لغة الإعلام في ظل حوسبة اللغة العربية - بقلم-الدكتور زهير عابد طباعة
مقالات - صفحة الدكتور/ زهير عابد
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الخميس, 17 ديسمبر 2015 03:17

يقع البعض من الإعلاميين في أخطاء لغوية عند إعداد وصياغة الرسالة الإعلامية، وهذا يعيق وصول الرسالة وفهمها بطريقة سهلة وسلسلة بالنسبة للقارئ، الذي بحاجة ماسة إلى بساطة الأسلوب وسهولة التعبير، مع المحافظة على قوة مضامينها ورصانة معانيها، في كلمات ذات تأثير فعال على جذب القارئ والتأثير عليه.

لذا مطلوب منا أن نحمي اللغة العربية من الكلمات النشاز والشواذ التي يحاول البعض إقحامها وإلصاقها في اللغة العربية من خلال الرسالة الإعلامية في الكثير من وسائل الإعلام العربية، من خلال بعض المثقفين المعدودين على الأمة العربية وهم في الأصل يخدمون أجندة خارجية مستشرقة من الغرب الذي لا ينكب على محاولة أذا الأمة بشتى الطرق ومنها

تغريب اللغة العربية من خلال وسائل الإعلام، على اعتبارها هي العولمة والثقافة التي يجب عليها أن نحملها لكي نستغني عن لغتنا.

ومن أدواتهم الحديثة وسائل الإعلام الجديدة وما تحمله من رسائل تحاول تشويش العربية والعمل على تغيير بعض مفرداتها، لذا سعى الباحثين العربي في التصدي لهذه الظاهرة، من خلال ما يعرف بحوسبة اللغة العربية بصفة عامة- وحوسبة المعجم بصفة خاصة- من الميادين العلمية التي ازدهرت حديثا، وازدادت أهميتها في عصر يتعاظم فيه دور الآلة والتقنية في صناعة المعرفة.

فاللسانيات الحاسوبية وتطبيقاتها أثارت موضوعات لغوية جديدة لم تتفطن لها من قبل، وأقحمت مفاهيم ومصطلحات مستجدة على هذا الميدان، مما أدى إلى تقديم رؤى جديدة غيرت من نظرتنا تجاه طبيعة اللغة. وأيقظت إفهامنا إلى دراسات لغوية من زوايا متعددة تخدم تطبيقات حديثة ، بحيث تحفظ للعربي لغته عند تعامله مع هذه التطبيقات فلا تضمحل صلته بموارد هويته بانتشار التقنية في التعليم والأعمال وبقية مناحي الحياة.

مما دفع الكثير من الباحثين ومنهم الباحثة الفلسطينية (إيمان دلول) على البحث في هذا الموضوع واستقصاء الآليات التي يستطيع بها الإنسان التعامل مع اللغة الطبيعية تحليلاً وتركيباً، ثم العمل على نمذجة هذه الآليات وتوصيفها:لأجل توظيفها على الحاسوب، وجعله يتمتع بكفاءات مقاربة لمهارة الإنسان اللغوية. والتي وقفت في دراستها على قضايا معجمية وصرفية، ودلالية مهمة، منها قضية عين الفعل، وتعدد المعاني وفق السياقات الممكنة، والمعاني المجازية وحدودها، وقضية التشتت الدلالي في اللغة العربية.

إن مقومات اللغة العربية نفسها تحمل في جيناتها ما يجعلها تتبوأ المقام الأول لو استفدنا أيما استفادة من الأنطولوجيا التي تشتمل على المفردات مع مواصفات معانيها، فوجود المعاجم المحوسبة والموارد اللسانية المتاحة، مثل: المسارد، والمكانز، والمدونات النصية، تُعدُ الركيزة الأولى لبناء أنطولوجيا اللغة العربية؛ لأنها تعد الجيل الجديد في للمعاجم العربية.
وهذا يفتح الباب أمام العديد من المهتمين من إعلاميين وكتاب ومؤلفين ومحررين، لتحرير النصوص الإعلامية، والاستفادة من هذا المعجم في صياغة اللغة الإعلامية، وما يوفره من دعم فني في تصميم وإنجاز أنطولوجيا الأفعال العربية.

فالحلم بمعجم عربي- عربي موحد، أو محرك بحث مرن يشمل حل المعاجم العربية، يكاد يكون حقيقة؛ ولو تضافرت فيه كل الجهود وخلصت قبله كل النيات لتوحدت المعاجم في معجم واحد، فنحن أمة واحدة لدينا ما يوحدنا أكثر مما يفرقنا.
تاريخ: 8/12/2015م