عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 06-29-2013, 11:28 AM
الصورة الرمزية روابي الجنوب
المـشـرف الـعـام
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 121,433
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

صحيفة خليجية: حوار اليمن يتهاوى أمام معضلة الجنوب وفوضى الأمن

شبكة الطيف :متابعات- رغم مرور ما يقرب من 20 شهراً على بدء العملية الانتقالية التي أخرجت اليمن من تحت أنقاض الأزمة السياسية العاصفة التي اجتاحته، فإنها لم تسهم كثيراً في توضيح ملامح المستقبل الذي ينتظره هذا البلد.. لاتزال الصورة غامضة وملبدة بالكثير من الغيوم. فالقضية الجنوبية معقدة، وتتحرك في شرايين المعضلة اليمنية المتكلسة، فخطاب الانفصال المرتفع بات يهدد مسار الحوار الوطني.

فمؤتمر الحوار الذي شكل محطة أمل لجميع اليمنيين الذين أرهقتهم الصراعات السياسية وأتعبتهم الأزمات المتلاحقة لم يعد أحد يراهن على أنه سيشكل طوق النجاة أو أنه الذي سيحقق المعجزات بعد أن تحول هذا المؤتمر إلى ساحة يتبارى فيها الفرقاء بطروحاتهم المتصادمة.

وانقساماتهم المدمرة وخلافاتهم المزمنة التي تجعل من كل طرف يتمسك بمواقفه والأهداف التي يسعى إليها دون مراعاة لمصالح البلاد والعباد، والمخاطر المحدقة بوطنهم ونسيجه الاجتماعي ووحدته الوطنية. ما يجعل من مستقبل هذا البلد مفتوحاً على كافة الخيارات والاحتمالات.

قتامة المشهد

ويزداد المشهد قتامة في اليمن عندما نستحضر أموراً عدة لا تزال على حالها، وإذا بدأنا بما هو أكثر أهمية نجد أن الحركة الانفصالية في الجنوب تتوسع في احتجاجاتها ومطالبها الداعية إلى فك الارتباط مع الشمال واستعادة الدولة التي كانت قائمة في المحافظات الجنوبية قبيل الوحدة عام 1990.. بل إن هذه الحركة قد اتجهت في الآونة الأخيرة إلى التصعيد وممارسة أعمال العنف وإرغام المواطنين في المحافظات التي تنشط فيها على الرضوخ لإملاءاتها وقطع صلتهم بالشمال.

وإذا ما كانت الحركة الانفصالية تشكل خطراً وجودياً على وحدة اليمن، فإن التهديد الذي بات يفرض نفسه بقوة والمتصل بخطر الجيل الثاني من تنظيم القاعدة، والذي تنمو عناصره على الساحة اليمنية وتنتشر في عدة محافظات مستغلة تدهور الحالة الأمنية لفرض وجودها وتحدي سلطة الدولة والقانون والتصرف على قاعدة أن الدولة اليمنية تخوض حرباً بالوكالة عن الغرب، الأمر الذي يضع الإرادة الوطنية اليمنية أمام أصعب اختباراتها..

والاختبارات كلها تدور حول قدرة هذه الإرادة على ابتداع الآليات والوسائل التي تمكنها من تجاوز عوامل الانقسام وإعادة إنتاج نفسها في نطاق وحدة الصف بحيث تصبح حاضرة ومتفقة على ترتيب أولوياتها.

مؤامرات لفقدان المصالح
ومن المؤكد أيضاً أن المؤامرات يديرها أفراد فقدوا مصالحهم في الحكم، وآخرون لهم صلة وطيدة بأطراف خارجية لها أجندات مختلفة، وأهداف متعددة في اليمن، كل تلك المعضلات تكاد تعصف باليمن وتودي به إلى الهاوية، والتحديات كثيرة وخطيرة، ولكننا هنا نتوقف عند أهم التحديات التي تقف حجرة عثرة أمام نجاح الحوار الوطني، حيث نرى ومن خلال مؤشرات الواقع اليمني، أن أول هذه التحديات هو ضعف وبطء أداء الحكومة وبطء التغيير الذي كان ينشده الثوار من الشعب ممن أقاموا ثورة سلمية ضد الفساد وضد نظام الفرد المتسلط وتطلعوا لدولة مدنية حديثة.

ذلك لأن هذا التحدي يزيد من تذمر الشعب المتطلع للتغيير، ويرى أن حاله لم يتغير بعد، حتى في توفير الأشياء الأساسية، وقد وقفت الدولة عاجزة عن توفير الكهرباء التي ماتزال مشكلة كبرى في اليمن، والتي تستهدف باستمرار من قبل أطراف لهم المصلحة الكبرى في عرقلة الوفاق وإفشال مؤتمر الحوار الوطني.
المصدر: البيان
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة روابي الجنوب ; 06-29-2013 الساعة 11:32 AM
رد مع اقتباس