مسيرة الثورة لن تتراجع بقرارين سنحانيين يا عصابة صنعاء طباعة
مقالات - صفحة /عبده النقيب
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الخميس, 05 يوليو 2007 15:37
صوت الجنوب نيوز / تاج عدن/ عبده علي النقيب/5-7-2007م
مسيرة الثورة لن تتراجع بقرارين سنحانيين يا عصابة صنعاء
هكذا هو الحال في بلدنا "الجنوب" يطحنه الجوع وتمتص دماء أهله فرق النهب القبلية العسكرية القادمة من الجمهورية العربية اليمنية.. بلد.. رئيس عصابة هو كل شئ فيه, يقرر حياة أو موت شعب بمكالمة تليفونية فقط.. الدستور في اليمن كذبة كبيرة والانتخابات مسرحية مملة.
هكذا تؤكد ممارسات حكام صنعاء عفوا أقصد حاكم صنعاء الذي لا قرار يسري غير قراره.. اليوم وبعد أن أشتد ضغط الحراك السياسي الجنوبي وتبلورت قضية الجنوب كقضية سياسية واضحة ظهر زعيم العصابة وفي عشية وضحاها يوزع القرارات التاريخية التي عجزت الدولة بكامل مؤسساتها عن إصدارها خلال أربعة عشر عاما, وعندما بدأت القوة الجنوبية تفعل فعلها فجأة أصدر الرئيس القرارات التي تدغدغ مشاعر المقهورين الجنوبيين عشية مظاهراتهم ومسيرتهم العسكرية في اليوم المشئوم على الجنوب, السابع من يوليو.. هكذا يبدو الرئيس جاهزا للعب كل الأوراق وهكذا يبدو أن القرارات تصدر بكل سهولة دون الرجوع للمؤسسات عندما يريد الرئيس فقط.. وهكذا يظهر أن البلد كلها يديرها الرئيس بلا قانون ولا دستور ولا مؤسسات.. ليست لدى الرئيس أي مشكلة في التنصل والتخلي عن القرارات أو المعاهدات أو الوعود فهو الرئيس الكاذب الذي لا يخجل دون منازع, وما فائدة قرارات الرئيس في بلد لا يحكمها القانون الذي لا يحترم من قبل الرئيس نفسه..


لا نريد أن نذكر أولو الشأن بوعود وتوجيهات الرئيس لأنهم أكثر من يتذكرها فقد وجه الرئيس وأصدر حزمة وعدد لا يحصى من التوجيهات الرئاسية والقرارات لتسوية أوضاع العسكريين الجنوبيين في كل مرة تحدث فيها مظاهرة أو انتفاضة جنوبية.. وتشكلت اللجان المكلفة بتسوية أوضاع الجنوبيين التي أتضح أنها مكلفة بالتحشيد للحرب في صعدة التي استخدمت السلطة فيها ألعسكريين الجنوبيين بشكل سيء عبر الضغط عليهم في رواتبهم وتهديدهم بتوجيه تهمة بالعصيان ورفض الأوامر إن لم يذهبوا إلى صعدة.. وهناك تم حصد أكبر عدد ممكن من الجنوبيين عبر الاغتيالات والقتل من قبل عناصر السلطة كما حصل للمقدم محمد جابر وكما أنكشف الأمر بالنسبة لإ بن ماجد مرشد وغيره كثيرين.. ومرت الأيام والسنين ولم يتم تسوية أوضاع الجنوبيين.. ولم تنفذ القرارات والتوجيهات الرئاسية حول الجنوبيين بل أن الحال زاد سوءا بتسريح أعداد أخرى فلم يعد المستهدفون هم من وقفوا في الحرب ضد جيش الجمهورية العربية اليمنية بل طالت حتى هؤلاء الذين شاركوا إلى جانبهم وحققوا لهم الانتصار على جيش الجنوب..


هكذا تبدو الصورة بالنسبة لتعامل السلطة أو بالأصح حاكم صنعاء مع الجنوبيين.. إن القضية ليست قضية المسرحين العسكريين والمدنيين من وظائفهم.. بل أن هؤلاء هم جزء من قضية أكبر هي القضية الجنوبية.. أنها قضية شعب يتم تصفيته عرقيا بشكل خبيث بالتآمر على تاريخه ونهب أراضيه ومحو ثقافته وتهجيره ومطاردته حتى في الخارج.. لقد أتخذ قرار بانتزاع حقوق المواطنة من كل جنوبي وتطبيق الشعار القائل أرض بلا شعب لشعب بلا أرض.
عندما تحركت القضية الجنوبية خارجيا قال حاكم صنعاء وأبواقه من المثقفين المرتزقة أن هؤلاء نفر ممن باعوا أنفسهم لدول أخرى وأن الجنوبيين كلهم مع الوحدة ولا أحد يقبل طرحهم.. وكثفوا عملهم على القنوات الفضائية كالمستقلة والجزيرة والحوار.. وانكشف المستور فأتضح أن الجنوب يغلي وأن الجنوبيين قد تملكتهم القناعة الراسخة أن الوحدة قد انتهت وان الوضع الحالي هو احتلال صريح لا لبس فيه وان هذا شعور جمعي جنوبي.. كذلك كشفت الحوارات والمشاركات الكبيرة أن الجنوبيين قد عزموا على التخلص من الاحتلال بأي ثمن وبأي وسيلة بل وأن الحوارت قد كانت سببا لظهور سيل من الكتابات التي لم تتردد في الكتابة عن القضية الجنوبية بوضوح بدلا من الحديث عن القضايا المطلبية وعن الحقوق المنتهكة بشكل مجزأ.. وأصبحت سلطة الاحتلال اليمني فاقدة السيطرة على توجيه العمل الإعلامي وجهته التي أرادتها له أن يكون.. على العكس أظهرت عجزها عن إيجاد جنوبيين يطبلون لها فأستعانت بأوراقها المحروقة من الطابور الخامس الذي يدعون الانتماء الجنوبي وهم أكثر من يتآمر على الجنوب وأهله وبهذا تكون السلطة قد خدمت القضية الجنوبية أكثر بكشف عناصرها في الجنوب وإحراق أوراقهم وزادت حدة معالم الصراع بين من ينتمون للجنوب ومن ينتمون للجمهورية العربية في كل المؤسسات وعلى كل الصعد وكان الانقسام داخل الحزب الاشتراكي هو أكثر تجسيدا لمعالم هذا الصراع الجغرافي الحاد وهو تعبير حقيقي لجوهر الصراع بين الدولتين والشعبين والتاريخين والثقافتين وكل ما يمت لذلك بصلة من إرث دموي وصراعات سابقة وثأر قائم حتى اليوم..


كانت الانطلاقة الجنوبية التي يقودها التجمع الديمقراطي الجنوبي"تاج" هي البداية وهي المهماز الذي أطلق رصاصة الثورة التي بدأت تاخد منعطفا هاما في صراعها مع المحتل.. توحد الجنوبيون ونبذوا الفرقة وفوتوا على سلطات الاحتلال واحدة من أهم الأوراق التي تستخدمها وهي ورقة الصراع الجنوبي الجنوبي.. تخلص الجنوبيون من الخوف.. وتحركت المسيرة فتوالت المظاهرات والإعتصامات وتحول الخطاب السياسي من خطاب مطلبي حقوقي جزئي إلى خطاب وطني جنوبي..بل أن الجنوبيين قد بدأو في المواجهة المسلحة في الرد على كل انتهاكات تحدث وتخلوا عن اللجوء إلى الحلول الوهمية عبر مؤسسات الاحتلال وصارت القوة هي اللغة التي بها ركع المحتلون ونجحت في أكثر من موقعة.. ولم يقف الجنوبيون عند هذا الحد بل أنهم كثفوا الحراك الخارجي والداخلي بشكل متناغم مما شكل ضغطا واضحا على المحتلين, وبدات ملامح الانتقال إلى المواجهة الجنوبية الشاملة تلوح في الأفق مما دفع بسلطات صنعاء وكل الأطراف السياسية في الجمهورية العربية اليمنية إلى تجميد كل الصراعات السياسية والعكسرية, وأجتمع الكرسي الزيدي في ذمار الذي ضم مشائخ وعسكريين وسياسيين من مختلف المناطق الزيدية واتخذوا قرار وقف الحرب في صعدة والانتقال للمواجهة مع الجنوب حيث الخطر الداهم عليهم جميعا..
بدأ التحرك والزحف نحو الجنوب تحت عباءة اللقاء المشترك الذي نصب نفسه وكيلا على الجنوب يطالب بحقوق الجنوبيين عبر الصحافة ووسائل الإعلام الأخرى لكنه لا يفتح ولو ثغرة بسيطة يتنفس منها الجنوبيين ليعبروا عن أنفسهم.. فتيار إصلاح مسار الوحدة مغضوب عليهم داخل الحزب الاشتراكي اليمني ويناصبونهم أشد العداء.. أما وثائق الحزب التي فرضها الجنوبيون في المؤتمر الخامس والتي تتحدث عن إصلاح مسار الوحدة فهي ملغية جملة وتفصيلا.. ولا داعي للحديث عن وثائق اللقاء المشترك التي تخلو بشكل كامل من أي حديث عن إصلاح الوحدة أو عن مظالم الجنوب.. لقد كشف اللقاء المشترك دوره الذي أناطته به سلطة الحرب المنتصرة بعد 1994م وهاهو اليوم يؤديه بكل وضوح وهو احتواء أي معارضة جنوبية.


خابت ظنون المحتلون كما خابت من قبل وسائل إعلامهم فالمشترك دوره صار ممقوتا وكانت زيارة حميد الأحمر إلى الضالع التي كان يعتقد المحتلون أنها تساند المشترك بشكل كبير.. لكن المفاجأة كانت أثناء الزيارة فقد سمع شيخ اللقاء المشترك من أبناء الضالع بوضوح أنهم جنوبيين ولديهم قضية جنوبية هي تلك التي يقف المشترك ضدها بشكل واضح.. ووصلت الرسالة للسلطة بعد أن تأكدت أن كل الألاعيب لن تنطلي لهذا حشدت الأسبوع الماضي ألويتها ودباباتها وقوات أمنها ونقلت عمليات وقيادة وزارة الدفاع إلى عدن لإرهاب الجنوبيين واستعدادا لما يمكن أن تسفر عنه إلإعتصامات والعرض العسكري الجنوبي, تبعتها تصريحات وزير الدفاع و كذلك ممثل الاحتلال في عدن المدعو الكحلاني التي تتوعد من سيقوم بالعرض العسكري أومن سيحضر الفعالية بالويل والثبور...لكنهم فوجئوا بأن الجنوبيين مصرون على قرارهم بل ولديهم استعدادا للمواجهة.. والسلطة تعي جيدا إن أي مواجهة مع الجنوبيين ستفتح عملية تدويل قضية الجنوب التي باتت مطلب جنوبي ملح..لذا لجا رئيس الاحتلال الطالح إلى آخر الحيل وهي إصدار قراراته بشكل عاجل الغرض منها الالتفاف على مطالب الجنوبيين العسكريين والتظاهر بالاستعداد للتفاوض معهم.. أي قرارات تنفع عندما يكون الجنوبي منقوصا غير كامل الأهلية لديكم يا قبائل التخلف والاحتلال.. ومن هو المسئول الجنوبي الذي يمارس مسئوليته وصلاحياته بشكل كامل ..ومن ذا الذي منحكم حق تجريد الجنوبي من مواطنته وتساومونه بحقوق الطبيعية وأنتم الغرباء الدخلاء على الجنوب..

ونقول لسلطات الاحتلال كما قلناها لهم في واشنطن أكثر من مرة أن مطالبنا هي رحيلكم دون قيد أو شرط من الجنوب وتعويض الجنوبيين عن كل مالحق بهم وبوطنهم من أذى.. كفى خداعا.. فانتم أناس ليس لكم عهد.. لقد خذلنا كثيرا وظهرت نواياكم العنصرية والعدوانية.. ونقول كفى لمن يطبل باسم الوطنية والوحدة.. فإنكم تمجدون العصابة والظلم أيها المنافقون.. فلم نسمع أن هناك عصابة وطنية أو وحدوية كما تدعون.. أخرجوا من بلادنا ودعونا وشأننا.. لن نتراجع فمسيرة الثورة فقد لاح فجر حريتها وآن الآوان لأن ترحلوا من بلد تمقتكم وتئن من ظلمكم.. لقد فات الأوان عليكم وانكشفت اللعبة تماما.. أفيقوا من تخلفكم ومن قبليتكم يا هؤلاء فنحن لسنا جالية أجنبية.. إن الجنوب بلد وتاريخ وشعب أكبر من حجمكم بكثير.



*سكرتير الدائرة الإعلامية ,عضو اللجنة التنفيذية والناطق الرسمي

للتجمع الديمقراطي الجنوب " تاج"
الخميس 05 مايو 2007م

آخر تحديث الخميس, 05 يوليو 2007 15:37