قمة سعودية سورية لاحتواء التوتر في لبنان وسط مخاوف من عودة الاغتيالات بسبب المحكمة طباعة
الاخبار العربية والدولية - أخبار العرب
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الاثنين, 18 أكتوبر 2010 10:17

 بري لـ'القدس العربي': لا فتنة طائفية طالما ان 'السين السين' موجودة

شدد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في حديث لـ'القدس العربي' على انه لن يستسلم للفتنة، فيما التقى العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الاسد

الاحد في الرياض في ظل التوتر المتصاعد في لبنان على خلفية المحكمة الدولية حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الاسبق رفيق الحريري.
واشارت تقارير صحافية الى أن القرار الظني للمحكمة الدولية قد يشير الى ضلوع عناصر في حزب الله وقد يتم استدعاؤهم الى المحاكمة الامر الذي رفع منسوب التوتر في لبنان الى مستويات عالية. ويخيم القلق على الشارع اللبناني ويتخوف الكثير من المراقبين من عودة سياسة الاغتيالات الى الشارع اللبناني، ولاحظ البعض بدء تحركات للجيش اللبناني عند بعض المفاصل في العاصمة اللبنانية، وسط مخاوف من مواجهات طائفية ومن انهيار حكومة الوحدة الوطنية.
وتأتي زيارة الرئيس الاسد الى الرياض، عقب زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد للبنان وما اثارته من جدل بالساحة السياسية في لبنان والمنطقة، ولقائه بالقيادات اللبنانية وخاصة بالامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، اضافة الى زيارة مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان للبنان ولقائه بالزعيم الدرزي وليد جنبلاط.
ويرى مراقبون ان زيارة فيلتمان للمختارة جاءت بتمن منه على جنبلاط ان يبقى على الحياد وان لا يرجح طرفا على طرف خاصة عقب تركه لتحالف 14 اذار واعتذاره من سورية وزيارته للعاصمة دمشق. وأعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه 'لن يستسلم للفتنة التي ترى فيها اسرائيل فرصة العمر'، وأكد 'أن صعوبة الفتنة في لبنان هي بوجود 362 الف زواج مشترك بين الشيعة والسنة'. وقال في حديث خاص لصحيفة 'القدس العربي' 'كل مسلمي لبنان مليونان أو مليونان ونصف المليون وهذا يعني أن لدينا النصف أقارب، وهذا يعني أن كثيراً من السنّة ينادون لجدّهم يا جدي وهو شيعي، وكثيراً من الشيعة ينادون يا جدي وهو سني'.
وعلّق الرئيس بري على الاجواء الساخنة التي تعيشها الساحة اللبنانية حالياً فقال 'يمكن ان تلاحظ هواءً خماسينياً في لبنان اليوم لكن هذه الرياح ليس مصدرها لبنان'. وتوقف عند ما يجري في اليمن والبحرين والحديث عن الهلال الشيعي، فذكّر بما قاله للرئيس المصري حسني مبارك 'إن الهلال الشيعي يكون ضمن القمر السنّي'. وعن دور المحكمة الدولية في إحداث الفتنة رأى الرئيس بري 'انهم يعوّلون على القرار الظني كفتيل للاشتعال'، لكنه استدرك بالقول 'طالما أن العلاقة السورية السعودية جيدة طالما أن لبنان بمناعة من هذه الفتنة'. وعن صحة ما يتردّد عن نزول حزب الله الى الشارع في حال صدور القرار الظني؟ قال رئيس المجلس 'يعتقدون أن القرار الظني عنوان الفتنة لكن كما عبّرت عنه هو الفتيل'. وأضاف 'أنا مهنتي قبل أن أكون رئيساً للمجلس هي المحاماة، ونعرف ان التحقيقات سرّية ولا أحد يعرف متى يصدر القرار الظني. إنما نحن منذ ارتكاب جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الله يرحمه، اغتيل عند الساعة الواحدة إلا ثلاث دقائق فلم تقطع الساعة الواحدة إلا وكانت التهمة جاهزة وقالوا إنهم السوريون'.
ويومها قالوا ايضاً إنهم الشيعة لأنهم حلفاء سورية، ولكن سها عن بالهم أن السنّة ورفيق الحريري كانوا ايضاً حلفاء سورية 'قدّ الشيعة على 60 مرة'.
وتابع بري 'مرّت السنوات والاتهام لسورية قائم، وبلّينا يدنا بالسوريين وخرجوا من لبنان وقتل أكثر من 50 عاملاً سورياً الى أن أتانا خبر من 'لو فيغارو' و'دير شبيغل' بأن ليست سورية هي المتهمة بل حزب الله. وبينما كان 18 شخصاً من حزب الله قيد الاستماع، حددوا موعد صدور القرار الظني وأبلغوا السيد حسن نصرالله بذلك. فلو كان أحد مكان السيد نصرالله هل يقبل وضع الجريمة بظهره؟'.
واستغرب الهجمة الامريكية الاوروبية على زيارة نجاد الى لبنان واعتبارها استفزازية. واضاف 'قلت للرئيس نجاد في المطار زيارتك مهمة جداً لنا كأصدقاء، ولكنها اصبحت اكثر اهمية بفضل اعدائنا. وأنا اسأل هل تريدون أن تكون أمريكا أكرم منا في لقاء نجاد؟'. الى ذلك وصل الرئيس السوري بشار الأسد إلى الرياض مساء امس الأحد في زيارة إلى المملكة تدوم يوما واحدا التقى خلالها مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز للبحث في تطورات الأوضاع في المنطقة، بخاصة في لبنان وإيران والعراق.
وناقش الجانبان أيضا الوضع في لبنان والتوترات الحاصلة بشأن المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس رفيق الحريري التي تدعمها الأمم المتحدة.
وعن أهمية زيارة الأسد إلى الرياض بالوضع القائم في بيروت أبدى مصدر 'تفاؤله بمسار العلاقات السعودية - السورية التي تنعكس إيجابا على لبنان'.
يذكر أن العلاقات بين السعودية وسورية، مرت بمرحلة فتور إزاء المواقف المتباينة بين البلدين حول القضايا العربية، غير أن مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز في قمة الكويت الاقتصادية وضعت حدا للخلافات العربية ـ العربية، بما في ذلك الخلاف السعودي السوري.
وكان الملك عبد الله قام في 7 حزيران (يوليو) الماضي بزيارة إلى دمشق عقد خلالها مباحثات الرئيس السوري بشار الأسد. كما زار الأسد الرياض في كانون الثاني (يناير) الماضي.
بيروت - 'القدس العربي' من سعد الياس