عرض مشاركة واحدة
  #30  
قديم 01-13-2006, 01:29 AM
عضو برونزي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2005
المشاركات: 877
قـائـمـة الأوسـمـة
افتراضي

.



2



رسالتي الى المؤتمر العام الخامس للحزب

د.محمد حيدره مسدوس - عضو المكتب السياسي

في الحلقة السابقة من رسالتي الى المؤتمر العام الخامس للحزب كانت اخر نقطة فيها هي رقم(19) والتي جاء فيها ان الحرب قداسقطت شرعية كل ماتم الاتفاق عليه خاصة وانه لم يتم الاستفتاء على الوحدة قبل اعلانها، وانه بذلك تكون الحرب قد أسقطت شرعية الوحدة ذاتها بالضرورة مالم تزل أثار الحرب اصلاح مسار الوحدة. والأن نبدأ بالنقطة رقم(20) من الحلقة الثانية.

20- ان الحرب قد أدخلت الوحدة اليمنية في التاريخ من بوابة (7) يوليو1994 التي هي بوابة الدم والقهر النافيين للتراضي والتي هي بذلك بوابه غير شرعية، وبالتالي هي بوابة موت الوحدة، لانها تخلق شرعية الانفصال بالضرورة مهما طال الزمن.وبالتالي فإن قضية إزالة أثارالحرب واصلاح مسارالوحدة هي وحدها ولاغيرها التي يمكن لها ان تدخل الوحدة في التاريخ من بوابة الشرعية التي هي بوابة22مايو1990.

21- ان واقع الوحدة القائم على القوة والقهر منذ انتهاء الحرب يضع السلطة امام خيارين لاثالث لهما، وهما: أن تقول بأن شرعية الوحدة هي من 22مايو1990 وتعود إلى ما اتفقنا عليه نصاً وروحاً، أو أن تقول انها من 7 يوليو1994 وتكون بالضرورة مايشبه الأحتلال، لأن الوضع القائم هو خارج اتفاقيات الوحدة التي قام عليها اعلان الوحدة، وخارج دستور الوحدة المتفق عليه بين الشطرين والذي تم استبداله بعدالحرب. فعلى سبيل المثال لم تقل اتفاقيات الوحدة بحل جيش الجنوب وابقاء جيش الشمال، ولم تقل بحل أمن الجنوب وإبقاء أمن الشمال، ولم تقل بالغاء المؤسسات الجنوبية وإبقاء المؤسسات الشمالية، ولم تقل بتصفية الكوادر الجنوبية وإبقاء الكوادر الشمالية، ولم تقل بالغاء العملة النقدية الجنوبية وإبقاء العملة النقدية الشمالية..الخ، وانما كل ذلك هو من نتائج الحرب، وهو بالضرورة تعطيل لمسار الوحدة.

22- ان الوضع القائم هو غير شرعي، لأنه قائم على شرعية القوة التي جاء بها 7يوليو1994وليس على شرعية التراضي التي جاء بها 22مايو1990. وشرعية القوة في القانون الدولي ليست شرعية وهي ليست شرعية بالضرورة. وهذا مايجعل ملف القضية مفتوحاً في مجلس الأمن الدولي بقوة القانون وبقوة الحقيقة.

23- لقد دخلت القضية إلى مجلس الأمن الدولي كقضية شمال وجنوب وليست قضية سلطة ومعارضة أو قضية حزبين يمكن اغلاق ملفها بمجرد حسمها عسكرياً. ولذلك فإن إغلاق ملف القضية هو مرهون بالتسوية السياسية بين الشطرين. فليس من المعقول بان يتم اغلاق ملف القضية بطلب من طرف واحد الذي هو الشطر المنتصر دون الطرف الأخر الذي هو الشطر المهزوم. صحيح ان ممثل الشطر المهزوم قد تخلى عن قضية الشطر المهزوم وبالذات الحزب وهو ماشجع السلطة على التنصل من تعهداتها المكتوبة للمجتمع الدولي بعد الحرب، ولكن ذلك لايعني موت القضية، وانما يعني ترحيلها.فهي باقية بقوة الواقع وبقوة الحقيقة وبقوة القانون الى أن تحل.

24- ان القضية هي قضية شعب كان دولة ذات سيادة الى يوم22مايو1990 وكان شريكاً في السلطة والثروة الى يوم 7يوليو1994، واقصي منها بالقوة ولم يعد الطرف الأخر يعترف بشراكته في السلطة والثروة، ولم يعد يعترف له بأي تمثيل سياسي منذ انتهاء الحرب، ومع ذلك تقول السلطة بان الوحدة صالحة ولاتحتاج إلى اصلاح، ويؤيدها في ذلك كل المنحدرين من الشطرالشمالي في المعارضة. وبالتالي الم يكن ذلك اصطفافاً شطرياً مكشوفاً؟؟؟

25- ان الوحدة اليمنية هي وحدة سياسية بين دولتين عضوين في الأمم المتحدة وفي جميع المنظمات الدولية وليست هي وحدة وطنية كما يقول المنحدرون من الشطر الشمالي في السلطة والمعارضة. فيوم 22ما يو1990هو يوم ا علان وحدة سياسية بين دولتين وليس يوم اعلان وحدة وطنية بين سلطة ومعارضة. وبالتالي فإن القول بأن الوحدة اليمنية هي وحدة وطنية هو يهدف إلى التنصل عن مفهوم الوحدة السياسية بين الشطرين وتحويلها الى ضم وإلحاق. وهذا مايخلق شرعية الانفصال بالضرورة.

26- ان محاولة أستبدال كلمة الوحدة اليمنية بكلمة الوحدة الوطنية تهدف إلى تبرير الحرب ونتائجها وتكريس الضم و الإلحاق المفروض على الجنوب منذ انتهاء الحرب، وتهدف ايضاً إلى تذويب الهوية الجنوبية في الهوية الشمالية بدلاً عن الوحدة السياسية بين الشطرين، وتهدف كذلك إلى جعل كلمة الوحدة الوطنية تنسجم مع مبدأ الوحدة الوطنية الوارد في المبادىء السته لثورة26سبتمبر الخاص بالوحدة الوطنية بين الشوافع والزيود والتي مازالت أثارها باقية حتى الأن وأخرها حركة الحوثي في صعده.

27- ان كلمة الوحدة اليمنية لها مفهوم سياسي يتعلق بالوحدة السياسية بين الشطرين. وهذا المفهوم يتعارض مع الضم والإلحاق. أما كلمة الوحدة الوطنية فإن لها مفهوم اخلاقي يتعلق بالعدل بين الحكام والمحكومين. ونحن عندما أعلنا الوحدة مع الشمال لم نعلنها من أجل ان يكون الشمال حاكماً والجنوب محكوماً، وانما كل ذلك هو من نتائج الحرب. فنحن أعلنا الوحدة مع الشمال من أجل وحدة السيادة الوطنية تجاه الغير.. ولهذا وبما ان كلمة الوحدة الوطنية تنفي الوحدة السياسية وتجيز الضم والإلحاق، فإننا ندعوكم إلى التمسك بكلمة الوحدة اليمنية ورفض استبدالها بكلمة الوحدة الوطنية رفضاً قاطعاً.

28- ان التمسك بكلمة الوحدة اليمنية ورفض استبدالها بكلمة الوحدة الوطنية وتكريس مفهوم الوحدة السياسية ورفض استبداله بمفهوم الوحدة الوطنية يساوي الحل، وتبقى المسألة هي فقط مسألة وقت قد يطول وقد يقصر. حيث ان هناك عملاً شاملاً ومكثفاً لتذويب الهوية الجنوبية في ا لهوية الشمالية بالتدريج عبر هذه المفاهيم وعبر استبدال التسميات التاريخية في الجنوب، ومنها اسم تلفزيون عدن على سبيل المثال، والاصرار على واحدية الثورتين، وطمس التاريخ السياسي للجنوب وتكريس التاريخ السياسي للشمال في المناهج الدراسية وغيرها. وحتى يوم إعلان الوحدة اليمنية يحاولون استبداله بيوم الجمهورية اليمنية هروباً من ذكر الوحدة..الخ. ولكن التمسك بكلمة الوحدة اليمنية ورفض استبدالها بكلمة الوحدة الوطنية وتكريس مفهوم الوحدة السياسية بين الشطرين ورفض استبداله بمفهوم الوحدة الوطنية، ورفض واحدية الثورتين ...الخ، يسقط هذه المحاولة ويدحرها إلى الأبد ويمنع تذويب الهوية الجنوبية في الهوية الشمالية، ويجعل القضية باقية ومطروحة للحل في إطار الوحدة اليمنية.

29- ان هذه السياسة الشطرية التي تمارس منذ انتهاء الحرب هي نافية للوحدة السياسية بين الشطرين ومعادية لها، لانها تضع الشعب في الجنوب امام خيارين لاثالث لهما، وهما: أن يقبل بالانقراض أو أن يقاوم وينفصل فقط وبالضرورة وليس شيئاً أخر. وهذا هو مانريد تجنبه عبر إزالة أثار الحرب واصلاح مسار الوحدة. حيث ان الأصل في هذه القضية التي نطالب بها هو الوحدة وليس الانفصال كما يقول المعارضون لها الذين بمعارضتهم هذه يكرسون أثار الحرب وتعطيل مسار الوحدة، وبالتالي يكونون ضد الوحدة كتحصيل حاصل لهذا الرفض.

30- ان الاصل في قضية إزالة أثار الحرب واصلاح مسار الوحدة هو ((الوحدة)) وليس الانفصال، وهم يدركون ذلك. ولكنهم يرفضونها، لأنها تسقط شرعية الحرب ونتائجها وتسقط شرعية الضم والإلحاق الذي يمارسونه منذ انتهاء الحرب، والذي يستهدف طمس تاريخ وهوية الجنوب وتذويبها في هوية الشمال خلافاً لما تم الاتفاق عليه وخلافاً لوقائع التاريخ واحداثه.فالمستهدف ليس نحن كحزب أو كأفراد، وانما المستهدف هو الشعب في الجنوب وهويته وتاريخه السياسي وارضه وثروته على حساب أهله خلافاً لمبدأ الوحدة السياسية بين الشطرين.

31- ان تاريخ اليمن ككل بعد اعلان الوحدة يتكون من تاريخ الشطرين كدليل على وجود الوحدة وليس من تاريخ شطر دون الشطر الأخر. كما ان هوية اليمن ككل بعد اعلان الوحدة تتكون من هوية الشمال وهوية الجنوب كدليل على وجود الوحدة ذاتها ايضاً وليس من هوية شطر دون الشطر الأخر. فعند الحديث عن الحكم الأمامي في الشمال لابد من الحديث عن الحكم السلاطيني والاستعماري في الجنوب، وعند الحديث عن الثورة في الشمال ومبادئها السته لابد من الحديث عن الثورة في الجنوب ومبادئها الخمسة الواردة في الميثاق الوطني للجبهة القومية..الخ، لأنه بدون ذلك تكون العلاقة بين الشمال والجنوب علاقة ضم وإلحاق وليست علاقة وحدة.

32- ان جميع القوى السياسية في الشطرين سابقاً وجميع اطراف الحركة الوطنية في الشطرين سابقاً قد أعترفت منذ البداية بدولة الشمال وبدولة الجنوب، وهي بذلك تكون قد اعترفت بهويتين، هما: الهوية الجنوبية والهوية الشمالية، لأن الهوية من حيث التعريف تتكون من أرض وسكان وسيادة وطنية. وهذا هو ماكان موجوداً في الجنوب وماكان موجوداً في الشمال وموثقاً في الأمم المتحدة وفي جميع المنظمات الدولية والأقليمية. ثم أن الاعتراف المتبادل بين الدولتين دليل وشاهد على ذلك.. كما ان كلمة الوحدة اليمنية في حد ذاتها هي تعبير سياسي عن ذلك. وبالتالي فإنه يستحيل تذويب أي من الهويتين في الأخرى كما يتصور البعض، وانما الممكن هو الاعتراف بالهويتين المكونتين للوحدة اليمنية كحقيقة موضوعية يستحيل دحضها.

33- ان الواقع يقول بأن الجنوب كان دولة مستقلة وذات سيادة مثل الشمال، وان دولة الجنوب كانت أفضل بكثير من دولة الشمال باعتراف العالم لولا نهجها السياسي. كما ان الجنوب لديه ثلاثة أضعاف الشمال من الأرض والثروة. وبالتالي فإنه لابد وان يكون شريكاً في السلطة بالاستناد الى دولته، وان يكون شريكاً في الثروة بالاستناد إلى ارضه وثروته.

34- ان غياب التمثيل السياسي للجنوب بعد الحرب وعدم اعتراف السلطة بأي تمثيل سياسي للجنوب بعد الحرب ونكران شراكته في السلطة والثروة ورفض ازالة اثار الحرب واصلاح مسارالوحدة وعدم تبني هذه القضية رسمياً من قبل الحزب الاشتراكي قد أدى إلى ظهور حركة (موج) وحركة (حتم) واللجان الشعبية، والملتقى العام لأبناء المحافظات الجنوبية والشرقية، وحركة (تاج) الاخيرة في لندن... الخ، وسوف يستمر ظهور هذه التعبيرات السياسية بشكل حتمي مالم تزل أثار الحرب واصلاح مسار الوحدة.

35- ان الفرز الشطري (شمال وجنوب) الجاري في المجتمع منذ انتهاء الحرب قد شمل جميع مؤسسات الدولة والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني، وهو تعبير مادي عن تعطيل مسار الوحدة. كما انه يشكل الأساس الموضوعي لشرعية الانفصال مالم تزل اثار الحرب واصلاح مسار الوحدة، خاصة وأن القضية هي قضية شعب كان دولة ذات سيادة كما اسلفنا وليست قضية الحزب الاشتراكي يمكن حلها بإعادة ممتلكاته وباعادة قياداته وترتيب وضع كوادره كما يعتقد المنحدرون من الشطر الشمالي في السلطة والمعارضة.

36- ان الوحدة اليمنية هي وحدة سياسية بين الشعب في الجنوب والشعب في الشمال وليست بين الحزب الاشتراكي وحزب المؤتمر الشعبي العام أو بين النظامين السابقين في الشطرين كما يعتقد الكثيرون في داخل الحزب الاشتراكي وخارجه بمن فيهم الكثير من المثقفين. حيث لم يكن الحزب الاشتراكي سوى ممثل سياسي للجنوب، ولم يكن المؤتمر الشعبي العام سوى ممثل سياسي للشمال، أي أنه يمكن استبدالهما بممثلين سياسيين غيرهما. كما ان الدولة السابقة في الجنوب هي دولة الشعب في الجنوب وليست دولة الحزب الاشتراكي كما يقول البعض في داخل الحزب الاشتراكي وخارجه ايضاً. وبالتالي فإن الشريك في الوحدة هو الشعب في الجنوب والشعب في الشمال وليس الحزبان أوالنظامان في حد ذاتهما. فلايمكن للحزب الاشتراكي ان يكون شريكاً في الوحدة إلاّ كممثل للجنوب، ولايمكن لحزب المؤتمر الشعبي العام ان يكون شريكاً في الوحدة إلاّ كممثل للشمال فقط وبالضرورة.

37- اننا نشفق كثيراً على الذين يعتقدون بان الوحدة هي بين الحزبين او بين النظامين السابقين في الشطرين، وخاصة المثقفون منهم في داخل الحزب الاشتراكي وخارجه، لأن مثل ذلك مخجل جداً أن يأتي من المثقفين ، ومع ذلك فإننا على استعداد لمناقشة هذا الموضوع داخلياً من أجل حل أي مشكلة مازالت باقية بين الاقلية والاغلبية في قيادة الحزب. وقد قلنا انه اذا ماكانت الوحدة هي بين الحزبين أو بين النظامين وليست بين الشعب في الجنوب والشعب في الشمال، فإن جميع اعمال تيارنا خلال العشر السنوات الماضية تكون خاطئة وان علينا الاعتذار للاغلبية والعودة اليهم، واذا ماكانت الوحدة هي بين الشعب في الجنوب والشعب في الشمال، فإن جميع اعمالهم خلال العشر السنوات الماضية تكون خاطئة وأن عليهم العودة الينا فقط وبدون اعتذار. وهكذا يتضح بان الحزب خلال العشر السنوات الماضية قد سار في الخطأ» بقوة عدد الاغلبية وليس بقوة منطقهم، فلو كانت الوحدة بين الحزبين لما بقيا حزبين باضرورة.

3

رسالتي إلى المؤتمر العام الخامس للحزب

محمد حيدره مسدوس

عضو المكتب السياسي للحزب

في الحلقة الثانية من رسالتي إلى المؤتمر العام الخامس للحزب كانت أخر نقطة فيها هي رقم(37) والتي جاء فيها بإنه اذا ماكانت الوحدة اليمنية هي بين الحزب الاشتراكي وحزب المؤتمر الشعبي العام وليست بين الشعب في الجنوب والشعب في الشمال كما كانت تعتقد الأغلبية في قيادة الحزب، فإن جميع أعمال تيارنا خلال العشر السنوات الماضية تكون خاطئة وان علينا الاعتذار للأغلبية والعودة إليهم، واذا ماكانت الوحدة هي بين الشعب في الجنوب والشعب في الشمال، فإن جميع اعمالهم خلال العشر السنوات الماضية تكون خاطئة، وأن عليهم العودة الينا بدون اعتذار، وهذا هو ما اتفقنا عليه مع بعضهم في أخر اجتماع للجنة التحضيرية. والأن نبدأ بالنقطة رقم(38) من الحلقة الثالثة والأخيرة.

38- إنه بموجب الاتفاق الاخير مع بعضهم في اجتماع اللجنة التحضيرية، فإننا ندعوا الأغلبية إلى حوار داخلي حول هذه النقطة بالذات ونتفق عليها ونوحد الحزب عليها. فإذا ما اتفقنا بان الوحدة اليمنية هي بين الحزب الاشتراكي وحزب المؤتمر الشعبي العام أو بين النظامين السابقين في حد ذاتهما وليست بين الشعب في الجنوب والشعب في الشمال، فإن علينا توحيد الحزب على أساسها والعمل بشكل موحد في إطارها. واذا ما اتفقنا على ان الوحدة اليمنية هي بين الشعب في الجنوب والشعب في الشمال، فإن علينا توحيد الحزب على أساسها والعمل بشكل موحد من أجلها. وهذه القضية لاتحتاج إلى اكثر من وحدة موقف للحزب تجاهها فقط، وسيؤدي إلى حلها.

39- إننا في هذا الاتجاه نقول بان الوحدة اليمنية هي بين الشعب في الجنوب الذي مثله الحزب الاشتراكي في اعلانها، وبين الشعب في الشمال الذي مثله حزب المؤتمر الشعبي العام في اعلانها. وهذا يعني بان شراكة الحزبين في الوحدة هي من تمثيلهماللشطرين كما قلنا في الحلقة السابقة. وبالتالي فإن تخلي الحزب الاشتراكي عن مسؤوليته التاريخية تجاه الجنوب خلال العشر السنوات الماضية قد جعل الفراغ السياسي الذي أوجدته الحرب تجاه الوحدة مفتوحاً لمن يمليه وكأن الأمر لايعنيه. فالأغلبية في قيادة الحزب لم تفعل خلال العشر السنوات الماضية سوى تخلي الحزب عن مسؤوليته التاريخية تجاه الشعب في الجنوب وعزل الحزب عن شراكته في الوحدة وجعله حزباً من دون قضية مثل الأحزاب الهامشية الأخرى. وهذا الخطأ الذي سار فيه الحزب خلال العشرالسنوات الماضية هو ماندعو الى تجاوزه في المؤتمر العام الخامس للحزب.

40- ان شراكة الحزب الاشتراكي في الوحدة هي من خلال قضية إزالة أثار الحرب واصلاح مسار الوحدة فقط وبالضرورة، لأنه بدون ذلك يكون مافعله الحزب حتى الأن هو خيانة وطنية للشعب في الجنوب. ثم أن هذه القضية هي القضية المركزية في قرارات المؤتمرالعام الرابع للحزب وفي المبادرة السياسية وفي مشروع البرنامج السياسي الجديد. وبالتالي فإن هذه القضية هي جوهر الخط السياسي للحزب.

41- انه بالرغم من ان هذه القضية هي جوهر الخط السياسي للحزب، إلاّ إنهالم تبرز بعد في صحيفة الحزب. فالصحيفة مازالت تبرز عناوين ثانوية وبعضها شخصية ولم تبرز هذه القضية المصيرية حتى عندما قامت بنشرمشروع البرنامج السياسي الجديد رغم ان هذه القضية كانت هي القضية الأولى والمركزية في مشروع البرنامج. كما أن الصحيفة قد أعتبرت حديثي حول هذه القضية بانه وجهة نظر، بينما انا لم اخرج عما جاء في قرار المؤتمرالعام الرابع للحزب وفي المبادرة السياسية وفي مشروع البرنامج السياسي الجديد، أي ان حديثي يعكس جوهر الخط السياسي للحزب، ومع ذلك تم نشره كوجهة نظر وببنط صغير تصعب قراءته وبحلقات متقطعة وفي الصفحة الخلفية.

42- ان جوهر الخط السياسي للحزب هو في قضية إزالة أثار الحرب واصلاح مسار الوحدة بموجب قرار المؤتمر العام الرابع للحزب وبموجب المبادرة السياسية ومشروع البرنامج السياسي الجديد، وكذلك بقوة الواقع. وكان من واجب الصحيفة ومازال من واجبها ان تجعل هذه القضية عنواناً بارزاً وثابتاً فيها. فلايجوز بعد الأن رفضها إلاّ من كان مع السلطة فيها.

43- أنه طالما وان السلطة ترفض هذه القضية، فإن أي شخص مازال يرفض هذه القضية في داخل الحزب الاشتراكي أو من خارجه من أطراف المعارضة، هو مع السلطة في هذه القضية وبذلك يكون خصماً سياسياً للشعب في الجنوب بصرف النظر عن نواياه. صحيح ان أكثر المنحدرين من الشطر الشمالي في المعارضة يقولون بان الحرب هي حرب سلطة الشمال على الجنوب بمن فيهم المتواجدين في الحزب، ولكنها تحولت الى حرب الشمال على الجنوب، طالما وكل القوى السياسية المنحدرة من الشمال في المعارضة هي مثل السلطة ترفض قضية اصلاح مسار الوحدة، لأنها بذلك تدافع عن نتائج الحرب وتصبح شريكة فيها بالضرورة.

44- ان البعض في قيادة الحزب الاشتراكي والبعض في المعارضة يبررون ذلك بفقدان ميزان القوى، ولم يدركوا بان القضايا الوطنية تتوقف على عدالتها من عدمها وليست على موازين القوى. فعلى سبيل المثال بامكان المانيا الغربية ان تلتهم الشرقية لأن ميزان القوى معها وسيظل معها الى الأبد، وكذلك شمال إيطاليا تجاه جنوبها، وشمال امريكا تجاه جنوبها. كما انهالاتوجد مقارنة في ميزان القوى بين شمال السودان وجنوبه، ولكن عدالة القضية هي التي هزمت شمال السودان رغم ان جنوبه لم يكن دولة قط. وهكذا يتضح بأن حل القضايا الوطنية يتوقف على عدالتها من عدمها وليس على ميزان القوى. صحيح ان قضية السلطة تتوقف على ميزان القوى، ولكن القضايا الوطنية تتوقف على عدالتها من عدمها بالضرورة.

45- ان قضيتنا العادلة تتطلب ازالة أثار الحرب واصلاح مسار الوحدة حتى نخرج من حالة الضم والإلحاق التي جاء بها 7يوليو 1994 إلى حالة الوحدة السياسية التي جاء بها 22مايو1990، ولايجوز لأطراف اللقاء المشترك بالذات ان تعارض هذه القضية إلاّ من وجهة نظر شطرية، لانناقد قلنا اكثر من مره بان قضية ازالة أثار الحرب واصلاح مسار الوحدة تعني استبدال نظام الشمال السابق الذي اعيد انتاجه عبر الحرب بنظام الوحدة، وهذا في حد ذاته يعني اصلاح النظام السياسي لصالح اليمن ككل من صعده إلى المهرة، وقلنا ايضاً انها لاتوجد حجة سياسية شرعية وقويه لتحقيق ذلك أفضل من حجة إزالة |أثار الحرب واصلاح مسار الوحدة، وقلنا كذلك انه لايمكن اصلاح هذا النظام إلاّ عبر بوابة الوحدة فقط.. أما خارجها فإنه يستحيل اصلاحه على المدى المنظور. وبالتالي فإنه لايوجد أي تفسير لرفض هذه القضية من قبل اطراف اللقاء المشترك إلاّ من وجهة نظر شطرية. كما ان تعاطفها مع احداث الحوثي في صعده وعدم تعاطفها مع الاحداث في الجنوب يدل على ذلك.

46- ان مايدل على ذلك ايضاً هو أن كل المنحدرين من الشطرالشمالي في السلطة والمعارضة، هم تقريباً قابلون بإزالة أثار الحرب التي هي خاصة بنا كحزب وكأفراد، ورافضون قضية اصلاح مسار الوحدة التي هي خاصة بالوطن ككل وخاصة بشراكة الجنوب في السلطة والثروة. وهذا دليل على الشطرية، لأن مقياس الوحدوية هو في موقف الشخص من الشطرالأخر وليس من الشطر الذي ينحدر منه. فإذا كان موقف المنحدرين من الشطر الشمالي في السلطة وفي المعارضة ضد حقوق الجنوب في الوحدة، فما هو الدليل على وحدويتهم.؟؟؟

47- انه لايستقيم المنطق بوجود انفصاليين في الجنوب إلاّ بوجود وحدويين في الشمال. فالذين يرفضون كلمة الجنوب ويرفضون اي شيء اسمه الجنوب، ويقولون بالصوت العالي ليس هناك جنوب في الوحدة...الخ، كيف يمكن لهم ان يكونوا وحدويين، لأن مثل ذلك هو نكران للوحدة ذاتها. وبالتالي بأي منطق يمكن اعتبار الداعين إلى اصلاح مسار الوحدة انفصاليين، والرافضين لها وحدويين؟؟؟.

48-اننا مع ذلك نقول إذا ماكانت الوحدة اليمنية هي من الثوابت فمن هو الذي يمس هذه الثوابت؟؟؟ هل هو المتمسك بمفهوم الوحدة السياسية بين الشطرين أم انه الناكر لها؟؟؟ خاصة وانه بدون الشمال والجنوب في الوحدة يسقط مفهوم الوحدة اصلاً ويتحول الى احتلال بالضرورة؟؟؟

49- ان المنطق يقول بأن الذين يرفضون مفهوم الوحدة السياسية بين الشمال والجنوب ويقولون ليس هناك جنوب في الوحدة وليست هناك وحدة سياسية، وانما هناك وحدة وطنية..الخ، هم الذين يمسون ثوابت الوحدة، وهم الذين بمواقفهم هذه يكونون ضد الوحدة كتحصيل حاصل لذلك. أما الذين يتمسكون بمفهوم الوحدة السياسية بين الشمال والجنوب ويطالبون بإزالة أثار الحرب واصلاح مسار الوحدة، فإن المنطق يقول انهم وحدويون بامتياز كتحصيل حاصل لذلك.

50- ان السؤال الذي يمكن ان تكون الاجابة عليه هي الحكم على صواب أي من الموقفين، هو: هل يوم 22مايو1990هو يوم إعلان وحدة وطنية بين سلطة ومعارضة، ام انه يوم إعلان وحدة سياسية بين دولتين؟؟؟. فإذا كان يوم22مايو1990هو يوم إعلان وحدة وطنية بين سلطة ومعارضة، فإنهم على حق ونحن على باطل، وإذا كان هو يوم إعلان وحدة سياسية بين دولتين فإنهم على باطل ونحن على حق. والحقيقة التي لايمكن الهروب منها، هي انه لولا الحرب لما قالوا ذلك بكل تأكيد.

51- ان الحرب قد غيرت واقع الوحدة وأدت الى تذويب الهوية ا لجنوبية في الهوية الشمالية وضم الجنوب إلى الشمال، وبذلك تكون الحرب قد اسقطت العلاقات النضالية بين المنحدرين من الشطرين بالضرورة، وقد حولتها الى شكل بدون مضمون سواءً ادركوا ذلك أم لم يدركوه. وهذه هي الحقيقة لمن اراد أن يقرأ الواقع ويعرفه، لأنه لايوجد جنوبي يقبل بتذويب الهوية الجنوبية في الهوية الشمالية وضم الجنوب إلى الشمال بقناعته حتى الموظفين في السلطة، ولايوجد شمالي يرفض ذلك بقناعته حتى المتسولين. وهذا يعني بأن الحرب اسقطت مضمون العلاقات النضالية بين المنحدرين من الشطرين مالم تزل أثار الحرب واصلاح مسار الوحدة. ولهذا فإن أي حوار تدعو اليه السلطة خارج هذه القضية هو مثل الذي يحاور نفسه، أي ان المنحدرين من الشطر الشمالي يحاورون انفسهم. كما انهم حالياً يحاولون خلط الأوراق وجعل هذه القضية مثل قضية الحوثي في صعده، بينما المشكلة مع الحوثي مشكلة دينية تخصهم ولا علاقة لنا بها، بل وهي اكثر نقيض لقضية الوحدة.
رد مع اقتباس