4 مشكلات عجز عن حلها العشوائية في مجاري الحبيلين وثلاثة من أسواقها طباعة
عام - تحقيقات
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأحد, 25 يناير 2009 07:13
صوت الجنوب/2009-01-25
تعتبر مدينة الحبيلين بمحافظة لحج أحد المدن الهامة بالمحافظة، سكانها خليط من جميع المحافظات وإن كان أبناء يافع أكثرهم، فسكانها يبلغ حسب تقدير الأهالي (80.000 ) نسمة تقريبا، وهي تقع على الخط العام الذي يربط عدن الضالع صنعاء.

هذه العمارة تحيط بها البيارات من جميع الجهات

وتعد المدينة الاقتصادية والتجارية الأولى لأبناء هذه المديرية في المحافظة الذين يتوافدون إليها يوميا لقضاء متطلباتهم الحياتية ..غير أن هذه المدينة الجميلة رغم أهمية ما شهدته من نهضة عمرانية متطورة لازالت تعاني الكثير من المعوقات التي تعتبر الأهم (كمياة الصرف الصحي)، ومكان سوق الحيوانات والأسماك والقات الذين سببوا الكثير للساكنين بقربهما.

«الأيام» كعادتها قامت بجولة استطلاعية في نواحي وحارات المدينة ورصدت تلكم المعانات :

عام ولى وآخر أتى وحكاية المجاري لا تنتهي

تشكل مياه المجاري والبيارات المنتشرة بين أحياء مدينة الحبيلين الكارثة التي تزلزل وتهدد وقاية وسلامة المواطنين ويتمثل ذلك باختلاط مياه المجاري مع حياة الناس وخلال الجولة في المدينة التقيت الأخ عبدالخالق محمد قائد العيسائي، فتحدث شارحا عن وجود بيارات مجاري تطفح بمخلفات في قطعة أرضيته التي يريد أن يؤمن بها مستقبله ومستقبل أولاده، إضافة إلى أن الأرضية بالقرب من أهم من يحفظ صحة السكان (مستشفى ردفان العام).

وقال: «إن مياه المجاري تفيض بما تحتويه وتطفح بمخلفاتها في أرضيتي، وكذلك بجوار كل منزل في حارتنا مما أعاقني في القيام بالبناء عليها، كما تسببت في نقل الأمراض والأوبئة والضجر بسبب الروائح الكريهة بشكل يجعلهم يكرهون العيش في منازلهم، ويريدون المغادرة والبحث عن مساكن بعيدة، كما ترى حال هذا الأستاذ الذي أغلق منزله وغادر وكذا منزل عضو المجلس المحلي مغلق ولم يعش فيه».

وأضاف: «بجانب الروائح الكريهة المنبعثة من هذه المجاري الطافحة. فهي تعد سببا رئيسا لنقل الكثير من الأوبئة والأمراض ومصدر رئيسي لتلوث البيئة الطبيعية ومنظر مشوه لجمال عاصمة المديرية وحضارة أهل ردفان».

واستطرد: «للأسف الجهات المسئولة والمعنية، وفي مقدمتها السلطة المحلية لم تعمل شيئا يذكر فهم، يعلمون مدى الأضرار الناجمة عن تسرب مياه المجاري التي تحمل المخلفات الآدمية بين أحياء المدينة السكنية وأزقتها وما تنشره من أمراض ومخاطر على صحة المواطنين وكذا الروائح التي تزكم الأنوف في كل نواحي وحارات مدينة الحبيلين، حيث إنهم لم يحركوا ساكنا تجاه ما يجري وكأن شيئا لم يعنهم، بل إن عند إبلاغهم أكثر من مرة وعبر الصحف بهذه الوضعية المزرية لا نجد منهم إلى الوعود الكاذبة التي يضحكون من خلالها علينا».

واختتم حديثه بمناشدة السلطة المحلية ومكتب الأشغال والبلدية وكل الجهات المعنية ضرورة عمل الحلول العاجلة لإنقاذ حياة المواطنين من مثل هكذا وضع مزر بعمل المشروع العام الذي يضم جميع مياه مجاري الأحياء السكنية وردم هذه المستنقعات الآسنة التي تهدد حياة وصحة المواطنين».

سوق أسماك وساكنون مغادرون

سوق الأسماك هو الآخر لا يقل أهمية ومعانات عن ما يعانيه القاطنون بالقرب منه، حيث الروائح الكريهة وتكدس المخلفات أسابيع بل أشهر مما جعل كثير من الساكنين في هذه الحارة ينقلون مساكنهم، هذا ما قاله أحد ساكني الحارة (رشاد قاسم أحمد العيزبة): «الوضع كما ترى مزر ومخز أن ترى أهم سوق لغذاء الآدميين وضعه هكذا، حيث إن القمامة ومخلفات الأسماك ترمى لأسابيع وشهور ولا يتم نقلها إلى مكان بعيد عن المدينة كذلك ما تسببه من روائح كريهة تجعل الساكنين يغادرون منازلهم بسبب ما تنقله هذه الروائح من أمراض وأوبئة وعيش لا يطاق، وأحيانا كما ترى البيارات تتشقق هي الأخرى فيتدفق ما تحويه في السوق مما يجعل الأسماك غير صالحة للأكل الآدمي».

موضحا أن «سكوت سلطات المديرية عن هذه الوضعية المزرية استرخاصا بحياتهم وصحة سلامتهم، حيث عبركم أناشد الجهات المعنية القيام بدورها المسؤول بالنظافة باستمرار أو نقل هذا السوق إلى مكان أبعد عن الساكنين، حيث يعتبر هذا المكان غير مؤهل في وسط الحارة».

ومن الحيوانات معاناة

سوق (المواشي) هي الأخرى سببت ويسبب جالبوها إلى الأسواق مشاكل للساكنين بجوار السوق حيث تحدث إلينا الأخ محمد داؤود الصهيبي صاحب محل وعمارة بجانب السوق قائلا:«على الرغم من المساحة الشاسعة المفترضة للسوق إلا أن البائعين يأبون إلا أن تكون لهم يد في تشويه منظر المدينة وإعاقة حركة السير وإزعاج الساكنين، حيث يعتبر يوم السوق الأسبوعي عطلة رسمية مع أبنائي وبناتي وجميع أبناء الحارة لعدم تمكنهم من المرور أمام البوابة الرئيسية للعمارة، حيث تلاحظ في الصباح زحمة المواشي على بوابة العمارة ومربوطة الى الأبواب وقاطعة الشارع العام الرئيسي وكذا المحلات التجارية مغلقة في هذا اليوم بسبب العرقلة».وأضاف: «أناشد عبركم السلطة بالمديرية لاتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة والعمل على تنظيم البائعين وجعلهم في المكان المخصص للسوق».


مجاري الحبيلين تطغى على الشوارع
وللـ(مقاوتة) ما تبقى من المعاناة

سوق القات هو الآخر كانت له اليد الطولى فيما يسببه من عرقلة حركة السير للمركبات بسبب خروج البائعين والمتجولين عن المكان المخصص داخل السور مما جعل حركة المرور مزدحمة جدا هذا ما قاله الأستاذ فضل محمد أحمد (سائق باص) حيث قال: «سوق القات كما ترى مكانه داخل هذا السور على الرغم من تجهيزه .

إلا أن الباعة والمشترين يأبون، على الرغم ما تشهده المدينة من ازدحام إلا أنه تم فتح خطين إلا أن الزحمة والعرقلة لازالت مستمرة، حيث إن فصل الصيف وحرارة الشمس اللاذعة يجعل كثير من المركبات تنتظر لوقت طويل حيث يتأخر الطلاب عن امتحاناتهم أيام الامتحانات والمرضى بسببهم.

ولم تقم الجهات المعنية باتخاذ الإجراءات بحزم تجاه المخالفين وإعادتهم إلى أماكنهم المخصصة».

المجانين.. الظاهرة الناقصة

الأستاذ فارس حسن عبيد العيسائي قال: «يلاحظ المتجول في هذه المدينة ظاهرة انتشار المجانين بكثرة هذه الأيام في كل الشوارع والجولات والأزقة مما جعل المواطنين وخاصة فئة الأطفال طلاب المدارس من الفتيات والصبيان عرضة للخوف والهلع مما قد يترتب عليه حالة الفزع وإن كان بكثرة هذه الأيام ..والجهات المسئولة دورها في هذا الجانب غائب تماما»

مقتطفات أخيرة :

«الأيام» أدت دورها في نقل صورة المأساة التي يعانيها أهالي الحبيلين من مياه المجاري التي ترتب عليها صحة الإنسان وسلامته والمعانات الأخرى التي تشوه منظر المدينة أمام أعين المسئولين وتضع هذا التساؤل على طاولتهم.



عن «الأيام» سعدان مسعد اليافعي

آخر تحديث الأحد, 25 يناير 2009 07:13