حضرموت الصفح والتسامح - بقلم - ربيع بن مقلم الخليفي طباعة
مقالات - مقالات عامة
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الجمعة, 09 يناير 2015 20:53

مهما تحدثنا وسردنا من الوصف الحميد في حضرموت واهلها واسهبنا في الحديث عن مناقب فاضائلهم وتواضعهم ونظافة سريرتهم وصفحهم وتسامحهم وحبهم لفعل الخير , فلن نجد ما يمكننا من الايفاء بخصالهم الحميدة , وبحكم انني حضرمي الهوية شبواني المحافظة حسب التقسمات السياسية والادراية , فانني مهما

تحدثت عن حضرموت وابنائها اجد الاحساس يداهمني بان شهادتي في حضرموت اهلها ربما مجروحة , ولكن اظن ان لابد من الحديث عن من يستحق الثناء وان كان من ابناء الجلدة , ولاشك ان هناك اختلاف في مفاهيم العمل بلغة الصفح والتسامح ومدى قيمتها الانسانية والاخلاقية والدينية بين منطقة واخرى وهنا ولا

انتقص من حق قبائل وشيوخ وحضروبدوا منطقتي الحضرمية الشبوانية ولا من قبائل عموم محافظات الجنوب ولكن للاسف فان كثير منها لا لا تمتاز بنفس خصال ابناء حضرموت المحافظة, وقد نعزوا الثقافة الحضرمية التسامحية واخلاقها الحميدة الى كثرت مشائخ العلم والفضيلة في حضرموت الذي تشبعوا بالاخلاق

التربوية من العقيدة الاسلامية الصحيحة وتم بواسطتهم نقلها الى ابنائهم . وايضا لا نغفل هجرات الحضارم المتنوعة لعدة بلداناعجمية وعربية واقتباسهم من الثقافات المختلفة ثم نقل الصالح منها دينيا واخلاقيا الى كل سكان حضرموت , حتى اصبح ابناء حضرموت قبائل وساده وشيوخ وحضر وبدوا على مدى تاريخهم

القديم والحديث , سباقون الى المواقف التسامحية الرائعة والمشرفة , فهم ناس حلوين المعشر بينهم ومع كل من يرافقهم او يسكن بقربهم وقد سبقة شهادتي في ابناء حضرموت شهادت كثيرين من اوطان عربية واعجمية……..
 والحقيقة لا اقول هذا الكلام من منطلق ما حصل اخيراً من موقف مشرف يضاف لرصيد ابناء حضرموت عندما تم اعفاء قبائل شبوة من الحكم في قضية اختطاف الولد سالم صالح عمر البطاطي , ولا انكر ان ذلك الموقف كان احد الدوافع لكتابت مقالي المتواضع وك شاهد حي استشهد بحصوله اليوم هذا تاريخ

17/3/ 2015م وهو اعفاء قبيلة البطاطي اليافعية الاصل حضرمية التربية والتآلف والتسامح والاعراف القبلية الحضرمية الاصيلة , الذي لاشك كان الاعفاء بموافقة واجماع ابناء حضرموت كافة … وانما منطلق من اعجابي بحضرموت الارض والانسان والذي لا تختلف عن قبائل الجنوب كافة الا انني

اميزهم عن غيرهم بالصفح والتسامح واللطف والمشورة الصائبة اكثر من غيرهم , ولاشك ان موقف قبائل حضرموت ومسامحتهم لقبائل شبوة برغم ما جرى لابنهم واشهد بانه موقف صعب قبلياً ولكن تغلب العقل الحضرمي على العاطفة يوووؤكد ما نحن نتحدث فيه عن حضرموت العلم والمنار ..
 ولما سبق فانني ادعوا كل قبائل وسادة وشيوخ وحضر وبدوا الجنوب كافة ان يقتدوا بابناء حضرموت وبثقافاتهم التسامحية في كل مجالات الحياة اجتماعيا وقبليا وانسانيا واخلاقيا وتعامليا, واتمنى ان تصبح الثقافة الحضرمية ثقافة عامة لكل ابناء الجنوب العربي من شرقة الى غربة ومن شماله الى جنوبية وخاصة منها

القبلية , ولا اعني الا ثقافة الصفح والتسامح الحقيقي والعفوا عند المقدرة النابع من عفوية الانسان الحضرمي وحبه لفعل الخير … فكيف لا .. وابناء حضرموت هم السباقون والعقلانيون في تسامحهم الدايم وكيف لا وهم اهل الشهامة والامانة والوفاء واهل الدعوة الاسلامية التي نشروا بها اسلامنا السمح في اكبر بقاع

العالم عددياً وكيف لهم من تحقيق ذلك الا بمفهوم التسامح والتغاضي عن الصغائر والتفاني في حب الخير ..
 اخيرا فل يسمح لي القارئ الكريم بتلك الابيات التي اهديها لقبيلة آل البطاطي خاصة ولابناء حضرموت عامة ..
 إذا قدحوا لي نار حرب بزنــدهم == قدحت لهم في كل مكـــــرمة زندا
 فإن يأكلوا لحمي وفرت لحومهم == وإن يهدموا مجدي بنيت لهم مجدا
 وإن ضيعوا غيبي حفظت غيويبهم == وإن هم هووا غيي هويت لهم رشدا
 وإن زجروا طيرا بنحس تمر بي == زجرت لهم طيرا تمر بهم سعدا
 ولا أحمل الحقد القديم عليهم == وليس كريم القوم من يحمل الحقدا..


 وتقبلوا الود والاحترم :

ربيع بن مقلم الخليفي