إذا حضر الحشاشين خرجت الرجاجيل ، وقبل هذا اسمع مني ما يلي :
واهـمٌ مَـن ظـنّ أنّــا رُبّـمـا === قـد نسينـا أو تَناسَينـا الـوَطـن
وبـأنّ المَجـدَ فيـمـا قــدَّروا === ِلعَلـيٍّ بِئسَمـا ظـنّـوا وظــن
إنفِصالـيٌّ .. نَعَـم هــذا أنــا === لستُ مِن " صَنعا " ولكن مِن "عَدَن"
عَبَسَ التاريـخُ فـي وَجـهِ الدُّنـا === وتولّـى حيـنَ أسمونـا " يَمَـن "
يـا جماهيـرَ الجَنـوبِ العَرَبـي === دَعوةُ الأوطانِ لا تخشـى المِحَـن
حَطّموا الأصنـامَ حتـى لا نَـرى === هُبـلاً يُعبَـدُ أو يَبـقـى وَثَــن
يَتُها الأرضُ التـي نالـت بهـا === شرفَ المَوتِ جُمـوعٌ لـم تُهَـن
نَحنُ ما زلنا علـى العَهـدِ الـذي === قَـدْ رضِعنـاهُ مِـنَ المَهـدِ مَعـاً
كَمْ غُـزاةٍ وَطـأوا هـذا الثـرَى === واستَحقوا الوَيـلَ مَدفـوعَ الثمـن
تُسمِعُ "المَهـرةُ" أصـواتَ النِـدا === وَصدى الصرْخَةِ مِن " وادي تُبَن "
مِثلمـا يَصنَـعُ " رَدفـانُ "الفِِـدا === وَترى " شَمسانَ " قد مَـدّ الكَفـن
خَبِّـروا " دِحْبـاشَ" عَنـا إنـنـا === سوفَ نُفنيـهِ وإن طـالَ الزمَـن
وستَبقـى " عَـدنٌ " مَعنـىً وفََـن === وستَمحـو كُـلَّ آثــارِ العَـفَـن
ليـسَ فينـا خـائـنٌ إلا الــذي === باعَ في الدُنيا ضَميـراً أو رَهَـن
باسِـط الكـفِّ علـى أبوابِـهِـم === يتلقـاهـا هِـبـاتٍ أو مِـنَــن
لا يَـرى فيمـا يَـرى إلا يــدأ === وَضَعَتْ فـي فمِـهِ سُـمَّ البَـدَن
ليتَ شعـري مـا الـذي يَفعَلـهُ === رَجـلٌ مَسْـخٌ وقـد كـانَ فَتـىً
أيهـا الحُـرُّ الجَنوبـيُّ استَـفِـقْ === طفَـحَ الكَيـلُ وأغْرَانـا الوَهَـن
عِـشْ كَريمـاً رافِـعَ الهَامـةِ أو === مِتْ شهيداً فازَ بالعَيـشِ الحَسَـن
قد قَضـى رَبُّـكَ بالنصـرِ لِمَـن === جاهَدوا في جَنبِ شَعـبٍ مُمتَهَـن
إنما يَجْبُنُ عـن خَـوضِ الوَغـى === سالِـبُ الحَـقّ وَصُنّـاعُ الفِـتَـن
|