لقد اشتعلت الثورة في الجنوب وأصبح من الصعب على أي مخلوق أن يوقف هذا المد الثوري ، وكأن هذا الشعب الأبي قد ألِف النضال ، وأصبح عشقه الأبدي ، لأن الطامعين جن جنونهم ، وظنوا أن شعباً كشعب الجنوب قد أنهكته الحروب ، وأصبح خنوعاً يائساً ، ولا يدرون أن هذا المارد إنما يسترد أنفاسه ، وعندما يهب يهتز الجور من أركانه ، من ذا الذي يشك في صلابة هذا الشعب وإبائه ؟ أليس الأمس القريب بشاهد على فعاله ، هاكم بريطانيا سلوها كيف جرعها السموم ، كان يفتقر إلى نواة تشكل قيادة لكفاحه ، واليوم وقد تأطر الجميع تحت راية واحدة ، وخرجت جماهير الشعب الهادرة كالسيل العارم ، وشاركت شرائح المجتمع من عمال وعسكريين وجنود وطلاب جامعات هل تتراجع هذه الثورة إلى الوراء ؟ ما كان لجنوبي أن يعيش إلا كريماً مرفوع الرأس ، أو أن يموت .. هكذا هم أبناء الجنوب ، وإننا والله أقرب إلى النصر مما يتصورون .
أشكر وطنيتك الحية أيها العزيز
وأقبل معك تراب أقدام أولئك الأبطال الذين يواجهون رصاص المحتل الغاشم بصدور مكشوفة .
النصر لنضال الشعب المقهور ، والموت لتجار الحروب وهواة الجشع والطامعين في مكتسبات الشعوب .
تحياتي
طائر الاشجان
|