ارحلوا من أرض الجنوب.. فقد بلغت القلوب الحناجر_ بقلم د. حسين العاقل طباعة
مقالات - مقالات عامة
نشرها صبرنيوز - SBR NEWS   
الاثنين, 25 يونيو 2012 08:31
قالها بكل صلافة واستهتار أكبر خبراء جهابذة صناعة الأزمات السياسية باليمن الدكتور عبد الكريم الارياني، (لن تنالوا الانفصال على طبق من ذهب) مخاطبا الرئيسين الجنوبيين علي ناصر محمد والمهندس حيدر أبوبكر العطاس أثناء لقاء الارياني رئيس لجنة التواصل بهما في القاهرة يوم الجمعة 22 يونيو 2012م.
 ومثل هذا القول أو التصريح الصادر من رجل محترف على أساليب المكر والخداع، ومشهود له بمهارة حبك وهندسة فنون المؤامرات والمراوغات الدبلوماسية، والمتمرس على طباخة الاستشارات الكيديةـ يعد قولا خطيرا اوجزها بعبارة تحمل في مضامينها معاني سوء النوايا التي يضمرها نظام الاحتلال اليمني، وهي من وجهة نظر المحللين والمهتمين والمتابعين لتصريحات هذا الرجل الذي يعتمد عليه نظام سلطة صنعاء منذ سنوات طويلة، تدل دلالة واضحة وصريحة على مدى الاستعدادات المبيته والتجهيزات العدوانية لارتكاب أفظع المجازر ضد شعب الجنوب، كما يفهم من محتواها بأن هناك خطط اجرامية وأعمال تخريبية سيتم الاقدام عليها، في حالة حصول أبناء الجنوب على حقهم المشروع في تحرير أرضهم واستعادة دولتهم، وفرض المجتمع الدولي على نظام صنعاء بالرحيل واعادة كل ما تم نهبه والاستيلاء عليه بالقوة من ممتلكات عامة وخاصة في محافظات الجنوب المستباحة عام 1994م، وأيضا الزام سلطة الاحتلال بالتعويض المادي والعيني عن ما ارتكبته من ممارسات منكرة وانتهاكات غير إنسانية خلال سنوات التدمير والقتل والابادة المستمرة إلى حين يشاء الله بنهاية الطغيان والاستبداد .
 
 
 
وردا على هذا القول المستهتر والصادر من شخصية سياسية اسمها د. الارياني والمعروف بالدهاء وقدرات اصطياد ضحاياه بأساليب المكر والخداع، والذي لا يتحرك أو يستعان به إلا في القضايا العصية والحساسة، ولا يستخدم سوى في حالات الضرورة القصوى، وخصوصا إذا كان الطرف الآخر المتحاور أو المتفاوض معه يمكن استدراجه بسهولة إلى شباك القبول ببنود الاتفاقيات التي يكون فيها الارياني غير ملزم أو مسئول عن تنفيذها. لذلك نؤكد بأن ثقتنا بجدارة وحنكة ما يسمى بالقيادة الجنوبية الموقتة بالقاهرة في عدم المساومة أو التفريط بقضية الجنوب وفقا لما اعلنوه برفع سقف مطالبهم السياسية المنسجمة مع مطالب قوى الحرية والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية، تحت شعار (تقرير المصير واستعادة الدولة)؟!..هو الرد الحاسم والمناسب لقطع دابر مؤامرة الارياني وافشال مخططاته التدميرية.
 
 
 
ومع ذلك لا نخفي بأن لدى الكثير منا مشاعر من القلق، بحيث يتمكن هذا الجهبيذ من اصياد عواطف المخدوعين بأوهام وحدة الضم والإلحاق، فيدخلهم في نفق مظلم ويجرهم إلى متاهة توسيع دائرة الخلافات والتباينات الجنوبية، وعندها ينجح الارياني في تشتيت القيادات الجنوبية وتبادلها اتهامات التخوين فيما بينهم، وبالتالي يضمن لنظام الاحتلال اليمني من عدم وحدة الجنوبين وتحقيق مطالبهم السياسية التي يناضلون سلميا لأكثر من خمس سنوات من اجلها، وأيضا يؤمن لرموز النهب والفيد اليمني من استمرار بقاء خيرات وثروات أرض الجنوب تحت هيمنتهم الاستعمارية .
 
 
 
وبرغم هذه النوايا المعلنة والمحاولات المستميتة لتجاهل القضية الجنوبية والتقليل من أهمية وجودها والتبسيط واحيانا الاستخفاف من جدية ومشروعية أهدافها الاستراتيجية، بل والتنكر المتعمد لجسامة التضحيات البطولية التي قدمها شعب الجنوب من شهداء وجرحى ومعتقلين ومفقودين، وما زال حتى اليوم يجترح مأثرها البطولية بكل عزيمة واصرار في العاصمة عدن وفي المكلا وفي مختلف مناطق الجنوب، له خير برهان على حتمية انتصار قضية الجنوب، وذلك برحيل جحافل الاحتلال اليمني من أرض الجنوب، واستعادة الحق المسلوب، مهما  حاول المارقون وخبراء البغي والخداع من تجريب المجرب، ومن اللعب في الوقت الضائع، ومهما خرج به لقاء القاهرة من حلول ومعالجات لا ترتقي إلى مستوى الاعتراف بعدالة المطالب السياسية لشعب الجنوب، والقبول الرسمي والعلني بالاعتذار والانسحاب والتعويض وبأشراف إقليمي ودولي، فأن قول الفصل دون ذلك سياتي لا محال حتى وأن طال مداه؟؟ أو ظن المستهترون أن خيار النضال السلمي سيستمر في ظل استمرارية النهب والقمع والبطش وتدمير ممتلكات شعب الجنوب الرازح تحت وطأة الاحتلال اليمني المتخلف..
 
 
 
وخلاصة القول.. نقول: لنظام الاحتلال اليمني (ارحلوا من أرض الجنوب فقد بلغت القلوب الحناجر) وآن لكم أن تفيقوا من زهو انتصاركم ومن عربدة وغرور قواتكم العسكرية.. وفي الوقت نفسه نقول لقيادة وقواعد الحراك السلمي خذوا ما قاله الارياني على محمل الجد، ونقترح عليكم أن تستوعبوا أهمية دوركم وسرعة قيامكم بالمهمات التالية:
 
 
 
1-الاستشعار بدرجة الخطورة ونوايا التخريب والتدمير المتواصل من قبل سلطة نظام صنعاء لمقومات البنية التحتية ومصادر الحياة الاقتصادية والاجتماعية، والتي وصل بها سلوك الإجرام إلى تخريب محطات توليد الطاقة الكهربائية وانقطاع تموينات المياه وربما يصل بهم الأمر إلى ما هو أسوء من ذلك وغير وارد في الحسبان .
 
 
 
2- تعزيز وتمتين أواصر المودة وعلاقة الثقة بين مختلف الهيئات والمكونات السياسية في الداخل والخارج، وبما يرسخ قيم التصالح والتسامح والتضامن بين أبناء الجنوب جميعا. ويساهم قولا وفعلا من قوة ومكانة الحراك السلمي الجنوبي.
 
 
 
3-التفكير الجدي بما هو واجب وضروري القيام به لحماية العاصمة عدن وعواصم المحافظات وكل مناطق الجنوب من الاختلالات والاختراقات الامنية، ومتابعة ما يحدث من محاولات عبثية للمرافق والمنشآت والممتلكات العامة.
 
 
 
4-الاستعجال بوضع الخطط البديلة لمواجهة الأوضاع الطارئة والمستجدات المحتملة وغير المتوقعة، بما في ذلك السبل الكفيلة لوقف الانتهاكات العدوانية وتمادي أجهزة النظام في ارتكاب المجازر الدموية ضد السكان الأبرياء داخل الأحياء السكنية لمدينة عدن وغيرها. نتمنى أن تعطوا ذلك جل اهتمامكم أيها المناضلون الأبطال والنصر حليفكم بمشيئة الله تعالى ..