منتديات مركز صوت الجنوب العربي (صبر) للحوار - خالد سلمان يكتب من منفاه في لندن

خالد سلمان يكتب من منفاه في لندن

بقلم يقطر حزن وبألم يعتصر في الضلوع يسطر خالد كلماته من منفاه في لندن... بعنفوان الثائر يوزع أشجانه بين أصدقائه كي يشاركونه الأسى ويزرعون الورد جميعا في مراثي الوطن.. "وما قتلوك وما صلبوك ولكنهم شبهوك"... لقد أخطأت رصاص الغدر والتخلف هدفها ولم تصب خالد فقد خلدك حب الهائمون في عشق الوطن...

... ظنوا أنهم قادرون على زرع الشوك في الصدور.. وظنوا أنهم يطفئوا وهج الشمس.. خسئت ظنونهم وصارت الحقيقة تقاتل فأضحت شعلة تحرق كل الخائبين المتخلفين عن الزمن.. ومن هنا يبدأ خالد الجولة الأخيرة في معركة تحطيم الصنم...
إلى كل من يتوق لتنفس هواء الحرية في وطن لوث سماؤه القهر والجهل والمحن.. إلى كل الأصدقاء المكبلون بسلاسل الكبت والبطش والوسن... إلى كل الرافضون الموت خنقا بلا ثمن.. الحاملون بيد قلم وبالأخرى كفن... يسطر خالد كلماته هذه باليراع وحبر مزج بالدم والدمع وعاديات الزمن.
تاج عدن
إلى أصدقائي في قلب الجحيم
إلى أصدقائي الذين لم يسقطوا أصابعهم عن زناد القلم:
لم أنهزم... لم أنكسر.. ولست أنا من تستغرقه تفاصيل جردات الربح والخسارة: لا أبرر ولكني أقرر أن لجوئي السياسي جاء بعد معلومات مؤكدة أن اختياري ضمن وفد الرئيس كان الخطوة ما قبل الأخيرة تنفيذ خطة اغتيالي السياسي بعد أن تكون السلطة قد صنعت لنفسها الساتر وأعلنت أن الراحل سلمان ليس مغضوبا عليه من قبل الحكم وشخص الرئيس بدليل وجوده ضمن وفده الرسمي.
لم نسلم أو نقايض أو نرضخ للعطاءات الرسمية مقابل كسر أقلامنا.
كان خيارنا الاستمرار في قلب المواجهة وكان خيارهم سيناريو تصفية بطلقة أو حادثة عارضة. وأن اجتماعات الرئاسة والأمن القوني ليس لبحث من رشح سلمان بل من سرب خطة الاغتيال و أدى إلى إحباط خطة التنفيذ في لحظتها الأخيرة. إنها عقلية نظام بوليس دموي يفرض علينا المعارضة من تحت الأرض لا من فوقها, من اللحود والمقابر لا من على من ظهر الحياة ومن أجلها.
خالد سلمان
دعوني أختار شكل موتي
خالد سلمان
اليمن وحدها يدعوك بعض نخبها بكل بساطة نيابة عنهم أن تموت... يأكلونك بالشوكة والسكين وصحن التوابل ثم يذهبون إلى مخادعهم وأنت وحدك من أجل طواحين الفراغ عليك أن تموت.
أين القضية إذن ؟
هل كنا نكتب بدم قلوبنا من أجل انتصار الحياة؟ أم لرصف سرداب ينزلق بك إلى حضن دود الأرض والعقارب.
كنت أموت كل يوم بين أصدقاء الصمت والعزاء.. أتبعثر وسط تثاؤب الجميع.. كنت أقرأ في وجوههم المعدنية الصامتة هذا الرثاء:
أيها المنتحر في اللاشئ.. بوركت أيها البطل وأنت تموت نيابة عن الجميع... لم يقل أي منهم إنك لبسطاء الناس ومن أجلهم تموت.
كنت أحمل لحمي الموشم كل جزء منه برقم ملف قضية وصحيفة اتهام.. أنشطر في اليوم ثلاثة أنصاف... نصف يمضي في جيب النيابة والنصفان يشقان صنعاء إلى محكمة شرق وغرب وأنا التائه المذبوح.. كنت أدفع الثمن طوعا وعهدا قطعناه على أنفسنا.. من أجل الناس كنت ومازلت أذوي كشمعة تتقاذفها مطارق وعمائم القضاة.. وربطات عنق الأصدقاء الأعدقاء .
سأدفع فاتورة موتي وحدي بالتقسيط المريح... سأدفع فاتورة نور وهواء البوح.. سأرثي نفسي الماضية الآن.. سأنقل نعش موتي وأكتب في عزاء.
أيها الأصدقاء دفعت ضريبة القبر 14 قضية عشق للحياة جرمها القضاء.. قتلت بما فيه الكفاية.. صلبت ووضعت حروفي طبق عيش على تجويف هذا الرأس طعاما للحمام ولقاحات الغمام والفصول.. أعرف أن روحي ستذروها ذات نهار رياح العدل في أربع جهات البلاد.
أيها الأصدقاء لا تغضبوا لأني لمرة واحدة رفضت أن أموت بهراوة مجنون أو على قارعة الطريق.. بطلقة طائشة ... بحادث سير" عابر سبيل".
ولمرة واحدة من أجلكم أصدقائي دعوني أعيش شهرا إضافيا كي أكمل وصيتي وأرحل إلى البعيد.. لمرة واحدة فقط أعيدوا لي صك ذاتي ودعوني أختار " شكل موتي": أغزل حبل مشنقتي..أغير مكان التموضع.. أختار جهة الحرب.. شحنة البارود.. أطاق النار على طاغوت الفساد ثم مستريحا أموت