعف, وأعتقد أنه معروف مهما حاول إظهار نفسه قوياً ومستعداً للمواجهة.