عندما يُزور تاريخ الجنوب ...على طريقة نظام صنعاء طباعة
من التاريخ - من تا ريخ الجنوب
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الجمعة, 08 يونيو 2007 18:31
صوت الجنوب/بو خالد/2007-06-08
منذ 7/7/1994 اليوم الذي انفرد فيه نظام صنعاء بالجنوب أرضاً وبشراً وثروةً .. من ذلك اليوم ونظام صنعاء ينتهج سياسة خطيرة في إرساء قواعد إحتلاله للجنوب والمسمى إعتباطاً وحدة (معمدة بالدماء) ..
ولا شك أن من أهم أهداف هذه السياسه التي يتبعها نظام صنعاء هو (( طمس تاريخ الجنوب ))،فطمس الهويه الجنوبيه بجميع أطيافها لايمكن أن يتحقق له إلا باقتلاع جذور الجنوب والجنوبيين من التاريخ العربي . وبالطبع الاقتلاع لا يأتي إلا من خلال التحايل والتزوير والتحريف والتبديل.
وربما من أشد الاشياء التي كان ولازال يركزعليها نظام صنعاء هو يمننة كل ماهو جنوبي عربي وصبغها بألوان علم الجمهوريه العربيه اليمنيه الثلاثه .. مسخراً كل طاقاته وقدراته لهذا الطمس والتزوير الممنهج والمبرمج ،فبدأ بتغيير أسماء الشوارع والميادين والمدارس بل وطال التغيير المعالم والمرافق العامه والتاريخيه في كل أرجاء الجنوب .

وما سأحاول أيضاحه هنا هو التزوير المتعمد والممنهج والذي ينتهجه نظام صنعاء لكتب التاريخ التي تتناول تاريخ الجنوب العربي ليستبدله بمسمى ((اليمن الجنوبي)) ليكرس مفهوم عودة الفرع الى الأصل أكثر وأكثر.
كنت أبحث عن بعض الكتب التاريخيه التي تناولت تاريخ الجنوب العربي القريب أي ما قبل الأستقلال ،وقد رصدت كتابين الأول لـ (هارولد إنجرام) واسم الكتاب (Arabia and the Isles ) ،والثاني لـ ( فان دير ميولن ) واسم الكتاب (Aden to Hadhramaut. A Journey in South Arabia. ) وأثناء بحثي عن الكتب في إحدى المكتبات وجدت كتاباً يحمل أسم الكاتب ( فان دير مولين) وكان عنوانه (دانييل فان ميولن في فيلكس ارابيا) وبدون تردد أخذته ،ورغم أني لاحظت أن أسم الكتاب مختلف عن ما كنت ابحث عنه وكذلك الطبعه حديثة جداً والكتب التي انشدها بعضها طبع في عام 1947 .. وكانت المفاجأه عند قرأتي لأول صفحة .
الكتاب هو عبارة عن البوم للصور قام بنشره احدى المنظمات الهولنديه ذات الأنشطه الخيريه الدوليه بالتنسيق مع سفيرة اليمن في هولندا آنذاك أمة العليم السوسوه وزوجها محمد جرهوم وسفارة المملكة الهولنديه في اليمن ومتحف تروين كيت في أمستردام ويحتوي الألبوم على مقتطفات من مؤلفات ميولن بالأنجليزيه مع ترجمة لها بالعربيه . وقبل تفنيد بعض المغالطات والتحريف الواضح الذي أحتواه هذا الكتاب يجب الوقوف على بعض النقاط المهمة ومنها :
- في عام 1931 م كُلف ميولن لتسليم رسالة لإقامة علاقة بين هولندا والإمام يحيى فذهب الى الحديدة ومن ثم تنقل ( على الحمير) من الحديدة الى صنعاء وقابل الأمام الذي كان حذراً في التعامل مع الغرب.وبعد انتهاء المهمه عاد الى الحديدة ومن ثم انتقل الى عدن بواسطة السفن الشراعيه.
- حاول في نفس العام القيام برحلة الى حضرموت ونجح في استخراج تصريح من السلطات البريطانيه في عدن التي كانت تمانع لخطورة الوضع في حضرموت نتيجة الصراع القبلي الدائر فيها، ولكنه نجح في استخراج التصاريح ليصحب معه الدكتور هرمان فون وسمان عالم الجغرافيا الالماني الذي وضع فيما بعد أول خريطه جغرافيه لوادي حضرموت منطلقين الى حضرموت برغم تحذيرات السير برنارد رايلي لهما وقد اوقفا رحلتهما في طريق عودتهما الى عدن بعد أن أشتد القتال في وادي حضرموت فسلكا طريق البحر من المكلا الى عدن.
- في عام 1939م قام ميولن وبرفقة عالم الجغرافيا الالماني برحلة ثانيه من عدن الى حضرموت ولكن هذه المرة مروراً بالسلطنات والمشيخات (والتي توتر بها الوضع) في الجنوب العربي في رحلة إستكشافيه علميه بحته لمناطق الجنوب العربي والربع الخالي (الغامض) والذي لم يُستكشف بعد.
- في عام 1942م قام ميولين برحلة دبلوماسيه أخرى لليمن (المملكة المتوكليه) لأيصال رسالة للإمام للتأكد من حياد اليمن وعدم انحيازها لصف الألمان ضد بريطانيا وأثناء هذه الزيارة ألتقط العديد من الصور التي يحتفظ بها المتحف في امستردام الى اليوم .
- قام ميولن بتأليف كتاب طعمهُ بالعديد من الصور النادرة للجنوب العربي وأسماه (من عدن الى حضرموت رحلة في الجنوب العربي) .

والآن نقف على محتويات هذا الألبوم والتحريف المتعمد والتزوير المتعمد من قبل نظام صنعاء :
- إستخدام إسم فيليكس أرابيا أو (Arabia Felix) في عنوان الالبوم المطبوع بالترتيب مع سفارة اليمن في هولندا برغم أن ميولن (الدبلوماسي) الذي التقط الصور الذي أحتواها هذا الألبوم قد أشار الى الجنوب العربي والذي كان تحت الحمايه والوصايه البريطانيه وسماه (South Arabia)وأشار الى اليمن الذي كان تحت حكم أمام الدولة المتوكليه وسماه ( Yemen ) في جميع مؤلفاته وكتبه ومذكراته .. ثم أن هذا الألبوم لم يذكر هذا اللفظ (فيلكيس أربيا) لا من قريب ولا من بعيد فكيف يوضع هذا الأسم عنواناً له !! .. هذا بالإضافة الى أنه لم يُستخدم هذا اللفظ (فيليكس) الا من قِبل الأغريق.
- عمد من كان وراء إختيار الصور في الألبوم المحرف الى دمج الصور النادرة التي ألتقطها ميولن لمناطق مختلفه من حضرموت مع الصور التي ألتقطها لصنعاء وقاع اليهود .. ليوحي للقاريء أو المتصفح بأنها كانت موحدة أو كياناً واحداً ... ومتجاهلاً في نفس الوقت جميع الصور النادرة التي أخذت لباقي مناطق الجنوب العربي والتي وضعها ميولن الى جانب صور حضرموت في مؤلف واحد.
- تم التزوير والتحريف في النص الأنجليزي وكذلك الترجمه فكلما جاء ذكر (الجنوب العربي) تم تحريفه الى (جنوب اليمن) أو كما جاء في الصفحه24 التي جاء فيها اسم الكتاب الذي ألفه ميولن (Aden to the Hadhramaut. A Journey in South Arabia.) وترجم الى العربيه على النحو التالي (من عدن الى حضرموت ..رحلة في جنوب الجزيرة العربيه) ..!!

من هنا يتضح لنا جلياً مايقوم به نظام صنعاء من محاولات لطمس الهويه الجنوبيه العربيه عن طريق تلك الخطط لتزوير تاريخنا الجنوبي العربي وتحويله الى جنوبي يمني ...
الشيء الذي يحمّلنا كجنوبيين مسؤلية توضيح مثل هذه الثوابت التاريخيه لمن يجهلها وخصوصاً لجيل الشباب وكذلك إعادة إحياء الروح الوطنيه الجنوبيه العربيه،والتي حاول تهميشها النظام الذي كان يحكم الجنوب سابقاً وفشل.. ويحاول طمسها والغاءها نظام صنعاء المحتل للجنوب وسيفشل بإذن الله فهذه ارضنا وهويتنا وتاريخنا وسندافع عنها الى ما لا نهاية ... وغداً سيأتي يوم نكتب فيه تاريخ الجنوب ونصححه بعد أن نطرد الإحتلال.


قطفـوا الزهرة.. قالت من ورائي برعم سوف يثور
قطعوا البُرعم.. قال غيره ينبض في رحــم الجذور
قلعوا الجذر من التربة.. قال إنني من أجل هذا اليوم خبأت البذور
كامن ثأري بأعمـاق الثرى ...
وغداً سوف يرى كل الورى ...
كيف تأتي صرخة الميلاد من صمت القبور
تبــرد الشمس ولا تبــرد ثارات الزهـــور

شعر/أحمد مطر

* أرفق مع هذا الموضوع بعضاً من الصور النادرة في كتاب ميولن (من عدن الى حضرموت رحلة في الجنوب العربي) والتي سوف أعرضها في منتديات صوت الجنوب في وقت لاحق .





بو خـــالـــــــد
5/6/2007
آخر تحديث الجمعة, 08 يونيو 2007 18:31