عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-03-2007, 09:50 AM
عضو نشط
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
المشاركات: 72
افتراضي ((( من عدن وإلى عدن )))

من عدن وإلى عدن






كان يوم عدن والجنوب العربي هادراً جداً طوال نهار الثاني من آب / أغسطس 2007م وهدير النهار الذي سالت فيه دماء أبناء الجنوب العربي كان هدفاً طال انتظاره لتحفيز هذه القضية التي مارس نظام الاحتلال اليمني عليها كل أصناف التعتيم والتظليل السياسي والتاريخي قبل الإعلامي ، فقد كان يوماً طويلاً عصيباً على أزلام نظام الاحتلال كما هو اليوم عصيباً على أبناء الجنوب العربي المطالبين بحق تقرير مصيرهم المتمثل بإعلان استقلال دولتهم على ترابهم الوطني ...

قد يتدافع الكثيرين مطالبين بالتصعيد الميداني وبذل المزيد من الجهود في طريق تأليب الشعب الجنوبي لمطالبه ، ردة فعل طبيعية لكنها بحاجة لضبط صحيح ليتناغم التحرك مع الواقع الموجود على الأرض ، فالشعب المنهوك اقتصادياً والموروث بتجارب مؤلمة لن يتجرد من واقع الاحتلال اليمني لمجرد المطالبة باستقلال وطني كامل ، هذه الشعارات لن تفي حركة الاستقلال متطلباتها وموجباتها ، لذا فان المطلب الحتمي هو انتهاز الثاني من أغسطس 2007م انتهازاً صحيحاً لمنطق الفرصة التاريخية التي يجب معها تغذية الشعب وكل الوطن العربي والعالم من بعده بأن القضية هي أن في حرية الجنوب العربي مساحة شاغرة لحياة صحيحة لإنسان الجنوب العربي ...

ولاشك بأن البيان الصادر في مدينة عدن بتاريخ اليوم الجنوبي الكبير والموقع من المناضل ناصر النوبه والذي احتمل أكثر المطالب الجنوبية حقوقاً يمكن أن يكون هو وثيقة الاستقلال الجنوبي تحت غطاء المطالب الشعبية في دولة الاحتلال اليمني ، وثيقة الاستقلال التي حملت البعد الأساسي للنظام الشرعي الجنوبي بمسببات النضال القائم مرحلياً والذي سالت لأجله دماء أبناء الجنوب في يومهم التاريخي ، هذا اليوم الذي يجب أن تداعى لأجله كل القوى السياسية في مرحلة أولى لتضع جهودها في موضع واحد تحت فكرة واحدة واضعة أمامها وثيقة ( النوبه ) كمبدأ لحركة التحرر الوطني ...

الوثيقة التي عبرت عن مطلب الجنوبيين عسكريين ومدنيين في حق تقرير مصيرهم على اعتبار أن ما نتج في الثاني والعشرين من أيار / مايو 1990م لم يكن سوى خطأ كرس خطأ آخر وقع في الثلاثين من نوفمبر 1967م ليأتي يوم السابع من يوليو 1994م ليكون اليوم اليماني الأكثر بشاعة في تاريخ الجنوب العربي بتكريس وجود الاحتلال اليمني بحكم الواقع الذي فرضه على الأرض الجنوبية بتأييد قوى عالمية أرادت تصفية حسابات سياسية على حساب الشعب الجنوبي ...

إن اعتبار وثيقة ( النوبه ) كمبدأ أساسي لرؤية سياسية تتعامل مع الأحداث والمتغيرات وحتى المعطيات على الواقع السياسي الداخلي والعالمي هي الخطوة الرئيسية التي يجب أن تتبناها القوى الحية في الجنوب فلم ينظر صاحب البيان العميد الركن ناصر النوبه إلى كثير من المصالح الحزبية بل نظر على هدف معلن في ضميره وضمير الشعب ، لذا فأن توثيق المبدأ وترسيخه في ضمير الشعب بل وتأجيج المطالب الشعبية هي القاعدة الأساسية للحركة السياسية المنتظرة من الجميع ...

وحتى يكون لهذا اليوم من عواقب محمودة فأن مواجهة النظام اليمني لا يجب أن تقتصر على الدفع بالاعتصامات والتظاهرات تحت مظلة وحيدة متمثلة بمطالب العسكريين المتقاعدين قسرياً بل يجب إظهار المطلب الرئيسي في كل محفل إعلامي اياً كان حجمه وإظهار وثيقة يوم الثاني من أغسطس 2007م كحق جنوبي لن يتم التنازل عنه بأي حالة كانت ...

دعم يوم 2 / 8 / 2007م لن يكون شيئاً بدون الالتفاف الشعبي والفكري حول هذا اليوم التفافاً يعبر عن إيمان صريح بأن الحرية للوطن لن يتم التنازل عنها لأجل التحزب والمصالح التي لابد وان تكون غير موجودة بل الذي يجب انتهازه واقتناصه مرحلياً على الأقل أن يكون في زرع مزيد من الوثوق الشعبي في القضية الجنوبية وكيفية جعلها أولوية فوق كل الأولويات ...
رد مع اقتباس