أكاديمي يفكك مشروع الرئيس للإصلاح: مبادرة الرجوع إلى ج. ع. ي طباعة
الاخبار العربية والدولية - اليمن و نظام الحكم
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الجمعة, 28 سبتمبر 2007 01:06
صوت الجنوب/2007-09-28
كتب: الدكتور محمد القاهري :السياسة فن الممكن كما يقال، ومبادرة الرئيس الأخيرة هي ما أمكنه عمله إزاء الوضع الحرج الآن، لكنها غير كافية للخروج منه.
سبب ذلك هو تناقضات المبادرة، فبينما قيل إن الرئيس أراد اصطفافاً وطنياً لمواجهة الأزمة فإن المبادرة تثبت العكس.
فهي اولاً أدنى من مقترحات مشروع المشترك للإصلاح، مثلا فيما يتعلق بنظام الاقتراع، بالنظام البرلماني، وبالجانب الاقتصادي وبتحرير الإعلام وبتعرية الفساد، بينما الوضع الآن أكثر تعقيدا من الذي طرح فيه مشروع المشترك ويتطلب مقترحات أقوى تستجيب للاحتجاجات الشعبية المتزايدة.
والمبادرة بطابعها هذا لاتترك للمشترك من خيار إلا البقاء خارج الاصطفاف المطلوب الأمر الذي سيجعلها سياسياً تفتقر للحشد البشري وللشرعية الكافيين أمام الداخل والخارج وبالتالي ستفشل.
ثانيا، لايحدد الرئيس أية آجال أو خطط عملية لتنفيذ مبادرته، ربما أريد لها أن تنفذ مع انتخابات ???? و ????، لكن الوضع لن يتحمل أكثر من ثلاثة إلى أربعة أشهر. معنى ذلك أن الانفصال أو الانزلاق إلى حالة رجل مريض مستعصية أو إلى مجهول أسوأ يمكن أن يحدث قبل أن تنفذ المبادرة.
ثالثا، المبادرة جوفاء سياسياً، فبنودها المتعلقة باللامركزية والبرلمان غير كافية مع الإبقاء على نفس نظام الاقتراع، وبندها المتعلق بتحويل النظام إلى رئاسي هدفه التشبث بالسلطة وتوريثها لا الخروج من المأزق الراهن باعتبار أن منصب الرئيس ذهب في العادة إلى العسكر ومقترح النظام الرئاسي يبقيه بيد الرئيس وورثته. بينما مقترح مشروع المشترك للنظام البرلماني سينقل السلطة إلى المدنيين الذين ذهب إليهم عادة منصب رئيس الوزراء وذلك يفسر مناهضة الرئيس له.
رابعاً، رغم أن البعد الاقتصادي هو الأساس في الأزمة فقد جاءت المبادرة جوفاء من الناحية الاقتصادية وذلك اسماً ومضموناً فهي لم تحتو أية معالجات اقتصادية، كما أن عدم صلاحيتها كمشروع إنقاذي ستبدد أكثر آمال وثقة المستثمرين والمستهلكين ومن ثم ستبقى مستويات الأسعار والبطالة وندرة السلع كما هي أو ستزداد سوءاً، الأمر الذي سيزيد من الاحتجاجات ومن انهيار الوضع الاقتصادي.
المبادرة لا تنفع اذاً لإنقاذ الوضع قبل فوات الأوان وتنفع فقط لتمهيد خط رجعة إلى ج.ع.ي.. ولم لا في نهاية المطاف؟ فالوحدة من الناحية النفعية يمكن النظر لها كفسحة تم فيها إشباع رغبة الإثراء من الفيد وعندما تعقدت ظروفها وتطلبت تحمل المسؤولية والتضحيات غدا من الأفضل الانسحاب منها.
وفعلا من وجهة نظر التضحيات، معالجة الوضع الراهن تتطلب إجراء عملية جراحية محورها، بدون أية مجاملة، استقالة الرئيس، لكن الرئيس كما تدل المبادرة يرفض التضحية ويتشبث بالمنصب ولو بثمن الانفصال. خيار الانفصال وارد اذاً شمالاً وسيتم تنفيذه سياسيا والاكتفاء بتحميل الطرف الجنوبي مسؤوليته اعلامياً.
فعلاً، طغيان هدف الحفاظ على السلطة هو حصان العودة إلى ج.ع.ي. فالمعارضة الحزبية قد تصبح أكثر ضعفاً بل وفي وضع إعادة بناء نفسها من الصفر لأنها تراهن حاليا على الجماهير ولكن بخسارة الوحدة قد تخسر تلك الجماهير. لذلك لا خيار للمعارضة الآن إلا الالتحام أكثر مع حركة الاحتجاجات الشعبية باعتبار أن تداعي الجماهير لتغيير وضع ما علامة كافية على نضوج شروط تغيير ذلك الوضع وعلى القادة فقط السهر على أن يحقق التغيير أفضل الثمار.
المعارضة القبلية بدورها تخضع لعملية استقطاب إلى صف يساند الحفاظ على السلطة وتوريثها وآخر يعارض التشبث بالسلطة ويعتبره، وان بشكل غير معلن، سبباً لخسارة الجنوب. ملامح الاصطفاف القبلي بين حاشد وبكيل تعتمل منذ فترة لو أخذنا بعين الاعتبار تزعم حسين الأحمر لمجلس التضامن الوطني من جهة واستخدام الرئيس لبكيل من الجهة الأخرى من خلال استخدام الشايف ودمج حزبي أبو لحوم والقهالي في المؤتمر أو من خلال كثرة الوزراء الشباب من إب وفي هيئات المؤتمر.
توريث السلطة هو احد أهم محركات لعبة الاصطفاف القبلي هذا فالاستقطاب في بكيل هدفه توليف تحالف شاب يقبل بتوريث الرئاسة بدلا من أن ينافس عليها ويخلق توازنا جديداً تتحول فيه رئاسة البرلمان إلى بكيل.
لكن حتى العودة إلى ج.ع. ي. قد لاتجدي فتيلاً طالما وان الضائقة الاقتصادية ستبقى دون حل.

الاشتراكي نت
2007-09-28
آخر تحديث الجمعة, 28 سبتمبر 2007 01:06