الطريق إلى جهنم طباعة
مقالات - صفحة /عبده النقيب
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
السبت, 12 أغسطس 2006 18:11
طار الدكتاتور الطالح علي وأعوانه من أقصى الشرق في الكرة الأرضية حيث تقع أرض التكنولوجيا والمعجزات _ اليابان- ليقطع مسافات فوق المحيط الواسع متجها صوب قدره المحتوم في واشنطن حيث تعد له مراسيم الجنازة والرحيل بعد مشوار طويل مشبع بالدماء والمؤامرات دام لأكثر من 28عاما.
يبدأ العد التنازلي وتبدأ الساعات تقترب ويبدأ الجنوبيون يتقاطرون نحو واشنطن من كل حدب وصوب في هذه البلاد المترامية الأطراف والمتعددة الأعراق من أقصى الجنوب في كاليفورنيا إلى أقصى الشمال في بافلو حيث تستغرق رحلة القادمون من بافلوا وروتشستر في الشمال نحو ثلاثة عشرة ساعة بينما تستغرق رحلة القادمون من كاليفورنيا حوالي ثلاثة أيام بلياليها ليصل الجميع مع القادمون من المدن والمقاطعات الأخرى في نيويورك, متشجن, شيكاجو, لويزيانا, ألمسيسيبي وغيرها من مدن الولايات المتحدة الأمريكية الكثيرة العدد والسكان إلى واشنطن وعلى أكتافهم وطننا الجنوب في يوم العاشر من نوفمبر لنقف أمام العالم أجمع في لحظة وداع ودفن أحد الديناصورات التي ورثناها من القرن الماضي وفي نفس الوقت نعلن موعد ساعة الخلاص والبعث لوطننا المسلوب اليمن الجنوبي من بين أنياب هذا الديناصور.

أزفت الساعة وجاء المقهورون من أبناء الجنوب المشردين في كل مدن هذا البلد البعيد.. يقطعون ألآف الأميال للمشاركة في هذا الجنازة وهذا الملتقى والحدث الهام فلم يتردد الجنوبي من ترك عمله لأيام وتحمل مشاق السفر والإقامة في مدينة واشنطن ذات الفنادق الباهضة التكاليف في إشارة واضحة إلى أن الجنوبي قد عزم على الرحيل نحو وطنه ولو طال سفره أو زادات تكاليفة من جيوبنا ودماءنا في رحلة ليس في عودة أو تلكؤ.. إنها لحظة صدق يصرخ فيها الجنوبيون أمام العالم وفي وجه الديكتاتور صالح بأن الجنوب دولة حرة من باب المندب حتى المهرة ولا للاحتلال نعم لتقرير مصير اليمن الجنوبي ويافطات عديدة كتبت عليها بأحرف من نور ماتيسر من سورة الوفاء والثأر لوطننا وكرامتنا وتاريخنا الأسير. يرفع الجنوبيون اليافطات البيضاء التي أعدت لتكون أكفانا للغزاة والطامعين بالجنوب وثرواته من آل الأحمر وبني سنحان ويكون التجمع الديمقراطي الجنوبي (تاج) قد أوشك على الانتهاء من تجهيز التابوت المصنوعة أعواده من أشجار الآلام والحزن التي نمت في الجنوب خلال الإحدى عشرة سنة الماضية.

لم يكن يدر بخلدي وأنا أتجول بين مدن ومقطعات الولايات المتحدة أني سأقابل هذه الأعداد الهائلة من أبناء وطني الذي شردهم الاحتلال و لم أستطع أن استوعب وأنا أقابل هذا العدد من الكوادر المؤهلة في مختلف التخصصات النادرة والهامة العسكرية والمدنية حجم المأساة التي حلت بوطننا و فداحة الجريمة التي ارتكبت بحق أبناءه..لا أستطيع أن أكتم مشاعر الحزن والألم الذي يعتصرني وأنا أقابل أناس لا أعرفهم فيغمروني بآيات الترحيب والود والكرم لمجرد أني جنوبي .. رأيت أناس عظماء يتحلون بالبساطة والتواضع يكدحون في أعمالهم التي لا تعرف للدوام نهاية أو عيد أو استراحة.. تراهم مجبولون على القيم الرفيعة التي ورثوها وتجرعوها في صباهم يوم كان لهم وطن يدعى الجنوب.. لم أكن أتوقع وأنا أستعرض وأحصي لهم عدد المنجزات الهامة التي حققها تجمعنا الفتي التجمع الديمقراطي الجنوبي ( تاج ) أن كل جنوبي قد سبقنا بكثير في رحلته نحو الخلاص والتحرر من الاحتلال الزيدي البغيض.. شد الجميع الرحال لملاقاة فجر الحرية والمستقبل وقرر الجنوبيون أن ليس من حق أحد من سنحان أو من ذمار أن يرشدنا أو يفتي لنا أو يقول لنا شئ فيما نقرره حول مستقبلنا وليلزم كل حدود اللياقة ولا يتعدى على حق غيرة فمن أراد يبقى في كنف هذا الطاغوت سارق مستقبل الأجيال وعصابتة اللعينة فهو حر ولا نعترض على حقه في أن يهتف بالروح بالدم نفديك يا علي وصوته متهدج بسبب الجوع ولكننا أيضا أحرار فيما نقرره حول مستقبلنا وأحرار في أن نختار حقنا في استعادة وطننا المسلوب حتى ولو طال السفر.

عبده النقيب
الناطق الرسمي وسكرتير الدائرة الإعلامية
للتجمع الديمقراطي الجنوبي ( تاج )

واشنطن
9/11/2005م
آخر تحديث السبت, 12 أغسطس 2006 18:11