كلمة الاستاذ حسن باعوم في افتتاح لقاء التصالح والتسامح المكلا طباعة
سياسة - اللقاءات الجنوبية
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الأربعاء, 13 يونيو 2007 15:00
صوت الجنوب /عدن نيوز/2007-06-13
كلمة الاستاذ حسن باعوم في افتتاح لقاء التصالح والتسامح

والتضامن في المكلا/حضرموت 22 مايو 2007

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الأمين و الحمد لله الذي هدانا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله
 .
أيها الإخوة الأعزاء:

إنه لمن دواعي البهجة والفرح أن نلتحم اليوم في هذا اللقاء لنسطر ملحمة إنسانية رائعة لم يشهدها جنوبنا الحبيب عبر التاريخ ,وهي ملحمة إنسانية بكل المقاييس ,وقد شاء الله جلة قدرته أن يجعل هذا المشروع الوطني و الإنساني على أيديكم وبقية إخوانكم الناشطين في ربوع الجنوب ومن أخذوا على عاتقهم مسؤولية هذا المشروع التسامحي والتضامني الذي يخلص أبناء الجنوب من الخصومة السياسية الناتجة عن صراعات الماضي كل الماضي .تلك الصراعات التي استهلكت كل ما لدى الجنوب من ثروة إنسانية ,وهي العقل الإنساني الناضج ... والمؤسس لمستقبل أفضل من العلاقات والتلاحم الوطني يعوض
عن الماضي ويضمد جراحه
.
أيها الإخوة والأخوات:

إن الماضي كان مؤلما حقا ,ولكن حاضرنا اليوم أكثر ألما,لقد استلهمتم من الماضي العبرة ,ومن الحاضر المعاناة ومن المستقبل الأمل.
إن التسامح والتصالح مسألة مهمة ,ولكن التضامن هو الأكثر أهمية وعليه يتوقف الالتحام الوطني الكبير , والتغلب على آثار صراعات الماضي و به يشتد العضد ويقوى الساعد ونصد المظالم عن أنفسنا .

أيها الإخوة والأخوات:

أن الظلم قد شمل الجميع أغنياء وفقراء وأصبح الكل يشعر بالغبن والقهر ,والتخلص من الغبن لا يأتي بالأماني ولكن بالعمل الجاد وبالتلاحم فقط يمكن التخلص منه والتلاحم لا يتحقق إلا من خلال التضامن , والتضامن يتطلب من الجميع السمو فوق جراح الماضي والتطلع الى المستقبل.
إن من يعتقد أن الظالمين سيكفون عن ظلمهم طائعين فهو في وهم ومن يعتقد أنه يستطيع الهروب من الظلم والتخفي منه فهو واهم أيضا. ومن يفكر أنه قادر على مواجهة الظلم بشكل منفرد فهو مجنون . ولهذا فالالتحام مطلوب من اليوم قبل الغد .وأن لا نخشى أي نتيجة لأننا سنواجهها متحدين وبكل قوة,وأحذر الجميع من التراخي والخذلان .
أيها ألإخوة إن من يدعوكم الى غير ذلك فإنما يدعوكم الى الخذلان والاستسلام والعبودية مقابل جبن يشعر به أو مصلحة يروجوها من جلادكم ويريد تحقيقها على حساب كرامتكم وحقوقكم .وشتان بين من يدعوكم الى حفظ الكرامة ومن يدعوكم الى التفريط بها , وأنتم أقدر على التحليل والفهم.

أيها الإخوة والأخوات:

إنما يدعو الى الاستغراب والحيرة أن نجد بين صفوفنا من يعاني مما نعاني ويتألم كما نتألم , لكنه ينظر لنا, كيف نخضع ونستسلم للأمر الواقع . ونقبل حياة الذل والمهانة .وينعت طلاب الحق بالتشدد وعدم الواقعية بل والجنون , ويتناسوا أن الجنون هو القبول بحياة الذل أي كان لونها أو شكلها .وان التنظير لحياة المهانة هو جبن وخنوع لا يبرره المال الحرام الذي يحصده هؤلاء من الفساد الذي يسحقنا جميعا ,لان الكرامة لا تبادل بالمال ,ولكن المال وسيلة لحفظ الكرامة .
ألا يستوعب هؤلاء المتخاذلون !!! وإننا على ثقة بأن هؤلاء سيظلون محلقون خارج سرب التسامح والتضامن ,ولكنهم لن ينالوا من إيمانكم وقناعتكم بسلامة مشروعكم وصدق مقصدكم .فستحصدون خير عملكم وسيجنون هم خيبات أعمالهم .

أيها الإخوة والأخوات:

إن التسامح والتصالح والتضامن على قدر أهميته , فأنه لا يكتمل إلا بمشروع سياسي يحدد العلاقة الوطنية والسياسية التي تضمن حقوق الجميع كيف تدار هذه الحقوق وكيف يتم المحافظة عليها دون هيمنه سياسية أو جهويه أو اجتماعية.وهو ما يجب علينا صياغة مشروعه على قاعدة المساواة والحرية و الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان في إطار بناء دولة وطنية اتحادية ,وحكم محلي واسع الصلاحيات ,ومؤسسات فاعلة تقوم بمسؤولياتها الوطنية .

أيها الإخوة والأخوات:

إننا لم نكن ضعفاء إلا عندما تمزقت لحمتنا ولم نكن متخاذلين عن حقوقنا إلا عندما فقدنا القدرة على تحقيق الالتحام لأنفسنا وإدارته .فوجد الفاسدون في أنفسهم قوة علينا وتمكنوا من سلبنا حقوقنا وإلحاق الضرر بنا.فأن نحن أصبحنا ملتحمين وأقوياء عجز الفاسدون وخذلوا.

أيها الإخوة والأخوات:

إن حقوقنا سلبت عندما سلبت الأرض .وأمتنع الطامعون عن الاعتراف لنا بأي حق بعد أن سطوا على الأرض التي هي مصدر قوة لمن يسيطر عليها.ونحن ليس من مصلحتتنا المطالبة بالحقوق الثانوية ونترك الحق الرئيس الذي هو أن نجعل الأرض هي القاعدة التي نقف عليها وهي مصدر الحقوق .فدعونا نجعل الأرض هدفنا ومطلبنا وتتوحد جهودنا من أجل المطالبة بها واستعادتها.
وفي الختام لا يفوتني أن أتوجه بالتحية الى كل شهداء الجنوب الذين سقطوا طوال سنوات القهر والظلم الممتدة من 771994م حتى اليوم وأطالب الجميع أن يقطعوا على أنفسهم العهد لهؤلاء الشهداء أن لا يتخلوا عن دمائهم الطاهرة حتى يعاد لهم الاعتبار.
كما أحيي كل المناضلين الشرفاء في كل مكان العاملين بكل بسالة في ظل الظروف المعقدة والخطيرة من أجل إعلاء حق الجنوب المغدور به ,واستعادة كل حقوق أبناءة المسلوبة عدوانا وبغي سواء كان هؤلاء المناضلون في الداخل أو الخارج كما أحيي تضحيات هؤلاء المناضلين أينما كانوا وأنها ستضل دينا على كل مواطن في الجنوب يتطلب الوفاء به عبر الخروج من دائرة الخوف ومستنقع الذل.كما لا يفوتني مناشدة كل الإخوان الذين يخدمون العابثين والفاسدين الذين يعيثون في الجنوب فسادا أن يفيقوا من سباتهم ويعودوا الى صحوة الضمير وفي الوقت نفسه أتوجه بصوت أعلى مناديا قيادة الجنوب الذين كانوا يعتلون كراسي السلطة فيه يوما من الأيام واكتسبوا منه جاه السلطة وبريقها ,أن يقوموا بواجبهم تجاه محنة أبناء الجنوب الذين هم فيها ,وأن لا يتناسوا لحظة أنهم يتحملون مسؤولية هذه المحنة كل بحجم مسؤوليته.
وفي الوقت نفسه فأني أعبر عن استهجان كل أبناء الجنوب تجاه كل مسئول فيه تناسى مسؤوليته ذهب ليقدم نفسه خادما مطيعا لينال رضا من يعبث بالأرض والسكان في الجنوب ولم يتذكر إن عليه مسؤولية نجاه ذلك لمشاركته في صنع المحنه التي هو فيها.
وتحية وألف تحية للمناضلين بصمت الإخوة في اللجنة التحضيرية للقاء التسامح والتصالح والتضامن الوطني في محافظة حضرموت الذين أنجزوا مشروع وثيقة التسامح والتصالح والتضامن التي ستقدم لكم اليوم في هذا اللقاء والتي بذلوا فيها جهدا مضنيا بإرادة حرة لم يفرضها عليهم أحد بقدر ما فرضتها قناعتهم وإيمانهم بأهمية المبادرة لانجاز مثل هذا المشروع.
المجد لكل الصامدين في الجنوب بالرغم من كل ظروف الاضطهاد المجد لكل المنافحين عن الحق الجنوبي في كل مكان والشكر لمن يتعاطف مع معاناة أبناء الجنوب و يعترف بحقوقهم المسلوبة.
الخلود لكل شهداء الجنوب في الماضي والحاضر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


المكلا
2252007م

آخر تحديث الأربعاء, 13 يونيو 2007 15:00