بيان صادر عن الرئيسان الجنوبيان علي ناصر محمد وحيدر أبو بكر العطاس يدينا مجزرة السلطات اليمنية في أبين طباعة
أخبار الجنوب العربي - أخبار الوطن المنوعة
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأحد, 20 ديسمبر 2009 19:55

ببالغ الحزن والأسى وشديد الأسف تابعنا أنباء المجزرة التي ارتكبت في محافظة أبين اليوم الخميس 17ديسمبر 2009م وراح ضحيتها العشرات من الأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ بين قتيل وجريح، والتي أوردت مصادر محلية بأنها تفحمت واختلطت بأشلاء البهائم جراء القصف

الذي قامت به السلطات بطريقة وحشية والذي يعتبر امتداداً لأحداث سابقة كان الجنوب مسرحاً لها كما حصل من قتل وحصار في زنجبار العام الماضي وقبلها وبعدها في الضالع ولحج عدن وحضرموت وما يحصل في مناطق متفرقة من المحافظات الجنوبية التي تعيش أسوأ أحوالها على كافة الأصعدة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ومعيشياً وإنسانياً وقد لفتت إلى ذلك شهادات موثقة من منظمات محلية ودولية آخرها منظمة هيومن رايس ووتش التي أشارت إلى حجم المعاناة التي يعيشها الجنوبيون والذين لا يزال يرزح العشرات منهم في سجون بعضها معروف والآخر غير معروف في انتهاك صارخ لكل القوانين والنظم والمواثيق والقيم الإنسانية ، الأمر الذي ينتظم مع الإجراءات المتعاظمة التي تتخذها السلطات باتجاه إعلان الحروب وإشعال الحرائق وعسكرة الحياة المدنية والتي يراد لها أن تمتد من الشمال إلى الجنوب للتعمية على حجم الإخفاقات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي باتت تؤرق البلاد وتلقي بظلالها الساخنة على دول الجوار والمنطقة عموماً .


إننا إذ ندين المجزرة التي ارتكبت في محافظة أبين وما يحصل من حوادث مشابهة في مناطق مختلفة والتي تأتي بأرواح المدنيين والأبرياء ممن لا ناقة لهم ولا جمل بسيناريوهات السلطات الأمنية ندعو القوى الوطنية على مختلف مستوياتها أن تقف موقفاً جاداً ضد هذه الأعمال الوحشية باعتبار أن السكوت على مثل هذه الأعمال لا يعني فقط الموافقة عليها بقدر ما يعني المشاركة السلبية فضلاً عن أنه يوفر غطاء لارتكاب أعمال مماثلة والتمادي في أعمال العنف والقتل والتي ستطال كل شرائح المجتمع يضاف إلى الغطاء الذي يوفره الصمت العربي والإقليمي والدولي المثير للجدل والذي ينبغي التأكيد بأنه غير مقبول بالنظر إلى الانعكاسات الخطيرة التي يمكن أن نستشرفها جراء استمرار هذه الأوضاع المقلقة في اليمن على مستوى الأمن العربي ابتداءً من أمن الخليج وصولاً لأمن المنطقة بصفة عامة . ونحن إذ نستغرب المواقف السلبية على اختلافها إزاء أوضاع اليمن والحرائق المشتعلة والمتنقلة فيه سواء في صعدة أو في الجنوب نؤكد على إن مثل هذه الحروب والمجازر وأعمال العنف تسيء لمن يقدمون المساعدة والإسناد المادي والمعنوي للسلطات التي تقوم بها ونعتبر إن الإسناد الحقيقي والفاعل والذي يُرتجى منه خيراً يكمن في دعم الحوار الوطني الشامل والكامل ودعم الحلول السلمية والعادلة لكل قضايا وملفات الأزمة اليمنية المعقدة والتي لا تزيدها لغة العنف إلا تعقيداً . ومن هنا فإننا ننظر إلى لغة الحرب والعنف بعين الريبة والشك في نواياها وجدواها وفقاً لقناعتنا بجدوى وفاعلية الحلول السلمية ولغة الحوار التي عالجنا بها كل قضايانا شمالاً وجنوباً.

إننا إذ نجدد إدانتنا للمجزرة التي ارتكبت في أبين اليوم وغيرها من أعمال العنف والقتل غير المبرر في أكثر من مكان والذي يحتشد سلبياً مع الحرب الدائرة في صعدة والتي لم تحسمها الآلة العسكرية حتى اليوم ويأتي في سياق إرهاب المواطنين الجنوبيين في عملية خطيرة تنتظم مع الممارسات القمعية التي تتخذها السلطات الأمنية بقصد الإساءة للحراك الجنوبي السلمي نطالب السلطة وقف عملياتها العسكرية ضد المواطنين الأبرياء ووقف نزيف الدم والإفراج فوراً ودون شروط عن كافة المعتقلين والمختطفين السياسيين والإعلاميين ووقف المحاكمات الاستثنائية والصورية ورفع الحظر عن الصحف وفي مقدمها صحيفة الأيام وناشريها هشام وتمام باشراحيل.

إننا إذ نتقدم بأحر التعازي والمواساة لضحايا هذه المجزرة من المواطنين الأبرياء نستغرب أن تتزامن هذه الأعمال الوحشية مع اطلالة العام الهجرى الجديد و بعد إطلاق الرئيس الدعوة للحوار وقبل أن يجف حبرها تماماً كما حصل إبان القتل والحصار في زنجبار في وقت سابق مما يؤكد عدم جدية ومصداقية هذه الدعوات فضلاً عن كونها تحولت مع تزامنها مع هذه الاعتداءات إلى مثار شك ومبعث قلق ومؤشر لمزيد من سفك للدماء ، ونذكّر في الوقت ذاته بأننا شددنا مراراً فيما يتعلق بتطورات الأزمة اليمنية على ضرورة تحكيم العقل ونبذ العنف الذي لا يولد إلا العنف ، كما أن استخدام القوة لا يقدم حلاً وإنما يعمق المشكلة ويثير الكراهية ويؤثر على الوحدة والاستقرار والسلم الاجتماعي والأمل في أن يتفهم الجميع خطورة المرحلة ويتحملوا المسؤولية التاريخية إزاء تطورات الأوضاع في اليمن وأن يجري ممارسة الضغط الفعال محلياً وخارجياً في سبيل حل الأزمة اليمنية عبر الحوار وطنياً وبإشراف إقليمى ودولي الذي لا نجد بديلاً عنه للخروج باليمن من عنق الزجاجة الطويل ودون ذلك فإننا نحذر من مستقبل مجهول ينذر بأخطار داهمة لن يكون من السهل الحد من آثارها الكارثية على المستويين المتوسط والبعيد والتي سيكون لها انعكاساتها السلبية على المنطقة برمتها.

والله من وراء القصد .